صحة عامة

ما هو اضطراب التكيف؟

ما هو اضطراب التكيف؟

ما هو اضطراب التكيف؟

يعاني الشخص من بعض الأعراض عند التعرض لموقف شديد ومؤلم؛ كوفاة أحد أفراد الأسرة، أو اضطراب العلاقة الزوجية، أو الفصل من العمل، وعلى الرغم من أنّ كلّ الأشخاص يعانون من صعوبة عند التعرض لهذه المواقف، لكنّ هذه الأعراض تصبح أكثر شدة عند الأشخاص المصابين باضطراب التكيف (Adjustment Disorder)، فما هذه الأعراض؟ وما سبب حدوث هذا الاضطراب؟ وكيف يتعامل الشخص معه؟ كل ذلك وغيره يكشف عنه هذا المقال.

أعراض اضطراب التكيف

يصف مصطلح اضطراب التّكيف مجموعة من الاضطرابات ذات العلاقة بالضغوطات النّفسية؛ إذ لا يستطيع الشّخص المُصاب بهذا الاضطراب أن يتجاوز ما يتعرض له من ضغوطات نفسية بسبب أحداث معيّنة في حياته بسهولة، وتختلف علامات الإصابة باضطراب التكيف باختلاف نوعه، كما تختلف من مصاب لآخر، وتبدأ أعراض هذا الاضطراب في غضون ثلاثة أشهر من التعرض للموقف المؤلم، وتستمر لمدة لا تزيد على الستة أشهر بعد نهاية هذا الموقف، لكن تتصف حالات اضطراب التكيف بأنّها مزمنة عندما تستمر لأكثر من ستة أشهر، بصورة خاصة إذا استمر الموقف المؤلم والشديد لمدة طويلة، وتؤثر هذه الاضطرابات في شعور الشخص وتفكيره، كما تؤثر في أفعاله وتصرفاته، وتتضمن الأعراض المرافقة لاضطراب التكيف ما يأتي:

  • الشعور بالحزن، أو اليأس، وعدم الاستمتاع بالأشياء التي كان المصاب يستمتع بها مسبقًا.
  • فقدان الشهية.
  • صعوبة التركيز.
  • البكاء المتكرر.
  • اضطراب النوم.
  • صعوبة أداء المهمات والأنشطة اليومية.
  • الارهاق، والتعب المستمر.
  • الشعور المستمر بالقلق والتوتر.
  • إهمال الأمور المهمة والأساسية في الحياة؛ مثل: العمل.
  • تجنب المناسبات الاجتماعية.
  • التفكير في الانتحار، أو محاولة الانتحار.

الضغوطات المسببة لاضطراب التكيف مؤقتة، ويتعلّم المصاب كيفية التعامل معها بمرور الوقت، وتخفّ أعراض هذا الاضطراب عندما تخفّ هذه الضغوطات، لكن إذا استمرت هذه الضغوطات لمدة زمنية طويلة، أو إذا تتابعت الأحداث المسببة لاضطراب التكيف بصورة كبيرة، وعندما يعاني الشخص من صعوبة في مرور كل يوم؛ فيجب عليه التحدث إلى الطبيب، ويساعد الطبيب في الحصول على العلاج المناسب لمساعدة الشخص في التأقلم مع الأحداث المجهدة، وإذا كانت لدى الشخص أيّ أفكاء لإيذاء نفسه أو إيذاء شخص آخر فيجب الاتصال بالطوارئ، أو التحدث إلى صديق أو أحد أفراد العائلة المقربين في هذا الأمر.

أنواع اضطراب التكيف

تتضمن أنواع اضطراب التكيف ما يأتي:

  • اضطراب التكيف المصاحب للمزاج المكتئب، ويتميز هذا النوع بالبكاء الشديد ومشاعر اليأس.
  • اضطراب التكيف المصاحب للقلق، والذي يتميز بالعصبية، والهلع، والاضطراب، والخوف من الانفصال عن شيء محدد.
  • اضطراب التكيف المصاحب لكلٍّ من القلق والمزاج المكتئب، ويمزج هذا النوع بين أعراض الحالتين السابقتين.
  • اضطراب التكيف المصاحب لاضطراب السلوك، ويصاحبه انتهاك حقوق الآخرين، وانتهاك القواعد العامة؛ كالتغيب عن المدرسة، أو تدمير الممتلكات، أو القيادة بتهور، أو الشجارات المتكررة.
  • اضطراب التكيف المختلط، يدمج هذا النوع بين أعراض كلّ أنواع المذكورة من مزاج مكتئب، وقلق، واضطراب السلوك.
  • اضطراب التكيف غير المحدد، يُعدّ اضطراب المزاج الذي لا يناسب أيّ نوع من الأنواع السابقة اضطراب التكيف غير المحدد، ويؤدي إلى ظهور أعراض سلوكية؛ مثل: الانسحاب الاجتماعي، أو عدم أداء الأنشطة اليومية؛ مثل: الذهاب إلى المدرسة أو مكان العمل.

أسباب اضطراب التكيف

على الرغم من أنّ اضطراب التكيف ينجم من التعرض لحدث مجهد في الحياة، فلم يتمكّن الخبراء من تحديد سبب دقيق حدوث هذا الاضطراب، ويختلف الأطفال واليافعون في مزاجهم وخبراتهم ومهاراتهم، الأمر الذي يدفعهم للإصابة بهذا الاضطراب عند تعرضهم لمواقف ذات ضغط عالٍ، إذ تُعدّ اضطرابات التكيف شائعة للغاية لدى الأطفال واليافعين، وتحدث بصورة متساوية بين الذكور والإناث، وتحدث بين كلّ الأعراق بصورة متساوية، لكن يختلف الحدث المجهد من ثقافة لأخرى.

تشخيص اضطراب التكيف

يعتمد تشخيص اضطراب التكيف بصورة أساسية على الضغوطات التي يتعرض لها الشخص، والأعراض التي يعاني منها، وكيفية تأثيرها في قدرة المصاب على أداء مهماته اليومية، ويسأل الطبيب المصاب عن سيرته المرضية الشخصية، والصحة النفسية، والتاريخ الاجتماعي، ويستخدم في تشخيص هذا الاضطراب الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، والذي يصدر عن جمعية الطب النفسي الأمريكية، وتتضمن هذه المعايير ما يأتي:

  • الإصابة بأعراض عاطفية أو سلوكية في غضون ثلاثة أشهر من التعرض لضغوط معينة في حياة الشخص.
  • معاناة الشخص من إجهاد أكثر من المعتاد عند التعرض لحدث مجهد في الحياة، أو المعاناة من ضغوطات تؤدي إلى حدوث مشكلات كبيرة في علاقات الشخص في مكان العمل أو المدرسة.
  • عدم صدور هذه الأعراض عن أي اضطراب صحة نفسية آخر، ولم تَبْدُ جزءًا من الحزن الطبيعي.

علاج اضطراب التكيف

يحتاج الذي شخّصه طبيب الصحة النفسية مصابًا باضطراب التكيف إلى تلقى العلاج، ويحتاج هذا العلاج مدة قصيرة، أو قد تمتد هذه المدة إلى وقت أطول، وتتضمن أبرز خيارات العلاج ما يأتي:

  • العلاج النفسي، يُعدّ العلاج الأساسي لمرضى اضطراب التكيف، ويوصي الطبيب بإحالة المصاب إلى اختصاصي العلاج النفسي، ويساعد هذا العلاج في استعادة الشخص قدرته على أداء وظائفه اليومية بانتظام، ويقدّم المعالج النفسي الدعم العاطفي الذي يحتاجه المصاب، بالإضافة إلى مساندته في فهم أسباب حدوث هذا الاضطراب، وتطوير مهارات أفضل في التعامل مع الأحداث ذات الضغط العالي مستقبلًا، وتوجد عدة أنواع من العلاج النفسي تُستخدم في علاج مرضى اضطراب التكيف، وتتضمن ما يأتي:
    • العلاج بالتحدث.
    • الرعاية النفسية الطارئة.
    • العلاج الأسري، وعلاج المجموعات.
    • مجموعات الدعم المحددة لسبب اضطراب التكيف.
    • العلاج المعرفي السلوكي (CBT)، يركّز هذا العلاج بصورة أساسية على حل المشكلات عن طريق تغيير طريقة تفكير والسلوكيات غير الفعالة للشخص.
    • العلاج النفسي بين الأشخاص.
  • الأدوية، يساعد استخدام الأدوية بعض الأشخاص المصابين باضطراب التكيف، وتساعد هذه الأدوية بصورة أساسية في تخفيف أعراض هذا الاضطراب؛ مثل: الأرق، والاكتئاب، والقلق. وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:
    • البنزوديازيبينات (Benzodiazepines)؛ مثل: لورازيبام (Lorazepam)، وألبرازولام (Alprazolam).
    • أدوية القلق غير البنزوديازيبينية؛ مثل: جابابنتين (Gabapentin).
    • مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs)؛ مثل: سيرترالين (Sertraline)، وفينلافاكسين (Venlafaxine).

وعلى الرغم من عدم وجود طرق تمنع الإصابة باضطراب التكيف بصورة مؤكدة، فالعلاقات الأسرية القوية والدعم المجتمعي للشخص تساهمان في تخطي الأحداث ذات الضغط العالي، والعلاج المبكر أفضل الطرق وأسرعها للتخلص من هذا الاضطراب، إذ يقلل من شدة الأعراض ومدتها، ويتعلّم الشخص أفضل الطرق للتعامل مع هكذا مواقف.

السابق
لماذا يؤذي بعض الأشخاص أنفسهم؟
التالي
ما أسباب واعراض وعلاج توهم المرض؟

اترك تعليقاً