صحة عامة

اضطراب تبدد الشخصية

اضطراب تبدد الشخصية

اضطراب تبدد الشخصية

اضطراب تبدد الشخصية (Depersonalization-derealization) اضطراب نفسي يحدث عندما يشعر الشخص بصورة دائمًا بأنّه يراقب نفسه من خارج الجسم، أو يشعر بأن الأشياء من حوله غير حقيقية، ولعلّه يُحسّ بأنّه يعيش في حلم، وقد تكون المشاعر التي يشعر فيها الشخص المصاب بهذا الاضطراب مزعجة للغاية، وربما يمرّ الكثير من الأشخاص بهذه التجربة خلال حياتهم بصورة عابرة، لكن عندما تستمر مثل هذه المشاعر والأحاسيس أو لا تختفي كاملةً على الإطلاق وتتداخل مع القدرة على العمل وأداء الأنشطة الحياتية؛ فمن المحتمل أن يبدو الشخص مصابًا باضطراب تبدّد الشخصية، وينتشر هذا الاضطراب في الأشخاص الذين تعرّضوا لصدمات وأحداث مؤلمة في حياتهم.

أعراض اضطراب تبدد الشخصية

تُقسّم هذه الأعراض فئتين رئيسيتن؛ هما: أعراض فقد الشخصية وأعراض الغربة عن الواقع، ويعاني الشخص المصاب بهذا الاضطراب بأحد هذين القسمين أو كليهما:

أعراض فقد الشّخصية (Depersonalization)

تتضمن أعراض فقد الشخصية ما يأتي:

  • شعور الشخص بأنّه خارج الجسم، وأحيانًا يبدو كأنّه ينطر إلى نفسه من الأعلى.
  • الشعور بالانفصال عن النفس، كما لو لم يَبدُ للشخص وجود فعليًا.
  • خدر في الدماغ والجسم وكأنّ الحواس لا تعمل.
  • شعور الشخص بأنّه لا يستطيع التحكم بما يفعل أو يقول.
  • الإحساس بأنّ أجزاء الجسم موجودة بالحجم الخطأ.
  • صعوبة تذكّر المشاعر المرتبطة بأحداث معينة.

أعراض الغربة عن الواقع (Derealization)

أمّا أعراض الغربة عن الواقع فتتضمن ما يأتي:

  • معاناة صعوبة في التعرف إلى البيئة المحيطة، أو الشعور بأنّ المحيط ضبابي أو يبدو كأنّه حلم.
  • الشعور بوجود جدار زجاجي يفصل الشخص عن العالم، ويستطيع رؤية ما يحدث لكن لا يستطيع الاتصال بالعالم.
  • الشعور بأنّ العالم المحيط ليس حقيقيًا أو ضبابيًا أو بعيدًا جدًا أو قريبًا جدًا أو كبيرًا جدًا أو صغيرًا جدًا.
  • الإحساس المشوّه بالوقت، فقد يبدو الماضي حديثًا جدًا، كما قد تبدو الأحداث الأخيرة كما لو أنّها وقعت منذ مدة طويلة.

أسباب اضطراب تبدد الشخصية

إنّ السبب الدقيق لحدوث اضطراب تبدد الشخصية غير واضح، لكنّه غالبًا ما يحدث عند الأشخاص الذين تعرّضوا لصدمة خلال حياتهم؛ مثل: العنف الشديد أو الحرب أو الاختطاف أو إساءة معاملة الأطفال، وفي هذه الحالات يبدو ذلك رد فعل طبيعيًا على المشاعر الذين راودتهم خلال هذه الأحداث، فهي طريقة للانفصال عن الأحداث المرعبة، فقد يبدو ذلك وسيلة لتهدئة الشخص وجعله يتأقلم مع أوقات التوتر، أمّا من الناحية العصبية فقد يحدث ذلك بسبب خلل في المواد الكيميائية في الدماغ.

توجد بعض العوامل التي قد تزيد من خطر تطور اضطراب تبدد الشخصية، ومنها ما يأتي:

  • تناول الأدوية الممنوعة، تؤثر بعض الأدوية الممنوعة في المواد الكيميائية في الدماغ والنّواقل العصبية الضرورية لعمل خلايا الدّماغ، ويؤدي هذا إلى ظهور أعراض تبدد الشخصية.
  • الكيتامين-Ketamin، يستخدم بعض الأشخاص هذا المخدر الانفصالي في شكل دواء ترفيهي، إذ يأخذونها لأنّهم يبحثون عن تجربة الشعور بالخروج من الجسم.
  • تعاطي الحشيش، يعاني الأشخاص من التفكك ونزع الشخصية عن استخدام القنب أو الحشيش والانسحاب منه.
  • تعاطي المواد الكحولية والمهلوسات، فقد تؤدي إلى ظهور أعراض تبدد الشخصية عند بعض الأشخاص.
  • الانسحاب من البنزوديازيبينات، أبلغ بعض الأشخاص عن اضطرابات إدراكية؛ مثل: تبدد الشخصية خلال مدة التّوقف عن تعاطي البنزوديازيبينات أو الانسحاب.

تشخيص اضطراب تبدد الشخصية

في حال وجود أعراض اضطراب تبدد الشخصية سيبدأ الطبيب تقييم الشخص المصاب من خلال إجراء فحوصات بدنية وتقييم تاريخه الطبي، وعلى الرغم من عدم وجود فحوصات مخبرية لتشخيص الاضطراب تبدد الشخصية على وجه التحديد، فقد يستخدم الطبيب فحوصات تشخيص مختلفة؛ مثل: دراسات التصوير وفحوصات الدم؛ ذلك لاستبعاد الأمراض الجسدية أو الآثار الجانبية للأدوية في شكل سبب لهذه الأعراض.

كما سيُقيّم الطبيب النفسي المصاب نفسيًا، إذ سيسأل الطبيب عن الأعراض والأفكار والمشاعر وأنماط السلوك التي تساعد في تحديد إذا كان الشخص يعاني من اضطراب تبدد الشخصية أو اضطرابات المرض النفسية الأخرى، كما قد يستخدم اختصاصي الصحة النفسية معايير اضطراب تبدد الشخصية الموجودة في الإصدار الخامس من الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض العقلية (DSM-5)، والذي تنشره جمعية الطب النفسي الأمريكية.

علاج اضطراب تبدد الشخصية

يُعدّ العلاج النفسي الحل الأساسي لاضطراب تبدد الشخصية، لكن في بعض الحالات قد تُدخَل بعض الأدوية إلى خطة العلاج، ويبدو العلاج على النحو الآتي:

  • العلاج النفسي، الذي يُعرف أيضًا بالعلاج الاستشاري أو العلاج بالحوار، ويهدف هذا العلاج إلى السيطرة على الأعراض حتى تخف وتبدأ بالاختفاء، ويساعد العلاج النفسي المصاب في الآتي:
    • فهم سبب الإصابة باضطراب تبدد الشخصية.
    • التعرّف إلى الطرق التي تُشتِّت المصاب عن الأعراض، وتجعله يشعر بأنّه متصل بالعالم ومشاعره بدرجة أكبر.
    • التعرّف إلى طرق التأقلم للتعامل مع المواقف العصيبة وأوقات الضغط الشديد.
    • التعامل مع المشاعر المرتبطة بالصدمات التي عانى منها الشخص من قبل.
    • التعامل مع المشكلات الأخرى المتعلقة بالصحة النفسية؛ مثل: القلق أو الاكتئاب.
  • الأدوية، لا توجد أدوية مخصصة لعلاج المصاب بهذا الاضطراب، لكن قد يستخدم الطبيب أدوية لعلاج الأعراض محددة مترافقة مع هذا الاضطراب؛ مثل: أعراض الاكتئاب والقلق.

الوقاية من اضطراب تبدد الشخصية

على الرغم من أنّه لا توجد طريقة للوقاية من اضطراب تبدد الشخصية، لكن قد يصبح من المفيد بدء العلاج بمجرد ظهور الأعراض، إذ إنّ التدخل السريع بعد التعرض لصدمة أو تجربة عاطفية مؤلمة قد يقلل من تطور أعراض اضطراب تبدد الشخصية.

السابق
كيفية التعامل مع اكتئاب الشتاء
التالي
ما هو الإدمان السلوكي و ما هي مخاطره

اترك تعليقاً