صحة عامة

العلاج السلوكي لمرض التوحد

العلاج السلوكي لمرض التوحد

مرض التوحد

يُعرَف بأنّه أحد اضطراب الجهاز العصبي التي تؤثر في نمو الدماغ والمهارات العقلية المختلفة؛وهو اضطراب عصبي وتطوري عادةً ما تبدأ أعراضه بالظهور في مرحلة الطفولة المبكّرة ويستمرّ مدى الحياة، ويتمثّل بتأثيره في سلوكيات المصاب وتصرفاته، وتّواصله وتفاعله مع الآخرين، إضافةً إلى تسّببه في حدوث مجموعة من الأنماط السلوكية المتكررة والروتينية والخارجة عن الإرادة، ويطلق على مرض التوحد اضطراب طيف التوحد، بسبب المجموعة الواسعة والمتباينة من الأعراض التي يُسببها، إذ يُوجد العديد من حالات التوحد التي تختلف في نوع الأعراض وشدّتها، مثل؛ اضطراب التوحد، ومتلازمة أسبرجر، والاضطرابات النمائية الشاملة غير المحددة.

وابختلاف مرضى التوحد وأنواعه، إلّا أنّه يُتعامل مع كل مصاب على أنّه حالة خاصة، ويُخصّص له برنامج علاجي خاص به، ولكن لا يوجد علاج محدد ونهائي لهذا المرض، وإنما طرق وأساليب علاجية للحدّ من الأعراض، وتحسين نوعية المصاب، ولزيادة قدرة المصاب على النمو وتعلّم مهارات جديدة.

العلاج السلوكي لمرض التوحد

لا يوجد علاج شافٍ تمامًا لمرض التوحد، ولا يوجد طريقة علاج واحدة تناسب جميع الحالات، ويعتمد علاج حالات التوحد على العلاجات السلوكية التي تهدف إلى زيادة قدرة الطفل على أداء الأعمال بأكبر قدر ممكن، ودعم النمو ومهارات التعلّم والتواصل الاجتماعي لديه، وتجدر الإشارة إلى أنّ البدء المبكر للعلاج خلال سنوات ما قبل المدرسة، قد يُساعد الطفل على تعلّم المهارات الاجتماعية والوظيفية، ويُعالج التوحد بالعلاج السلوكي بمجموعة من البرامج التدريبية التي تُجرى تحت إشراف فرق مختّص من المختصين بمعالجة هذا المرض، ومن أهم برامج العلاج السلوكي لمرض التوحد:

  • تحليل السلوك التطبيقي: وهو أحد أكثر أنواع العلاجات شيوعًا في معالجة معظم حالات التوحد من البالغين والأطفال، ويتضمّن البرنامج سلسلة من التقنيات المصمّمة لتشجيع السلوكيات الإيجابية بنظام المكافآت، ويوجد عدّة أنواع من هذا العلاج، من ضمنها:
    • دعم السلوك الإيجابي، والتدريب الذي يستخدم سلسلة من التجارب لتشجيع التعلم خطوة بخطوة، تتضمّن مكافأة السلوكيات الصحيحة، وتجاهل الأخطاء.
    • التدخل السلوكي المكثف المبكر، الذي يستهدف الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات، وعادةً ما يُجرى على مدار عدّة سنوات، لمساعدة الطفل على تطوير مهارات الاتصال، وتقليل السلوكيات الإشكالية، بما في ذلك؛ العدوان أو إيذاء الذات.
    • التدريب على الاستجابة المحورية، التي تهدف لتعليم المهارات المحورية، مثل؛ الدافع للتعلّم أو بدء الاتصال.
    • علاج السلوك اللفظي، الذي يُركّز على تعليم المصاب اللغة، وكيفية استخدامها في التعبير عن الذات، والتواصل مع الآخرين وفهمهم للآخرين.
  • العلاج السلوكي المعرفي: هو نوع من العلاجات الحديثة الفعّال للأطفال والكبار، ويُجرى هذا العلاج من خلال جلسات العلاج المعرفي السلوكي؛ إذ يتعرف المصاب بالتوحد على الروابط بين المشاعر والأفكار والسلوكيات، وتُساعد في تحديد الأفكار والمشاعر التي تؤدي إلى سلوكيات سلبية.
  • التدريب على المهارات الاجتماعية: وهي برامج تدريبية خاصة بالأطفال، وقد تفيد البالغين، وتهدف إلى تطوير المهارات الاجتماعية، بما في ذلك؛ كيفية إجراء محادثة، وفهم الفكاهة، وقراءة الإشارات العاطفية.
  • العلاج التكامل الحسي: تسعى برامج هذا النوع من العلاج إلى استخلاص استجابة المريض للتحفيز الحسي، باللعب، وممارسة الأنشطة الممتعة مثل؛ الرسم على الرمال.
  • العلاج الوظيفي: يُركّز هذا النوع على تعليم الأطفال والكبار المهارات الأساسية التي يحتاجونها في الحياة اليومية، بالنسبة للأطفال، غالبًا ما يتضمن تعليم المهارات الحركية الدقيقة، ومهارات الكتابة اليدوية، والرعاية الذاتية؛ أمّا للبالغين فيُركّز على تطوير مهارات المعيشة المستقلة، مثل؛ الطهي، والتنظيف، والتعامل مع الأموال.

أعراض مرض التوحد

تتباين أعراض مرض التوحد بين المصابين كثيرًا؛ إذ قد تظهر الأعراض التي تتراوح في شدّتها بين خفيفة إلى شديدة جدًا لدى بعض المصابين، في حين قد تظهر مجموعة بسيطة من هذه الأعراض على مصابين آخرين، ومن ضمن الأعراض التي يُسبّبها مرض التوّحد التي يتمحوّر معظمها على سلوكيات الطفل وتواصله الاجتماعي ما يلي:

  • عدم الاستجابة عندما يُنادى عليه، أو التباطؤ في الرد.
  • عدم فهم وجهة نظر الآخرين أو ما يقولونه، أو فقدان القدرة على التنبؤ، أو فهم تصرفاتهم.
  • عدم إبداء الاهتمام لمن يتحدث إليه، وعدم الاستماع إليه، وعدم النظر في عين من يُحَدِّثه.
  • عدم الاكتراث بمشاعر الآخرين.
  • صعوبة في التعبير عن أنفسهم، وعمّا يشعرون به، وعدم القدرة على البدء بالمحادثة مع الآخرين أو الاستمرار فيها.
  • التكلّم بطريقة غريبة، ووجود نغمة صوت غير طبيعية؛ كأنهُ يُغني أو يتحدث كالإنسان الآلي.
  • التحدث بإسهاب عن موضوع مفضّل لدى المصاب، دون الاكتراث إن كان الآخرين غير مهتمين، أو دون إعطاء الآخرين فرصة للرد عن ما يقول.
  • إظهار تعبيرات وإيماءات الوجه والحركات التي لا تتطابق مع ما يقال.
  • لا يبتسم مريض التوحد عندما يبتسم لهم الآخرين.
  • الشعور بالضيق الشديد إذا كانوا لا يحبون طعمًا أو رائحةً أو صوتًا معينًا.
  • تكرار حركات؛ مثل؛ تحريك أيديهم، أو تحريك أصابعهم، أو هزّ أجسامهم.
  • إعادة الكلمات والعبارات أكثر من مرة، لكنّه لا يفهم متى يستخدمها.
  • التركيز الشديد على أشياء معينة؛ كالتركيز مع الأشياء المتحركة، أو أجزاء من الأشياء.
  • وجود سلوكيات غير عادية، وتكرار بعض السلوكيات، مثل تكرار كلمات أو عبارات محدّدة.
  • مقاومة مريض التوحد إذا حاول أحد احتضانه أو الإمساك به.
  • تفضيل مريض التوحد الانعزال عن العالم المحيط، وقضاء معظم الوقت لوحده.
  • يكون مريض التوحد أكثر أو أقل حساسية من الآخرين للمدخلات الحسية مثل؛ الضوء، أو الصوت، أو درجة الحرارة.
  • تفضيل الروتين في ترتيب الأشياء، أو الأنشطة اليومية، والاستياء من أي تغيير في الروتين اليومي حتى وإن كان طفيفًا.
  • الإصابة بمشكلات تطورية عديدة بعد بلوغ العامين من العمر، وعادةً ما يبدأ مريض التوحد بالتكلّم بعد عمر السنتين تقريبًا.
  • فقدان القدرة التي كان قد اكتسبها على قول بعض الكلمات أو الجمل.
  • اضطرابات النوم.
  • الاهتمام الدائم بموضوعات معينة ودقيقة؛ مثل؛ الأرقام، أو التفاصيل الدقيقة، أو الحقائق العلمية.
  • القدرة على تعلّم الأشياء الدقيقة بالتفصيل، وتذكّر المعلومات لمدّة طويلة من الزمن.
  • التفوق في العديد من المجالات العلمية والفنية؛ مثل؛ الرياضيات، أو العلوم، أو الموسيقى والفن.

أسباب مرض التوحد

لا تزال الأسباب الرئيسية والمباشرة لمرض التوحد غير معروفة، إلّا إنّ العديد من الدراسات العلمية قائمة على هذا الهدف، وقد استطاعت بعض الأبحاث تحديد مجموعة من الأسباب والعوامل التي تُساهم في الإصابة بهذا المرض، من ضمنها ما يلي:

  • العوامل الوراثية، إذ حُددت مجموعة من الجينات المرتبطة بحالات مرض التوحد.
  • التاريخ العائلي للمرض، فوجود حالات سابقة من مرض التوحد ضمن أفراد العائلة، يزيد من فرصة إصابة الآخرين، كما أنّ إصابة أحد التوأمين يزيد من نسبة إصابة الآخر بنسبة قد تصل إلى 95 في المائة.
  • الإصابة ببعض الاضطرابات الوراثية، مثل متلازمة X الهش.
  • انخفاض الوزن عند الولادة.
  • ولادة الطفل لأبوين كبيرين في العمر.
  • الاختلالات الأيضية.
  • التعرّض للمعادن الثقيلة والسموم البيئية.
  • وجود تاريخ من الالتهابات الفيروسية.
  • تعرّض الجنين لبعض أنواع الأدوية، مثل؛ حمض فالبرويك، أو تاليدوميد.

ولا تعدّ لقاحات الحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية، من الأسباب أو العوامل التي تُسهم في التسبب بمرض التوحد، كما هو شائع، وقد أثبت ذلك بمجموعة من الدراسات العلمية الموثوقة.

السابق
مرض تعدد الشخصيات
التالي
مرض الاكتئاب

اترك تعليقاً