صحة عامة

ماذا تعرف عن الشخصية الاعتمادية؟

ماذا تعرف عن الشخصية الاعتمادية؟

ماذا تعني الشخصية الاعتمادية؟

قد يحتاج الشخص المساعدة من بعض الأشخاص من وقت لآخر وفي ظروف معينة، وهذا أمر طبيعي للغاية، لكن يوجد بعض الأشخاص الذين يعتمدون على مساعدة الآخرين في كل جوانب حياتهم، حتى إنّهم لا يستطيعون فعل أي شيء دون مساعدة الآخرين، وهذا ما يُعرف باضطراب الشخصية الاعتمادية، فما هذا الاضطراب؟ وما سماته المميزة؟ وما أعراضه؟ وكيف يعالج الطبيب المصابين به؟

اضطراب الشخصية الاعتمادية (Dependent Personality Disorder) أحد اضطرابات الشخصية الذي يتميز بالحاجة الشديدة والمفرطة للعناية من الأشخاص الآخرين، وفي الإصدار الخامس من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5)، والذي يستخدمه الأطباء النفسيون للتشخيص، وصنّف الاختصاصيون هذا الاضطراب بأنّه ينتمي إلى المجموعة ج، وهي المجموعة التي تتكوّن من اضطرابات القلق والخوف، ومن الاضطرابات الأخرى التي تندرج تحت المجموعة نفسها اضطرابات الشخصية المتجنبة والوسواس القهري، ويميل الأشخاص الذين يملكون شخصية اعتمادية إلى أن يصبحوا متشبّثين جدًا بالآخرين، ويعانون من صعوبات في إنجاز المهمات أو اتخاذ القرارات دون مساعدة الأشخاص الآخرين، كما أنّهم يعتمدون على غيرهم لتلبية حاجاتهم العاطفية والجسدية، ويشعرون دائمًا بعدم الكفاية والعجز، وتتضمن الأعراض الرئيسة لهذا الاضطراب الخوف من الوحدة، وتجنب المبادرة، وتحمّل المسؤولية والحساسية تجاه النقد وعدم إبداء الرأي للآخرين، وحتى الوقت الحاضر لا يُعرف السبب المباشر للإصابة باضطراب الشخصية الاعتمادية، وغالبًا ما تظهر علامات هذا الاضطراب في مرحلة الطفولة، ويؤثر في الرجال والنساء على حد سواء.

بماذا تتصف الشخصية الاعتمادية؟

يتميز الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الاعتمادية بأنّهم مفرطو الاعتماد عاطفيًا على الآخرين، ويقضون الكثير من الوقت في محاولة إرضائهم، ويميل الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب إلى إظهار السلوك السلبي الذي يدلّ على الاحتياج، كما أنّهم يخشون الانفصال، وتتضمن الخصائص المشتركة بين الاشخاص المصابين باضطراب الشخصية الاعتمادية ما يأتي:

  • عدم القدرة على اتخاذ القرارات، حتى القرارات اليومية؛ مثل: ما يجب ارتداؤه أو فعله، دون نصيحة الآخرين وطمأنتهم.
  • تجنب مسؤوليات الكبار بالتصرف السلبي والعجز، والاعتماد على الزوج أو الصديق لاتخاذ القرارات المختلفة؛ مثل: مكان العمل أو العيش.
  • الخوف الشديد من الهجر والشعور بالدمار أو العجز عند إنهاء العلاقات، وغالبًا ينتقل الشخص المصاب باضطراب الشخصية الاعتمادية مباشرةً إلى علاقة أخرى عندما ينتهي من الأولى.
  • الحساسية الزائدة تجاه النقد.
  • تجنب الاختلاف مع الآخرين خوفًا من خسارة الدعم أو الموافقة.
  • التشاؤم وانعدام الثقة بالنفس، وهذا يتضمن الاعتقاد بأنّهم غير قادرين على الاعتناء بأنفسهم، وأنّهم يحتاجون إلى أشخاص آخرين.
  • عدم القدرة على بدء المشاريع أو المهمات؛ بسبب فقدان الثقة في النفس.
  • الاستعداد لتحمل سوء المعاملة والاعتداء من الأشخاص الآخرين دون رد.
  • صعوبة في وجود الشخص منفردًا.
  • تقديم احتياجات الأشخاص الذين يقدّمون لهم الرعاية فوق احتياجاتهم.
  • الميل إلى السذاجة والخيال.

ما أسباب الشخصية الاعتمادية؟

من غير المعروف سبب حدوث اضطراب الشخصية الاعتمادية عند بعض الأشخاص، ومع ذلك، يشير الخبراء إلى العوامل البيولوجية والتنموية تلعب دورًا مهمًا في تطور الحالة، كما توجد بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة باضطراب الشخصية الاعتمادية، ومنها ما يأتي:

  • وجود تاريخ يتعلق بالإهمال خلال مرحلة الطفولة.
  • وجود تربية وتنشئة مسيئة أو ظالمة.
  • الوجود في علاقة مسيئة أو ظالمة لمدة طويلة الأمد.
  • وجود آباء مفرطين في الرعاية أو مستبدين.
  • وجود تاريخ عائلي لاضطرابات القلق.

ما علاج الشخصية الاعتمادية؟

لا يسعى الشخص المصاب باضطراب الشخصية الاعتمادية عمومًا للحصول على العلاج بنفسه، وبدلًا من ذلك قد يبحثون عن العلاج عندما يؤثر هذا الاضطراب بدرجة كبيرة في حياتهم، مما يؤدي إلى إحداث مشكلات ناتجة من التفكير أو السلوك المرتبط بهذا الاضطراب للدرجة التي لم يعودوا قادرين على التأقلم معها، كما أنّ الأشخاص المصابين باضطرابات الشخصية المزمنة قد يصابون بـالاكتئاب أو القلق، وهي أعراض قد تدفعهم إلى طلب المساعدة والحصول على العلاج، وتتضمن طرق العلاج المستخدمة لعلاج اضطراب الشخصية الاعتمادية ما يأتي:

  • العلاج النفسي: الإجراء الرئيس لحالات اضطراب الشخصية الاعتمادية، ويهدف هذا العلاج إلى مساعدة الشخص في أن يصبح أكثر استقلالية ونشاطًا، وأن يتعلم طرق تكوين علاقات سليمة، ويُفضّل استخدام العلاج قصير المدى لتحقيق أهداف محددة عندما يبدو التركيز على التحكم بالسلوكيات التي تتعارض مع وظائف الحياة، وللحصول على فائدة أفضل يجب الانتباه والتركيز على دور المعالج من أجل تعليم المصاب الاعتماد على النفس حتى خلال جلسات العلاج، كما هو الحال في تعامل مع الأشخاص الآخرين، وقد تتضمن الاستراتيجيات المحددة في هذا العلاج التدريب على طرق لمساعدة الشخص المصاب في تطوير الثقة بالنفس، والعلاج المعرفي السلوكي لمساندة الشخص في تطوير مواقف ووجهات نظر وأراء جديدة في نفسه بالنسبة للأشخاص والتجارب الأخرى، ويتابع المعالج التغييرات التي تحدث في بنية شخصية الشخص من خلال العلاج النفسي على المدى الطويل أو العلاج النفسي الديناميكي.
  • الأدوية: يتناول المصاب الأدوية لعلاج نفسه من اضطراب الشخصية الاعتمادية المزمن، وكذلك من يعاني من مشكلات ذات صلة؛ مثل: الاكتئاب أو القلق، ومع ذلك، لا تساعد الأدوية في علاج المشكلة الرئيسة بحد ذاتها التي تسبب حدوث الاضطراب، وبالإضافة إلى ذلك، تجب مراقبة المصابين الذين يحصلون على الأدوية عن كثب؛ لأنّ الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الاعتمادية قد يستخدمون الأدوية بطريقة غير مناسبة أو يسيئون استخدام بعضها.

ما مضاعفات الشخصية الاعتمادية؟

إنّ ترك المصابين باضطراب الشخصية الاعتمادية من غير علاج قد يؤدي إلى حدوث مجموعة من المضاعفات، والعلاج المبكر يمنع تطور العديد من هذه المضاعفات، وتتضمن مضاعفات الشخصية الاعتمادية ما يأتي:

  • اضطرابات القلق؛ مثل: اضطراب الهلع واضطراب الشخصية المتجنبة واضطراب الوسواس القهري.
  • الاكتئاب.
  • تعاطي المخدرات.
  • الرهاب.

ما طرق الوقاية من الشخصية الاعتمادية؟

لسوء الحظ فإنّ الوقاية من الإصابة بالشخصية الاعتمادية غير ممكنة، لكن يساعد علاج الحالة بطريقة المناسبة في أن يتعلم الشخص طرق أكثر إنتاجية للتعامل مع المواقف، ولأنّ تطور بنية الشخصية عملية معقدة تبدأ من سن مبكرة؛ فقد يبدو العلاج النفسي الذي يهدف إلى تعديل سمات الشخصية أكثر نجاحًا عند البدء به في وقت مبكر، فعندها يبدو المصاب شديد التحفيز للتغيير، وعلاقة العمل قوية بين المعالج والمصاب، وهذا يساعد في علاج الحالة أو التخفيف من أعراضها.

السابق
10 نصائح للتعامل مع التوتر بسبب الامتحانات
التالي
ما المقصود بالاحتراق الوظيفي؟

اترك تعليقاً