صحة عامة

فوبيا الدم: ما هي؟

فوبيا الدم: ما هي؟

ما هي فوبيا الدم؟

يعاني العديد من الأشخاص من أنواع مختلفة من الفوبيا، من بينها فوبيا الدم، فما المقصود بها؟ وما هي الأعراض التي تسببها؟ وما هي الأسباب التي تؤدي إلى حدوثها؟ وكيف يمكن التعامل معها وعلاجها؟ كل ذلك وغيره سنتعرف عليه في هذا المقال.

تُعرف فوبيا الدم (Hemophobia) بأنّه الخوف من الدم، وهي أكثر أنواع الفوبيا شيوعًا، وتكمن خطورتها في أنّ التعرُّض للدم ورؤيته أمر كثير الحدوث، فمثلًا يمكن أن يرى الشخص طفلًا يتعرَض لنزيف من الأنف في الحافلة، أو يمكن أن يتعرض أحدهم لإصابة في العمل أو في الشارع.

تجدر الإشارة إلى أنّ فوبيا الدم تسبب إصابة الشخص برد فعل لا يعاني منه المصابون بمعظم أنواع الفوبيا الأخرى، فقد يتعرَّض للإغماء عند رؤية الدم، ويمكن أن يصاحب هذه الحالة الخوف من أشياء أخرى، فغالبًا ما تكون مصحوبةً بفوبيا الحقن، وفوبيا الإصابات الجسدية، وتندرج هذه الأنواع الثلاثة ضمن ما يسمى فوبيا الإصابات أو الحقن أو الدم (blood-injection-injury phobia).

ما أعراض الإصابة بفوبيا الدم؟

تُسبِّب الإصابة بفوبيا الدم ظهور أعراض مختلفة عن تلك الناتجة عن العديد من أنواع الفوبيا الأخرى، فمعظم الأنواع الأخرى تُسبِّب تسارعًا في معدل نبضات القلب، وارتفاع ضغط الدم، في حين تُسبِّب فوبيا الإصابات أو الحقن أو الدم انخفاض معدل ضربات القلب وضغط الدم، الأمر الذي يُسبِّب الإغماء وشحوب البشرة في الوقت الذي يشاهد فيه الشخص الدم.

قد يعاني المُصاب من حالة استباق الخوف، وهي المرحلة التي تسبق الموقف الذي سيتعرض فيه لرؤية الدم، كما هو الحال عند حجز موعد لإجراء فحص أو اختبار طبي ما، وفي هذه المرحلة يعاني من الرجفة، وتسارع ضربات القلب، واضطرابات في المعدة.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الأعراض لا تقتصر على رؤية الدم من البشر، وإنمّا قد تحدث عند رؤية دم الحيوانات، بالإضافة إلى أنّ هذا النوع من الفوبيا قد يؤثر في حياة المُصاب، فالعديد من الأشخاص الذين يعانون منه لديهم نمط حياة غير نشط وخامل؛ لخوفهم من أن يتعرضوا للإصابات والجروح أو رؤية الدم في مكان ما، كما قد تُسبِّب هذه الفوبيا في بعض الحالات الإصابة بالاكتئاب.

أما فعند الأطفال فيمكن أن تظهر أعراض فوبيا الدم بطرق مختلفة، وتتضمن ما يأتي:

  • نوبات الغضب.
  • اضطراب عواطف الطفل وبكاؤه.
  • الاختباء عند رؤية الدم.
  • الالتصاق بالوالدين عند رؤية الدم، أو عند التعرض لمواقف يوجد فيها الدم.

من هي الفئات الأكثر عرضة للإصابة بفوبيا الدم؟

عادةً ما يعدّ الأشخاص الذين تعرضوا لحادث صادم خلال مرحلة الطفولة أو المراهقة أكثر عرضةً للإصابة بفوبيا الدم لاحقًا؛ إذ تعد هذه الفوبيا مكتسبةً من الأحداث العصيبة التي تحدث خلال حياة الشخص أكثر من كونها موروثةً من الوالدين، ولا يعني ذلك بالضرورة تعرض الشخص خلال حياته لموقف مرعب مرتبط بوجود الدم، بل يمكن أن يكون قد تعرّض لموقف مرعب مرتبط باللون الأحمر مثلًا، ونتيجة لذلك يتشكّل في الدماغ خوف تجاه الدم.

كما يمكن أن ترتبط فوبيا الدم بأنواع أخرى من الفوبيا، فبالإضافة إلى ما ذُكِرَ سابقًا يمكن أن يعاني الشخص من فوبيا الأطباء أو أطباء الأسنان، إذ ترتبط صورة المجال الطبي بالدم ارتباطًا وثيقًا، بالإضافة إلى ارتباطها بتوهم المرض، وفوبيا المرض، وفوبيا الجراثيم، كما يمكن أن يرتبط الخوف من الدم في بعض الأحيان بالخوف من الموت.

كيف يتم تشخيص فوبيا الدم؟

عند شك الشخص بإصابته بفوبيا الدم يجب تحديد موعد لزيارة الطبيب، ولا يتضمن التشخيص الخضوع لأي إبر أو معدات طبية، لكن يتمثّل بالتحدث مع طبيب الصحة النفسية حول الأعراض التي يعاني منها الشخص، والمدة التي استمرت فيها، كما يمكن أن يسأل الطبيب عن السيرة المرضية للشخص، والتاريخ الصحي للأسرة.

قد يلجأ الطبيب لتشخيص فوبيا الدم إلى استخدام معايير الدليل التشخيصي الرسمي للأمراض النفسية (DSM-5)، لذا قبل الذهاب إلى الطبيب يجب التأكد من تحديد أي أفكار أو أعراض عانى منها الشخص، وتحديد أيضًا أي أسئلة أو استفسارات يرغب بمعرفتها منه.

كيف أتغلب على فوبيا الدم؟

لا تحتاج جميع أنواع الفوبيا إلى العلاج، خاصّةً إذا كان الشيء الذي يخاف منه الشخص لا يعدّ جزءًا من الحياة اليومية، فمثلًا عند المعاناة من فوبيا الثعابين فمن غير المرجح مواجهتها خلال الحياة، لكن المعاناة من فوبيا الدم يمكن أن تسبّب تجنّب زيارة الطبيب أو إجراء الفحوصات والاختبارات اللازمة، لذا فإنّ علاج هذا النوع من الفوبيا ضروري ومهم للصحة، وقد يحتاج الشخص إلى العلاج في الحالات الآتية:

  • المعاناة من نوبات الهلع أو القلق الشديد للغاية نتيجة التعرض للدم.
  • إدراك الشخص أنّ الخوف غير منطقي ومبالغ به.
  • استمرار هذه الأعراض لستة أشهر أو أكثر.

ويمكن أن تتضمن خيارات العلاج ما يأتي:

  • العلاج بالتعرض: يمكن أن يساعد تعرّض المصاب لمخاوفه بصورة مستمرة على التخفيف منها، ويمكن الاندماج في تمارين التصور، فقد تكون هذه العلاجات فعّالةً بنسبة كبيرة للغاية، إذ إنّها من الممكن أن تكون فعالةً خلال جلسة واحدة فقط.
  • العلاج المعرفي: يساعد المعالج في العلاج المعرفي المصاب على تحديد مشاعر الخوف والقلق من الدم، ويحاول فيها استبدال القلق بأفكار أكثر منطقيّةً حول ما يمكن أن يحدث عند إجراء اختبارات الدم مثلًا، أو عند التعرض لإصابة تؤدي إلى نزيف الدم.
  • الاسترخاء: يمكن أن تساعد طرق الاسترخاء المتعددة على التخلص من القلق المصاحب لفوبيا الدم، بالإضافة إلى التخفيف من الأعراض الجسدية المصاحبة لها، ويعد التنفس العميق الهادئ وممارسة اليوغا أكثر طرق الاسترخاء شيوعًا.
  • التوتر التطبيقي (Applied tension): يمكن أن تساعد هذه الطريقة في علاج فوبيا الدم، إذ تساهم في تقليل تأثيرات الإغماء المصاحبة لهذه الحالة، وتنطوي هذه الطريقة على شد عضلات الذراعين والجذع والساقين حتى يظهر الاحمرار على وجه الشخص عند التعرض لمحفز الخوف كالدم، وقد لوحظت فعاليتها في التخلُّص من فقدان الوعي عند رؤية الدم.
  • الأدوية: يمكن أن يحتاج الشخص المصاب بفوبيا الدم إلى استخدام الأدوية في الحالات الشديدة، لكن يجب عدم تناولها في جميع الحالات، ولا بدّ من إجراء المزيد من الدراسات حول فعالية استخدام الأدوية وأمانها لعلاج هذه الحالة.
السابق
الخدر العاطفي: ما أسبابه؟ وما علاجه؟
التالي
فوبيا الحقن: ما هي؟

اترك تعليقاً