صحة عامة

علاج ضعف الثقة بالنفس

علاج ضعف الثقة بالنفس

ضعف الثّقة بالنفس

الناس كلهم قد يمرون ببعض الأوقات التي يشعرون بضعف في الثقة بالنفس، أو انتقاص من احترام الذوات وتقديرها؛ نتيجة تقلّبات الحياة التي يمرّون بها، وهو أمر طبيعي، لكن في حال استمرار هذه المشكلة لمدة طويلة فإنّها تُصنّف مشكلة نفسية تحتاج إلى العلاج، فضعف الثّقة بالنفس واحدة من الاضطرابات والمشاكل النفسيّة التي يُعاني منها عدد كبير من الناس من كل الفئات في أنحاء العالم، وتتمثّل في انعدام الثقة، والشعور بالحرج والارتباك عند الحديث إلى الأشخاص الآخرين، بالإضافة إلى شعور الشّخص بالسّوء تجاه نفسه، وتدني احترام الذات، والنقد السلبي للذات، والشعور المستمر بالذنب، إذ يُعاني المصابون بضعف الثقة بالنفس من سيطرة المشاعر والأفكار السلبية على حياتهم، وزيادة الحساسية التي تُسبب لديهم الأذى بسهولة عبر الأشخاص المحيطين به، مما قد يؤثّر في علاقاتهم بالآخرين، والفشل في الحياة العملية، إضافةً إلى اتخاذ القرارات السيئة والسلبية.

علاج المصاب بضعف الثقة بالنفس

يعتمد علاج المصاب بهذه الحالات على العلاج المعرفي السلوكي لتعديل الأفكار والسلوكيات السلبية التي يُعاني منها المصاب، ويبدأ الفرد بتطبيق بعض من هذه السلوكيات بمفرده، فهي فعّالة في تعزيز تقدير الذات، وتقوية الثقة بالنفس، ومن أهم هذه السلوكيات:

  • إيقاف التفكير السلبي، والتوقف عن الاستماع إلى النقد الداخلي: إذ من الضروري تحدّي الأفكار والمعتقدات السلبية التي تُسيطر على عقل المصاب، ويتضمّن ذلك الخطوات الآتية:
    • تحديد المعتقدات السلبية.
    • تحدّي الأفكار السلبية، واختيار عدم الاستماع إليها، وقد يبدو من المفيد تخيّل الشعور إذا كان شخص آخر يقول هذه الأشياء؛ مما يزيد شعور الغضب، ومحاولة إسكات هذه الأفكار وعدم الاستماع إليها.
    • تدوين الانتقادات السلبية على ورقة، وتدوين ردً عليها؛ ككتابة “أنا غبي”، والرد بكتابة “قد أعاني من صعوبات في بعض الأحيان، لكنني شخص ذكي وكفء بطرق عديدة”.
  • دعم الأفكار والمعتقدات الإيجابية: ينبغي التركيز على التفكير في كلّ ما هو إيجابي، وتدوين كلّ الأفكار الإيجابية والمعتقدات السليمة، والصفات الحميدة في قائمة، والرجوع إليها يوميًا، وقراءتها والتركيز على ما تحتوي عليه، وإضافة كلّ ما هو جديد إليها باستمرار.

نصائح لزيادة الثقة بالنفس

هناك عدد من النصائح التي تُطبّق لزيادة معرفة الذات وتعزيز الثقة بالنفس، ومن ضمنها:

  • وضع قائمة تتضمّن نقاط القوة، ومحاولة قراءتها وتعزيز هذه النقاط في النفس.
  • وضع قائمة تشمل الإنجازات المحققة، وإضافة أيّ إنجاز جديد، ووضعها في مكانٍ قريب، وقراءتها كل صباح، فهذه الطريقة تُحفّز التفكير الإيجابي في المستقبل.
  • الاهتمام بالنظافة الشخصية بالاستحمام وترتيب الشعر وتقليم الأظافر وغير ذلك.
  • ارتداء ملابس نظيفة وأنيقة لرفع ثقة الشخص بنفسه.
  • اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
  • تخصيص وقت خاص، وخلق أجواء جديدة، وتغيير الروتين.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • الحصول على قسط كافٍ من النوم يوميًا.
  • تقليل مستويات التوتر والإجهاد النفسي.
  • جعل مساحة المعيشة نظيفة ومريحة وجذّابة وزراعة بعض النباتات داخلها والاهتمام بها.
  • تحديد الأشياء الممتعة، وقضاء وقت كافٍ في ممارسة الهوايات والأعمال المحببة للفرد.
  • ممارسة نشاط فني؛ مثل: الشعر والموسيقا والرقص؛ للمساعدة في تفريغ الطاقة السلبية ودعم الثقة في النفس.
  • ممارسة تمارين الاسترخاء؛ كاليوغا.
  • البدء بتنفيذ كلّ الأعمال المؤجلة.
  • تقوية العلاقات مع الآخرين، وتوسيع دائرة العلاقات الاجتماعية، وتقديم المساعدات لهم قدر الإمكان.
  • الحصول على صديق أو قريب داعم للمساعدة في التعرّف إلى الذات وتحديد نقاط القوة، وقضاء أطول وقت ممكن معه.
  • تجنّب الأشخاص السلبيين، والأماكن المرتبطة بذكريات سلبية.

هل تُستخدَم الأدوية لعلاج المصاب بضعف الثقة بالنفس؟

يعتمد علاج هذه الحالات على العلاج المعرفي السلوكي والعلاجات النفسية، والتي تزيد من حب الفرد لنفسه وتقديره، وبالتالي زيادة الثقة بالنفس، ولا توجد أدوية أو عقاقير طبية، خاصّة لمعالجة حالات ضعف النفس، لكن في بعض الحالات التي تُسيطر عليها بعض الاضطرابات النفسية؛ كالقلق والاكتئاب. وتؤخذ بعض الأدوية لتخفيف هذه الأعراض، ومعالجة الحالة النفسية، وبالتالي تعزيز الثقة بالنفس، وتجدر الإشارة إلى أنّ كلّ هذه الأدوية تحتاج إلى الاستشارة الطبية، ولا تُصرف دون وصفة طبية، ومن ضمن الأدوية التي قد تُستخدم في علاج المصابين ببعض حالات القلق والاكتئاب:

  • الأدوية المعالجة للاكتئاب: بما في ذلك مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية، ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات؛ مثل: الإيميبرامين، ونورتريبتيلين، وأميتريبتيلين، ومثبطات الأكسيداز أحادي الأمين، وغيرها.
  • الأدوية المعالجة للقلق: ومن أهمّها المهدئات التي تساعد في استرخاء العضلات وتهدئة العقل عن طريق زيادة تأثيرات بعض الناقلات العصبية التي تنقل الرسائل بين خلايا الدماغ.

علامات ضعف الثقة بالنفس

إنّ وجود بعض العلامات والمؤشرات الفكرية والسلوكية قد يدل على الإصابة باضطراب ضعف الثقة بالنفس، ومن أهم هذه العلامات:

  • النظرة السلبيّة للذات، والاعتقاد المستمر بأنّه أقل من الآخرين.
  • النظرة السلبية للحياة، وسيطرة المشاعر السلبية؛ كـالاكتئاب أو القلق.
  • الشعور المستمر بأنّه على خطأ، وأنّه لا يمتلك المهارات أو القدرة على فعل أي شيء.
  • فقد القدرة على التعبير عن الأفكار، والمشاعر، والاحتياجات الخاصة.
  • التركيز على نقاط الضعف، واستمرار التفكير فيها.
  • الشعور بالخوف الشديد من الفشل.
  • الخوف والحرج من رفض أي شيء، أو قول كلمة “لا”.
  • الاهتمام بآراء الآخرين والتركيز عليها.

أسباب ضعف الثقة بالنفس

غالبًا ما يبدأ انخفاض احترام الذات في مرحلة الطفولة، إذ يستقبل الطفل رسائل إيجابية وأخرى سلبية من البيئة المحيطة به، فكلّ ما يقوله الآباء، أو المعلمون، أو الأصدقاء، أو حتى وسائل الإعلام يترسّخ في تفكيره، ويؤثر فيه، لا سيّما الرسائل السلبية، إذ غالبًا ما يحتفظ الطفل بالأفكار السلبية المنقولة إليه، كما أنّ رفع الآباء لسقف توقعاتهم بطفلهم يُحمّله طاقة تفوق طاقته، مما يؤدي إلى شعوره بأنّه فشل في تحقيق ما يريده الأهل، وأنّه لن يرتقي إلى مستوى توقعات الآخرين أبدًا، مما يتسبب في نشأة الطفل ضمن مشاعر سلبية تُحيطه بالخوف والحرج، وعدم تقدير الذات، وتتفاقم هذه المشكلة مع مرور الوقت، وتراكم التجارب السلبية، وقد تلعب الحياة بضغوطاتها وأحداثها الصعبة؛ كالمرض أو الحوادث المفجعة، دورًا كبيرًا في التأثير في ثقة الفرد بنفسه، مما يُولّد فردًا ذا شخصية سلبية يُحيط نفسه بالأفكار والمشاعر السلبية، فكلّ هذه العوامل تُساهم في تكوين فرد يفتقد إلى أدنى مستويات الثقة بالنفس.

السابق
كيف اتعامل مع اطفالي بدون عصبية
التالي
علاج الوسوسة

اترك تعليقاً