مخاطر الولادة الطبيعية
للولادة الطبيعية أيضاً مخاطرها، والتي يعرفك عليها استشاري طب النساء والولادة الدكتور عبد الحميد السبيلي.
• تزداد معها مخاطر الإصابة بالجلطات بنسبة 67% مقارنة بالولادة الطبيعية، والإقبال عليها يأتي من قبل الدول الصناعية أكثر، رغم إثارتها لانعكاسات جانبية خطيرة، كما أن المرأة التي تلد قيصريًا يجب أن تؤخر إنجابها لطفل آخر؛ وهذا ما نصحت به دراسة قامت بها جامعة «بريستول» ببريطانيا: اكتشفوا أن من تلد قيصريًا تحتاج إلى ضعف المدة التي تحتاج إليها من ولدت طبيعيًا؛ لتحمل مرة أخرى.
هل الولادة الطبيعية تموت
حوالي 830 امرأة تموت أثناء الولادة كل يوم، أي حوالي سيدة واحدة كل دقيقتين، إذ إن الوفيات النفاسية ما زالت خطراً يهدد النساء في العديد من بلدان العالم.
وحسب آخر التقديرات العالمية الصادرة عن الأمم المتحدة، فإنَّ 303 آلاف امرأة تموت سنوياً أثناء الولادة، أو نتيجةً لمضاعفاتها.
غالبية الوفيَّات ناتجة عن ظروف كان من الممكن منعها لو كانت النساء المتوفيات قد حصلن على الرعاية الطبية الملائمة طوال فترة الحمل وأثناء الولادة، حسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية.
ويعد النزيف الحاد والإصابة بالعدوى بعد الولادة أكبر أسباب الوفاة، وهذا لا ينفي أنَّ ارتفاع ضغط الدم والولادة المتعسرة والإجهاض غير الآمن كلها عوامل تسهم في ذلك.
ويتطلَّب الحصول على أرقام دقيقة لحالات الوفيات النفاسية جمعاً قوياً للبيانات القُطرية، وهو أمر غير متاح في كثير من الأحيان في البلدان النامية، لذلك من المرجح أن يكون العدد المبلغ عنه أقل من العدد الفعلي.
مضاعفات الولادة الطبيعية
- تضرر منطقة الحوض
- تمزق أنسجة المهبل
- الألم المزمن
- تغير حركة الأمعاء
- شق العجان
مشاكل الولادة الطبيعية
كشفت دراسة عن الآثار السلبية للولادة الطبيعية خاصة بعد تجاوز سن الـ30 حتى توصلت إلى التوصية بالولادة القيصرية في كثير من الحالات.
تضرر قاع الحوض
لا تزال تعاني كاتيا جونسون (اسم مستعار) التي تبلغ 39 عامًا، بعد تسع سنوات من تداعيات للولادة من تضرر قاع الحوض لديها، حيث أصيبت بسلس البراز والبول، فضلا عن اصابتها بانعدام الرغبة الجنسية.
و قاع الحوض عبارة عن ألياف عضلية وعضلات عصعصية ونسيج ضام، تعمل على الحفاظ على الأعضاء داخل الحوض، وقد تتعرض تلك العضلات إلى الشد والتمزق أثناء الولادة، مما يتسبب في تدلي الأعضاء الموجودة داخل الحوض، وأكدت كافين بيسلر، رئيسة مركز برلين لعلاج أمراض قاع الحوض والسلس، على دور الولادات في تمزق قاع الحوض حيث تتسبب 10 : 20 % من الولادات في ذلك، كما أنها أوضحت أنه لا يمكن إصلاح الأضرار الناجمة عن ذلك، لأنه لا يمكن إعادة ربط هذه العضلة الملساء بعظمة العانة.
وقال هانز بيترديتز، طبيب المسالك البولية النسائية في سيدني بأستراليا إن كلما تقدم عمر النساء كلما ازداد احتمال إصابتهن بتمزق قاع الحوض أو التمزق العجاني، والذي يفصل المهبل عن فتحة الشرج، نتيجة تراجع درجة مرونة الأنسجة لدى النساء مع تقدم السن.
وأضاف ديتز أن التوليد بالملقط يمكن أن يكون شديد الخطورة، حيث يمكن أن يتعرض قاع الحوض للإجهاد كثيراً بسبب السرعة وقوة الجذب، ويستخدم الملقط عند حدوث تعقيدات أثناء الولادة.
ن الولادة الطبيعية هي الطريقة المثلى للتوليد، لأنها الشكل الطبيعي للولادة، إلا أن الخبراء يرون أن الولادة القيصرية يمكن أن تمنع إصابة بعض النساء بأضرار في قاع الحوض، قلما يعلم ذووا الشأن بهذا الأمر، لأن التوعية بشأن تداعيات الولادات الطبيعية لا تزال غير كافية في ألمانيا، حسبما يرى الخبراء، وقلما يكون هناك حديث صريح عن رغبة إحدى النساء في الولادة القيصرية.
حاسوب لتقدير الخطورة
طور أطباء من السويد حاسوباً يستطيع تقدير خطر الإصابة بأضرار قاع الحوض عقب الولادة. تستخدم الطبيبة بيسلر هذا الحاسوب في تقديم النصح لمرضاه. ولكن هذا الحاسوب ليس منتشراً كثيراً في ألمانيا وفقاً لبيسلر، التي تأمل في توفر المزيد من التوعية من خلال أطباء النساء والولادة.
متى تكون الولادة الطبيعية أفضل؟
أشار فولفغانغ هينريش، مدير قسم الولادة بمستشفى برلين شاريتيه، إلى أن الحمل في حد ذاته يمكن أن يسبب مشاكل سلس.
أوضح هينريش أن الولادة الطبيعية يمكن أن تصبح أفضل من الولادة القيصرية بعد المقارنة بين جميع عوامل الخطر المحتملة “حيث إن الولادة القيصرية تظل جراحة في كل الأحوال” مضيفاً: “ولكني أجد أنه ليس من العدل استبعاد هذا الجزء من التوعية لدى النساء اللاتي بلغن سن الرشد، عند التخطيط للولادة”، ويمكن حساب فترة الحمل من هنا
وأشارت الجمعية في هذا السياق إلى دراسة شملت نحو 30 مليون ولادة، عن الآثار بعيدة المدى للولادة. وقد تكون أقل فعلاً في الولادات القيصرية، ولكن هذه الولادات قد تكون أخطر على صحة الأم والأطفال، مثل الإجهاض وارتفاع خطر إصابة الأطفال بالربو.
أما الألمانية كاتيا جونسون فلا تدري ما حجم الضرر الذي أصاب قاع حوضها “فلم يفحصه طبيب للأسف على وجه الدقة حتى الآن”، مضيفة: “لو كنت أشعر بأضرار الولادة الطبيعية لقررت الولادة قيصريا”.
تأثير الولادة الطبيعية على المهبل
من الطبيعي أن يتغير المهبل بعد الولادة الطبيعية، حيث تتمدد العضلات هناك سامحة للطفل بالمرور من خلال قناة الولادة إلى الخارج.
بعد الولادة، ستلاحظين أن المهبل قد أصبح أكثر اتساعاً مقارنة بذي قبل، وهذا طبيعي جداً.
سيبدأ المهبل للعودة إلى الحجم الطبيعي بعد الولادة بعدة أيام، ولكن قد لا يعود إلى شكله الطبيعي بصورة كلية.
إن كنت قد خضعت لعدة ولادات طبيعية، فإن عضلات المهبل قد تكون أكثر رخاوة ومرونة، لذا إن كنت تشعرين بعدم الراحة بسبب ذلك بالإمكان تقوية عضلات المهبل عن طريق بعض التمارين الرياضية التي تستهدف هذه المنطقة.
ما هو الاسهل الولادة الطبيعية أم القيصرية
تُنصح المرأة الحامل عادةً باللجوء إلى الولادة الطبيعية لإنجاب طفلها كونها وسيلة الوضع الاعتيادية والآمنة لاختتام تجربة الحمل الفريدة، وذلك ما لم يرَ طبيبها خلاف ذلك، أي ما لم يرَ طبيبها علامات أو مؤشرات تستدعي ضرورة اللجوء إلى العملية القيصرية.
وتجدر الإشارة إلى أنّ من هذه العلامات ما يكون واضحاً من بداية الحمل ويمهّد لـولادة قيصرية مخطط لها، ومنها ما يكون طارئاً ويستوجب قراراً وليد اللحظة. وفي ما يلي لمحة سريعة عن هذه العلامات:
من حيث العلامات الواضحة والممهّدة لعملية قيصرية مخطط لها:
خضوع المرأة لعملية قيصرية سابقة ومواجهتها بعض المضاعفات.
اتخاذ الطفل وضعية القعود، أي أنّ رأسه إلى أعلى وقدميه إلى أسفل الحوض.
الحمل بتوأم أو أكثر، واتخاذ أحد الأجنة وضعية القعود.
اتخاذ الطفل وضعية جانبية أو عدم ثباته على وضعية واحدة.
إصابة الأم بمقدمات الارتجاع بحيث لا تكون الولادة الطبيعية في صالحها.
إصابة الأم بحالة المشيمة المنزاحة.
إصابة الأم بحالة طبيّة معيّنة كأمراض القلب مثلاً.
ولادة طبيعية سابقة مؤلمة
التقاط الأم عدوى الهربس للمرة الأولى في الفصل الثالث.
إصابة الأم بأحد الأمراض التناسلية المعدية.
من حيث العلامات الطارئة والممهّدة لعملية قيصرية “طارئة”:
قد يُضطر الطبيب إلى اتخاذ قرار سريع وطارئ باللجوء إلى العملية القيصرية لتوليد الجنين، في الحالات التالية:
تعرّض الطفل لمضاعفات أثناء المخاض.
استغراق المخاض وقتاً طويلاً وتقدّمه ببطء جراء عدم اتساع عنق الرحم وعدم إفساحه المجال أمام الطفل للنزول إلى قناة الولادة.
فشل محاولات الطبيب باستخدام الملقط وسواه من أدوات التوليد.
انفصال المشيمة أواخر الحمل أو خلال المخاض، معرّضةً الأم وطفلها للخطر.
تمزّق الرحم.
تدلّي الحبل السري عبر عنق الرحم قبل نزول الطفل، الأمر الذي يمكن أن يؤثر في مخزون هذا الأخير من الأكسيجين.
وبناءً على ما تقدم، يمكن القول بأنّ تحديد طريقة الولادة بين الطبيعية والقيصرية رهن بأوضاع الأم والطفل الصحية وظروفهما وما ينبغي القيام به للحفاظ على سلامتهما.