صحة عامة

العلاقة بين القلق وامراض القلب

العلاقة بين القلق وامراض القلب

ذكر علماء من مدينة ميونيخ الألمانية أن القلق و الاكتئاب لدى الرجال يمكن أن يشكل خطورة كبيرة على القلب، مسببا ما يعرف بالأمراض القلبية الوعائية. وهي مجموعة من الاضطرابات التي تصيب القلب والأوعية الدموية. وبالتالي فالاكتئاب في ذلك مثل العوامل الأخرى التي تهدد القلب كزيادة الوزن وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم. أما ارتفاع ضغط الدم والتدخين فيعتبران من أكبر المخاطر، حسب ما ذكر رئيس فريق الباحثين كارل هاينتس لادفيغ. كما أشارت الدراسة إلى أن 15 بالمئة من الوفيات جراء أمراض شرايين القلب كان يمكن تفاديها لو لم يعاني الضحايا من مشاكل الاكتئاب. و يقول الدكتور لادفيغ عن ذلك “الأمراض النفسية يمكن أن تؤثر على الجسم بشكل أكبر مما كنا نعتقد”.

ولذلك فإن معالجة القلق و الاكتئاب ضرورية للوقاية من خطر الإصابة بنوبة قلبية، بل يمكن أن يكون عاملا لإنقاذ الحياة أيضا. كما ينصح العلماء بأن يتم إخضاع مرضى القلب ذوي الحالات الخطيرة إلى المعالجة النفسية في صورة الإصابة بالاكتئاب. إذ يجب على الأطباء المختصصين أن يكونوا على دراية بأن “الحالة النفسية المكتئبة تشكل جزءا من تأزم الأمراض القلبية”

القلق النفسي وضربات القلب

هل القلق يسبب خفقان القلب بشكل سريع أم العكس؟

1- نمط الأعراض: إن كان القلق يؤدي إلى تسارع في ضربات القلب، فعندئذ ثمة شيء ما يشعرك بالتوتر وبالتالي تتسارع نبضات القلب. وفي حال كان القلب هو مسبب القلق، يتقدّم خفقان القلب أو تسارع نبضاته على الشعور بالقلق.

2-الإغماء أو الشعور بالدوار: نادرا ما تسبب اضطرابات القلق أو نوبات الهلع بالإغماء. قد يغمى عليك عقب الوقوف بسرعة مثلا؛ ولكن، إن لم تلاحظ علامات تحذيرية قبل الإغماء، يرتفع خطر وجود مشاكل في القلب.

3-اللهاث: إن كنت تشعر بالقلق أو الذعر، قد تواجه صعوبة في التنفس أو تلهث. في أغلب الأحيان، يحدث القلق ذلك. ولكن، إن ترافق هذا الأمر مع شعور بالدوخة والإغماء، فقد يعود ذلك إلى انخفاض في ضغط الدم، وبالتالي تزيد نبضات قلبك بشكل غير طبيعي.

4-حجرات القلب: غالبا ما تكون حجرات القلب المسببة لخفقان القلب غير الطبيعي.

5-ضعف القلب: في حال شعورك بالقلق، يرد القلب بشكل طبيعي. ولكن مع وجود نبضات قلب سريعة كالرجفان الأذيني، يكون القلب غير طبيعي؛ عدم معالجة الحالة تؤدي إلى ضعف في القلب.

مراقبة قلبك لتحديد القلق أو الارتجاف الأذيني

من أفضل الطرق لمعرفة ما إذا كان خفقان القلب السريع ناتج من قلق أو العكس، هي مراقبة قلبك.

ويقوم جهاز مراقبة القلب بتسجيل نبضات قلبك نهارا وليلا. إن لم تلاحظ أعراضا واضحة من الأفضل الذهاب إلى طبيب مختص لتفادي تفاقم المشكلة.

أنواع القلق

للقلق انواع منها ما يمكن التعامل مع بشكل آمن، ومنها مالا يمكن الإغفال عنه فإذا بلغ بنا الأمر إلى انواع مرتفعة من القلق فأنت تواجه مشكلة كبيرة وعليك الانتباه لها، والقلق يقسم إلى ثلاثة انواع وذلك لتصنيف التعامل مع كل نوع قلق ولكل منها خصائصه وخطورته على صحة الإنسان النفسية، وهنا نعرض انواع القلق وطرق التعامل معها.

المستوى الأول :
وهى المستويات المنخفضة للقلق، وهنا يكون القلق بمثابة جرس إنذار فقط يقوم بتنبيه الإنسان تجاه خطر قادم وعليه مواجهته، تجد نفسك فى هذا المستوى أكثر تركيزاً وانتباهاً وحساسية للمخاطر الخارجية، كما أنك تصبح بفضل هذا المستوى أكثر قدرة على مواجهة المخاطر.

المستوى الثاني:
المستويات المتوسطة للقلق، تشعر هنا بحالة من الجمود وعدم السيطرة على سلوكك تجاه الأمور، كما أنك تفقد القدرة على الابتكار وعليك بذل جهداً كبيراً للقيام بالسلوك المناسب تجاه أمر معين، وتشعر أيضاً بحالة من عدم الارتياح إلى أي شئ جديد فيصبح التجديد أمراً يشكل خطراُ على صحتك النفسية.

المستوى الثالث:
المستويات العليا للقلق، وهنا يصاب الإنسان بحالة انهيار تامة، وتجده مشوش غير قادر على التحكم في سلوكه، كما أنه يواجه صعوبة في تقدير المواقف ويلجأ إلى أساليب بدائية لمواجهة هذا الشعور والتغلب عليه.

ألم القلب بسبب القلق

يعتبر ألم القلب أحد الاعراض البارزة والشائعة للعديد من المشاكل النفسية. فألم القلب النفسي، كما يسمى، هو عبارة عن مجموعة من الآلام التي تصيبكم في منطقة الصدر والقلب ما يجعلكم تظنون انكم تتعرّضون لذبحةٍ صدرية قاتلة. ولكن في المقابل، وعلى الرغم من وجود كلّ تلك الأعراض الظاهرة، إلّا ان الفحوصات المخبرية تأتي بنتائج معاكسة وخالية تماماً من أيّ مشكلة على صعيد صحة القلب.

ويمكن للصدمة الشديدة والحزن المفاجئ بعد خسارة شخصٍ عزيزٍ أو عملٍ وغيرها من الأمور، ان تؤدي إلى ضغطٍ عصبيّ كبيرٍ يمكن ان يؤثر بشكلٍ كبير على الصحة النفسية ويؤدي إلى الشعور بألم القلب النفسي. من هنا، فإن أكثر ما قد يسبب ألم القلب النفسي، هي هرمونات الإجهاد والتوتر التي تحدث ضموراً في عضلة القلب.

أعراض الم القلب النفسي:

أوجاع الصدر المفاجئة: يمكن ان تفاجأوا بأوجاع في منطقة الصدر خصوصاً لجهة القلب والتي تشبه الوخز، والتي يمكن ان تستمرّ لفترةٍ ويلة او تختفي وتعود في مدة زمنية قصيرة.

فرط نشاط الجهاز اللاارادي: اي انكم قد تعانون من بعض الاعراض المشابهة لتلك التي ترافق أمراض القلب، كخفقان القلب، التعرّق الزائد، الرعشة وغيرها.

ويوصي المريض بزيارة المعالج النفسي لتلقي العلاجات المناسبة. فالعلاج النفسي الإدراكي السلوكي يساعد على تحديد اسباب الم القلب النفسي، ويعلّم المريض كيفية التعامل مع كافة الظروف التي يعيشها وطرق التخلص من الضغوطات.

هل الخوف الشديد يؤثر على القلب؟

تعرض الشخص للخوف المفاجئ “الخضة” في الطبيعي يؤثر على كهرباء العصب الحائر وهي الأعصاب السمبثاوية والأعصاب الباراسمبثاوية التي تنظم سرعة ضربات القلب وقوة انقباضه، مؤديًا إلى بطء ضربات القلب بشكل حاد، وهبوط الدورة الدموية، ما يتسبب في فقدان الوعي، وقد يتعرض الشخص للوفاة.ويتسبب الخوف المفاجئ في زيادة إفراز هرمون الأدرينالين وفي حالة معاناة الشخص من مشكلة في الشرايين التاجية قد يتسبب ذلك في تعرضه لجلطة، وفقًا للدكتور حاتم غازي، استشاري أمراض القلب والحالات الحرجة.وفي حالة المعاناة من ضعف عضلة القلب أو قصور في الشريان التاجي أو ارتفاع في ضغط الدم، يتعرض المريض لسكتة قلبية أو ذبحة صدرية أو أزمة قلبية.

الفرق بين أمراض القلب وأمراض النفس

أولاً: أمراض القلب:
ذكر الإمام ابن القيم -رحمه الله- أن مرض القلب نوعان:

1- نوع لا يتألم به صاحبه في الحال، كمرض الجهل، ومرض الشبهات، والشكوك، ومرض الشهوات، وهذا النوع هو أعظم النوعين ألماً، ولكن لفساد القلب لا يحس بالألم؛ لأن سكرة الجهل والهوى تحول بينه وبين إدراك الألم، وهذا أخطر المرضين، وعلاجه يكون بالشرع فقط.

2- مرض مؤلمٌ له في الحال، كالهم والغم، والحزن، والغيظ، وهذا المرض قد يزول بأدوية طبيعية كإزالة أسبابه، أو العلاج بما يضاد تلك الأسباب.

ثانياً: أمراض النفس:
أمراض النفس كثيرة، ومنها ما يلي:
القلق، والفوبيا، والمخاوف الشاذة، وتوهم المرض، والوسواس القهري، والاكتئاب، والوهنة أو الضعف، والهستيريا.

فالاكتئاب أحد الأمراض النفسية، وهو عبارة عن تغير النفس وانكسارها من شدة الهم والحزن إذا استمر وطال وقته، وأٍسبابه عادةً ما تكون إما أمراض عضوية، أو وراثية، أو كيميائية، أو مصائب دنيوية، ويلعب الإيمان دوراً في الحد من استجابة الإنسان للاكتئاب، أو خفض درجة الإصابة به، بحيث يصل بالنفس إلى مرحلة الاتزان التي لا نقص فيها ولا يأس من رحمة الله، ومما لا شك فيه أن المعاصي قد تلعب في إصابة الإنسان ببعض مظاهر الاكتئاب، حيث أن أثر المعاصي على القلب عظيم، إذ تورثه بعض القساوة والظلمة، بل قد تكون سبباً في موته.

وأما عن علاج الاكتئاب، فإنما يكون بمراجعة الأطباء النفسانين، مع معرفة وتحديد المعاصي، والإقلاع عنها، مع الإكثار من التوبة والاستغفار، والدعاء بالعافية والمعافاة في الدين والدنيا.

أمراض القلب تسبب الاكتئاب

ترتبط أمراض القلب بالاكتئاب ارتباطا وثيقًا إلا أن العلماء لم يتمكنوا من تحديد السبب الكامن وراء هذا.
وجدت دراسة حديثة أن الالتهاب، وهو خط الدفاع الأول للجسم، قد يكون السبب. وكشف الباحثون أن أمراض القلب والاكتئاب، تطلق مواد التهابية في الدم.ويرتبط الالتهاب بمستويات عالية من الكوليسترول “الضار” والدهون الثلاثية، وهي الدهون الموجودة في دمائنا.وحلل الباحثون في جامعة كامبريدج، بيانات أكثر من 360 ألف مشارك للتحقق من هذا الاكتشاف.وقال الدكتور غولام خاندكر، معد الدراسة: “من المحتمل أن أمراض القلب والاكتئاب تشترك في آليات بيولوجية أساسية شائعة”.وأضاف أن هذه الآلية الشائعة “يمكن أن تظهر في حالتين مختلفتين في عضوين مختلفين، هما الجهاز القلبي الوعائي والدماغ”.وأوضح خاندكر قائلا: “عملنا يوحي بأن الالتهاب يمكن أن يكون آلية مشتركة لهذه الحالات”.وتشير الأبحاث السابقة إلى أن نحو 40% من المرضى يعانون من الاكتئاب بعد نوبة قلبية، في حين أن 15% من المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية يعانون من أشكال حادة من حالات الصحة العقلية.وكان يُعتقد أن هذا الارتباط قوي جدا لدرجة أنه لا يمكن أن يرجع إلى الاضطرابات العاطفية الناجمة عن محاربة أمراض القلب وحدها.
ولتحديد ما إذا كانت العوامل البيئية أو الجينية تلعب دورا في هذا الارتباط، قام الباحثون بتحليل نحو 368 ألف شخص في منتصف العمر من أصل أوروبي، من بنك البيانات الحيوية البريطاني “Biobank”.وخضع المشاركون لاستبيان عما إذا كانوا قد شعروا بالاكتئاب أو غير قادرين على الاستمتاع بالأشياء لمدة أسبوع على الأقل، وكذلك ما إذا كانوا قد طلبوا المساعدة الطبية في حالة مزاجية منخفضة.كما قدموا تفاصيل حول ما إذا كانت أمهاتهم أو آباؤهم قد عانوا من أمراض القلب.وحلل الباحثون الحمض النووي للمشاركين الآخرين في البنك الحيوي، الذين لم يشاركوا في الجزء الأول من الدراسة، لتحديد ما إذا كان هناك رابط جيني بين الحالتين.وكشفت النتائج، التي نشرت في مجلة “Molecular Psychiatry”، أن أولئك الذين فقدوا أحد والديهم بسبب أمراض القلب، هم أكثر عرضة لخطر الاكتئاب، إلا أن الدراسة لم تجد رابطا جينيا بين الحالتين، وأن الرابط المشترك هو إفراز الحالتين لعوامل التهابية مختلفة في الدم.

كيف أتخلص من توهم مرض القلب؟

العلاج الدوائيّ

يُعرَف توهُّم المرض على أنَّه القلق المفرط بشأن الإصابة بالمرض، أو احتماليّة الإصابة به، وهي حالة طويلة الأمد تختلف في شدَّتها، وقد تزداد مع التقدُّم بالعُمر، أو خلال فترات الضغط العصبيّ الشديد، وهناك العديد من أنواع الأدوية التي يمكن اللُّجوء إليها للتخلُّص من وهم المرض، ومنها ما يأتي:

  1. مُضادّات الاكتئاب (بالإنجليزيّة: Antidepressants). أدوية علاج اضطرابات القلق. مُثبِّطات استرداد السيروتونين الاختياريّة (بالإنجليزيّة: Selective serotonin reuptake inhibitors)، مثل: فلوكسيتين (بالإنجليزيّة: Fluoxetine)، وباروكسيتين (بالإنجليزيّة: Paroxetine).

العلاج المنزليّ

وتغيير نمط الحياة هناك عدد من الطُّرُق المنزليّة، والسلوكيّات التي يمكن اتِّباعها للتخلُّص من توهُّم المرض، ومنها ما يأتي:

  • تجنُّب تعاطي المُؤثِّرات العقليّة، أو الكحوليّات. مُمارسة النشاط الجسديّ، حيث يُساهم ذلك في تخفيف القلق، وتحسين النشاط الجسديّ. العمل مع مُقدِّم الرعاية الصحِّية، أو أخصائيّ الصحَّة النفسيّة (بالإنجليزيّة: Mental health professional)؛ لبناء الثقة في العلاقات، وتجنُّب المخاوف. المشاركة في الأنشطة المختلفة في المجتمع، والعائلة، والعمل.
  • تجنُّب استخدام الإنترنت للبحث عن الأمراض المُحتملة.
  • تحدِّي أفكار توهُّم المرض، ويمكن ذلك بتوضيح المخاوف الصحِّية، وكتابتها على ورقة، ويتمّ بالمقابل تسجيل أكثر الأسباب المنطقيّة لحدوث هذه المشاكل.
  • محاولة البدء في مُمارسة الأنشطة، أو الأمور التي يتمّ تجنُّبها نتيجة القلق النفسي المُرتبط بالصحَّة.
  • الاحتفاظ بمذكّرة؛ لتسجيل عدد المرَّات التي تتمّ فيها مراجعة المعلومات الصحِّية، أو إجراء الفحص الجسديّ، ومحاولة التقليل من هذه الأنشطة تدريجيّاً.
  • محاولة الاسترخاء قدر الإمكان؛ حيث يمكن ذلك باتِّباع تمارين الاسترخاء، وتمارين التنفُّس العميق.
  • تجنُّب تناول الموادّ المنبِّهة، مثل: الكافيين، والتبغ.

 

السابق
جلطات الأوردة العميقة في الساق وأخطارها
التالي
ماذا يعني انسدال الصمام التاجي للقلب؟

اترك تعليقاً