صحة عامة

كيفية التعامل مع مريض الاكتئاب

كيفية التعامل مع مريض الاكتئاب

الاكتئاب

الاكتئاب حالة شائعة جدًا في العصر الحالي، ويؤثّر الاكتئاب على شعور الشّخص تجاه نفسه وتجاه المحيطين به بصورة سلبيذة، ممّا ينعكس على سلوكه العامّ، وميوله إلى العزلة عن الناس، وفقدانه الرّغبة بالمشاركة في أي نشاط اجتماعي، أو أي هواية يحبّها، وقد ينجم عن هذه الحالة الشّعورية السلبية عدّة مشكلات نفسية وجسدية، كما يؤثّر الاكتئاب على إنتاجية الشخص في عمله، وأدائه لواجباته المنزلية، وقد يتباين المصابون بالاكتئاب في حدّة الأعراض التي تظهر عليهم؛ فمنهم تكون حالته متقدّمةً والأعراض قويّةً، ومنهم من تكون الأعراض لديه في بدايتها وليست واضحةً تمامًا.

كيفية التعامل مع مريض الاكتئاب

قد يمثّل التعامل مع شخص مكتئب ودعمه نفسيًا تحدّيًا حقيقيًا للمحيطين به، وذلك لشعور المُكتئِب بالبؤس، وفقدان الطاقة، وقلة إنتاجيته، وقد تتباين تلك الأعراض من شخص إلى آخر؛ فبعضهم تكون لديه شديدةً تجعله غير قادر على التعايش اليومي مع المحيطين به، والبعض الآخر يعاني من شعور بالحزن ليس له سبب واضح.

من المؤكّد أن الأشخاص المحيطين بالمُكتئِب عليهم دور في دعمه ومحاولة مساعدته للخروج من هذه الحالة، لكن أغلب الأشخاص يقع في حيرة حول كيفيّة مساعدة شخص مكتئِب، وتكون الخطوة الأولى لمساعدته هي فهم حالته بصورة جيّدة، والتثقف حول الأعراض المصاحبة لحالته؛ لمعرفة المرحلة التي وصل إليها الشخص، ولمعرفة أنّ الأعراض قد تتغيّر وتتبدل وتظهر بصور مختلفة كلّها تدل على الاكتئاب.

يمكن مساعدة المكتئِب بعدّة وسائل، تفيد بكلّ الأحوال، وقد تحمي شخصًا ما من الوقوع فريسة الاكتئاب، فهي تفيد في العلاج وكذلك الوقاية؛ منها ما يأتي:

  • التشجيع لتلقّي العلاج: نادرًا ما يتعالج الاكتئاب ذاتيًا، وفي الغالب العلاج يحتاج إلى تدخّل شخص مختصّ، والمشكلة هنا أن المكتئِب يكون غير مقتنع أبدًا أنّه يعاني من حالة اكتئاب تستلزم تدخلًا طبّيًّا، وقد يلجأ الأطباء إلى الأدوية المضادة للاكتئاب، إضافةً إلى العلاج السلوكي المعرفي، وفي بعض الأحيان يُستخدم التّخليج الكهربي في العلاج، أو محاولة تعديل نوعية العلاقات المحيطة بالشخص، ولإقناع المكتئِب بتلقي العلاج على الشخص المحاور له إقناعه بعرض أعراض الاكتئاب التي يعرفها، واقتراح شخص موثوق مؤهل للمكتئِب، ومحاولة الذهاب معه في موعد المراجعة الطبية.
  • إظهار الحب والتعاطف: مجرّد مواجهة المكتئِب بضرورة مراجعة طبيب فإن ذلك يحفز لديه مشاعر سلبيّةً غامرةً لكنّه يميل إلى كتمانها، وهو في الأصل يعاني من شعور بالحزن والوحدة، وفي هذه اللحظات أكثر ما يحتاج إليه كلمات الحب والدّعم وأنّه ليس وحيدًا، وأنّك موجود من أجله دائمًا، وأنّك تفهم ما يشعر به تمامًا، وعدم محاولة إخباره أنّها مجرد مرحلة وستمضي، وأنّ الكثير من الناس مرّوا بها، وأنّه يجب ألّا يفكر كثيرًا في الأمر، أو أنه يجب أن يرى الجانب المشرق، فهذه الأشياء لن تعجب المكتئِب، وفي الكثير من الحالات مجرد الجلوس معه بصمت مع إبداء تعابير الحب والدعم والمشاركة كفيلة بشعوره بصورة أفضل دون محاولة صياغة كلام مناسب والتردد فيه.
  • المساعدة واقتراح أنشطة: عادةً الشّخص المكتئِب يشعر بثقل كبير من الأعباء اليومية الموكلة إليه، وقد يشعر بثقل من تكبّد عبء زيارة طبيب والرّجوع من عنده، فاقتراح إيصاله إليه وجلبه قد يمثل له مساعدةً كبيرةً، كذلك التخفيف عنه من الأعباء المنزلية، والقيام ببعض واجباته بدلًا عنه يشعره براحة أكبر، وكذلك اقتراح أخذه لمشاهدة فيلم أو المشاركة في تجمع صغير وأنك ستكون معه وستأخذه وتعيده قد يشجعه للخروج من عزلته قليلًا.
  • الحماية من الانتحار: كثيرًا ما يفكّر المكتئب في الإقدام على الانتحار، وهي أشدّ حالاته ضعفًا وأكثرها رغبةً بالهروب من كل شيء وإنهاء المعاناة إلى الأبد، فهو يُعدّ الموت مخرجًا من شعوره بالدونية وعدم الأهمية، والحزن والبؤس الذي يعانيه، وما يزيد هذه الحالة شراسةً عدم وجود أشخاص يحبّونه بجواره، وانفراده وحيدًا في مواجهتها، لذا يتوجّب على المجاورين له إبداء الحب الدائم غير المشروط له، وتقبّله كما هو، واحترامه لذاته وليس لإنجازاته، ومراقبته جيّدًا دون أن يلاحظ ذلك.

أعراض الاكتئاب

لتمييز المكتئِب توجد عدّة أعراض تظهر عليه، منها:

  • الشعور بالحزن، والمزاج المتعكّر.
  • فقدان الرّغبة بممارسة الأنشطة التي تجلب المتعة، كالهوايات، أو التسوّق، أو الزيارات.
  • حدوث تغيّرات في الشهية؛ قد تكون زيادة الشّهية بالتّالي زيادة الوزن، أو نقصان الشّهية ونزول الوزن.
  • اضطرابات النوم؛ إمّا النوم كثيرًا، وإمّا الأرق وقلة النوم.
  • فقدان الطاقة لعمل أي شيء، والشّعور بالتعب فورًا بعد أيّ نشاط.
  • الانخراط في أنشطة غير هادفة ليس لها ثمرة حقيقية، وبطء الحركة والكلام يلاحظها المحيطون بالمُكتئِب.
  • الشّعور بعدم الأهمية لذاته، وأنّه ليس شخصًا مفيدًا في أي شيء، يوافقه شعور بالذنب دون داعٍ له.
  • فقدان القدرة على التركيز لمدة طويلة، وصعوبة استجماع الذهن من أجل اتخاذ قرار أو التفكير المنطقي حول أمر ما.
  • التفكير في الانتحار للهروب من الحياة، واعتبار الموت خلاصًا من المعاناة.
  • الشّعور بالقلق والتوتّر، وانخفاض الرغبة الجنسية.

يصيب الاكتئاب شخصًا واحدًا من كلّ خمسة عشر شخصًا من البالغين، وهي نسبة كبيرة في الواقع، كما يمرّ واحد من كل ستّة أشخاص بمرحلة ما من عمره من أحد أوجه الاكتئاب، وفي الغالب يصيب الاكتئاب المراهقين والبالغين في بدايات العشرينات بصورة أكبر من غيرهم من المراحل العمرية، كما يصيب النساء أكثر من الرّجال، ولاعتبار الشّخص مكتئِبًا يجب أن تستمرّ الأعراض مدّة أسبوعَين متواصلَين، كما يجب الحذر من أنّ الكثير من أعراض الاكتئاب تنجم أيضًا عن مشكلات صحيّة، مثل: اختلالات الغدة الدرقية، أو أورام الدماغ، أو نقص المعادن والفيتامينات، لذا يجب التأكّد من سلامة الجسم، فربّما يكون السبب طبّيًّا.

السابق
اعراض مرض الهستيريا
التالي
اضطراب وجداني ثنائي القطب

اترك تعليقاً