صحة عامة

كيف يؤثر الحجر الصحي على العلاقات الأسرية؟

كيف يؤثر الحجر الصحي على العلاقات الأسرية؟

الحجر الصحي

لا أحد منا كان جاهزًا لمثل هذه الظروف، فمنذ بداية أزمة فيروس كورونا ونحن نشعر بأننا مقيّدون بين الجدران؛ لذا قد تزداد لدى البعض مشاعر الغضب والتوتر والحزن خلال مدة الحجر الصحي، وعلى العكس من ذلك إذا كنت شخصًا انطوائيًا لا بد أنك شعرت بالسعادة لقضائك وقتًا أطول في المنزل، إلا أن البقاء مدّةً طويلةً مع الأسرة دون الخروج قد يولّد جوًّا من المشاحنات ويزيد من الخلافات، فكيف نتعامل مع هذا الأمر؟

كيف يؤثر الحجر الصحي على العلاقات الأسرية؟

لعل تأثير الحجر الصّحي لا يقتصر فقط على العلاقات العامة بصورة عامة، وإنما يصل تأثيره إلى العلاقات الأسرية، ويُعزى ذلك إلى التّغير الكبير الذي طرأ على الروتين اليومي الذي اعتادته العائلة وأفرادها؛ فبعد أن كان لكل فرد من الأسرة عمل أو دراسة أو واجبات يقوم بها أصبح الجميع فجأةً متفرغًا في المنزل أغلب الوقت، مما زاد من الوقت الذي يقضيه الفرد مع زوجته وأطفاله أو إخوته، فيبقى 24 ساعةً في نفس المكان معهم.

بطريقة أخرى قد يكون الحجر الصّحي سببًا لأن يكون الفرد بعيدًا عن أسرته بمسافات بسبب منع السفر والتنقل، مما يجعل من الضروري الحفاظ على التواصل للحفاظ على الترابط الأسري وخلق روتين جديد من خلال مكالمات الفيديو وغيرها من الطرق، ولأن اليوم أصبح طويلًا وفارغًا يجب التفكير في روتين الحياة السابق ومحاولة تعديله ليتوافق مع ما طرأ من تغييرات في نمط الحياة، والتفكير بكيفية تقديم الأفضل للعائلة وتوثيق الروابط بين أفرادها وتحسين نواحي الحياة العائلية جميعها، وعلى الرغم من أن الحجر الصّحي قد يفرض على الشّخص الوجود بين أفراد عائلته أغلب الوقت لكن لا بُد أيضًا من الموازنة وتحديد وقت بعيدًا عن الآخرين؛ للتقليل من الشعور بالضغط النفسي والتوتر.

طرق للتحكم بالتوتر في فترة الحجر الصحي

التواصل عن بعد، التعليم الإلكتروني، استخدام المعقمات، غسل اليدين باستمرار، عدم الخروج، البقالات الإلكترونية، وارتداء الكمامات على الأنف والفم، جميعها ولّدت الضغط عند الأشخاص في مختلف أنحاء العالم، كما أن سماع أخبار الفيروس يوميًا والخوف من المستقبل خلق حالةً من التوتر المستمر بسبب القلق على صحة العائلة والأصحاب والتفكير بالخطر المعرّض له العالم، ولكي لا يجهد الفرد عقله وصحته لا بدّ من السيطرة على التوتر، فلكل شخص قدرته على التحمل، ويتم ذلك من خلال الآتي:

التقليل من سماع الأخبار: أي قطع الإنترنت والتواصل مع الأشخاص؛ فالجميع يتحدث في نفس المواضيع التي أصبحت واقعًا، كما أنّ قراءة الأخبار قبل النوم تزيد من الموضوع سوءًا، فيجب أخذ قسط من الراحة وعدم متابعة الأخبار دائمًا.

وضع حدود: مثلًا لا يمكن العمل على مدار الساعة، بل لا بدّ من تحديد أوقات خاصة حتى لو كان الوقت يسمح في المنزل أو القيام بأنشطة منفصلة عن الأشخاص داخل المنزل، وإعطاء كل شخص مساحته الخاصة، أو أخذ راحة من مراقبة الأطفال والاهتمام بهم.

عدم الضغط على النفس من أجل إنجاز الكثير: ليس من الضروري تطبيق كل ما يقال على مواقع التواصل الإجتماعي والنصائح المتعلقة بكيفية استغلال الحجر في القيام بأمور جديدة وتكثيف الإنجاز؛ فلكل شخص طريقته في قضاء الوقت، سواءً بكتابة الروايات أم متابعة الأفلام أم غيرهما.

طرق للترفيه عن النفس خلال الحجر الصحي

لملء وقت الفراغ الطويل والقيام بأمور مسليّة تجعل الفرد سعيدًا في هذه الأوقات العصيبة يمكن اتباع ما يأتي:

  • ممارسة التمارين الرياضية: رغم أن النوادي مغلقة أبوابها إلا أن بعضها يوفّر تمارين افتراضيةً مع المدربين، أو يمكن الاعتماد على النفس واستخدام تطبيقات الهاتف المحمول ومواقع الإنترنت للحصول على التدريبات المنزلية المُتاحة.
  • متابعة البرامج المفضّلة: توجد خيارات كثيرة حسب اهتمامات كل فرد، كمشاهدة البرامج التلفزيونية أو الأفلام عبر الإنترنت.
  • إظهار الإبداعات في الطبخ: ذلك بتجربة الوصفات الجديدة من أجل التسلية وتذوّق الأطعمة اللذيذة، مع الانتباه إلى الحفاظ على الرشاقة؛ فزيادة الوزن منتشرة بسبب الحجر الصحي.
  • المشي حول المنزل: للاستمتاع بالهواء النقي والحركة قليلًا.
  • البحث عن هويات جديدة: عند التحدث عن الهوايات يُلاحَظ أنّ الخيارات كثيرة ومتعددة، مثل: الكتابة، والقراءة، وجميع الألعاب الرياضية.

نصائح للأزواج عند الخلاف في فترة الحجر الصحي

في ظل هذه الظروف يمكن الحفاظ على العلاقات الزوجية ومنعها من الانهيار من خلال اتباع ما يأتي:

  • حتى لو كانت المطاعم والسينما مغلقة يمكن تخصيص ساعة أسبوعيًا لجلوس الأزواج والسهر في حديقة المنزل أو على الشرفة، ويمكن أيضًا ارتداء ملابس أنيقة وتحضير الطعام بدلًا من زيارة المطعم.
  • لأنّ الجميع يشعر بالتوتر والإرهاق يجب تفهّم ذلك وتقبّل الطرف الآخر، بالإضافة إلى إيجاد حلول للمشكلات وعدم الإسراع في الحكم على العلاقة وأخذ قرارات مصيرية كالانفصال في هذه الظروف.
  • يجب تفهّم حاجة الزوج أو الزوجة لقضاء بعض الوقت وحيدًا، بالعمل أو قراءة كتاب، فقبل الحجر الصحي كانت لكلّ شخص نشاطات منفصلة عن شريكه، كالذهاب إلى النادي الرياضي أو قضاء الوقت خارج المنزل للعمل.
  • محاولة مشاركة الزوج في الأنشطة المفضلة، كالمشي حول المنزل صباحًا، أو احتساء الشاي بعد الغداء، والتحدث مدّةً قصيرةً قبل النوم.
  • تقسيم الأعمال المنزلية كالطهي والتنظيف بالتساوي بين أفراد الأسرة، مع مراعاة ظروف الشريك إن كان يعمل لمناوبات طويلة خارج المنزل، كالعاملين في القطاع الصحي.
  • لا بدّ من اللجوء إلى النقاش لحلّ المشكلات الزوجية وتبادل الآراء، فلا يعدّ الحجر الصحي الوقت المناسب للنزاعات.

أنشطة خارجة عن المألوف في الحجر الصحي

يمكن القيام بأمور قد لا تخطر على بال أحد في الوضع الطبيعي ولا تعدّ من الأولويات ومشاركتها مع أفراد العائلة، منها ما يأتي:

  • زيارة متحف افتراضي، من خلال البحث عنه عبر الإنترنت ورؤية المعارض والمتاحف الفريدة من نوعها.
  • زيارات افتراضية إلى حدائق عامة في أماكن مختلفة على سطح الأرض، فمن النادر التحليق فوق بركان أو الغوص داخل حطام سفينة غارقة في الأيام العادية.
  • مشاهدة الحياة البرّية بفيديوهات واضحة عبر الإنترنت كرؤية الدلافين تسبح، أو دبب القطب الشمالي تصطاد فريسةً بينما العالم مشغول بأخبار فيروس كورونا.
  • عدم فعل شيء، كالاستماع لصوت الأمواج دون التحرّك أو التحدث، مما يساعد على الاسترخاء.
  • تعلّم طرق المساج لمساعدة أفراء العائلة على الاسترخاء والتخلص من التوتر.
السابق
ما هي أعراض الانتحار؟
التالي
ما أسباب داء المرتفعات؟

اترك تعليقاً