صحة عامة

ما أسباب داء المرتفعات؟

ما أسباب داء المرتفعات؟

ما هو داء المرتفعات؟

إنّ داء المرتفعات Altitude sickness; Hypobaropathy; Soroche من الاضطرابات الناجمة عن الوجود في أماكن ذات علوّ شاهق أو على ارتفاع كبير، وبالأخصّ التي تكون على ارتفاع أكبر من 2500 متر، وتتضمّن الأماكن الجبليّة وبعض مُنتجعات التزلّج التي يقصدها مُحبّو المُغامرة والتحدّي.

على عكس ممّا تظنّه، فإنّ كونكَ رياضيًّا مُتمرّسًا أو ذا قُدرة بدنيّة لائقة وقويّة لا يستثنيك من احتمال الإصابة بداء المرتفعات، حتّى أنّ عدم إصابتك به رغم وجودكَ مُسبقًا في الأماكن المُرتفعة لا يعني بأنّك منيع ضدّه، فمتى ما انعدم التدرّج في التسلّق أو الارتفاع لمنح الجسم الوقت الكافي للتأقلم مع التغيّرات المُناخيّة من نقصٍ في الأكسجين والتغيّرات في ضغط البيئة المُحيطة، ارتفعت احتماليّة التعرّض لأعراض هذا المرض.

ما أسباب الإصابة بداء المرتفعات؟

يرتبط داء المُرتفعات بالأماكن العالية والارتفاعات الشاهقة كما ذكرنا، ولكن العامل الأكثر تأثيرًا في الإصابة به، التغيّر السريع في الارتفاع من مستوى سطح البحر إلى ما هو أعلى بكثير، دون منح الجسم الوقت الكافي للتأقلم مع التغيّرات في مستوى الضغط والأكسجين، وفي الحقيقة، فإنّ الوقت المطلوب للتعايش والتأقلم مع هذه الظروف المُختلفة، يتطلّب يومًا إلى 3 أيام، وأيّ تسارعٌ في ذلك تنجم عنه الإصابة بداء المُرتفعات.

من ناحية أُخرى يبدو أنّ أشخاصًا يكونون أكثر عُرضًة للإصابة من غيرهم، وهو ما يحدث في كُلٍّ من الحالات الآتية:

  • زيادة الارتفاع، فكلّما كان ارتفاع المنطقة أكبر زادت احتماليّة الإصابة.
  • طبيعة المنطقة التي اعتاد الفرد على العيش فيها؛ إذ إنّ من يقطنون الأماكن المُنخفضة أكثر عُرضة للإصابة من غيرهم.
  • الذين تعرّضوا مُسبقًا للإصابة بداء المُرتفعات.
  • الأفراد الذين يُعانون من مشكلات صحيّة مُعيّنة؛ كالمُصابين بالسكّري أو بأمراض الرئة، إذ إنّ أجسامهم أقلّ قُدرة على التأقلم مع التغيّر في الارتفاعات من غيرهم، ما يُعرّضهم للإصابة بداء المُرتفعات.
  • وجود جينات مُعيّنة مسؤولة عن الإصابة بما يُعرَف بداء المُرتفعات المُزمن، أو مرض مونغ (Monge’s disease)، وهو ناجم عن العيش في الأماكن التي يزيد ارتفاعها عن 3000 متر، لفترات زمنيّة طويلة.
  • الرجال عُرضة للإصابة بهذا المرض أكثر من النساء، لأسباب غير واضحة.
  • عُمر الأفراد؛ إذ إنّ الأعمار الصغيرة والشباب أكثر عُرضًة للإصابة من غيرهم.

ما أعراض الإصابة بداء المرتفعات؟

ترتبط الإصابة بداء المرتفعات بظهور العديد من الأعراض خلال 12 إلى 24 ساعة من الوجود في المنطقة المُرتفعة، وتختلف شدّتها وفق درجة تأثّر المُصاب بالمرض، ففي الحالات البسيطة عادًة ما تكون الأعراض كالآتي:

  • الصداع.
  • الشعور بالغثيان والتقيّؤ.
  • الشعور بالدوار.
  • صعوبة النوم.
  • فُقدان الشهيّة.
  • قصور الأنفاس.
  • الشعور بالإعياء والتعب العام.

وعلى غرار الحالات البسيطة التي تقلّ فيها شدّة الأعراض مع مرور الوقت؛ فإنّ الحالات المتوسّطة تزداد فيها شدّة الحالة سوءًا مع الوقت، فتكون الأعراض كالآتي:

  • زيادة الشعور بالتعب والإعياء.
  • زيادة الشعور بقصور الأنفاس.
  • المُعاناة من الصداع الشديد، الذي لا يستجيب للمُسكّنات العاديّة.
  • الشعور بتضيّق الصدر.
  • صعوبة المشي وعدم تناسق حركات الجسم.

أمّا في الحالات الشديدة من داء المُرتفعات؛ فقد يُعاني المُصابون من ظهور الأعراض الآتية:

  • الشعور بالارتباك.
  • قصور الأنفاس حتّى عند عدم بذل أيّ جهد.
  • السعال المصحوب بمادّة رغويّة بيضاء أو ورديّة اللون.
  • عدم القُدرة على المشي.
  • فقدان الوعي والغيبوبة.

هل توجد مخاطر للإصابة بداء المرتفعات؟

في حال لم تُعالج أعراض داء المُرتفعات سريعًا، أو لم تُتّخذ أيّ إجراءات للتعامل السريع مع المُصابين؛ فقد يتسبّب ذلك بالإصابة بما يأتي:

  • الوذمة الدّماغيّة المُرتبط بالارتفاعات الشاهقة، المعروفة باختصار (HACE)، وهي تجمّع السوائل في الدماغ بسبب نقص الأكسجين الواصل إليه، وتُعدّ من الحالات التي تُهدّد حياة المُصاب إن لم تُعالَج سريعًا، كما أنّها تتطوّر خلال بضع ساعات من وجود المصاب في المنطقة المُرتفعة، ويُذكر أنّ مُعظم المُصابين يدّعون أنّهم بخير رغم ظهور أعراض الوذمة الدماغيّة عليهم، التي تتضمّن الآتي:
    • الشعور بالمرض والارتباك.
    • الصداع.
    • عدم تناسق حركات الجسم.
    • الهلوسة.

الوذمة الرئويّة المُرتبطة بالارتفاعات الشاهقة، المعروفة باختصار (HALE)، وهي تجمُّع السوائل في الرئتين، وفي الحقيقة تُعدّ الوذمة الرئويّة من المُضاعفات الخطيرة التي تُهدّد حياة المُصاب التي تبدأ أعراضها بالظهور خلال بضع أيام من وجود المصاب في المنطقة المُرتفعة، وتتضمّن الآتي:

    • صعوبة التنفّس، حتى أثناء الراحة.
    • تضيّق الصدر.
    • مُلاحظة تحوّل لون جلد المُصاب للأزرق، وبالأخصّ الشفاه.
    • السعال المتواصل الذي يُصاحبه ظهور مادّة رغويّة بيضاء أو ورديّة اللون.

كيف يُعالج داء المرتفعات؟

تتضمّن الخطوة الأهمّ في التعامل مع المُصابين بداء المُرتفعات مُحاولة الذهاب إلى منطقة بارتفاع أقلّ في أقرب وقت، وبعدها يجب اتّخاذ الإجراءات الآتية:

  • استخدام مُسكّنات الألم البسيطة التي تُصرف دون وصفة طبيّة، لمُعالجة الصداع الذي يُعاني منه المُصابون بالدرجة البسيطة أو المتوسّطة من المرض.
  • تخفيض الارتفاع الذي يوجد فيه المُصاب بمقدار 305 إلى 605 متر، وذلك في الحالات المتوسّطة من المرض، إذ عادًة ما تزول الأعراض خلال 3 أيام.
  • يجب وضع المُصاب بالدرجة الشديدة من المرض في منطقة لا يزيد ارتفاعها عن 1219 متر، وطلب المُساعدة من الطبيب أو ذهاب المُصاب إلى المستشفى في أسرع وقت.
  • يُصرف دواء الديكساميثازون (Dexamethasone) للمُصابين الذين يُعانون من الوذمة الدماغيّة.
  • تُعالج الوذمة الرئويّة بالإجراءات الآتية:
    • تزويد المُصاب بالأكسجين الكافي.
  • الحاجة لاستخدام قناع التنفّس، وذلك في الحالات الشديدة.
  • يُصرف دواء الأسيتازولاميد (acetazolamide)؛ لزيادة مُعدّل التنفّس لدى المُصاب، وتقليل أعراض المرض بسرعة أكبر.

كيف يُمكن تشخيص داء المرتفعات؟

يعتمد الأطباء في تشخيص الإصابة بداء المُرتفعات على مُلاحظة ما يبدو على المُصاب من علامات وأعراض، ففي حال مُعاناته من الصداع المُصاحب لأيّ عرَضٍ آخر غيره خلال 24 إلى 48 ساعة وجوده في المنطقة المُرتفعة؛ فعندها يأخذ الطبيب داء المُرتفعات من ضمن الاحتمالات الأساسيّة وراء ما يُعانيه المُصاب.

بالإضافة إلى ذلك؛ قد يستعين الطبيب بالسمّاعة أو بصورة الأشعّة السينيّة (X-rays) لتحرّي وجود أيّ سوائل في الرئة، أو قد يتطلّب الأمر إجراء تصوير طبقيّ محوريّ (CT scan) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)؛ للكشف عن وجود أيّ سوائل في الدماغ، وعلاجها كما يجب.

السابق
كيف يؤثر الحجر الصحي على العلاقات الأسرية؟
التالي
ما هو ادّعاء المرض لكسب الاهتمام؟

اترك تعليقاً