صحة عامة

ما هي أعراض الانتحار؟

ما هي أعراض الانتحار؟

الانتحار

ينهي تقريبًا 800.000 شخص حياتهم سنويًا بالانتحار بناءً على تقارير منظمة الصحة العالمية (WHO)، عدا عن أولئك الذين يحاولون الانتحار دون نجاح محاولاتهم.

إنّ الانتحار مشكلة صحية عامة خطيرة؛ ومع ذلك، يمكن منع حالات الانتحار بالتدخل في الوقت المناسب وعبر استراتيجيات شاملة متعددة القطاعات.

قد يظن البعض أن الانتحار مرضٌ نفسي بحد ذاته، لكنه بالأحرى ناتج عن الإصابة باضطرابات نفسية أخرى تتضمن؛ الاكتئاب الشديد، واضطراب ثنائي القطب، واضطراب ما بعد الصدمة، واضطراب الشخصية الحدية، بالإضافة إلى الفصام، وتعاطي المخدرات، واضطرابات الأكل مثل؛ فقدان الشهية العصبي والشره المرضي. فما هي العلامات التي تشير إلى أنّ الشخص قد يحاول الانتحار أو يخطط له بالفعل؟ وما الطرق المناسبة للتعامل معه ووقاية الأشخاص منه؟

ما هي أعراض الانتحار؟

يمكن بيان الأعراض التي قد تشير إلى أنّ الشخص يفكر بالانتحار أو يخطط له على النحو الآتي:

  • الحزن الزائد وطويل الأمد أو التقلب المفرط للمزاج والغضب المفاجئ.
  • النظرة المتشائمة للمستقبل والشعور باليأس.
  • اذا أصبح الشخص في حالة هدوء مفاجئ بعد فترة من الاكتئاب أو حالة تقلب المزاج، فهذه علامة غير مطمئنة يمكن أن تدل على أن الشخص يخطط للانتحار.
  • فقدان الاهتمام أو المتعة في النشاطات التي كان الشخص يستمتع بها في السابق – تجنب الأصدقاء والأنشطة الاجتماعية وتفضيل الوحدة وهو عرض محتمل للاكتئاب؛ الذي يعد من المسببات الرئيسية لأغلب حالات الانتحار.
  • التغييرات الخارجية المفاجئة للمظهر أو السلوك، مثل؛ التحدث أو التحرك بسرعة غير عادية أو ببطء شديد، أو عدم الاهتمام بالهندام والمظهر الخارجي.
  • السلوك الخطير- القيادة المتهورة، ممارسة الجنس غير الآمن، وتناول المخدرات أو الكحول.
  • حدوث صدمات وأزمات الحياة الكبيرة في وقت قريب مثل؛ وفاة شخص عزيز، أو موت حيوان أليف، أو الطلاق، أو التشخيص بمرض خطير، أو فقدان وظيفة، أو المشكلات المالية الخطيرة، فكل ذلك يزيد من خطر محاولة الانتحار لدى بعض الأشخاص.
  • سيقوم المقبل على الانتحار بالتحضير والتخطيط له، قد يتضمن ذلك زيارة الأصدقاء والعائلة، والتنازل عن الممتلكات الشخصية، وكتابة الوصية، وتنظيف غرفته أو منزله، وبعض الناس سيكتبون ملاحظة أو رسالة قبل الانتحار، وقد يشتري البعض وسائل موت مثل سلاح ناري أو سُم.
  • يجب أن يؤخذ كل تهديد بالانتحار أو الحديث عنه على محمل الجد، مع ذلك، ليس كل من يفكر في الانتحار سيتحدث عنه، وليس كل من يهدد بالانتحار سيقوم به.

ما أسباب ودوافع الانتحار؟

لا يوجد سبب محدد للانتحار، وغالبًا ما يحدث عندما تتزايد الضغوطات والقضايا الصحية، فتخلق تجربة من اليأس وفقدان الأمل، ويعد الاكتئاب غير المُشخَص وغير المُعالج المسبب الأكثر شيوعًا لحالات الانتحار.

ويجب الإشارة إلى أنّ الإصابة بالأمراض النفسية غير المعالجة مثل الاكتئاب، والقلق، وإدمان المخدرات، يزيد من خطر الانتحار، ومع ذلك، فإنّ معظم الأشخاص الذين يديرون ظروف صحتهم العقلية والنفسية، أو الذين يخضعون للعلاج في حال الإصابة بالاضطرابات النفسية والعقلية يستمتعون بالحياة أكثر.

عوامل خطر الانتحار

تعد أعلى معدلات الانتحار بين المراهقين والشباب وكبار السن، خصوصًا فوق سن 65 سنة، كما أنّ خطر الانتحار أعلى في المجموعات التالية:

  • كبار السن الذين فقدوا أزواجهم بسبب الموت أو الطلاق.
  • الأشخاص الذين لديهم محاولات سابقة للانتحار.
  • الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للانتحار.
  • الأشخاص الذين لديهم صديق أو زميل في العمل قد انتحروا.
  • الأشخاص الذين تعرضوا للاعتداء الجنسي أو الجسدي أو العاطفي.
  • الأشخاص غير المتزوجين أو العاطلين عن العمل الذين يحسَبُون أنفسهم فاشلينَ في الحياة العملية والاجتماعية.
  • الأشخاص الذين يعانون من آلام طويلة الأمد أو مرض سبب لهم العجز أو مرض في مراحله الأخيرة.
  • الأشخاص الذين يميلون للعنف أو التهور.
  • الأشخاص الذين أُطلِق سراحهم مؤخرًا من مستشفى نفسي، فغالبًا ما تكون هذه فترة انتقالية خطرة جدًا.
  • الأشخاص في بعض المهن التي تتطلب اتصال مباشر مع المرضى المصابين بأمراض خطيرة مثل؛ ضُباط الشرطة ومقدمي الرعاية الصحية.
  • الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات.
  • احتمال تعرض النساء للانتحار ثلاث مرات أكثر من الرجال، إلّا أن الرجال أكثر عرضة لتطبيق عملية الانتحار.

مضاعفات الانتحار

مضاعفات الانتحار واضحة وهي الموت وفقدان الحياة، لكن بالإضافة إلى ذلك، قد لا تُؤدي محاولة الانتحار إلى الموت دائمًا، إنما قد تؤدي بالشخص إلى إصابة خطِرة في الدماغ أو الأعضاء الداخلية، بالإضافة إلى الشعور المتزايد لدى هؤلاء الأشخاص بالغضب، والذنب، والحزن، والاكتئاب.

وخلال التخطيط لمحاولة الانتحار قد يكون الشخص مهووسًا بالأفكار الانتحارية لدرجة أن يؤثر ذلك في قدرته على أداء أعماله اليومية.

طرق تشخيص الانتحار

في البداية، سيقوم الطبيب بإجراء فحص بدني كامل مع فحوصات مخبرية، ثم سيعرض على المريض أسئلة منوّعة، ليتعمق حول صحته العقلية والبدنية للمساعدة في تحديد السبب الذي قد يسبب التفكير بالانتحار، وفي معظم الحالات ترتبط الأفكار الانتحارية بمشكلة نفسية أساسية يمكن علاجها، وهنا يُمكن زيارة نفسي طبيب نفسي مختص في تشخيص وعلاج المرض النفسي أو غيره من مقدمي خدمات الصحة العقلية، فيُحدد أفضل علاج فردي.

أيضًا، إدمان الكحول والمخدرات يلعب دورًا كبيرًا في التفكير الانتحاري والانتحار، لذا سيرغب الطبيب في معرفة ما إذا كان لدى المريض أي مشكلات في تعاطي الكحول أو المخدرات، أو عدم القدرة على التوقف عن تناولها، أو أنّه قد حاول الإقلاع عن تناول الكحول أو المخدرات بنفسه دون استشارة أخصائي.

في بعض الأشخاص، يمكن أن تتسبب بعض الأدوية الموصوفة أو الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية زيادة خطر محاولة الانتحار، لذا من الضروري أن يعلم الطبيب عن الأدوية التي يتناولها الشخص كاملةً.

كيف يمكن الوقاية من الانتحار؟

على الشخص الذي يعاني من أفكار انتحارية العلاج للوقاية من عملية الانتحار ذاتها، ويتكون العلاج من صنفين؛ العلاج بالكلام والعلاج بالأدوية.

العلاج بالكلام

العلاج بالكلام هو علاج نفسي يتطرق إلى التقليل من خطر المحاولة بالانتحار، فيساعد هذا العلاج على تعليم الشخص كيفية التعامل مع ضغوطات الحياة والمشاعر المختلفة التي قد تسهم في أفكاره وسلوكه الانتحاري.

من أشكال العلاج النفسي بالكلام؛ العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، ويساعد هذا العلاج على استبدال المعتقدات السلبية بأخرى إيجابية واستعادة الشعور بالرضا والتحكم في الحياة.

العلاج الدوائي

إذا كان العلاج بالكلام غير كافٍ لتقليل خطر الإقدام على الانتحار، فيجب وصف دواء لتخفيف الأعراض المساهمة للانتحار؛ كالاكتئاب والقلق، والقضاء على الأفكار الانتحارية، ويمكن وصف واحد أو أكثر من أنواع الأدوية التالية:

  • مضادات الاكتئاب.
  • الأدوية المضادة للذهان.
  • الأدوية المضادة للقلق.

تغيرات في نمط الحياة

بالإضافة إلى العلاج بالكلام والأدوية، يمكن أحيانًا تقليل خطر الانتحار من خلال تبني عادات صحية معينة، وتشمل:

  • تجنب الكحول والمخدرات، وهو أمر في بالغ الأهمية لأنّ هذه المواد يمكن أن تقلل الوعي الذاتي، والقدرة على التصرف، والتفكير الطبيعي، وقد تزيد من خطر الانتحار.
  • ممارسة الرياضة بانتظام، إذ يحفز النشاط البدني إنتاج مواد كيميائية معينة في الدماغ، تزيد من الشعور بالسعادة والاسترخاء، لذا يُنصَح بتخصيص نظام رياضي يومي أو ثلاث مرات أسبوعيًا على الأقل في مكان هادئ وفي الهواء الطلق وفي ضوء الشمس.
  • النوم الجيد، فعدم الحصول على قسط كافٍ من النوم يمكن أن يؤدي إلى تدهور الصحة العقلية.

كيف نقدم المساعدة للشخص الذي تظهر عليه علامات الانتحار؟

يكون ذلك من خلال النصائح الآتية:

  • نصيحة 1: التحدُّث في حال الشعور بالقلق: في حال ملاحظة علامات وأعراض الانتحار على شخص قريب، يُنصَح بالتحدث إليه حتى لو كنت تشعر بالتردد أو الخوف فيما لو كنت مخطئاً أو لو غضب الشخص، فأيّ شخص يتحدث عن الانتحار أو يُظهر علامات تحذيرية أخرى، يحتاج لمساعدة فورية، كما يجب إعطاء الشخص الفرصة للتعبير عن مشاعره، الأمر الذي يمكن أن يوفر له الشعور بالراحة والتخفيف عليه من الشعور بالوحدة والمشاعر السلبية المكبوتة، الأمر الذي قد يمنع محاولة الانتحار.
  • النصيحة 2: الاستجابة بسرعة في الأزمات: من المهم تقييم الخطر المباشر الذي يواجه الشخص الذي يخبر بأنه يفكر في الموت أو الانتحار والاستجابة السريعة من خلال الاتصال بالجهات المختصة وإزالة الأدوات التي قد تساعد على الانتحار، ويجب الإشارة إلى أنّ الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الانتحار لديهم خطة انتحار محددة، بمعنى أنّ لديهم وسيلة لتنفيذ الخطة، ووقت محدد للقيام بذلك، ويجدر التنويه إلى ضرورة عدم ترك المُصاب وحده تحت أي ظرف من الظروف.
  • النصيحة 3: عرض المساعدة والدعم: من أفضل الطرق لمساعدة الأشخاص الذين تظهر عليهم علامات الانتحار، إظهار الاستماع والتعاطف معهم، وتجدر الإشارة إلى أنّ ذلك يتطلب الكثير من الشجاعة، فمشاهدة شخص عزيز يتعامل مع أفكار حول إنهاء حياته أمر صعب.
السابق
كيف أتخلص من إدمان الهاتف؟
التالي
كيف يؤثر الحجر الصحي على العلاقات الأسرية؟

اترك تعليقاً