صحة عامة

اضطراب القلق والاكتئاب المختلط

اضطراب القلق والاكتئاب المختلط

يشخص المريض بـ اضطراب القلق والاكتئاب المختلط (Mixed Anxiety and Depressive Disorder) في حال كانت أعراض القلق والاكتئاب معاً جليتين على المريض بشكل يستدعي تشخيصه بمرض القلق ومرض الاكتئاب على السواء. أما في العادة فتتغلب أعراض الاكتئاب على القلق ليعطى الاكتئاب أولوية عند التشخيص والعلاج.

سبب اضطراب القلق والاكتئاب المختلط
تجتمع مجموعة من العوامل البيولوجية والنفسية والبيئية لتحدث هذا الاضطراب

  • العوامل البيولوجية مثل اختلال توازن الناقلات العصبية في الدماغ والقابلية الجينية لاكتساب هذا المرض.
  • العوامل النفسية فتتضمن الصدمات والضغوط
  • العوامل البيئية مرتبطة كذلك بالعوامل النفسية والبيولوجية من حيث عدم استقرار العلاقات بين أفراد الأسرة وبعض الأسباب المرتبطة بالمستوى المادي والمعيشي.

اضطراب القلق العام

القلق هو رد فعل طبيعي على الخطر ، أو استجابة الجسم التلقائية للمواجهة أو الانسحاب التي تحدث عندما تشعر بالتهديد ، أو تحت الضغط ، أو تواجه موقفًا صعبًا ، مثل مقابلة عمل ، أو اختبار ، القلق ليس بالأمر السيء بالضرورة . يمكن أن يساعدك على البقاء في حالة تأهب وتركيز ، و يحفزك على العمل ، و يحفزك على حل المشاكل . ولكن عندما يكون القلق ثابتا أو ساحقا – عندما يتداخل القلق والمخاوف مع علاقاتك وحياتك اليومية- فمن المحتمل أنك عبرت الخط من القلق العادي إلى منطقة اضطراب القلق .

نظرا لأن اضطرابات القلق هي مجموعة من الحالات ذات الصلة وليست اضطرابا واحدا ، فقد تختلف الأعراض من شخص لآخر. قد يعاني فرد واحد من نوبات قلق شديدة تضرب دون سابق إنذار ، بينما يصاب شخص آخر بالذعر عند التفكير في الاختلاط في حفلة . قد يواجه شخص آخر خوفا معيقا من القيادة أو الأفكار التي لا يمكن السيطرة عليها . قد يعيش شخص آخر في حالة توتر مستمرة ، قلق بشأن أي شيء وكل شيء . ولكن على الرغم من أشكالها المختلفة ، فإن جميع اضطرابات القلق تثير خوفا شديدا أو قلقا بشكل لا يتناسب مع الوضع الحالي .

في حين أن اضطراب القلق يمكنه أن يكون تعطيلا ، ويمنعك من العيش في الحياة التي تريدها ، فمن المهم أن تعرف أنك لست وحدك . تعد اضطرابات القلق من أكثر مشكلات الصحة العقلية شيوعا ويمكن علاجها بدرجة عالية . بمجرد أن تفهم اضطراب القلق الخاص بك ، هناك خطوات يمكنك اتخاذها لتخفيف الأعراض واستعادة السيطرة على حياتك .

القلق الاكتئابي

المقصود بالقلق الاكتئابي هو أن كفتي القلق والاكتئاب متساويتان ويحدثان في نفس الوقت ولنفس المدة، ويعاني منها الشخص معاناة واضحة من حيث وجود الأعراض القلقية وكذلك الأعراض الاكتئابية.

فإذن هنالك معايير كمية، ومعايير كيفية للتشخيص، أما القلق النفسي المصحوب بالاكتئاب، فيكون الجوهر والأصل في العلة هو القلق النفسي المتواصل، وهذا القلق تصحبه أعراض اكتئابية قد تكون متقطعة في الغالب أو مستمرة، وإذا كان الاكتئاب اكتئابًا مستمرًا لا يصل إلى مستوى القلق.

فإذن هنالك اختلاف من حيث الكم والكيف مقارنة بالقلق الاكتئابي، ويوجد الكثير من التداخل، ففي بعض الأحيان يصعب تمامًا أن تفرق بين الاثنين، كما أن الكثير من المختصين يرون أن القلق الاكتئابي غالبًا ما يكون عابرًا، ومرتبطًا بظروف مثل عدم القدرة على التكيف وعدم القدرة على مواجهات ضغوطات الحياة، وشيء من هذا القبيل.

وشيء آخر: وهو أن القلق النفسي المصحوب بالاكتئاب تكون شخصية الإنسان لديها جوانب قلقية أكثر، بمعنى أن أحد صفات أو سجايا الشخصية هي وجود القلق كنواة أساسية في بناء الشخصية.

ويعتقد الآن أن العلاج واحد تقريبًا للاثنين، لأن مضادات الاكتئاب هي مضادات للقلق في نفس الوقت، لكن ليس العكس صحيحًا.

أعراض الاكتئاب والقلق والخوف

الاضطراب القلق الاكتئابي المختلط هو نوع من الاضطراب يتميز به الجمع بين وجود أعراض كل من الاكتئاب والقلق من دون أي من الانعكاسين الأكبر من الآخر.

تشمل الأعراض النموذجية لهذا الاضطراب المزاج المكتئب و / أو الانهونيا الذي يظهر مع الألم ، صعوبة في التركيز والتوتر والقلق المفرط وغير العقلاني . يجب أن تستمر هذه الأعراض أسبوعين أو شهر على الأقل ، ولا يجب أن يكون ذلك بسبب تجربة التجارب المؤلمة أو وجود اضطرابات أخرى.

بالإضافة إلى ذلك ، يجب أن تظهر الأعراض الخضرية مثل الارتعاشات ، وعدم الراحة المعوية أو عدم انتظام دقات القلب في بعض الأحيان. سيكون من الأعراض التي تتفق مع مستوى عال جدا من التأثير السلبي ، تظهر في جزء أيضا فرط النشاط المناسب للاضطرابات القلق وتأثير إيجابي منخفض من المثبطين.

أعراض القلق والتوتر والاكتئاب

تتشابه أعراض الاكتئاب والقلق كثيراً؛ حيث تتضمن ما يأتي:

  • ضعف القدرة على التركيز.
  • اضطرابات في النوم.
  • إرهاق مستمر ونفاد الطاقة.
  • شعور مستمر بالاستياء والضجر.
  • التوتر والقلق الدائمين لأجل أتفه الأشياء.
  • البكاء بسهولة.
  • توقع الأسوأ دائماً.
  • الشعور بفقدان الأمل.
  • ضعف الثقة بالنفس والشعور بقلة الحيلة.
  • الانسحاب من أي تجمعات بشرية أو أنشطة اجتماعية وإن تضمنت الأصدقاء والأقارب.
  • الأمراض القلبية المزمنة.
  • إهمال المظهر الخارجي والنظافة.

اضطراب القلق الاجتماعي

من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالانفعال في بعض المواقف الاجتماعية. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يؤدي الذهاب إلى موعد غرامي أو تقديم عرض تقديمي إلى الشعور بالتوتر والقلق والانفعال. ولكن في اضطراب القلق الاجتماعي، والمعروف أيضًا بالرهاب الاجتماعي، تؤدي التفاعلات اليومية إلى القلق البالغ والخوف والوعي الذاتي والحرج بسبب الخوف من تركيز الآخرين على أفعال الشخص ومراقبتها أو الحكم عليها.

في حالة اضطراب القلق الاجتماعي، يؤدي الخوف والقلق إلى الاجتناب الذي يمكن أن يزعج الحياة. يمكن أن يؤثر الضغط الحاد على الأنشطة اليومية الاعتيادية أو العمل أو المدرسة أو الأنشطة الأخرى.

يُعد اضطراب القلق الاجتماعي حالة صحية نفسية مزمنة، ولكن يمكن لتعلم مهارات التأقلم في العلاج النفسي وتناول الأدوية أن يساعدا المريض على اكتساب الثقة بالنفس وتحسين القدرة على التفاعل مع الآخرين.

القلق الاكتئابي إسلام ويب

ردا على استشارة مريضة تعاني من القلق الاكتئابي:

“بعد أن يتم التأكد من كل ما يتعلق بصحتك الجسدية، بعد ذلك ننتقل للجانب النفسي وهو واضح جدًّا بالنسبة لي، وهذا يعالج من خلال ما نسميه بالتفكير الإيجابي، فيجب ألا تنغمسي في الأفكار السلبية، أمامك -إن شاء الله تعالى– فرص طيبة في الحياة، الحياة طيبة وجميلة، وأنت صغيرة في السن، وإن شاء الله تعالى من خلال التفكير فيما هو طيب وإيجابي ينتقل الفكر السلبي ليتحول إلى فكر إيجابي، وساعدي نفسك من خلال الإكثار من التواصل الاجتماعي المفيد، المشاركة فيما يخص الأسرة، الالتحاق بمراكز تحفيظ القرآن الكريم، الصحبة الطيبة الصالحة المفيدة… هذه هي الأسس التي يغير الإنسان من خلالها نمط الحياة، وحين يتغير نمط الحياة يحس الإنسان براحة نفسية.

الجانب الآخر هو: أعتقد أنك في حاجة إلى علاج دوائي. إن استطعت أن تقابلي الطبيب النفسي هذا جيد، وإن لم تستطيعي فهنالك أدوية ممتازة جدًّا تحسن المزاج بشكل واضح، وكذلك تحسن النوم، من هذه الأدوية يوجد دواء يعرف تجاريًا باسم (ريمارون) واسمه العلمي هو (ميرتازبين) هذا الدواء مفيد وجيد، يزيل القلق والاكتئاب، ويحسن النوم، والجرعة المطلوبة في حالتك هي نصف حبة فقط -أي خمسة عشر مليجراما، لأن الحبة تحتوي على ثلاثين مليجرامًا- يتم تناول هذه الجرعة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك يتم التوقف من تناول هذا الدواء.

وبجانب الريمارون هنالك دواء آخر بسيط جدًّا (مساعد) يعرف باسم (إندرال) واسمه العلمي (بروبرالانول) أعتقد أن تناوله بجرعة عشرة مليجراما صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم بجرعة عشرة مليجراما –أي حبة واحدة– يوميًا لمدة شهر آخر سيكون أيضًا أمرًا جيدًا ومفيدًا. هذه الأدوية بسيطة وجميلة وممتازة جدًّا.

حسني صحتك النومية أيضًا من خلال تجنب النوم النهارين، والحرص على أذكار النوم، وتثبيت وقت النوم ليلاً، وتجنب شرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل الشاي والقهوة والبيبسي والكولا، وذلك بالطبع في فترة المساء.

تطبيق تمارين الاسترخاء أيضًا سوف يفيدك جدًّا، وفي هذا السياق ارجعي لاستشارة تحت رقم (2136015) وطبقي ما ورد فيها من إرشادات بسيطة جدًّا.”

القلق الاكتئابي البسيط

الوقاية خير من قنطار علاج، هي إحدى المقولات الشعبيّة التي إن اتبعناها سنقي أنفسنا من الإصابة بالاكتئاب ويمكن اتباع ما يلي:

  • جلسات إرشادية: انتظام الحضور على الجلسات الإرشادية التي فيها توعية حول الاكتئاب وكيفيّة التعامل معه.
  • التعبير عن الذات.
  • قتل الوقت: وذلك من خلال إشغال النفس في النشاطات التي تعمل على تقويم السلوك النفسيّ.
  • ممارسة الرياضة: تعمل الرياضة على تنشيط الدورة الدمويّة، وبالتالي تجديد الشغف والإثارة. الابتعاد عن الشخصيات ذات الطاقة السلبيّة.

علاج الاكتئاب

هناك العديد من الطريق المُستخدمة في علاج الاكتئاب، وهي كالآتي:

  • العلاج الذاتي: يُقصد بالعلاج الذاتي أن يحيط الفرد نفسه بالأشخاص المرِحين والفكاهيين، بحيث أثبتت أحدث الدراسات أنّ الصداقة تقي من الإجهاد والاكتئاب؛ لأنّ الراحة النفسيّة التي تمنحها تقوّي الجهاز المناعي.
  • العلاجات السلوكية الإدراكية: يهدف هذا النوع من العلاج النفسي لمعالجة السلوكيّات والأفكار التي تعمل على الإصابة بالاكتئاب.
  • التخلّص من الروتين: القيام بنشاطات جديدة للتخلّص من الروتين اليوميّ الذي يعاني منه المريض كالسفر داخلياً أو خارجياً، والتخييم في الغابات.
  • الدعم: يشعر مصاب الاكتئاب بالضغط النفسيّ والارتباك، ولهذا يجب على المحيطين دعمه معنوياً.
  • العقاقير: تناول العقاقير الموصوفة من الطبيب والتي تعمل على موازنة العمليّات البيوكيميائية في الدماغ.

الاكتئاب والقلق إسلام ويب

ردا على استشارة لشخص يعاني من الاكتئاب و القلق المزمن:

“القلق كثيرًا ما يكون مهيمنًا في حالة وجود الوسواس القهري، بل الوساوس في حدِّ ذاتها اعتُبرتْ نوعًا من أنواع القلق النفسي، وإن كان هنالك بعض الاختلاف البسيط حول هذا الموضوع.

الاكتئاب الذي يصحب القلق غالبًا يكون اكتئابًا ثانويًا، ويكون اكتئابًا بسيطًا.

أنا أعتقد أن الاستجابة للعلاج كانت جيدة، ووجود القلق النفسي يُفسَّر أن البروزاك قد لا يكون دواءً جيدًا في جميع الحالات لعلاج القلق، لأن البروزاك بطبعه دواء استشعاري، دواء يزيد من الطاقات عند الإنسان – الطاقات النفسية والطاقات الجسدية – وهذا قطعًا قد ينتج عنه شيء من القلق، أو إذا كان الإنسان أصلاً لديه مكوَّن قلقي قوي لا يتحسَّنُ كثيرًا حين يتناول البروزاك.

الذي أود أن أقترحه هو أن تكون على البروزاك، وتصبر عليه، لكن تُضيف له أحد مضادات القلق البسيطة، مثل عقار (فلوناكسول) والذي يعرف علميًا باسم (فلوبنتكسول) بجرعة نصف مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم نصف مليجرام – أي حبة واحدة – صباحًا لمدة شهرين، أعتقد أن ذلك سيكون جيدًا جدًّا بالنسبة لك.

الدواء الذي يُعرف باسم (بسبار) ويُسمى علميًا (بسبارون) أيضًا نعتبره من الإضافات الجيدة جدًّا للتحكم في القلق الذي لا يزول عن طريق تناول البروزاك.

جرعة البسبار هي أن تبدأ بخمسة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة أسبوعين، ثم تجعلها عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم خمسة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم خمسة مليجرامًا صباحًا لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناوله.

أخي الكريم: أمامك الخيار بأن تتناول أحد هذين الدوائين، وإن لم تجد أيّاً منهما فقد يكون الـ (موتيفال) كافيًا جدًّا، وجرعته حبة واحدة ليلاً لمدة شهرين إلى ثلاثة.

بالنسبة للسبرالكس: هو دواء جيد جدًّا إذا كان قلق المخاوف هو المهيمن والمسيطر، قطعًا هو مضاد ممتاز للاكتئاب وكذلك للوساوس، وأيضًا يُساعد في علاج القلق بصورة فاعلة، لكن يُعاب على السبرالكس أنه ربما يؤدي إلى زيادة في الوزن، كما أن التوقف عنه يجب أن يكون تدريجيًا وحذرًا، لأن الآثار الانسحابية قد تتأتَّى إذا توقف الإنسان عنه فجأة.

هذا – يا أخي – ما آراه، وفي ذات الوقت مع العلاج الدوائي نريد أن نذكرك إلى ما نُشير إليه دائمًا من تعديلات سلوكية في نمط الحياة، هذا مهم جدًّا، وأن يواجه الفكر الوسواسي بالتحقير، وأن تكون إيجابيًا في مشاعرك وأفكارك وأفعالك، هذا – يا أخي الكريم – مهم جدًّا كمكوِّن علاجي رئيسي بجانب العلاج الدوائي”

السابق
كيفية التعامل مع اكتئاب المراهقين والأطفال
التالي
فوائد زيت الزيتون

اترك تعليقاً