يعتقد البعض أن المرض العقلي والمرض النفسي مترادفان لنفس المعنى ولكن هذا الاعتقاد خاطئ جملة وتفصيلاً، حيث أن هناك فروق عديدة وشاسعة بين كلا المرضين، وقد تسبب هذا الخطأ الشائع في عدم تلقي العديد من المرضى النفسيين للعلاج خوفاً على سمعتهم بين المحيطين وخشية أن يوصموا بالجنون
أو الخلل العقلي. فترى ما هو الفرق بين المرض العقلي والمرض النفسي وما أنواعهما وما مدى إمكانية علاجهما؟
الفرق بين المرض النفسي والمرض العقلي
ما الفرق بين المرض النفسي والمرض العقلي
يخلط الكثيرون كما أشرنا ولأسباب عِدة بين المرض العقلي والمرض النفسي لكن في الحقيقة أنهما مرضان منفصلان كلياً
والفارق بينهما شاسع،حيث أن المرض النفسي ينشأ عن حالة من اختلال التفكير والتي تنعكس بطبيعة الحال على سلوك الفرد
وتؤدي إلى تغيرات حادة في الحالة المزاجية الخاصة به،بينما المرض العقلي فإنه يأتي عادة متمثلاً في سيطرة
بعض المعتقدات الوهمية على المريض أو تعرضه لنوبات من الهلاوس السمعية والبصرية التي
قد تقود المريض في النهاية لحالة من الانهيار الذهاني.
تعريف المرض العقلي والمرض النفسي
تجمع بعض العوامل المشتركة بين كلا النوعين من الاضطرابات أبرزها التأثير المباشر لكلاهما على وظائف التفكير والحالة المزاجية، لكنهما في النهاية يظلا مرضين مختلفين ويمكن استيضاح ذلك من خلال تعريف المرض العقلي والمرض النفسي ومفهوم كل منهما.
مفهوم المرض النفسي
يشير مفهوم المرض النفسي إلى أنه خلل في الحالة العاطفية (الصحة النفسية) لشخص ما،
تنتج الاضطرابات النفسية عن عدة أسباب أكثرها شيوعاً ازدياد حدة مشاعر القلق والتوتر والتعرض إلى الضغوط لفترات طويلة وبدرجة تفوق قدرة الشخص على التحمل،
يتضح من ذلك أن الفرق بين المرض العقلي والمرض النفسي في كون النفسي مرض مَرحلي أي تظهر أعراضه بصورة تدريجية نتيجة المعاناة من أزمة ما أو مواجهة الضغوط لمدة معينة.
تمثل الأمراض النفسية على اختلافها وتعددها خطراً جسيماً حال استمرارها لفترة طويلة؛ فقد يُقدم المريض على إيذاء نفسه أو محاولة الانتحار كما أنها قد تكون سبباً في انجرافه إلى أحد أشكال الإدمان السلوكي أو أن تكون من أسباب إدمان المخدرات ومعاقرة الكحوليات،
لذا يجب مراجعة الطبيب المختص فور ملاحظة تغيرات حادة ومستمرة في الحالة النفسية وسلوكيات الفرد.
من بين أنواع المرض النفسي ما يلي:
- اضطرابات القلق
- الاكتئاب
- اضطراب الهلع
- الاضطراب ما بعد الصدمة
- اضطراب الأكل
مفهوم المرض العقلي
يتم تعريف الاضطرابات العقلية بأنها حلقة مفرغة من المعتقدات والأفكار التي يدور بها المريض رغم كونها وهمية وكذا قد يتعرض المرضى لنوبات من الهلاوس
حيث يرون أو يسمعون أشياءً لا وجود لها، يتمثل الفرق بين المرض العقلي والمرض النفسي في أن المريض بتلك الحالة
ينفصل عن واقعه وقد يصل به الأمر لحالة من الانهيار الذهاني.
رغم اختلاف تعريف المرض العقلي والمرض النفسي إلا أن هناك ما يربط بينهما، إذ أن المرض العقلي في حد ذاته
قد يكون امتداداً لإحدى حالات المرض النفسي التي تأخر علاجها، حيث تلاحظ أن حالات الذهان قد تنتج في الأساس عن الإصابة بأحد الاضطرابات النفسية
مثل نوبات الاكتئاب الحاد أو اضطراب القلق.
من بين أنواع الأمراض العقلية الآتي:
- اضطراب الفصام
- الاضطرابات الذهنية
- الاضطراب العقلي الناتج عن الإدمان
- الذهان التخيلي (البارافرينيا)
الفرق بين المرض العقلي والمرض النفسي من حيث الأعراض
تتم عملية تشخيص المرض العقلي والمرض النفسي والتفرقة بينهم تبعاً لعدة معايير على رأسها الأعراض المصاحبة لكل منهما وفيما يلي نتعرف على أبرزها:
1- أعراض الأمراض النفسية
تقتصر أعراض أغلب الاضطرابات النفسية على ملاحظة تغيرات حادة في الحالة المزاجية والتي تنعكس بطبيعة الحال على سلوكياته ومن أمثلة ذلك ما يلي:
- الاكتئاب:
حيث تتنامى لدى المريض النفسي شعوراً دائماً بالحزن واليأس قد يصاحبه إحساساً بالذنب.
- الخمول وفقدان الحافز:
يفقد المريض النفسي شغفه بمختلف الأنشطة التي كان يفضلها بالسابق وكذلك ينخفض مستوى انتاجيته ومستوى تحصيله العلمي.
- المزاج المتقلب:
تعد التقلبات المزاجية الحادة مثل الانتقال بين حالتي الهدوء والغضب بسرعة ودون مبرر أحد الأعراض الرئيسية الدالة على الاضطراب النفسي.
- تغير العادات:
يصاحب الاضطراب النفسي عادة تغيراً واضحاً في العادات اليومية مثل عادات الطعام والنوم وغيرهما.
- العزلة الاجتماعية:
يميل المريض النفسي عادة إلى الانسحاب من المجتمع المحيط ويفضل الانعزال عن الآخرين، يعد ذلك أثراً لحالة الاكتئاب التي يمر بها فضلاً عن إحساسه الداخلي بالخجل من نفسه وتحقيرها.
يضاف إلى كل ما سبق مجموعة من الأعراض الجسدية التي قد تنتج عن الاضطرابات النفسية،
مثل صداع الرأس أو آلام متفرقة بأنحاء الجسم وبالأخص منطقتي الظهر والعنق بالإضافة إلى الاضطرابات الهضمية والأمراض المعوية،
إلا أن كل هذه المشاكل الصحية لا يعتد بها عرضاً للمرض النفسي إلا بعد توقيع الكشف الطبي والتأكد من عدم وجود أي سبب عضوي لها.
2- أعراض الأمراض العقلية
يأتي المرض العقلي مصحوباً بالعديد من الأعراض التي يتمثل أبرزها في نوبات الهلاوس والأوهام التي لا صلة لها بالواقع ومن أمثلة ذلك:
- الهلاوس:
يدعي المريض العقلي عادة سماع أو رؤية أشياء أو اشتمام روائح لا وجود لها بالواقع ولكن تكون لديه قناعة راسخة بحقيقتها.
- الأوهام:
تتولد لدى المرضى اعتقادات وهمية لا صلة لها بالواقع مثل أن هناك من يراقبه أو يتربص به، أو أن يضخم المريض ذاته ويعتقد بأنه يمتلك قدرات خاصة أو يتفوق على الآخرين في نواحي عديدة وغير ذلك.
- اضطراب الحديث:
يعني إظهار المريض سلوكاً غريباً عند التحدث، مثل أن يكون حديثه سريعاً لدرجة غير مفهومة أو أن ينتقل بسرعة شديدة بين مواضيع مختلفة
لا يوجد رابط بينهم أو استخدام الكلمات الخاطئة في التعبير والوصف.
- التغيرات السلوكية:
تطرأ العديد من التغيرات على السلوكيات نتيجة المرض العقلي مثل الزيادة المفرطة في النشاط أو العزلة الاجتماعية،
أو التصرفات غير المبررة مثل الضيق دون سبب أو الدخول في نوبة ضحك بموقف غير ملائم.
يمكنك مشاهدة مقالة الأعراض الإنسحابية للأدوية النفسية
الفرق بين المرض النفسي والعصبي والسلوك المرضي
الفرق بين المرض النفسي والسلوك المرضي:
يوجد فرق واضح بين المرض النفسي والسلوك المرضي حيث إن السلوك المرضي سلوك مضطرب ومؤقت حيث
يظهر كأحد أعراض المرض النفسي، فقد نلاحظ على أحد الأشخاص الأسوياء السلوك الهستيري، لكن هذه
الحالة تختلف عن الشخص المريض بالهسترييا.
المرض النفسي والعصبى:
هناك فروق بني الأمراض النفسية (العصابية) والأمراض العصبية Diseas Neurvous ،
فالأمراض العصبية
هى التي ترجع إلى أسباب عصبية أي عضوية أو جسمية، فالمرض العصبى اضطراب جسمى ينشأ عن
تلف عضوى يصيب الجهاز العصبى مثل : الشلل النصفي والصرع،
أما الأمراض النفسية
فإنها ترجع إلى أسباب نفسية بحتة أي أنها أمراض وظيفية Functional وتعرف هذه الأمراض باسم الأمراض العصابية
Psychoneurosis ،في الجهاز العصبى. والعصاب ليس له علاقة بالأعصاب، ولا يتضمن أي نوع من الاضطراب
التشريحى أو الفسيولوجي، ومن الأمراض العصابية: القلق والهسترييا، ومن أعراض هذه الأمراض الشعور
بالقلق والتوتر والاكتئاب والشكوى من آلام جسيمة لا يوجد أي سبب حقيقى لها، والخوف الزائد على الصحة،
والشعور بالهبوط، والخوف من الجنون وغير ذلك من الأعراض.
يمكنك مشاهدة مقالة دراسات تؤكد الاضطرابات النفسية والعقلية سبب معاناة الأطفال
الفرق بين المرض الذهاني والمرض النفسي
يتحدد الاختلاف بين الأمراض الذهنية والأمراض النفسية في مفهوم كل منها وتأثيرها على المصاب، حيث يمكن أن تظهر الفروقات من خلال:
ماهية المرض
إذ يعد المرض النفسي خلل وعدم توازن في السلامة النفسية أو العاطفية للشخص، كما يكون المريض النفسي مدركًا ولو بشكل جزئي للواقع والبيئة التي يعيش فيها.
بينما يعبر المرض الذهني عن إعاقة ذهنية، تجعل المريض غير واعي أو مدرك للواقع.
صفة الاضطراب بمرور الوقت
ترتبط الإعاقة الذهنية بمحدودية القدرات الذهنية التي لا تتغير، حيث تتصف أعراضها بالاستقرار بمرور الوقت.
بينما تكون أعراض المرض النفسي غير مستقرة ولا يمكن التنبؤ بها.
العلاج
غالبًا ما يكون العلاج الدوائي للإعاقة الذهنية معتدلًا إلى حد كبير، بينما يكون ضروري في حالة المرض النفسي.
في حالة الأمراض النفسية يمكن أن يؤدي الالتزام بالعلاج في العديد من الحالات إلى الشفاء التام.
بينما لا يمكن شفاء المرض العقلي بل تساهم الخطط العلاجية في السيطرة على المرض والتقليل من حدة الأعراض.
أسباب الإصابة بالمرض
قد تنتج الإعاقة الذهنية عن أسباب يمكن تحديدها إلى حد ما مثل الصدمة، السكتة الدماغية، والشذوذ الوراثي
في حين تبقى أسباب الإصابة بالمرض النفسي غير معروفة في الغالب.
سن ظهور المرض
تظهر أعراض المرض الذهني عند الولادة أو في مرحلة الطفولة المبكرة.
بينما قد يظهر المرض النفسي في أي مراحل مختلفة الطفولة، المراهقة وحتى عند كبار السن.
ومع ذلك، يبقى التمييز وتحديد الفرق بين المرض الذهاني والمرض النفسي معقد، وقد لا يوجد حد حقيقي بين الإعاقة الذهنية والنفسية.
والجدير بالإشارة إلى أن مصطلح المرض الذهاني يرتبط بالإعاقة الناتجة عن قصور في الوظائف الدماغية أو إعاقة عقلية، غالبًأ ما يتم الكشف عنها مبكرًا.
إذ تؤدي الأمراض العقلية إلى الحد من أنشطة الشخص عن طريق تعطيل الوظائف المعرفية.
أما المرض النفسي فهو مرتبط بالاضطرابات النفسية التي ينتج عنها خلل سلوكي
يمكنك مشاهدة مقالة الأمراض العقلية
هل يتحول المرض النفسي إلى مرض عقلي ؟
نعم قد يتحول المرض النفسي إلي مرض عقلي وذلك في حالة الادمان الذي لا يتم علاجه، وكذلك في حالات المرض النفسي الشديدة والتي بدورها تؤدي إلي ظهور إضطرابات ذهانية شديدة تصيب الشخص بجنون العظمة.
يمكنك مشاهدة مقالة ما هي علامات المرض النفسي