علاج الاذن المسدودة .. اسباب واعراض ومضاعفات وطرق تشخيص انسداد الاذن

ما هو علاج الاذن المسدودة ؟ حيث قد يشعر الشخص أحيانًا بانسداد في الأذن، وهو أمرٌ يكون عابراً أو قد يستدعي العناية طبية، وفي هذا المقال ستتم الإجابة حول التساؤل المطروح، والتطرق كذلك إلى التعريف بالأذن وبيان وظائفها وأهميتها، وطرق تشخيص انسداد الأذن، والأسباب التي تؤدي إليه، والأعراض الناتجة عنه، ومضاعفاته، وطرق الوقاية من حدوثه.

انسداد الأذن

في الحقيقة تعد مشكلة انسداد الأذن من المشاكل التي يمكن أن يعاني منها أي شخص لفترة معينة من حياته، وهذا الانسداد يمكن أن يكون سببه عامل خارجي أو أحد العوامل الداخلية، وعلى الرغم من أن انسداد الأذن نفسه قد لا يسبب ألمًا للشخص المصاب ولشعور بعدم الراحة، ولكن انسداد الأذن يمكن أن يسبب مشاكل سمعية معينة للشخص المصاب، وبشكل عام هناك العديد من الأسباب المحتملة لانسداد الأذن، وغالبًا ما يكون هذا الانسداد يحل من تلقاء نفسه دون الحاجة إلى علاج محدد، ولكن من ناحية أخرى هناك العديد من الأدوية والعلاجات المنزلية التي تساعد في التخلص من انسداد الأذن بشكل أسرع ، ومن الأفضل مراجعة الطبيب لتحديد أسباب انسداد الأذن والحصول على العناية الطبية اللازمة لحل هذه المشكلة وتجنب أي مضاعفات ناتجة عن انسداد الأذن.

علاج الاذن المسدودة

تعد مشكلة انسداد الأذن من المشاكل البسيطة التي يمكن التغلب عليها في أغلب الأحيان باتباع علاجات منزلية معينة دون الحاجة إلى مراجعة الطبيب إلا في بعض الحالات، ويمكن تصنيف علاج الاذن المسدودة على النحو التالي:

• مناورة فالسفا: مناورة فالسفا هي خدعة بسيطة يمكن من خلالها فتح الأذن، ولإجراء مناورة فالسفا يجب على الشخص أن يأخذ نفسًا عميقًا، ثم يغلق مجرى الهواء بالضغط على الأنف ويحافظ على يغلق الفم، ثم ينفخ الهواء برفق من خلال فتحتي الأنف مع عدم النفخ بقوة شديدة لتجنب تلف طبلة الأذن.
• تنفس الهواء الرطب: يمكن أن يساعد استنشاق الهواء الرطب أثناء الجلوس لمدة 10 إلى 15 دقيقة في الحمام بعد الاستحمام بالماء الساخن أو أي طريقة أخرى على فتح الأذن.
• التخلص من السوائل في الأذن: يتم هذا الإجراء عن طرق إدخال أصبع السبابة في الأذن والعمل على تحريكه في الأعلى والأسفل، حيث يمكن أن يساعد في التخلص من السوائل في الأذن، كما أنّ استخدام مجفف الشعر  على إزالة السوائل من الأذن، ويكون ذلك من خلال وضعه على درجة حرارة منخفضة نسبيًا لتجفيف السوائل في الأذن مع الحاجة إلى الحفاظ على مسافة آمنة بين مجفف الشعر والأذن.
• أنواع معينة من الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية: يمكن أن تساعد أنواع معينة من الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية في التخلص من انسداد الأذن الناجم عن نزلات البرد أو الحساسية.
• قطرات الأذن: تساعد بعض أنواع قطرات الأذن في إذابة شمع الأذن وعلاج الاذن المسدودة، إذ تساعد هذه القطرات تساعد في التخلص من انسداد الأذن الناتج عن تراكم الشمع في الأذن.

وتجدر الإشارة إلى انّه في الحالات التي لا يمكن علاج الاذن المسدودة من خلالها بالعلاجات المنزلية قد تتطلب زيارة الطبيب، حيث أنّ الطبيب سيعمل على إزالة الشمع المتراكم في الأذن أو يصف نوعاً من الأدوية كالمضادات الحيوية مثل مضادات الفطريات، ومضادات الهيستامين، بالإضافة إلى بعض أنواع مسكنات الآلام.

تنظيف الأذن

في معظم الحالات لا يجب القيام بتنظيف الشمع من الأذن، ولكن من ناحية أخرى يجب العمل على تنظيف الشمع من الأذن  عند ظهور أي من أعراض انسداد الأذن بسبب الذي ينتج نتيجة تراكم الشمع، وفي هذه الحالة يمكن استخدام قطرات الأذن من الصيدلية بدون وصفة طبية، حيث تساعد هذه القطرات على إذابة شمع الأذن والتخلص منه، كما يمكن استخدام حقنة تحتوي على الماء الفاتر لغسل الاذن، وبشكل عام يفضل استشارة طبيب مختص لتنظيف الاذن، حيث يعمل الطبيب على استخدام بعض الأدوات للقيام بهذه العملية؛ مثل استخدام أداة صغيرة لإزالة الشمع، والتي يطلق عليها اسم المِكحت، وينصح اللجوء للطبيب لعملية تنظيف الأذن بشكل خاص إذا كان الشمع يجعل من الصعب رؤية طبلة الأذن، أو إذا كانت أعراض الانسداد تشمل ألم الأذن أو ضعف السمع.

أجزاء الاذن

قد تبدو الأذن بسيطة عند النظر إليها من الخارج، ولكن في الحقيقة الأذن من أكثر أجزاء الجسم تعقيدًا ، لأن الأذن مقسمة إلى ثلاثة أجزاء رئيسية، ويسمى الجزء الأول الأذن الخارجية وتتكون من سديلة الأذن التي تجمع الموجات الصوتية وتنقلها عبر قناة الأذن لتصل إلى طبلة الأذن، بينما يسمى الجزء الثاني الأذن الوسطى، ويحتوي على عظام صغيرة تؤدي إلى مرور الموجات صوتية من طبلة الأذن إلى الأذن الداخلية،  وتحتوي الأذن الوسطى على قناة استاكيوس، والتي تلعب دورًا مهمًا في موازنة ضغط الهواء على جانبي طبلة الأذن، والجزء الثالث  من الأذن هو الأذن الداخلية، والبتي تحتوي على العديد من الهياكل التي تلعب دورًا مهمًا في عملية السمع والتوازن.

وظيفة الأذن

قد يعتقد بعض الناس أن الأذن هي عضو مسؤول فقط عن عملية السمع، لكن هذا ليس صحيحًا لأن دور الأذن لا يقتصر على عملية السمع فقط، بل تلعب الأذن أيضًا دورًا مهمًا في الحفاظ على توازن الجسم وبالتالي يمكن تصنيف وظائف الأذن. على النحو التالي:

الاستماع

تعمل الأجزاء المختلفة من الأذن بانسجام مع بعضها البعض، بحيث يمكن للشخص سماع الأصوات حيث تلتقط الأُذن الموجات الصوتية وتنقلها عبر قناة الأذن لتصل إلى طبلة الأذن، ثم تضرب هذه الموجات طبلة الأذن مسببة اهتزازها، ثم تنتقل هذه الاهتزازات إلى تجويف الأذن الوسطى، والعظميات التي يطلق عليها المطرقة والسندان وعظمة الركاب، وينتقل تأثير هذه الاهتزازات إلى الأذن الداخلية التي تحتوي على المستقبلات السمعية وبعض الخلايا التي تحول الاهتزازات إلى إشارات كهربائية تنتقل إلى الدماغ عبر الأعصاب، مما يؤدي في النهاية إلى الترجمة الصوتية وسماع الإنسان لأصوات مختلفة.

الحفاظ على توازن الجسم

بالإضافة إلى سماع الأصوات المختلفة يعد الحفاظ على توازن الجسم من أهم الوظائف المسؤولة عن الأذن، حيث يلعب أنبوب Eustachian في الأذن الوسطى دورًا في الحفاظ على ضغط الهواء في الأذن الوسطى يساوي ضغط الهواء، مما يساعد الشخص بشكل كبير في الحفاظ على التوازن، ويلعب كل من الجسم والدهليز الموجودان في الأذن الداخلية دورًا مهمًا أيضًا في الحفاظ على توازن الجسم، حيث يحتوي الدهليز على مستقبلات التوازن، وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن الأذن داخليًا متصلة بأعصاب معينة تنقل المعلومات المتعلقة بالسمع والتوازن إلى الدماغ.

أسباب انسداد الأذن

هناك العديد من أسباب انسداد الأذن مثل التغير في ضغط الهواء الخارجي، والذي يعد أبرز  أسباب انسداد الأذن، حيث يتغير ضغط الهواء الخارجي في بعض الحالات مثل السفر بالطائرة أو القفز من ارتفاع، وتعتبر السباحة أيضًا من أسباب انسداد الأذن، ومن أهم أسباب انسداد الأذن أيضًا ما يأتي:

تراكم شمع الأذن

يعتبر تراكم شمع الأذن أحد الأسباب الرئيسية لانسداد الأذن، حيث يتم إنتاج الشمع بشكل طبيعي في الأذن من قبل جميع الأشخاص للمساعدة في عملية تنظيف الأذن ومنع بعض الشوائب من دخول الأذن، ولكن يمكن إنتاج الشمع بكميات كبيرة عند بعض الأشخاص، مما قد يؤدي إلى تراكمه في الأذن وسد القناة، وقد يؤدي فقدان السمع لدى الشخص المصاب وارتداء أنواع معينة من الأجهزة التي تساعد على تحسين السمع إلى زيادة خطر انسداد الأذن الناجم عن تراكم شمع الأذن، حيث يمكن أن تتداخل هذه الأجهزة مع عملية السمع، مما يؤدي إلى انسداد الأذن بسبب تصلبها وتراكم الشمع.

التهاب الأذن

إلى جانب تراكم شمع الأذن، وهو أحد الأسباب الرئيسية لانسداد الأذن، تعتبر عدوى الأذن أيضًا أحد الأسباب المحتملة لانسداد الأذن بسبب يحدث التهاب الأذن نتيجة تراكم السوائل في الأذن في بعض الحالات؛ مما يعزز نمو الفيروسات أو البكتيريا في الأذن، وبالتالي يؤدي هذا إلى حدوث التهاب يشير إلى الشعور بأن الشخص المصاب يشعر بوجود ألم في الأذن، والإحساس بانسداد في الأذن نتيجة لهذا الالتهاب، وهو أحد أسباب انسداد الأذن، ولكن يجب ملاحظة أن التهاب الأذن يحدث غالبًا بعد التعرض للبرد أو لأي من المشاكل الصحية التي قد تزداد من خلال إنتاج المخاط، حيث يمكن أن يؤثر زيادة إنتاج المخاط والسوائل على الأذن ويساهم في التهاب الأذن.

جسم غريب يدخل الأذن

إنّ دخول أي جسم غريب في الأذن هو أحد أسباب انسداد الأذن، وفي بعض الأحيان يستخدم بعض الأشخاص أنواع معينة من الأدوات لمحاولة تنظيف الأذن مثل منظفات الأذن القطنية، والذي يمكن أن يتسبب في انحشار بعض القطن داخل الأذن، مما يتسبب بدوره في حدوث انسداد الأذن، وتجدر الإشارة إلى أن الأطفال الصغار قد يدخلون أحيانًا أجسامًا غريبة في أذانهم أثناء ممارسة الألعاب أو أشياء أخرى، مما قد يتسبب بدوره أيضًا في حدوث انسداد في الأذن.

أعراض انسداد الأذن

يمكن أن تظهر العديد من الأعراض المختلفة لدى الشخص الذي يعاني من انسداد الأذن، ويمكن أن تختلف هذه الأعراض حسب أسباب انسداد الأذن، حيث أن الأعراض التي يسببها انسداد الأذن تختلف عن الأعراض الناتجة عن انسداد الأذن بسبب العدوى، وبشكل عام يمكن تصنيف أعراض انسداد الأذن على النحو التالي:

الأعراض الناتجة عن تراكم شمع الأذن

في الواقع، هناك مجموعة من الأعراض التي يمكن أن تظهر لدى الشخص الذي يعاني من انسداد في الأذن الناتج عن تراكم الشمع في الأذن مثل الشعور بوجود شيء عالق بالداخل بالأذن، وأعراض انسداد الأذن الناجم عن تراكم الشمع هي كما يلي:

• صعوبة في السمع.
• ألم الأذن.
• وجود رائحة قادمة من الأذن.
• الإحساس بالضغط داخل الأذن.
• طنين الأذن.

ومن المهم  مراجعة الطبيب والحصول على العناية الطبية اللازمة لأعراض أخرى مثل ارتفاع درجة حرارة الجسم، وألم شديد في الأذن، وإفرازات من الأذن ، بالإضافة إلى فقدان السمع.

الأعراض الناتجة عن التهاب الأذن

تعد عدوى الأذن من أسباب انسداد الأذن التي يمكن أن تسبب الألم للشخص المصاب، وتجدر الإشارة إلى أن هذا الالتهاب يصيب الأطفال بشكل شائع ويسبب العديد من الأعراض المختلفة، بما في ذلك ما يلي:

• وجع الاذن وهذا الألم واضح عند الأطفال وكبار السن.
• فقدان الشهية، ويظهر هذا العرض في أغلب الأحيان وبشكل واضح عند الأطفال الصغار أثناء فترة الرضاعة الطبيعية، لأن الضغط داخل الأذن يؤثر على عملية بلع الطفل.
• بعض المشاكل المتعلقة بالنوم، حيث أنّ الألم الناجم عن التهاب الأذن يزداد سوءًا في وقت النوم.
• الإفرازات الخارجة من الأذن يمكن أن تكون هذه الإفرازات صفراء أو بيضاء أو بنية اللون، وقد تشير هذه الإفرازات إلى وجود ثقب في طبلة الأذن.
• ارتفاع درجة حرارة الجسم.
• صعوبة في السمع.

تشخيص انسداد الأذن

أثناء زيارة الطبيب بسبب انسداد الأذن، سيسأل الطبيب أولاً الشخص المصاب عن الأعراض التي يعاني منها، كما يقوم بإجراء فحوصات معينة لتحديد أسباب الانسداد في الأذن. الأذن، وقد تختلف الفحوصات التي قد يقوم بها الطبيب باختلاف الأسباب المتوقعة لانسداد طبلة الأذن، وبشكل عام تصنف طرق تشخيص انسداد الأذن على النحو التالي:

• اختبارات لتشخيص انسداد الأذن الناجم عن تراكم الشمع في الأذن: يمكن للطبيب تشخيص انسداد الأذن الناجم عن تراكم الشمع من خلال منظار الأذن ، والذي يسمح للطبيب بفحص الأجزاء الداخلية للأذن.
• اختبارات لتشخيص انسداد الأذن الناجم عن التهاب الأذن: قد يكون الطبيب قادرًا على تشخيص التهاب الأذن باستخدام منظار الأذن العادي المستخدم لتشخيص انسداد الأذن الناجم عن تراكم الشمع أو قد يستخدم الطبيب نوعًا معينًا من منظار الأذن الذي يدخل الهواء قليلاً في طبلة الأذن، وفي بعض الحالات قد يستخدم الطبيب اختبارًا محددًا يسمى قياس طبلة الأذن، والذي يساعد على ضمان سلامة الأذن الوسطى.

مضاعفات انسداد الأذن

لا ترتبط معظم حالات انسداد الأذن الناتجة عن تراكم الشمع بأي مضاعفات أو يمكن أن ترتبط أحيانًا بمضاعفات بسيطة مثل انخفاض مؤقت في القدرة على السمع أو التهاب الأذن الخارجي، وحدوث العدوى، ويعد اتباع التعليمات التي يمكن الحصول عليها من الطبيب يساعد في تقليل احتمالية حدوث مثل هذه المضاعفات، ومن المضاعفات المحتملة التي يمكن أن تسببها عدوى الأذن ما يأتي:

• ظهور ورم أو كيس غير سرطاني في الأذن الوسطى.
• تضخم اللوزتين.
• التهاب العظم خلف الأذن.
• التهاب السحايا.
• فقدان السمع المؤقت.
• عدوى شائعة في الأذن.
• صعوبات في الكلام واللغة.

الوقاية من انسداد الأذن

في الواقع لا توجد طريقة يمكن اتباعها لتقليل إفراز الشمع، والذي يعد السبب الأكثر أهمية لانسداد الأذن، ولكن الأشخاص الذين يعانون من إفراز الشمع المفرط يمكنهم زيارة طبيب الأذن والأنف والحنجرة دوريًا كل 6 إلى 12 شهرًا لتنظيف الأذن ، أو قد يصف الطبيب القطرات التي تساعد على إذابة الشمع، كما هو الحال مع التهاب الأذن، فإن أفضل طريقة لوقاية هي التطعيم مثل لقاح الانفلونزا السنوي وغيره، وتجدر الإشارة إلى أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر والذين لا يتعرضون للتدخين السلبي هم أقل عرضة للإصابة بالتهاب الأذن الوسطى.

وختامًا، تمّ في هذا المقال الإجابة حول التساؤل المطروح ما هو علاج الاذن المسدودة ؟، وتمّ التطرق كذلك إلى التعريف بالأذن وبيان وظائفها وأهميتها، وطرق تشخيص انسداد الأذن، والأسباب التي تؤدي إليه، والأعراض الناتجة عنه، ومضاعفاته، وطرق الوقاية من حدوثه.