نتف الرموش
تندرج الرغبة الملحة والمتكررة في نتف الشعر أو نتف الرموش تحت حالة طبية نفسية يُمكن تشخيصها تسمى هوس نتف الشعر (Trichotillomania) الذي يجعل المُصاب بلجأ لتفريغ ما يتعرض له من الضغط النفسي أو التوتر أو القلق من خلال تكرار نتف الرموش أو الشعر وأحيانًا قد تكون مجرد عادة لا يوجد لها سبب معين!
وهذه الحالة عند بعض المُصابين قد تكون تحت السيطرة بينما قد تكون لاإرادية عند البعض!
يبدأ هوس نتف الرموش عادةً مبكرًا بين عمر التاسعة والثالثة عشر، وقد يقوم المصاب بنتف شعر جفن واحد أو كلاهما، بعين واحدة أو بكلتا العينين، وبعدها قد يقوم بفرك الشعر بين أصابعه أو قد يبتلعه. وقد يقوم الشخص بعادات أخرى مصاحبة للنتف مثل خدش الجلد أو قضم الأظافر.
علاج نتف الرموش بالأدوية
يُعدّ علاج حالات نتف الرموش وخاصةً عن طريق الأدوية عملية معقدة نوعًا ما خاصةً أن الكثير من المُصابين بحالة هوس نتف الرموش قد لا يدركون حاجتهم للمساعدة الطبية، ومن الجدير بالذكر أن الخطة العلاجية تستغرق وقتًا لتظهر نتائجها، كما ويمكن خلال فترة العلاج تجربة أكثر من طريقة ونوع من العلاجات للوصول للأنسب حسب معطيات الحالة، وتعتبر الأدوية أحد الطرق التي يعتمدها الأطباء، فعلى الرغم من عدم وجود دواء مرخص لعلاج نتف الشعر إلا أن الأطباء يجدون الأدوية التالية فعالة لعلاج هذه الحالة لكنها تحتاج مزيد من الدراسة لتأكيد فعاليتها وآمانها، وهي:
- الأدوية المضادة للاكتئاب مثل عائلة مثبطات امتصاص السيروتينين الانتقائية أو ثلاثية الحلقات مثل الكلوميبرامين (Clomipramine).
- المضادات الأفيونية مثل النالتريكسون (Naltrexone).
- الأدوية المضادة للذهان مثل الأولانزابين (Olanzapine).
- إن أسيتيل سيستايين (N-acetylcysteine)؛ تركيبة حمض أميني تساعد على تعديل استجابة النواقل العصبية التي تؤثر على المزاج.
علاج نفسي لنتف الرموش
العلاج النفسي الذي يعتمد على ما يعرف بالتدريب على عكس العادة (Habit reversal therapy) هو العلاج الذي يراه الأطباء فعالًا للتخلص من هوس نتف الرموش، وهو يتضمن خمسة مراحل:
- مرحلة الوعي: هي المرحلة التي يجب أن يتعرف بها المصاب على العوامل النفسية والبيئية التي تحفزه لنتف الرموش.
- مرحلة المنافسة: التي يجب أن يجد بها المصاب عادة أخرى يستبدل بها عادة النتف.
- مرحلة التحفيز والامتثال: خلالها يجب أن ينخرط الشخص بالأنشطة والسلوكيات التي تذكره بأهمية التدريب على عكس العادة، وخلالها يجب أن يتلقى المصاب ثناء من الأهل والأصدقاء المحيطين به على التقدم الذي أحرزه.
- مرحلة التدريب على الاسترخاء: يمارس المصاب خلالها تمارين الاسترخاء المختلفة مثلتمارين التأمل وتمارين التنفس العميق للحد من التوتر الذي يشعر به ويحفزه على نتف الرموش.
- مرحلة التعميم: يمارس بها المصاب مهارات وعادات جديدة في مواقف مختلفة حتى تصبح هذه العادات تلقائية.
نصائح للتعامل مع حالة نتف الرموش
يستطيع المصاب بحالة نتف الرموش الاستعانة بالنصائح التالية لتخفيف الحاجة الملحة للنتف:
- الضغط على كرة التوتر (Stress ball) المطاطية.
- قبض أصابع اليد وشد عضلات الذراع.
- استخدام ألعاب فيدجيت (Fidget Toy) التي تساعد على تخفيف التوتر وتفريغه من خلال حركات معينة لمحاربة التوتر.
- ابتكار جملة معينة، وتكراراها بصوت عال حتى تختفي الرغبة بنتف الرموش.
- الاستحمام للتخلص من التوتر والقلق.
- أخذ نفس عميق حتى تختفي الرغبة الملحة بنتف الرموش.
- مماسة التمارين الرياضية.
- وضع لاصقات صغيرة على أطراف الأصابع.
مضاعفات عدم علاج نتف الرموش
يسبب عدم علاج نتف الرموش وقوع مضاعفات مختلفة للمصاب، فمعظم المصابين بهذا الهوس يعانون من اكتئاب ونقص الثقة بالنفس بسبب عدم قدرتهم على التوقف عن ممارسة هذا الهوس، وبسبب خسارة شعر الرموش وما يسببه من مظهر غير محبب يجعلهم يتغيبون عن مدارسهم أو عملهم، أويجعلهم يمتنعون عن المشاركة في المناسبات الإجتماعية المختلفة.
كما قد يلجأون لشرب الكحول أو تناول المخدرات للتخلص من هذه المشاعر السلبية، وقد يضرون لاستخدام الرموش الاصطناعية لإخفاء ما يعانون منه. كما قد يسبب نتف الرموش المتكرر ظهور ندبات أو الإصابة بعدوى بالجفون مما قد يؤثر على نمو الشعر لاحقًا، وأخيرًا يسبب ابتلاع الشعر مشكلة أخرى خطيرة لكنها أكثر شيوعًا مع نتف شعر الرأس، إذ يسبب استمرار ابتلاع هذا الشعر لسنوات عديدة تكون كرة من الشعر (Trichobezoar) داخل الجهاز الهضمي، تسبب الشعور بالغثيان والقيء، وقد تسبب انسداد الأمعاء مما يتطلب تدخل جراحي لإخراجها من الجسم.
