صحة عامة

علاج الهلع

علاج الهلع

نوبات الهلع

يمكن أن تحدث نوبات الهلع نتيجة زيادة القلق، ويمكن أيضًا أن يصاب أي شخص بنوبات الهلع رغم زيادة حدوثها عند الأشخاص المصابين باضطرابات الهلع، التي تعدّ حالةً طبيّةً أساسيّةً تندرج تحتها نوبات الهلع، ومن أبرز الأعراض التي يمكن أن ترافق هذه النوبات تسارع نبضات القلب، وزيادة معدّل التنفّس، وزيادة التعرّق، والقشعريرة، إضافةً إلى العديد من الأعراض الأخرى، وتعدّ هذه النوبات أكثر شيوعًا بين النّساء منها في الرجال.

تشير جمعية القلق والاكتئاب الأمريكية إلى أنّ نحو ستّة ملايين شخص يعاني من اضطرابات الهلع داخل الولايات الأمريكية وحدها، وغالبًا ما تصيب هذه الحالة النّساء عندما يكن في سنّ البلوغ المبكّر؛ أي بين ثمانية عشر عامًا إلى خمسة وعشرين عامًا، كما يمكن أن تحدث هذه الحالة عندما يكون الشّخص قد عانى من نوبات فزع متعدّدة، ويعيش أيضًا في حالة خوف من نوبة فزع أخرى، ويعاني الأشخاص الذين يصابون بنوبات الهلع أكثر من مرّة من الانسحاب الاجتماعي، إذ يمكن أن ينسحبوا من العلاقات العائلية والصداقات، كما يمكن أن يصبحوا شديدي الخوف من الذّهاب إلى الخارج أو إلى الأماكن العامّة.

يمكن أن تؤثّر هذه الحالة بصورة كبيرة للغاية على طبيعة حياة الشخص، ويحتاج إلى العلاج فورًا، ويشير الخبراء إلى أنّ وجود القلق والذّعر جزء أساسي من حماية الإنسان من الخطر، إلّا أنّ هذا القلق يمكن أن يرتفع إلى مستويات عالية لدرجة أنّه يمكن أن يؤثّر على قدرة الشّخص على التفكير السليم، كما يمكن أن تؤدّي إلى جعل طبيعة شخصية الفرد شخصيّةً خائفةً، ويساهم الدّماغ في تنشيط اللوزة، وهي جزء من الدّماغ، بعد أن يتلقّى موجةً من الإشارات العصبية الهادفة إلى تحذير الشخص من خطر قريب، وتتحكّم اللوزة باستجابة الشخص لهذا الخطر.

علاج الهلع

يمكن أن يساعد العلاج على التقليل من حدّة نوبات الهلع التي يعاني منها الشّخص وعددها، كما يمكن أن تحسّن من نوعيّة حياته اليومية، ويمكن أن يقسم نوع العلاج إلى العلاج النفسيّ والعلاج باستخدام الأدوية، وقد يحتاج الشخص إلى نوعين من العلاج أو إلى نوع واحد فقط، وذلك يعتمد على على رغبة المريض، وتاريخه الطبي، ونوعية الاضطراب الذي يعاني منه، بالإضافة إلى توفّر المعالجين المتخصّصين في علاج اضطراب الهلع، وفي ما يأتي التفاصيل:

  • العلاج النفسي: يمكن أن يعدّ العلاج النفسي أو العلاج بالتخاطب الخيار الأول والأكثر فعاليةً في علاج حالات الهلع واضطراباته، ويمكن أن يساهم هذا العلاج في تحديد سبب هذه النوبات، وتعلّم المريض كيفية التعامل معها، وتتنوع أشكال العلاج النفسيّ، ومن أبرزها العلاج السلوكي المعرفي، الذي من شأنه أن يساعد المريض على التعلّم عن طريق الخبرة الشخصيّة، والاقتناع أنّ أعراض الهلع ليست خطرًا حقيقيًا، كما سيساعد المعالج النفسيّ على تكرار أعراض هذه النوبات بصورة تدريجيّة وآمنة، وعند معرفة الشخص أنّ هذه الأعراض لا تهدد الحياة يبدأ بالتحسّن، وتبدأ الأعراض بالتّراجع شيئًا فشيئًا، كما يمكن أن يساهم العلاج في تخلّص الشخص من المخاوف التي يعاني منها والمواقف التي كان يتجنّبها بسبب هذه النوبات، لكن يمكن أن يستغرق هذا العلاج وقتًا وجهدًا كبيرين، ويمكن أن تبدأ الأعراض بالاختفاء خلال عدة أسابيع، وتقلّ الأعراض بصورة ملحوظة في معظم الحالات أو تنتهي بصورة كاملة بعد عدّة أشهر.
  • العلاج باستخدام الأدوية: يمكن أن تساهم الأدوية في التخلص من الأعراض التي تصاحب نوبات الهلع والقلق، ويمكن أن تتنوع هذه الأدوية بصورة كبيرة، ومن أبرز هذه الأدوية ما يأتي:
    • مثبطات استرجاع السيروتونين الانتقائية: يعدّ هذا النوع من أدوية الاكتئاب آمنًا بنسبة كبيرة، وينجم عنها عدد قليل من الأعراض الجانبية الخطيرة، كما تعدّ هذه الأدوية الخيار الدوائي الأول الذي ينصح به الأطباء في علاج اضطرابات الهلع، كما اعتمدت منظّمة الغذاء والدواء الأمريكية مثبّطات استرجاع السيروتونين الانتقائية كعلاج لاضطرابات الهلع، ومن أبرز هذه الأدوية دواء فلوكسيتين، وباروكسيتين، وسيرترالين.
    • مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنوريبينيفرين: يمكن أن يعدّ هذا النوع من الأدوية نوعًا من أدوية علاج الاكتئاب، كما اعتمدت منظمة الغذاء والدواء الأمريكية دواء فينلافاكسين -وهو واحد من مثبطات استرجاع السيروتونين والنورابينفرين- كدواء لعلاج هذه النوبات.
    • البنزوديازيبينات: تعدّ هذه الأدوية مثبطات ومهدئات للجهاز العصبي المركزي، واعتمدت منظمة الغذاء والدواء الأمريكيّة البنزوديازيبينات أيضًا كعلاج لاضطرابات الهلع، ومن أبرز هذه الأدوية ألبرازولام، وكلونازيبام، ويُستخدم هذا الدواء على المدى القصير؛ وذلك لأنّه يمكن أن يسبّب الإدمان عليه، ممّا يمكن أن ينجم عنه الاعتماد عليه بدنيًّا وذهنيًّا، كما لا يوصي الخبراء باستخدام هذه الأدوية إذا كان الشخص يعاني من إدمان الكحول، أو تعاطي المخدرات، ويمكن لهذا الدواء أيضًا أن يتفاعل مع بعض الأدوية الأخرى ويسبّب آثارًا جانبيّةً خطيرةً للغاية.

عوامل خطورة الإصابة بالهلع

توجد مجموعة متنوعة من العوامل التي يمكن أن تزيد من فرص التعرّض لنوبات الهلع، ويمكن أن تشمل ما يأتي:

  • وجود تاريخ عائليّ من نوبات الهلع.
  • وجود تاريخ من الاعتداء على الأطفال.
  • العمل في موقف شديد التوتّر والقلق.
  • التعرّض لحادث صادم، كحادث سيارة خطير.
  • تغيير كبير في الحياة، كإنجاب طفل.
  • حالات فقدان أحد أفراد الأسرة.
  • العيش برفقة حالة تعاني من اضطراب في الصحّة العقليّة، كالرهاب، أو اضطراب ما بعد الصدمة.
السابق
علامات الاكتئاب عند المرأة
التالي
ما هي اعراض الاكتئاب وعلاجه

اترك تعليقاً