البهاق الخفيف
لا يحدث مرض البهاق لكل الأشخاص المصابين به بنفس الدرجة، ولكن هناك درجات معينة منه ومن درجات البهاق: البهاق الذي يغطي عدد كبير من أجزاء الجسم، وهو النوع الأكثر شيوعًا، حيث تظهر البقع في أجزاء متفرقة من الجسم وليس في مكان محدد فقط. البهاق القطعي، وهو نوع من أنواع البهاق يظهر في المرحلة العمرية الصغيرة السن، ويتركز في جانب واحد من جوانب الجسم، ويستمر لفترات محددة ثم يزول بعدها. البهاق الوجهي، وهو أحد درجات البهاق التي يتركز فيها المرض في منطقة واحدة من مناطق الجسم
أسباب البهاق المفاجئ
لا يعد نقص عدد الخلايا الصبغية في الجلد واضح بشكل جيد؛ لذا وضع العلماء العديد من التفسيرات المحتملة لحدوث البهاق المفاجئ.
تعود أسباب البهاق المفاجئ الرئيسة إلى تعطل أو موت الخلايا المسؤولة عن إفراز صبغة الميلانين.
1. أمراض المناعة الذاتية
تعد أمراض المناعة الذاتية أحد أهم أسباب البهاق المفاجئ، في هذه الحالة يحدث خلل ما في جهاز المناعة، مما يؤدي إلى مهاجمته لخلايا الجسم.
يهاجم جهاز المناعة الخلايا المسؤولة عن إفراز الميلانين في الجلد، مما يسبب البهاق من النوع غير المقطعي، وهو نوع البهاق أكثر الأنوع شيوعًا.
2. التدمير الذاتي
يؤدي حدوث خلل معين في الخلايا الصباغية إلى تفعيل وضعية الموت المبرمج.
تشير بعض الدراسات الأخرى أن الخلايا الصبغية تدمر نفسها بنفسها، لكن لم يتم إثبات أيًا من هذه الأسباب بدقة بعد.
نظرًا أنه لا يوجد تفسير دقيق للحالة فمن المتوقع أن مجموعة أسباب البهاق المفاجئ هذه مسؤولة معًا عن حدوث البهاق.
هل مرض البهاق معدي
لعل هذا السؤال هو الأكثر ترددًا حول البهاق، خاصةً مع حالة الهلع غير المبررة لدى غالبية الناس تجاه أصحاب الأمراض الجلدية عمومًا، نتيجة اعتقاد خاطئ أن جميعَها أمراضًا معدية يجب تجنب التلامس مع المصابين بها، ولو بمجرد المصافحة.
قولًا واحدًا، البهاق ليس مرضًا معديًا على الإطلاق بأي شكلٍ من أشكال العدوى، ولا توجد أية نظرية ذات شأنٍ قيدَ البحث العلمي، تربط بين حدوث البهاق وأية إصاباتٍ معدية. وما يفعله البعض من تجنب مصافحة مرضى البهاق أو أي شكلٍ من أشكال التلامس مع المناطق المصابة بالبهاق من أجسامهم لا محل له من الإعراب، ويسبب ضغطًا نفسيًّا كبيرًا على مرضى البهاق، ويفقدهم الثقة في أنفسهم في الاحتكاك بالمجتمع والناس.
هل الحكة من أعراض البهاق
في الوضع الطبيعي البهاق لا يسبب جفافًا أو ألمًا أو حكة أو تهيجًا في الجلد. البهاق تغير في لون الجلد فقط بدون حكة أو أثار آخرى، وفي بعض الأحيان قد تظهر الحكة المعممة والبهاق معًا وهذا بسبب وجود السكري.
مدة انتشار البهاق
البهاق عمومًا مرضٌ مزمن، يستغرق شهورًا أو حتى سنواتٍ في مراحل تطوره، ولا يمكن حتى الآن عمومًا التنبؤ بمدى أو مدة انتشاره. يتحول لون الجلد في المناطق المصابة إلى اللون الرمادي أو الأبيض تدريجيًّا، وقد يميل اللون إلى الوردي نتيجة الشعيرات الدموية الموجودة في ثنايا الجلد. ومناطق التقاء الجلد المصاب بالطبيعي قد تأخذ أشكالًا عديدة منتظمة أو غير منتظمة، وأحيانًا ما يتكاثف فيها صبغة الجلد. وغالبًا ما يمرُّ المرض بمراحل انتشار، فسكون، فانتشار، فسكون… وهكذا.
سبب البهاق نقص فيتامين د
وجدت دراسة أمريكية حديثة أنّ العديد من مرضى البهاق لديهم مستويات منخفضة من فيتامين د، وعدم كفايته في الجلد، وبشكلٍ خاص فيتامين د3 المعروف باسم كوليكالسيفيرول (Cholecalciferol)، والذي يتمّ تصنيعه في الجلد من خلال التعرض لأشعة الشمس، ويحدث النقص نتيجةً لأسباب الآتية:
- وجود خلل وراثي في مستقبلات فيتامين د في الجسم، مما يؤدي إلى احتقان الكالسيوم تحت الجلد وعرقلة التفاعلات التي يمر منها التربتوفان والتيروزاين للوصول إلى الميلانين المسؤولة عن الصبغة الجلدية، وبالتالي ظهور البقع البيضاء.
- عدم التعرض لأشعة الشمس بشكلٍ كافٍ، حيث يتمّ تصنيع حوالي 90% من فيتامين د من تأثير أشعة الشمس على الجلد، ونسبة الـ 10% المتبقية من المواد الغذائية، مثل: سمك القد، والسلمون، والسردين، والتونة، ولحم البقر، وصفار البيض، والفطر، والكبدة.
علاج البهاق نهائياً
الهدف من علاج البهاق هو تحسين مظهره وإيقاف توسّعه، ومن العلاجات الأكثر شيوعًا للبهاق:
- كريمات أو مراهم كورتيكوستيرويد.
- دواء مُعدِّل المناعة (تاكروليموس).
- التّعرّض لطول موجيّ محدّد من الأشعّة فوق البنفسجيّة.
- العلاج بمزيج من السورالين الموضعيّ أو الفمويّ والعلاج الكيميائيّ الضّوئيّ.
- إزالة التّصبّغ.
- الإجراءات الجراحيّة مثل ترقيع الجلد الذاتي، وهو نقل الجلد من المناطق غير المصابة من الجسم إلى المناطق المصابة بالبهاق.
علاج البهاق بالاعشاب
نظرًا لأنّ أسباب الإصابة بالبهاق غير معروفة، فإنّ العلاج الدّقيق غير موجود، لكن يمكن اتّخاذ بعض الإجراءات الوقائيّة المنزليّة ضدّه، ومنها ما يلي:
- البابايا: ثبت أنّ البابايا فعّالة ضدّ البهاق، وهي موجودة في علاجات البهاق الطّبّيّة، ويمكن فرك بقع الجلد المصابة بالبهاق بقطع البابايا، أو شرب عصيرها.
- أوراق الرّيحان: سيحفّز خلط أوراق الرّيحان مع عصير اللّيمون إنتاج الميلانين في البشرة.
- الجوز: قد يُساعد صنع عجينة من الجوز المطحون والماء في تقليل البقع البيضاء التي يسبّبها البهاق.
- الأطعمة الغنيّة بالزّنك: من المهم للغاية اتّباع نظام غذائيّ متوازن لمن يُعانون من البهاق؛ لأنّه يُقوّي الجهاز المناعيّ، ويرتبط انخفاض الزّنك بظهور البهاق؛ لذا يجب الحفاظ على الأطعمة الغنيّة بالزّنك يوميًّا.
- الأطعمة الغنيّة بفيتامين سي: تحتوي الفواكه الحمضيّة مثل البرتقال واللّيمون والجريب فروت على فيتامين سي، وهو فعّال في علاجات البشرة وعلاجات البهاق، ونقص فيتامين سي سبب للإصابة بالبهاق.
- الكركم: الكركم علاج منزليّ فعّال للبهاق؛ لأنّه يُنشّط مع مع زيت الخردل صبغات الجلد.
علاج البهاق نهائيا غير موجود؛ لأنّ أسباب الإصابة به غير معروفة بالتّحديد، وهذا يُصعّب إيجاد العلاجات، لكن يمكن الوقاية منه عن طريق استخدام واقيات الشّمس المناسبة، والحفاظ على نظام غذائيٍّ متوازن، والتّقليل من الإجهاد والتّوتّر، فمع أنّه ليس سببًا مباشرًا للبهاق، لكنّه يزيد بقعه، ويضرّ الجسم بأكمله.
