صحة عامة

ما المقصود بفقدان الثبات الانفعالي؟

ما المقصود بفقدان الثبات الانفعالي؟

فقدان الثبات الانفعالي

تسبب الاضرابات العصبية أو الأمراض التي تؤدي الى حدوث تلف أو اصابة في الدماغ في بعض الأحيان الإصابة بفقدان الثبات الانفعالي، والذي يُشار إليه أيضًا بأسماء أخرى؛ مثل: التقلقل، أو التأثير البصلي الكاذب (Pseudobulbar affect, PBA)، إذ تشير نتائج الدراسات والتقديرات في الولايات المتحدة الامريكية إلى أنّ عدد الاشخاص الذين يعانون من أعراض فقدان الثبات الانفعالي يتراوح ما بين مليونين الى سبعة ملايين شخص اعتمادًا على شدة الأعراض، إذ ينخفض العدد كلّما كانت الأعراض أكثر شدة.

يُعرَف فقدان الثبات الانفعالي بأنّه حالة من الاضطراب المزاجي الذي تؤدي الى معاناة الشخص المصاب بها من نوبات من الضحك أو البكاء المفاجئ المبالغ فيها والتي لا تتناسب مع الموقف ولا يُسيطر عليها، ويحدث هذا الاضطراب لدى الاشخاص الذين يعانون من أمراض واضطرابات عصبية تؤثر في طريقة تحكم المخ بالعواطف والمشاعر، وقد يسبِّب هذا الانزعاج والشعور بالحرج أحيانًا للمُصاب، ويؤثر في حياته اليومية، ففي هذه الحالة يستطيع الشخص الإحساس بالعواطف بصورة طبيعية، لكنّ التعبير عنها يبدو مبالغًا به، ولحسن الحظ، فإنّ علاج ذلك متاح والسيطرة على هذه الانفعالات بتناول بعض الأدوية.

ما أعراض فقدان الثبات الانفعالي؟

من العلامات التي يتعرض لها الشخص المصاب بفقدان الثبات الانفعالي والتي قد تسبب له الإحراج والقلق في الأماكن العامة الآتي:

  • نوبات كثيفة ومفاجئة من الضحك أو البكاء التي لا يُسيطر عليها، كما أنّها لاتتناسب مع الموقف، فمثلًا، قد يشعر الشخص المصاب بالسعادة لكنه يبدأ في البكاء ولن يتمكّن من التوقف، أو قد يشعر بالحزن ومع ذلك يبدأ بالضحك دون توقف.
  • الشعور بـالاحباط والغضب.
  • القلق.
  • تعابير الوجه التي لا تتناسب مع الموقف والعاطفة المسيطرة على الشخص.
  • قد يصاب الشخص بهذه النوبات من الضحك والبكاء عدة مرات في الشهر، وأحيانًا قد تتكرر عدة مرات في اليوم الواحد.

فقدان الثبات الانفعالي ومراجعة الطبيب

يجب على الشخص مراجعة طبيب الأمراض العصبية عند شعوره بوجود اضطراب أو مرض عصبي، أو عند الإصابة بأيٍّ من الأعراض السابق ذكرها، حيث السيطرة على الحالة ممكنة قبل تفاقمها بمساعدة اختصاصيي الأعصاب بالإضافة إلى الأطباء النفسيين.

ما أسباب فقدان الثبات الانفعالي؟

يُعتقد أنّ تلف قشرة جبهية أمامية‏ (prefrontal cortex) لمنطقة الدماغ والمسؤولة عن التحكم بالعواطف السبب الرئيس للإصابة باضطراب فقدان الثبات الانفعالي، ويُعتقَد أنّ للتغييرات في المواد الكيميائية والنواقل العصبية في الدماغ والمرتبطة بالاكتئاب والهوس دورًا في ذلك أيضًا، وتُذكَر الأسباب بشكل أكثر تفصيلًا على النحو الآتي:

  • التعرُّض لإصابة مباشرة على الدماغ.
  • الجلطة الدماغية، إذ يعاني نصف الأشخاص المصابين بالجلطة الدماغية من فقد الثبات الانفعالي.
  • ورم الدماغ.
  • الأمراض العقلية والخرف.
  • التصلب المتعدد.
  • التصلب الجانبي الضموري.
  • الشلل الرعاشي، والذي يُشار إليه أيضًا باسم مرض باركنسون.
  • الزهايمر.
  • مرض جريفز.
  • فرط نشاط الغدة الدرقية أو قصورها.

طرق تشخيص فقدان الثبات الانفعالي

من الصعب تشخيص الإصابة بهذا المرض من خلال نوبات الضحك والبكاء فقط لوجود هذه الأعراض ضمن حالات عصبية أو مزاجية أخرى؛ مثل: الاكتئاب والاضطرابات المزاجية. لكن ليتمكّن الطبيب المعالج من تشخيص الحالة يجب إخباره عن الأعراض ومدة استمرارها، ومتى بدأت، كما أنّه يلجأ الطبيب إلى إجراء بعض الاختبارات ليستطيع تشخيص الحالة بشكل صحيح وتجنب اختلاطها بحالات أخرى، فتُستخَم كلٌّ من الاختبارات الآتية لاستبعاد الإصابة بالاضطرابات الأخرى المُسبِّبة لأعراض مماثلة، ومن هذه الاختبارات:

  • تخطيط الدماغ الكهربائي (EEG).
  • استبيان مقياس الضحك والبكاء المرضي (PLACS): حيث الطبيب يسأل المريض عن النوبات والمدة الزمنية التي تستغرقها، بالإضافة إلى مدى ارتباطها بالمزاج والموقف الاجتماعي، ومدى الشعور بالضيق الذي يحدث بعد الانتهاء من النوبة.
  • استبيان مقياس العصبية – مقياس القدرة (CNS-LS): يجيب المريض عن الأسئلة المتعلقة بالأعراض التي يعاني منها، وكم مرة تحدث وتتكرر، بالإضافة إلى التعبير عن المشاعر المرافقة لهذه الاعراض.

هل يمكن علاج مرضى فقدان الثبات الانفعالي؟

لا يوجد علاج نهائي لمرضى فقدان الثبات الانفعالي، لكن توصف بعص الأدوية الفموية التي تساعد في السيطرة على نوبات الضحك والبكاء، والتقليل من حدتها وتكرارها، ومن هذه الأدوية:

  • الأدوية المضادة للاكتئاب: بعض هذه الأدوية فعّالة في علاج المصاب من أعراض فقدان الثبات الانفعالي، إذ تؤخذ جرعات أقل من الجرعات المستخدمة لعلاج المصاب بالاكتئاب.
  • ديكستروميتورفان / سلفات الكينيدين: مزيج من ديكستروميتورفان (dextromethorphan)، وهو دواء مثبط للسعال وجرعة صغيرة للغاية من كبريتات كينيدين (quinidine sulfate) المُستخدام لعلاج اضطرابات ضربات القلب أساسًا، وتبدأ الجرعة بكبسولة واحدة يوميًا، ثم ترتفع إلى كبسولتين في اليوم الواحد للوصول إلى الفاعلية القصوى للدواء.
  • أدوية أخرى: يستخدم المرضى علاجات أخرى في حال عدم استجابة المريض للعلاجات الأولى، ويعتمد اختيار العلاج على مدى تحمّل المريض للدواء، والاثار الجانبية الضارة للدواء وتفاعلاتها مع الأدوية التي قد تُستخدَم لعلاج حالات أخرى.

مضاعفات فقدان الثبات الانفعالي

قد تؤدي الأعراض الحادة لفقدان الثبات الانفعالي الى حدوث العديد من المضاعفات والتأثيرات في حياة الشخص المصاب، ومن أهمها:

  • التوتر والقلق.
  • الانعزال عن المجتمع والناس.
  • الاكتئاب.
  • التأثير في حياة العمل، والقدرة على تنفيذ المهمات والاعمال اليومية.
السابق
فوائد عجيبة للتحدث مع النفس!
التالي
لماذا يؤذي بعض الأشخاص أنفسهم؟

اترك تعليقاً