صحة عامة

الأعراض الانسحابية للأدوية النفسية

الأعراض الانسحابية للأدوية النفسية

لما تحدث الأعراض الانسحابية للأدوية النفسية؟

توصف الأدوية النفسية من قبل الطبيب النفسي للسيطرة على أعراض اضطرابات الصحة العقلية مثل: اضطراب ثنائي القطب، ومرض الفصام والاكتئاب الشديد، بالإضافة إلى حالات أخرى. ولكن قد يحتاج المريض للتوقف عن تناول الدواء لأي سبب من الأسباب مثل: عدم الحصول على الفائدة المرجوة من العلاج، أو عدم تحمل الأعراض الجانبية له والتي بدورها تسبب الإنزعاج للمريض أو لأي سبب آخر. ومع ذلك يجب عدم التوقف عن تناول الأدوية النفسية إلا بعد استشارة الطبيب، وخصوصًا في حال تناول هذه الأدوية لفترة طويلة من الزمن، إذ إنّ التوقف المفاجئ عن تناول الأدوية النفسية أو حتى تقليل الجرعة بشكل كبير مرة واحدة بعد الاستمرار عليها لمدة تزيد عن سنة واحدة يسبب ذلك ظهور أعراض انسحابية عند المريض.

لكن ما هي أبرز الأعراض الانسحابية للأدوية النفسية؟ وهل يمكن التخفيف من احتمالية ظهور تلك الأعراض؟ هذا ما سنتحدث عنه في هذا المقال.

هل يمكن التخفيف من احتمالية الأعراض الانسحابية للأدوية النفسية؟

نعم، إذ إنّ الأعراض الانسحابية تختلف من شخص لآخر، وليس بالضرورة أن يعاني كل المرضى منها، وكلما زادت جرعة الأدوية النفسية المتناوَلة؛ زادت احتمالية ظهور الأعراض الانسحابية، ويُمكن التخفيف من احتمالية ظهور الأعراض الانسحابية للأدوية النفسية عن طريق التوقف عن تناولها بشكل صحيح وآمن، وما يلي بعض الأمور التي من شأنها أن تساعد في ذلك:

  • تجنب التوقف المفاجىء عن تناول الأدوية النفسية، إذ إنّ ذلك يزيد من احتمالية انتكاس المريض وظهور الأعراض الانسحابية لديه.
  • من الأفضل التوقف عن تناول الأدوية النفسية ببطئ وبالتدريج، ويتم ذلك من خلال تقليل الجرعة اليومية المُتناوَلة لفترة من الزمن؛ أحيانًا لأسابيع أو حتى لعدة أشهر، ذلك يعتمد على الفترة الزمنية التي استمر المريض بها في تناول الدواء.
  • يجب تلقي الدعم النفسي من الآخرين، مثل الطبيب النفسي أو من من الأشخاص الذين مرُّوا بنفس التجربة من قبل وأيضًا من الأشخاص المقربين من المريض، إذ إنّ ذلك يساعد على دعم المريض معنويًا بشكل أفضل.

ما أبرز الأعراض الانسحابية للأدوية النفسية؟

بشكل عام تكون الأعراض الانسحابية بأقصى شدّتها خلال الأسبوع الأول من بعد الانقطاع عن تناول الأدوية النفسية من ثم تتلاشى هذه الأعراض مع مرور الوقت، وتختلف شدة هذه الأعراض من شخص لآخر كما أنّها قد تختلف أيضًا باختلاف نوع العلاج الذي تم إيقافه، ومن ناحية أخرى في بعض الحالات قد يصف الطبيب الأدوية النفسية بالتزامن مع الأدوية المضادة للاكتئاب؛ مما يؤدي ترك تناولهما بشكل مفاجىء إلى أعراض انسحابية ناتجة عن الأدويةالمضادة للاكتئاب كما أنها قد تزيد الأعراض سوءًا. أبرز الأعراض الانسحابية التي قد يعاني منها المريض عند التوقف عن تناول الأدوية النفسية ما يلي:

  • الإسهال.
  • الغثيان والاستفراغ.
  • الأرق ومواجهة صعوبة في النوم.
  • الدوار والدوخة.
  • سيلان الأنف.
  • من الممكن أن يلاحظ الشخص تعرضه لمجموعة من المشاكل في الحركة العضلية على سبيل المثال فقدان الشخص للسيطرة بحيث يصبح غير قادراً على البقاء ثابتًا، وأيضًا حدوث انقباضات للعضلة بشكل لا إرادي.
  • يشعر الشخص بحدوث تغيرات غير طبيعية في الجلد.
  • الشعور بالبرد الشديد أو الحر الشديد.
  • عدم القدرة على التواصل الاجتماعي مع الآخرين.
  • صداع الرأس.
  • فقدان الشهية.
  • تقلب المزاج.
  • التعرق بشكلٍ مفرط عن الوضع الطبيعي.
  • القلق.

نصائح تساعدك على تخطي مرحلة الأعراض الانسحابية للأدوية النفسية

وما يلي بعض النصائح التي قد تساعدك في تخطي مرحلة الأعراض الانسحابية سواء للأدوية النفسية أو أي أدوية أخرى تسبب ذلك.

التخطيط المسبق

من الضروري جدًا وكما تكلمنا سابقًا فإنّه يجب تجنب التوقف المفاجئ للدواء، إنما عليك التحدث مع الطبيب المعالِج وإخباره عن رغبتك في ترك الدواء لأي سبب من الأسباب، فقد يقوم الطبيب بتخفيف جرعة الدواء أو تبديله لعلاج آخر مؤقتًا قبل إيقاف تناول العلاج نهائيًا.

سيطِر على الأعراض الانسحابية المحتملة

من المهم قبل البدء بإيقاف تناول العلاج أن تكون على دراية مسبقة بالأعراض الانسحابية المحتملة الحدوث، وتذكر دائمًا أن تلك الأعراض قد تختلف من شخص لآخر وتختلف أيضًا باختلاف العلاج المتناوَل، إذ يساعد معرفتك للأعراض المحتملة قبل وقوعها على السيطرة والتحكم بتلك الأعراض بشكل أفضل.

أخبر أصدقاءك بقرارك

من الأفضل أن تخبر الأشخاص المقربين منك بقرارك في ترك تناول الأدوية النفسية وأنك سوف تمر بعد ذلك بمرحلة مهمة قد تكون صعبة، وأنك بحاجة لتلقي الدعم من حولك. وفي حال عدم رغبتك في إخبار أحد من أصدقائك يُفضل أنّ تبحث عن دعم بأي طريقة أخرى.

انتبه لنفسك دائمًا وأشغِل وقت فراغك

تذكر أنك ستمر بمرحلة صعبة فيجب أن تكون قويًا بما يكفي لتحمل ما قد يحدث، وحاول دائمًا أن تشغل نفسك ووقت فراغك بأمور أخرى مفيدة فمثلًا يمكنك ممارسة التمارين الرياضية، واحرص دائمًا على الاسترخاء.

اعتني بصحتك الجسدية

من المهم أن تعتني بصحتك الجسدية جيدًا فإن ذلك يساعدك على تخطي مرحلة الانسحاب بشكل أفضل، فعليك تناول الطعام الصحي بشكل جيد وعليك أيضًا الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم يوميًا لتبقى نشيطًا دومًا فذلك يساعد على تعزيز صحتك النفسية أيضًا، وفي حال كان من الصعب القيام بذلك في فترة الانسحاب يمكنك التخطيط للقيام ببعض الأمور مسبًقا، كتحضير مجموعة من الوجبات الصحية والمحببة لديك وتجميدها مسبقًا ليسهل عليك طهيها لاحقًا.

ومن الجدير بالذكر أنه عند إيقاف تناول الأدوية النفسية بشكل مفاجئ قد يتم الخلط في بعض الأحيان بين الأعراض الانسحابية للدواء وأعراض انتكاس المريض وعودة اضطراب المرض الأساسي الذي كان يعاني منه، حيث وُجد أن بعض الأشخاص قد يعود لهم المرض الأساسي بعد إيقاف تناول الدواء النفسي ووجدو أنهم بحالة أفضل عندما كانو يتناولون العلاج النفسي وفضلوا الاستمرار عليه بدلًا من إيقافه، ومن جهة أخرى قد يكون سبب هذه الأعراض ليس انتكاس المريض إنما هي الأعراض الانسحابية للدواء والتي يمكن تجاوزها كما تحدثنا سابقًا.

السابق
اعراض مرض الذهان النفسي
التالي
اضطراب الشخصية النرجسية

اترك تعليقاً