صحة عامة

علاج الضيق والحزن

علاج الضيق والحزن

الضيق والحزن

يحدث الحزن لكثير من الأسباب اليومية، كعدم النّجاح في اختبار، أو تلقّي إساءة من صديق، أو فقدان حبيب أو فرد من العائلة، أو فقدان مصدر الرزق، أو أيّ موقف يسبّب الحزن، لكن يجب عدم المكوث طويلًا في حالة الحزن هذه، بل تقبّل ما تأتي به الحياة والتّعامل معه كأمر واقع، وعدم افتراض ما لم يحدث وتمنّي أنّ الأمر لم يحدث، فإنّ هذه الدائرة المفرغة من عدم تقبّل الواقع ورفضه تُطيل زمن الحزن، وتؤخّر أخذ خطوة إيجابية للتغلّب على المشكلة الحاصلة، كما أنّ طريقة التحدّث مع الذات لها الأثر الأكبر في إدارة المشاعر السلبيّة.

علاج الضيق والحزن

الشّعور بالحزن أمر طبيعي، المهمّ معرفة كيفيّة التّعامل معه، ثمّ تجاوزه بصورة صحية، فالحزن يُعلي من الشّعور بتقدير المواقف الجيّدة حين تحدث، كما أنّ تحوّل المزاج من حالة الحزن إلى السّعادة يعطي شعورًا عظيمًا مضاعفًا بالإحساس بالسعادة، وتوجد بعض النصائح التي تساعد على عيش لحظات الحزن بصورة صحّية وتكون محفّزة للسّعادة، ومنها:

  • عدم الهروب من الحزن وعدم إنكاره، بل السّماح للنفس بعيش حالة الحزن كاملةً، فإنّ حالة الإنكار أو الهروب تعقّد الأمور أكثر، بل إنّ البكاء والتعبير عن الحزن بأي طريقة يعدّ أمرًا جيّدًا، فالبعض يستمع للموسيقى الحزينة، والبعض يبكي، والبعض يقضي الوقت منعزلًا قليلًا ليعيش لحظات حزنه.
  • التفكير في سبب تكوّن المشاعر السلبية بطريقة منطقية دون حكم مسبق، وكأنّ الشخص بعيد عن الموقف وليس جزءًا منه، وذلك للوصول إلى الرأي الأصوَب والأدق في السّبب وطريقة التفكير التي قادت إلى الدّخول في حالة الحزن.
  • مواكبة التغيرات التي تفرضها الحياة، فقد يكون الحزن ناتجًا عن النظرة غير الواقعيّة للأمور كما هي، فهنا يجب الوقوف قليلًا وإعادة تقييم طريقة الشّعور نحو الأشياء والمواقف.
  • عند استمرار الحزن وقتًا أطول من اللازم يجب البحث عن مساعدة فورًا لمنعه من التحوّل إلى اكتئاب دائم.

فوائد الحزن والضيق

يظنّ النّاس أن الحزن لا فائدة له، وأنّه شعور يتوجّب الهروب منه أو عدم مواجهته، على العكس تمامًا يتوجّب على الإنسان عيش أوقات الحزن بكل ما فيها؛ وذلك لأنّ لحظات الحزن هي المسبّب لنموّ الفرد وتطوّر شخصيته، وتحسّن حكمه على المواقف والأشخاص، إذ بيّنت الدراسات أنّ حكم الشخص وهو حزين يكون أقرب إلى الصّواب، وتكون نظرته للناس أقل تشاؤميّةً ويقلّ سوء الظن بهم.

على الجانب الآخر تختفي الأشياء التي تشوّش النظرة الواضحة للأشخاص والتي قد يضلّلها وضعهم الاجتماعي، أو شكلهم الجذّاب، أو نجاحهم الخارجي، أو أي مؤثّر شكليّ، فتصبح رؤية الحزين للأشخاص أقرب لحقيقتهم دون تشويش، كما يحفّز الحزن التفكير التحليلي الدّقيق، ممّا يجعل تحليل الأشياء منطقيًا حالة الحزن أخفّ وأدقّ، ويعدّ الحزن وسيلةً فعّالةً لرفع قوة الإرادة والتحفيز الذاتي لتغيير الأشياء إلى الأفضل، على العكس فإنّ حالة السعادة تُبقي الشّخص في مكانه، أمّا الحزن يدفعه للتطور والنّجاح، لذا يجب تقبّل الحزن كنقطة تطوّر مهمّة في رحلة الحياة، لكن يجب تخطّي الحزن بسرعة وعدم السّماح له بالتحوّل إلى اكتئاب دائم يصعب علاجه.

الفرق بين الحزن والاكتئاب

عندما يمكث الحزن أكثر من اللازم يتحوّل إلى اكتئاب، والحزن والضّيق شعور عادي يمرّ به جميع الناس لسبب أو لآخر، كالفشل في الدراسة أو فشل في تحقيق هدف معين، أو فقدان أحد المقرّبين بسبب الموت أو السفر، أو التعرّض لظروف عمل قاسية، لكن في العادة الإنسان الطبيعي يملك القدرة على التغلّب على هذه المشاعر ومواصلة الحياة بروح معنوية مرتفعة، بينما يغرق بعض الناس في تلك المشاعر لفترات طويلة، ممّا يجعلها تتغلّب عليهم وتحوّلهم إلى لمرضى اكتئاب.

مريض الاكتئاب يختلف عن الذي يعاني من الحزن بكون الحزن شعورًت مؤقّتًا يذهب ويعود، لكن المكتئب يبقى حزينًا غالب وقته ولمدّة طويلة تتجاوز الأسابيع، كما أنّ الحزين يشعر بالفرح عند ممارسته لنشاط يحبّه أو هواية أو زيارة أشخاص يحبّهم، بينما المكتئب يفقد القدرة على الاستمتاع بأيّ شيء، ويميل إلى عدم الاختلاط بالنّاس.

يخلط الناس كثيرًا بين الشعور بالإحباط والحزن من أمر معيّن وبين الاكتئاب؛ لأنّ مجرّد الإحباط من عدم تحقّق أمر أو من خسارة شيء لا تعني أنّ الشخص قد وصل إلى الاكتئاب، فالاكتئاب مرض يلزمه علاج وله أعراض ومضاعفات، أمّا المشاعر السلبية من حزن وضيق وفقد وإحباط فهي أمور عاديّة تتكرّر في حياة الناس، إلّا إذا أعطاها الشخص حجمًا أكبر من حجمها وغرق فيها لمدّة طويلة فإنه يبقى أسيرًا لها.

السابق
التخلص من الطاقة السلبية في الجسم
التالي
كيف تتخلص من الاحباط والاكتئاب

اترك تعليقاً