صحة عامة

الأعراض الإنسحابية للشبو

الأعراض الإنسحابية للشبو

ما المقصود بالشبو؟

الشبو هو المصطلح الرائج لمادة الميثامفيتامين، وهي عقار منشط غير قانوني، ويسبّب الإدمان، ويُستخدم كأحد أنواع المخدرات لتأثيراته البهيجة القوية، والتي تشبه تأثيرات الكوكايين، إذ يزيد الشبو من مستويات الدوبامين والنورادرينالين في الجسم، مما يخلق حالة من النشوة والسعادة، وغالبًا ما يستمر تأثيره لفترة أطول من تأثير الكوكايين، ويتوفّر الشبو على شكل مسحوق بلوري أبيض اللون، وعديم الرائحة، ذات مذاق مرير، ويذوب بسهولة في الماء أو الكحول، ويُعدّ الشبو مادة سامة للأعصاب، وقد يؤدي إلى تغييرات هيكلية ووظيفية في الدماغ مرتبطة بالعاطفة والذاكرة، وقد يكون بعضها دائم وغير قابل للعلاج.

ما هي الأعراض الانسحابية للشبو؟

يوجد العديد من الدراسات التي وثّقت الآثار الانسحابية لدى متعاطي الشبو، والتي غالبًا ما تبدأ بالظهور خلال الأربع وعشرين ساعة الأولى من الامتناع عن تعاطيه، لتستمر في التفاقم، وتصل إلى الذروة خلال أول سبعة إلى عشرة أيام، أو إلى اليوم الرابع عشر في بعض الأحيان، لتبدأ بعد ذلك بالتحسّن، وتجدر الإشارة إلى أنّ معظم الأعراض الإنسحابية للشبو غالبًا ما تكون نفسية في المقام الأول، مع بعض الأعراض الجسدية المرتبطة بها، والتي تتفاوت في شدّتها بين الأفراد، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأعراض الإنسحابية للشبو غالبًا ما تكون أقل شدّة وخطورة من الأعراض الإنسحابية للكحول أو المخدرات الأخرى، وتشمل الأعراض الأكثر شيوعًا ما يلي:

  • القلق والتوتر: يُعدّ القلق من أكثر الأعراض الإنسحابية للشبو شيوعًا، إذ تُقدّر معدلات اضطرابات القلق لدى مدمني الشبو بما يُقارب 30%.
  • التعب والنعاس: غالبًا ما يشعر الفرد عند تعاطي الشبو بالنشاط المفرد، وعدم الشعور بالنعاس أو الرغبة بالنوم، ولكن خلال فترة الانسحاب، تنعكس هذه الأعراض ليشعر فيها الفرد بالتعب الجسدي الشديد، والنعاس المفرط، لا سيّما خلال الأسبوع الأول من الانسحاب، إذ تصل أعراض التعب إلى ذروتها في اليوم الخامس من الانسحاب، حيث ينام الفرد بمعدّل 11 ساعة تقريبًا في اليوم.
  • الرغبة الشديدة بتعاطي الشبو: يشعر معظم الأشخاص خلال فترة الانسحاب برغبة قوية في تناول المزيد من الشبو، والتي غالبًا ما تنخفض بصورة سريعة، وقد وجدت بعض الدراسات أنّه كلما زادت حدّة الرغبة لدى الفرد بتعاطي الشبو، زاد احتمال انتكاس الفرد أثناء فترة الانسحاب.
  • زيادة الشهية: غالبًا ما يشعر الفرد بنقص الشهية وفقدان الرغبة بتناول الطعام خلال فترة التعاطي، إلّا أنّه يشعر بزيادة الشهية خلال فترة الانسحاب، خاصّة للأطعمة النشوية والسكريات، لا سيّما خلال الأيام الأولى من فترة الانسحاب، والتي غالبًا ما تستمر لمدّة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
  • الاكتئاب: تُعدّ مشاعر الحزن والاكتئاب من الأعراض الشائعة للانسحاب من تعاطي الشبو، والتي غالبًا ما تكون خفيفة إلى متوسطة، كما أنّها تتحسّن خلال فترة الانسحاب، لتختفي بحلول نهاية الأسبوع الثالث، إلّا أنّها يمكن أن تستمر لمدّة أطول لدى بعض الأشخاص، كما يمكن أن تكون الأعراض الاكتئابية خطيرة، ومرتبطة باليأس وأفكار الانتحار في بعض الأحيان.
  • الذهان: قد يُعاني البعض من أعراض الذهان خلال فترة الانسحاب، والتي تتمثّل بالهلوسة، ورؤية وسماع أشياء غير موجودة، بالإضافة إلى الأوهام، والأفكار غير الصحيحة، لا سيّما لدى الأفراد الأكبر سنًا، أو الذين يُعانون من حالات طبية موجودة مسبقًا، أو الذين يُعانون من فترة إدمان طويلة، وجرعان كبيرة من الشبو.
  • أعراض جسدية أخرى: وتشمل جفاف الفم، وبعض نوبات التوتر بشكل عام.

كيف يمكن التغلب على الأعراض الانسحابية للشبو؟

قد يخضع الفرد إلى علاجات مختلفة لتخفيف الأعراض الانسحابية للشبو، والتي يمكن أن تشمل مجموعة من العلاجات المختلفة، والتي تشمل ما يلي:

العلاجات الطبية

يوجد مجموعة من الخيارات العلاجية الطبية التي يمن أن تُساعد في تخفيف أعراض الانسحاب، من ضمنها:

  • العلاج السلوكي المعرفي: وهو أحد أنواع العلاج النفسي الحديث، الذي يتضمّن عقد جلسات علاجية، تتضمّن تعلّم طرق جديدة للتعامل مع ضغوطات الحياة التي تثير الرغبة في تعاطي الشبو، وإدخال سلوكات صحية لحياة الفرد.
  • نموذج المصفوفة: وهو برنامج علاجي مطول، يتضمّن العلاج السلوكي، والاستشارة الفردية، والاستشارات الجماعية، والتثقيف الأسري، وغيرها.
  • العلاجات الأخرى: والتي تشمل:
    • نموذج المكافأة، الذي يُعنى بمكافأة الأفراد أثناء فترة الانسحاب.
    • مجموعات الدعم، والتي تتمثّل بعقد جلسات جماعية، ومشاركة التجارب، ومناقشة الحلول.

العلاجات المنزلية

يوجد مجموعة من الاسترتيجيات المنزلية التي يمكن اتباعها بهدف التخفيف من الأعراض الانسحابية، والتي تشمل ما يلي:

  • ممارسة التمارين الرياضية، التي قد تساعد في تخفيف أعراض القلق.
  • محاولة صرف الانتباه، والانشغال بممارسة أنشطة تصرف التركيز عن الرغبة في التعاطي.
  • تجنّب المحفزات التي قد تزيد الرغبة بالتعاطي.
  • اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.

هل يمكن أن يسبب الشبو مضاعفات طويلة الأمد للشخص؟

يتسبّب تعاطي الشبو العديد من الآثار السلبية التي تضر بصحة الفرد جسديًا ونفسيًا، كما يمكن أن تتسبّب ببعض الآثار طويلة الأمد، والتي يمكن أن تكون خطيرة في بعض الأحيان، والتي يمكن أن تشمل المضاعفات التالية:

  • تدمير الجهاز العصبي، مما يؤدي إلى ظهور أعراض عصبية، مثل التهيّج، والارتباك، والقلق، والعدوانية.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم، والتشنجات التي يمكن أن تكون قاتلة في بعض الأحيان.
  • حدوث أضرار دائمة في الأوعية الدموية في الدماغ والقلب، مما قد يؤدي إلى حدوث سكتة دماغية، أو نوبة قلبية.
  • تقرحات الجلد الشديدة الناجمة عن الحكة الشديدة.
  • الأفكار الجنونية، كأفكار القتل، أو الانتحار زيادة معدل ضربات القلب.
  • مشاكل الأسنان الحادة.
  • الأرق طويل الأمد.
  • فقدان الذاكرة الفشل الكلوي.
  • فقدان الوزن.

نصائح للتعامل مع الشخص المصاب بالأعراض الانسحابية للشبو

بالرغم من أنّ فترة الإنسحاب من تعاطي الشبو غالبًا ما تكون صعبة للشخص المدمن والأشخاص المحيطين به، ولكن يحتاج الشخص المدمن إلى رعاية خاصة، وتعاملًا خاصًا خلال هذه الفترة، ويمكن اتباع النصائح التالية، التي من شأنها أن تقدّم الدعم والمساندة في فترة الانسحاب:

  • الجلوس مع الشخص جلسات مطولة، تتضمّن نقاشات هادئة وهادفة، كتصوير الحياة بعيدًا عن المخدرات، وتذكيره بالأضرار التي قد تلحق الجسم بفعل هذه المواد، بالإضافة إلى التركيزعلى أنّ عملية الشفاء قد تحتاج لفترة من الزمن، إلّا أنّ هناك راحة وحياة جديدة في الانتظار.
  • التأكد من أنّ الشخص ينام كثيرًا.
  • التأكد من أن الشخص يشرب الكثير من السوائل.
  • إعطاء الشخص طعامًا صحيًا.
  • تشجيع الشخص باستمرار، وإخباره بأنها خطوة ذكية تتطلّب الشجاعة.
  • تشجيع الشخص على التواصل مع مستشار الإدمان، أو أخصائي الرعاية الصحية.
السابق
7 نصائح للتخلص من الشعور بالوحدة
التالي
آثار الاكتئاب على الدماغ

اترك تعليقاً