صحة عامة

الضغط النفسي الشديد

الضغط النفسي الشديد

الضّغط النّفسي

الضّغط النّفسي أو الإجهاد النّفسي هو طريقة الجسم للردّ على أي تهديد أو حالة تواجهه، إذ عندما يشعر الشخص بالخطر سواءً كان حقيقيًا أم متخيلًا فإنّ دفاعات الجسم تندفع بسرعة عالية في عملية تلقائية سريعة تُعرف باسم استجابة الإجهاد، وهي طريقة الجسم لحماية نفسه عند العمل بصورة غير صحيحة، إذ يساعد ذلك على الاستمرار في التركيز والنّشاط والتنبيه.

كما يمكن للضغط النّفسي أن يحفّز الشخص لأداء العديد من الأمور الإيجابية، لكن بعد نقطة معيّنة يتوقّف الضّغط النّفسي عن أن يكون مفيدًا، ويبدأ بالتسبّب بضرر كبير على صحّة الشّخص ومزاجه وإنتاجيته وعلاقاته ونوعية حياته، وخلال الاستجابة للضّغط النّفسي يزيد معدّل ضربات القلب، وسرعة التّنفس، وتنقبض العضلات، ويزيد ضغط الدّم، وهذا كله بهدف جعل الجسم مستعدًّا للعمل والقتال، وتختلف قدرة الأشخاص على تحمّل الضّغط النّفسي؛ فالبعض يتحمّل مقدارًا أكبر من غيره، كما أنّ أجسامنا مصمّمة للتّعامل مع جرعات صغيرة من الضّغوطات النّفسية، لكننا لسنا مجهّزين للتّعامل مع الضّغوط المزمنة طويلة الأجل دون حدوث عواقب سيّئة.

أعراض الضّغط النّفسي الشديد

إنّ الضّغط النّفسي الشديد قد يؤدّي إلى مجموعة كبيرة من الأعراض الجسدية والنّفسية، ومن هذه الأعراض ما يأتي:

  • ظهور حبّ الشّباب: يعدّ حبّ الشّباب واحدًا من أكثر الأعراض ظهورًا بسبب الضّغط النّفسي الشديد، إذ عندما يشعر الأشخاص بالتوتر والضّغط النّفسي الشديد يميلون إلى لمس وجوههم أكثر من المعتاد، ممّا يؤدي إلى انتشار البكتيريا التي تساهم في تطوّر حبّ الشّباب، وقد أكّدت بعض الدّراسات أنّ حبّ الشباب قد يرتبط بالضّغط النّفسي، إذ في دراسة واحدة قِيسَت شدّة حب الشباب عند 22 شخصًا قبل الامتحان وأثنائه، وقد ارتبطت زيادة مستويات التوتر والضّغط النّفسي كنتيجة للامتحان مع زيادة شدّة حبّ الشباب، وقد أظهرت هذه الدراسات ارتباطًا بين الضّغط النّفسي وحبّ الشباب، لكنّها لا تفسّر العوامل الأخرى التي قد تكون مرتبطةً، لذلك توجد حاجة إلى مزيد من البحث للنّظر في العلاقة بين حبّ الشباب والضّغط النّفسي.
  • الصّداع: وجدت العديد من الدّراسات أنّ الضّغط النّفسي يمكن أن يساهم في حدوث الصّداع، الذي يتميّز بالألم في منطقة الرّأس أو الرّقبة، وقد وجدت إحدى الدّراسات التي شملت 267 شخصًا يعانون من الصداع المزمن أن الضّغط النّفسي يسبق ظهور الصّداع المزمن لدى حوالي 45٪ من الحالات، كما أظهرت دراسة أوسع أنّ زيادة شدة الضّغط النّفسي كانت مرتبطةً بزيادة في عدد أيام الصّداع التي يتعرّض لها الشّخص كل شهر، وتشمل مسبّبات الصّداع الشائعة الأخرى قلّة النّوم، وشرب الكحول، والجفاف.
  • الألم المزمن: تعدّ الأوجاع والآلام شكوى شائعةً يمكن أن تنجم عن زيادة مستويات الضّغط النّفسي، وقد أظهرت العديد من الدّراسات ذلك، على سبيل المثال قارنت إحدى الدّراسات 16 شخصًا يعانون من آلام الظهر المزمنة مع مجموعة مراقبة، ووجدت أنّ المصابين بألم مزمن لديهم مستويات أعلى من الكورتيزول، وهو هرمون يُفرز عند التعرّض للتوتّر والضّغط النّفسي، وإلى جانب الضّغط النّفسي يوجد العديد من العوامل الأخرى التي يمكن أن تسهم في الألم المزمن، بما في ذلك التقدّم بالسّن، والإصابات، وضعف الموقف، وتلف الأعصاب.
  • المرض بكثرة: قد يؤثر الضّغط النّفسي على جهاز المناعة، وقد يسبّب إضعافه، ممّا يزيد من خطر التّعرّض للعدوى، إذ في إحدى الدّراسات حُقِن 61 شخصًا من كبار السن بلقاح الأنفلونزا، وعُثر على الذين يعانون من الضّغط النّفسي المزمن أنّ لديهم استجابة مناعية ضعيفة للقاح، ممّا يشير إلى أنّ الضّغط النّفسي قد يرتبط بانخفاض المناعة، إلّا أنّه توجد حاجة إلى المزيد من الأبحاث حول هذا الموضوع.
  • انخفاض الطّاقة والأرق: قد يدلّ التّعب المزمن وانخفاض الطّاقة على الضّغط النّفسي الشّديد لفترة طويلة، إذ قد يؤدّي الضّغط النّفسي إلى تعطيل النّوم والأرق، ممّا قد يؤدّي إلى انخفاض الطاقة، كما توجد عوامل أخرى قد تلعب دورًا في انخفاض مستويات الطّاقة وتشمل الجفاف، وانخفاض نسبة السّكر في الدّم، وسوء التغذية، واضطرابات الغدّة الدّرقية.
  • مشكلات في الجهاز الهضمي: يمكن أن يسبب الضّغط النّفسي الشّديد بعض مشكلات الجهاز الهضمي، بما في ذلك الإسهال أو الإمساك، وقد يؤثر الضّغط النّفسي بصورة خاصّة على الأشخاص المصابين باضطرابات الجهاز الهضمي، مثل: متلازمة القولون العصبي، أو مرض التهاب الأمعاء، مع الوضع في عين الاعتبار أنّه يوجد العديد من العوامل الأخرى التي يمكن أن تسبّب مشكلات الجهاز الهضمي، مثل: النّظام الغذائي، والجفاف، ومستويات النّشاط البدني، والعدوى، وبعض الأدوية.
  • تغيّر في الشّهية: يعدّ التّغير في الشّهية من الأمور الشّائعة خلال فترات الضّغط النّفسي الشديد، وقد يشعر البعض بفقدان الشّهية خلال هذه الفترات، بينما قد يشعر البعض الآخر بزيادتها، وهذه التّغيرات في الشّهية قد تسبّب تقلّباتٍ في الوزن أثناء فترات الضّغط النّفسي.
  • الاكتئاب: تشير بعض الدّراسات إلى أنّ الضّغط النّفسي قد يسبّب الاكتئاب، وعلى الرّغم من أنّ هذه الدراسات تُظهر ارتباطًا لكن هذا لا يعني بالضّرورة أن الضّغط النّفسي يسبّب الاكتئاب، إذ توجد حاجة إلى مزيد من البحوث حول دور الضّغط النّفسي في تطوّر الاكتئاب.

طرق التخلّص من الضّغط النّفسي

يجب على الأشخاص الذين يعانون من الضّغط النّفسي الشّديد أن يضعوا بعض النّقاط الرّئيسة التي يمكن أن تساعدهم على التّخلّص من هذا الضّغط، ومنها ما يأتي:

  • وضع قائمة مرجعيّة بالأعمال التي يجب القيام بها، وترتيبها حسب الأولويات.
  • طلب مساعدة الآخرين عند الحاجة إلى ذلك.
  • تحديد الحدود، وعدم تكليف النّفس أكثر من حملها.
  • أخذ قسطٍ من الرّاحة بين الأعمال، والحصول على قسطٍ كافٍ من النّوم.
  • تناول نظام غذائي صحّي، وممارسة الرّياضة بانتظام.
السابق
ما هو مرض الهستيريا
التالي
علاج اليأس

اترك تعليقاً