صحة عامة

التحرش الجنسي ضد الأطفال و تداعياته النفسية

التحرش الجنسي ضد الأطفال و تداعياته النفسية

يشكل العنف الجنسي ضد الأطفال انتهاكاً جسيماً لحقوق الطفل. ومع ذلك فهو يمثل أيضاً واقعاً عالمياً في كافة البلدان وبين جميع الفئات الاجتماعية. وهو يأخذ شكل الاعتداء الجنسي أو الاغتصاب أو التحرش الجنسي أو الاستغلال في الدعارة أو المواد الإباحية.

ويمكن أن يحدث في المنازل أو المؤسسات أو المدارس أو أماكن العمل أو مرافق السفر والسياحة، وداخل المجتمعات المحلية – في سياقات التنمية والطوارئ. وتساهم الإنترنت والهواتف النقالة، بشكل متزايد، في تعريض الأطفال لمخاطر العنف الجنسي ذلك أن بعض البالغين يبحثون على الإنترنت سعياً وراء إقامة علاقات جنسية مع أطفال. كما أن هناك أيضاً زيادة في عدد وتداول صور الاعتداء على الأطفال. وكذلك يرسل الأطفال لبعضهم البعض رسائل أو صوراً جنسية على هواتفهم النقالة، ما يسمى “sexting’ أو “الرسائل الجنسية”، الأمر الذي يعرضهم لمخاطر أخرى من الاستغلال..

التحرش الجنسي بالأطفال التعريف .. الأسباب … الوقاية والعلاج

ماهو التحرش الجنسي؟

يطلق مسمى “التحرش الجنسي” SEXUAL ABUSE على كل إثارة يتعرض لها الطفل/ الطفلة عن عمد، وذلك بتعرضه للمشاهد الفاضحة أو الصور الجنسية أو العارية، أو غير ذلك من مثيرات كتعمد ملامسة أعضائه التناسلية أو حثه على لمس أعضاء شخص آخر أو تعليمه عادات سيئة -كالاستمناء مثلا- فضلا عن الاعتداء الجنسي المباشر في صوره المعروفة، الطبيعي منها والشاذ.

الوقاية من التحرش

بالنسبة للأهل فالوقاية من التحرش هو أفضل بمئة مرة من حماية الطفل بعدها، لذلك فالمتابعة والمراقبة اليومية للطفل هي الحل. والمعلومات التي عليهم معرفتها حول طفلهم وحياته ونشاطاته والأشخاص الذين يتعاملون معه كثيرة جداً وتشمل ما يلي:

  • المشاركة الفعالة في حياة الطفل: على الوالدين أن ينتبهوا لأدق التفاصيل المتعلقة بحياة طفلهم؛ من الشخص الذي يعتني به خلال فترة غيابهم عن المنزل، إلى النشاطات التي يشارك بها، من يقوم بهذه النشاطات وينظمها، وحتى المدرسة التي يرتادها وظروف التعليم فيها بالنسبة للطلاب والأساتذة.
  • التعرف على الأشخاص الذين يتعاملون مع الطفل: على الوالدين مقابلة معظم الذين يتعاملون مع الطفل سواء كانوا بالغين أو أطفال مثله ومعرفة معلومات عنهم والتواصل معهم من فترة لأخرى. كما على الوالدين التحدث عن هؤلاء الأشخاص أمام طفلهم؛ عن شخصياتهم وتصرفاتهم وهل هم مرتاحون لهم أم لا.
  • قواعد تتعلق باستخدام الإنترنت: ​يتوجب على الوالدين وضع بعض القواعد الخاصة باستخدام الأطفال لشبكة الإنترنت، لأنه قد يشكل خطراً على الأطفال وقد يكون مصدراً للتحرش الجنسي، القواعد هي:

1-على الوالدين تحديد الأشخاص الذين يُسمح للطفل بالتواصل معهم الكترونياً وتحديد المواقع التي يمكنه زيارتها وتصفحها.
2-تفعيل خيار البحث الآمن على محركات البحث التي يستخدمها الطفل لتصفية المحتوى الجنسي، وهذا الأمر ممكن من خلال إعدادات الموقع.
3-هنالك محركات بحث خاصة بالأطفال مثل كيدل (Kiddle) الذي أطلقه غوغل عام 2014، يفضل توجيه الطفل لاستخدامه إن أمكن.
4-لا يجب السماح للطفل بتحميل مقاطع الفيديو أو أي تطبيقات وبرامج حديثة دون أخذ الإذن من الوالدين.
5-يجب تعليم الأطفال بأن لا يشاركوا أي من المعلومات التفصيلية الخاصة بهم كالاسم وأماكن الإقامة والوالدين وعملهما وطبيعة هذا العمل وغيرها من المعلومات مع أشخاص غرباء على شبكة الإنترنت.

  • يجب تشجيع الطفل على إخبار أحد البالغين أو والديه في حال تلقى رسائل من غرباء تشعره بعدم الراحة أو التشويش أو الخوف.
  • يجب إخبار الطفل بعدم المضي لمقابلة أي شخص تعرف عليه عن طريق الإنترنت بدون إذن الوالدين.

أسباب التحرش بالأطفال

  • خوف الأسرة من الفضيحة في معاقبة الجاني، مما يؤدي إلى تكراره جريمته.
  • وخوف الطفل من الإبلاغ، حتى لا يُلقَى عليه اللوم، أو خوفاً من المتحرش وسطوته.
  • ترك الطفل بمعزل عن المراقبة.
  • عدم تثقيف الأطفال حول الأماكن التي يحمونها من أجسامهم.
  • عدم وجود عقوبات رادعة معلنة لكبح هذه الجريمة والحد من انتشارها.
  • الطفح الجنسي في الإعلام بكل صوره، والشراهة في تناوله دون ضوابط.

آثار التحرش على المدى البعيد

تشمل آثار الاعتداء الجنسي على الأطفال الآثار السلوكية والمعرفية والنفسية.

  • يمكن أن يحدث تعاطي المواد المخدرة.
  • اضطرابات الأكل.
  • تدني احترام الذات نتيجة الاعتداء الجنسي على الأطفال.
  • وعادة ما تشمل آثار الاعتداء الجنسي على الأطفال تدني احترام الذات، والشعور بعدم القيمة، وعدم الثقة في البالغين.
  • ووجود نظرة غير طبيعية أو مشوهة للجنس.
  • ويمكن أن تكون التأثيرات قوية لدرجة أن الطفل قد يصبح انتحاريًا.
  • كما أن الأطفال الذين عانوا من الاعتداء الجنسي يتعرضون لمخاطر متزايدة من الإيذاء في المستقبل، وقد يصبحون من المسيئين أنفسهم.

الأثار النفسية
هناك العديد من الآثار النفسية الناتجة عن الإيذاء الجنسي للأطفال في أي عمر، حيث لا يوجد طفل مستعد نفسيا للتعامل مع التحفيز الجنسي، حتى الطفل الذي يبلغ من العمر سنتين أو ثلاث سنوات، والذي لا يستطيع معرفة أن النشاط الجنسي خطأ، مما سيتسبب في مشاكل ناتجة عن عدم القدرة على التعامل مع آثار الاعتداء الجنسي على الأطفال.
لكن مع تقدم الطفل في العمر، قد تكون آثار الاعتداء الجنسي على الأطفال أكثر وضوحًا.
ﻣﻌظم اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻟﯾن ﺟﻧﺳﯾًﺎ ﻣﻌروﻓﯾن ﻣن ﻗﺑل اﻟﺿﺣﯾﺔ، وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟطﻔل ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﮐون ﻣﺣﺑوراً ﺑﯾن وﻻء اﻟﻣﺳﻲء واﻟﺷﻌور ﺑﺄن ﻣﺎ ﯾﺣدث ﺧاطئ.

  • اهتمام غير عادي بالأمور الجنسية أو تجنب جميع الأشياء ذات الطبيعة الجنسية
  • مشاكل النوم أو الكوابيس
  • الاكتئاب أو الانسحاب من الأصدقاء أو العائلة
  • الغواية
  • التصريحات بأن أجسادهم قذرة أو تالفة، أو يخشون أن يكون هناك شيء خاطئ معهم في منطقة الأعضاء التناسلية
  • رفض الذهاب إلى المدرسة
  • جنوح / سلوك المشاكل، عدوانية غير عادية
  • الخوف الشديد أو القلق
  • السلوك الانتحاري

حلول التحرش بالاطفال

وهذه الحلول تتمثَّل في ما يلي:

1. رفع الخجل والتحدُّث بقليل من الجرأة معهم حول موضوع التحرُّش.
2. توعية الأطفال بطريقة تشرح لهم حقوقهم، وتعطيهم الثقة بكيفيَّة التعامل مع منْ حاول التحرُّش بهم، والخطوات التي يجب اتخاذها.
3. الشَّرح البسيط عن طريق برامج الأطفال الهادفة لإيصال المعلومة للأطفال؛ ليستوعبوا أنَّ هذا الشيء مرفوض، وأنَّه يجب الإبلاغ عن الذي يقوم بمثل هذا الأمر.
4. تخصيص حصص توعية في المدارس خارج المنهج، وبطريقه نفسيَّة سهلة؛ حتى يستطيع الطِّفل استيعابها.
5. معالجة الآثار النفسيَّة المترتبة على الأطفال الذين تعرَّضوا للتحرُّش عند طبيب نفسيّ، وذلك بشرح الخطوات الصحيحة التي يجب أن يتَّبعها الطِّفل لمحاولة إبعاده عن هذه الأحداث التي تعرَّض لها.
6. إفهام الطِّفل أنَّ ما حدث له لا ذنب له فيه، وأنَّ المجرم الذي ارتكب خطاً بحقِّه سيعاقب.
7. إخراج الطِّفل من عزلة الأزمة التي تعرَّض لها.
8. محاولة رفع مستوى الوعي المجتمعيّ لهذه القضيَّة، وتسليط الضوء من قِبَل الإعلام بشكل أكبر.
9. محاولة تكثيف الحملات المشابهة لحملة «سيِّدتي»، وهي بعنوان «الحملة البيضاء» ضد التحرَّش؛ لإيجاد حلول مناسبة للتحرُّش الجنسيّ.
10. المطالبة القانونيَّة، وهذا هو الأهم بالعقوبة الصَّارمة لهذا التحرُّش؛ لأنَّ أذيَّة الأطفال بأنواعها سواءً كانت لفظيَّة أو حركيَّة أو جسميَّة لابدَّ أن تكون عقوبتها معلنة في كل أروقة المجتمع؛ لمنعها، وردع من تسوِّل له نفسه فعلها.

علاج التحرش الجنسي نفسيا

العديد من هذه الحالات سرعة علاجها تعتمد على سرعة قوة ملاحظة الأهل، فكلما كانت مبكرا كلما كان العلاج أسرع..

ولأن ذاكرة الطفل عامة ذاكرة حديدية، وخاصة الذكريات المؤلمة التى تظل تطارده دائما وتؤرقه، فاعتمد فى العلاج على مسح هذا الجزء من عقله الباطن تدريجيا وهذا بعد جلسات نفسية متخصصة.. وبعد ذلك لإنجاح هذا النوع من العلاج يتم إبعاده فترة طويلة عن أى شىء يذكره بهذه الحادثة، سواء المكان أو الشخص المتحرش، أو أن يرى شيئا أشبه بذلك، وهذا العلاج يستخدم فى الحالات الأكثر صعوبة وقسوة وصدمة للطفل وهى محوها من الذاكرة بالتدريج.

وبعد ذلك يجب أن ننصح الأهل بأن يكونوا يقظين جدا، وأن لغة الحوار بينهم وبين أبنائهم أساس كل شىء ، ثم ضرورة تثقيف الطفل وإعطائه بعض المعلومات المبسطة حول التحرش الجنسى وتدريبه على التصرف بشكل ناجح مثل أن يصرخ أو يهرب من الموقف، وأيضاً أن يبتعد عن أماكن الشبهات والأماكن البعيدة.

علاج التحرش الجنسي في الإسلام

جاء الإسلام بتعاليم سامية، علمت الإنسان احترام أخيه الإنسان وعلمته أن للآخر حرمة يجب ألا يتعداها، وجعل من مقاصده الكبرى حفظ العرض، وسدت الشريعة جميع الذرائع والطرق الموصلة إلى هتك الأعراض بالأمر بالحجاب وغض البصر وتحريم الخلوة بالأجنبية وغير ذلك.

وقد حرم الله سبحانه الأعراض كما حرم الدماء والأموال، وخطب بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم في آخر حياته وفي موقف من أعظم المواقف. ومما قال في خطبته تلك: «فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، فليبلغ الشاهد الغائب».

وحين نرى ما يتكرر من الشكاوى بسبب التحرش ندرك حكمة الإسلام، في تشديد عقوباته على الفاحشة لحماية الإنسان من الظلم والعدوان; كي تقوم الحياة الإنسانية على أساس الأمن والطمأنينة والأمان؛ كما ندرك خطر الوسائل التي تمجد الفاحشة وتزينها وتطلق الشهوات البهيمية من عقالها وتسمية ذلك أحيانا «بالفن الراقي» و « الحرية الشخصية» وأحيانا «والتقدمية» و«المدنية» . . وكان الأجدر بهاته الأشياء أن تسمى بمسمياتها الحقيقة كالجريمة والفاحشة.

وإذا اتفقنا على شناعة ما يرتكبه الرجل بحق المرأة لما يتحرش بها؛ فإننا لا نعفي المرأة من اللائمة بسبب عوامل الإغواء والإغراء التي تتزين بها لتوقع الرجل في طريقها عن قصد أو غير قصد؛ وتلتجئ إلى وسائل محرمة لتهييج السعار الجنسي بشتى الوسائل ودفع الرجل إلى التحرش بها؛ فالأجسام العارية في الطريق، والحركات المثيرة والنظرات الخاطفة، والإشارات المومئة، وغيرها من الأحوال والأحداث التي يصعب استقصاؤها، بما ذا توحي للرجل وأي رسالة تريد أن توصلها له، إنها ولاشك رسالة: {هَيْتَ لَكَ}.

ومن ثم يستحيل ضبط هاته التحرشات وتطهير المجتمع منها إلا بعقيدة تمسك بالزمام من الذكر والأنثى، واستحضار لرقابة الله في الحركة والسكون واللباس، وسلطة ردعية تأخذ المتحرشات والمتحرشين بالتأديب والعقوبة، وترفع كلا الجنسين من درك البهيمة إلى مقام الإنسان.

السابق
قسطرة القلب
التالي
زراعة القلب ومتطلبات نجاحها

اترك تعليقاً