صحة عامة

اضطراب الشخصية

اضطراب الشخصية

تميّز شخصية آلّ فرد بسمات معيّنة. وهي عبارة عن طريقة تفكير الشخص وتصرّفاته المعتادة التي تجعل آل شخص منا فريداً من نوعه .تتحوّل سمات الشخصية إلى اضطراب الشخصية عندما يبلغ نمط التفكير والتصرف حدّه الأقصى ويصبح متصلّبًا وغير قابل للتأقلم. فتؤثّر حينها سلباً في حياة الشخص وتكون إجمالاً سببًا أساسيًا لشعور الشخص نفسه ومن حوله بضيق شديد.
تبدأ اضطرابات الشخصية في الطفولة لتستمرّ خلال سن الرشد. إنّ انتشار اضطراب الشخصية غير محدّد تمامًا ويختلف عن باقي أنواع الاضطرابات. ومعدّل الإصابة باضطراب الشخصية البينية (أو الحدية) هو واحد من 100 شخص تقريبًا. على الرغم من صعوبة تغيير الشخصية، فمع العلاج المناسب والمبكر والدعم، يستطيع الشخص الذي يعاني اضطراب الشخصية من عيش حياة آمنة ومثمرة.

ماهي الشخصية؟

يُشير مُصطلح الشخصية إلى طريقة التفكير والشعور والسلوك والتصرفات التي تجعل الشخص مختلفًا عن الآخرين. تتأثر شخصية الفرد بالتجارب والبيئة المحيطة والمواقف الحياتية والصفات الموروثة. وتُركِّز دراسة الشخصية على مجالين رئيسيين، الأول هو فهم الفروق الفردية في خصائص كل شخصية مثل: حب الاختلاط بالآخرين أو حِدَّة الطبع، أما الآخر هو فهم الكيفية التي تتجمع بها مختلف أجزاء الشخصية ككل.

و مع ذلك فإن كلمة “الشخصية” في مجال الصحة العقلية ,يشير إلى مجموعة الصفات أو الطباع التي تجعل كل فرد منا متميزاً عن الآخر.هذا يشمل:

  • طريقة التفكير
  • الشعور
  • السلوك
    تتطور الشخصية عند معظم الناس في أواخر سن المراهقة أو أوائل العشرينات مع ما يتضمنه هذا من طريقة التفكير الشعور و السلوك التي تميز الشخص عن الآخرين . تبقى الشخصية على حالها إلى حد بعيد طوال عمر الإنسان .عادة تساعد شخصية الإنسان على تحقيق علاقة طيبة مع الآخرين بشكل جيد أو حتى ممتاز.

ماهو اضطراب الشخصية؟

هو طريقة التفكير والشعور والسلوك والتصرفات التي تنحرف عن التوقعات، مُسبِّبَةً مشاكلَ تستمر مع مرور الوقت. الشخص الذي يعاني من اضطراب في الشخصية يفكر، يشعر، يتصرف أو يتصل مع الآخرين بشكلٍ مُختلفٍ جدًّا عن الشخص العادي.

يشعر معظم الأشخاص الذين يعانون من اضطراب في الشخصية بالكرب حول حياتهم ويواجهون مشاكل في العلاقات في العمل أو في المواقف الاجتماعية. كما يُعاني الكثير منهم من اضطراب في المزاج أو القلق أو تعاطي المواد أو الأكل أيضًا. يجعل وجود اضطراب في الشخصية وأحد هذه الاضطرابات الأخرى المرضى أقل ميلاً للاستجابة إلى مُعالَجة الاضطراب الآخر، مما يجعل المآل لديهم أكثر سوءاً.

تنطوي اضطرابات الشخصية بشكلٍ رئيسي على مشاكل مع:

-الهوية والشعور بالذات: لا يكون لدى المرضى صُورة واضحة أو مُستقرَّة لذواتهم، أي أنَّ الطريقة التي ينظرون فيها إلى أنفسهم تتغيَّر استناداً إلى الموقف والأشخاص الذين يتعاملون معهم؛ فعلى سبيل المثال، قد يتناوب تفكيرهم في ذواتهم بين كونها قاسية أو لطيفة. أو قد يكونون متناقضين في قيمهم وأهدافهم؛ فعلى سبيل المثال، قد يكونون متدينين جداً عند تواجدهم في الكنيسة ولكنهم غير مبالين وغير محترمين في أماكن أخرى. قد يكون تقدير الذات مرتفعًا أو منخفضًا بشكل غير واقعي.
-العلاقات: يكُونُ المرضى الذين لديهم اضطراب في الشخصية غير قادرين عادةً على تكوين علاقات وثيقة ومستقرة مع الآخرين. قد يكونون غير حساسين للآخرين أو منفصلين عاطفيًا، أو قد يفتقرون إلى التعاطف. وﻏﺎﻟﺑﺎً ﻣﺎ ﯾﺟدهم أﻓراد اﻟﻌﺎﺋﻟﺔ وﻏﯾرھم مُربَكين أو ﻣﺣﺑطﯾن.
لا يكون المرضى الذين لديهم اضطراب في الشخصية مدركين لدورهم في خلق مشاكلهم. ولذلك، فإنهم يميلُون إلى عدم طلب المساعدة بمفردهم. وبدلاً من ذلك، قد تجري إحالتهم من قبل الأصدقاء أو أفراد العائلة أو وكالة اجتماعية لأن سلوكهم يسبب صعوبة للآخرين. وعندما يطلبون المساعدة بمفردهم، فعادةً ما يكون ذلك بسبب المشاكل الناجمة عن اضطراب الشخصية (مثل الطلاق أو البطالة أو الوحدة) أو بسبب أعراض مزعجة (مثل القلق أو الاكتئاب أو سوء استخدام الموادّ). وهم يميلون إلى الاعتقاد بأن هذه المشاكل والأعراض ناجمة عن أشخاصٍ آخرين أو عن ظروف خارجة عن إرادتهم.

 

أسباب اضطراب الشخصية

في الماضي اِعتقدَ البعض أن الأشخاصَ المصابين باضطرابات الشخصية هم مجرد أشخاصٍ كُسالى أو أشرار. ولكن بدأت الأبحاث الجديدة استكشافَ الأسباب المحتملة، وتشير تلك الأبحاث إلى أن العوامل الوراثية والإيذاء الجسدي وسوء معاملة الآباء وتأثير الأقران وعوامل أخرى تُسهم في تطوير الوسواس القهري والنرجسية وغيرها من اضطرابات الشخصية. كما سبق وأن ذكرنا أنَّ الشخصيةَ هي مزيجٌ من الأفكار والعواطف والسلوكيات التي تجعلك فريدًا، فإنها كذلك الطريقة التي ترى بها العالم الخارجي وتفهمه وتتصل به، فضلًا عن ذلك، كيف ترى نفسك. تتكوَّن الشخصية خلال مرحلةِ الطفولة، وتتشكَّل من خلال التفاعل بين:

  • الجينات الخاصة بك. قد يتم تمرير بعض السمات الشخصية لك من قِبَل والديك من خلال الجينات الموروثة.
  • البيئة الخاصة بك. وهذا يشمل المناطق المحيطة التي نشأت فيها، والأحداث التي وقعت، والعلاقات مع أفراد أسرتك والآخرين.
    يُعتقَد أن اضطرابات الشخصية تنجم عن مزيجٍ من هذه التأثيرات الجينية والبيئية، فإن جيناتك قد تجعلك أكثر عُرضةً لتطوير اضطرابٍ من اضطرابات الشخصية، ومواقف الحياة قد تؤدي إلى التطور الفعلي لها.

العوامل التي تزيد من خطر الإصابة باضطرابات الشخصية

على الرغم من أن السبب الدقيق للاضطرابات الشخصية غير معروف، إلا أنه يبدو أن هناك بعض العوامل التي تزيد من خطر تطور أو نشوء اضطرابات الشخصية، بما في ذلك:

  • التاريخ العائلي للاضطرابات الشخصية أو غيرها من الأمراض النفسية أو العقلية.
  • تجارب الطفولة المؤلمة مثل سوء معاملة الأهل أو الإهمال أو الحياة الأسرية غير المستقرة.
  • التشخيص باضطراب التصرف في الطفولة.
  • الاختلاف في كيمياء وتركيب المخ.

تصنيف اضطرابات الشخصية

المجموعة الأولى

تندرج ضمن هذه المجموعة أنواع الأشخاص الانعزاليين أو المنعزلين والذين يعتبرهم الآخرون غريبي الأطوار ومختلفين.

  1. اضطراب الشخصية المرتابة (Paranoid personality): يتميّز المصابون باضطراب الشخصية المرتابة، بفهمهم لسلوكيات الآخرين، على أنها موجهه لتهديد وإلحاق الأذى بهم. غالبًا ما يكون أصحاب هذه الشخصية كثيرو الشك، ومن الصعب أن يثقوا بالآخرين؛ وتشكل هذه التصرفات بالنسبة لهم آلية للحماية من المحيطين بهم، ومن الأضرار التي قد تلحق بهم، بسبب عدوانية وعدم نزاهة المحيطين. قد تشكل هذه التصرفات مشكلة حقيقية للمصابين بهذا الاضطراب، وقد تلحق الكثير من الضرر في حياتهم الاجتماعية, العملية, الزوجية وقد يسبب الإفراط فيها جلب كل المتاعب وحدوث الكوارث التي يخافون منها أصلاً، كالتسبب في الطلاق أو الفصل من العمل.
  2. اضطراب الشخصية الانعزالية (Schizoid personality): يتميّز المصابون بهذا الاضطراب بالانطوائية والانعزالية، ولا يشعرون بالحاجة لصحبة الآخرين. غالبًا ما يقومون بالنشاطات التي تتطلب الانعزالية. ويختار ذوو الشخصية الانعزالية العمل في مهن لا تتطلب العمل الجماعي. يفضل المصابون بهذا الاضطراب، في كثير من الأحيان، قضاء أوقاتهم في النشاطات الفكرية والنظرية، وأن يكرّسوا عواطفهم في الاهتمام بالحيوانات عوضًا عن اهتمامهم بغيرهم من البشر.
  3. اضطراب الشخصية الفصامية (Schizotypal personality): يشبه صاحب هذه الشخصية, الشخصية الانعزالية بعض الشيء، إلا أنه يكون أكثر غرابةً، وبطريقة تثير الانتباه لأسلوب الملبس والكلام. يؤمن عادة بالأفكار الفلسفية والغريبة. عادةً ما يكون المصابون بإضراب الشخصية الفصامية قليلو الارتباطات الاجتماعية ويجدون صعوبة في الاندماج مع الآخرين. يشبه عالمهم الداخلي عالم الأطفال، مليء بالأصدقاء الخياليين, ولديهم الكثير من المخاوف والتخيلات. وغالبًا ما يكونون عرضة للإصابة بالاكتئاب المزمن.

المجموعة الثانية:

تندرج ضمن هذه المجموعة أنواع الشخصيات المتلونة, كالأشخاص الذين تتسم سلوكياتهم بالحدة مع المحيطين بهم، وغالبًا ما تكون متضاربة وغير متناسقة؛ كما وتندرج الشخصيات الحدودية وغير الاجتماعية ضمن هذا التصنيف.

  1. اضطراب الشخصية النرجسية (Narcissistic personality disorder): يشبه أصحاب هذه الشخصية, شخصية نركيس الأسطورية، الذي وقع في حب صورته المنعكسة على الماء، مستغرقًا بشؤونه دون الإحساس بوجود الآخرين. كثيرًا ما يشعر المصابون باضطراب هذه الشخصية بالتعالي، وبأنهم أصحاب شأن ويبنون التخيلات التي تشعرهم بأنهم متميزون ولامعون. يتصرفون أحيانًا، باستغلالية جليلة وينتظرون تلقي الاستحسان والتقدير الكبيرين من المحيطين بهم. لا تكون كل هذه التصرفات، في كثير من الأحيان، إلا ستارًا يداري شخصيتهم المهزوزة وشعورهم بالحاجة الدائمة إلى محفزات إيجابية، وتلقي الدعم من الآخرين. يجد أصحاب هذا الاضطراب صعوبة كبيرة في بناء العلاقات الشخصية، وغالبًا ما يعانون الوحدة, كما ويكونون عرضةً للإصابة بالاكتئاب، وخاصة مع التقدم في السن.
  2. اضطراب الشخصية الهستيرية (Histrionic Personality Disorder): قد يظن البعض أن غالبية المصابين بهذا الاضطراب، هم من جمهور السيدات, بسبب أن أصحاب هذه الشخصية يعانون فرط الحساسية ويسعون دومًا ليكونوا في مركز اهتمام الآخرين. يبالغون في التعبير عن عواطفهم، ويميلون إلى الخداع والمبالغة. قد تظهر تصرفاتهم مغرية بعض الشيء (بحسب الأفكار المسبقة للمتلقي). قد تستتر تحت هذا الغطاء معاناة عاطفية عميقة, بعيدة المدى، والتي تحتاج الكثير من التهدئة. يميل أصحاب هذا الاضطراب للإصابة بأمراض جسمانية مع انعدام وجود سبب عضوي حقيقي.

المجموعة الثالثة:

تندرج ضمن هذه المجموعة أنواع الشخصيات التي تبدو للآخرين وكأنهم دائمو الخوف والانزعاج وتضم:

  1. اضطراب الشخصية التجنُّبية: يشبه المصابون بهذا الاضطراب، أولئك الذين يعانون من اضطراب الشخصية الانعزالية, إذ يكونون في الغالب منعزلين ولا يرتاحون للاختلاط بالآخرين. إلا أنّ تجنّبهم الاختلاط بالآخرين، نابعٌ من استصغارهم للذات ولقدراتهم، واحتقارهم لأنفسهم بشكل مبالغ فيه. يحاول هؤلاء الأشخاص تجنب الاختلاط بالناس رغم رغبتهم الشديدة بالاختلاط, خوفًا من تلقي الانتقادات من الآخرين. عادةً ما يكونون كثيري الخجل, عديمي الثقة بأنفسهم وسريعي التأثر. تسبب لهم هذه الصفات الفشل في علاقاتهم الشخصية وفي حياتهم العملية.
  2. اضطراب الشخصية الاعتمادية: يتميز المصابون بهذا الاضطراب بإحساسهم بالخوف وباستصغارهم لأنفسهم, إلا أنّهم يتميّزون باحتياجهم للآخرين لمساندتهم في اتخاذ القرارات. توجد لديهم الدوافع في بناء علاقة اتكالية مع شخص آخر. كثيرًا ما يجعلهم هذا الاضطراب عرضةً لاستغلال الآخرين لهم. وعادة ما يقبلون هذه العلاقة التي يشوبها الاستغلال خوفًا من البقاء وحدهم. قد يعايش صاحب الشخصية الاعتمادية الكثير من الأضطرابات النفسية، عندما ينفصل عنه من يعتمد عليه.
  3. اضطراب الشخصية الوسواسية: يتميز أصحاب الشخصية الوسواسية بدقة التنظيم والتخطيط، وباهتمامهم الشديد بأدق التفاصيل وصغائر الأمور. عادة ما يجابهون الصعوبات في القيام بالمهام، بسبب نزعتهم للكمال, بحيث يهتمون بأن تنجز المهمات على أكمل وجه، حتى في أصغر التفاصيل. كذلك من الصعب عليهم الاشتراك مع الآخرين في الأعمال، لحرصهم المفرط في انجاز الأعمال بالطريقة المخطط لها، وعدم تقبلهم للتغيير والعفوية. قد ينظر إليهم البعض على أنّهم أصحاب مشاعر ضحلة، وقد ينظر إليهم آخرون على أنهم يحملون الضغينة. من السهل والملائم لهم العمل في الأعمال التي تتطلّب الكثير من الدقة في التفاصيل، مثل إدارة ورقابة الحسابات. وقد يكون هؤلاء عرضة للإصابة بالاكتئاب عند الظروف التي تتطلب الخروج عن الرتابة, مثل تلقيهم ترقية في مكان العمل.
  4. اضطراب الشخصية العدائية – السلبية (Passive – aggressive): يتميّز المصابون باضطراب الشخصية العدائية – السلبية، بعدم المقدرة على التعبير عن العدوانية ظاهريًّا وبشكل مباشر, بل يلجئون للتعبير عن هجوميتهم بالخفاء وبطرقِ ملتوية، مثل عدم النجاعة في العمل، الجدال, الشكوى والتذمر والنقد المبالغ فيه. كثيرًا ما يشعر أصحاب هذا الاضطراب بأنهم سيِّئو الحظ، وعادة ما يكونون كثيري الحسد للآخرين. يثيرون الكثير من الغضب في علاقاتهم مع الآخرين، وأحيانًا يجرّون على أنفسهم العداء بشكل ظاهر؛ لهذا السبب كثيرًا ما يفشل المصابون بهذا الاضطراب في بناء علاقتهم مع الآخرين، ويسبب لهم الضرر في مختلف مناحي حياتهم الشخصية, العملية والاجتماعية.

تشخيص اضطراب الشخصية

لا يرى مرضى اضطراب الشخصية مشكلة في سلوكهم الخاص عادةً. وعندما يطلبون المساعدة، من المحتمل أن يكون السبب هو حصولهم على مساعدة حول أعراض مثل القلق أو الاكتئاب أو سوء استعمال المواد أو المشاكل الناجمة عن اضطراب الشخصية، مثل الطلاق أو البطالة أو الوحدة بدلًا من الاضطراب نفسه.

عندما يقوم المَرضَى بالإبلاغ عن هذه الأعراض أو المشاكل، يطرح عليهم الأطباء عادة أسئلة لتحديد ما إذا كان هناك احتمال في أن يكون لاضطراب في الشخصية دوراً؛ فعلى سبيل المثال، يسألون كيف ينظر المَرضَى إلى أنفسهم والآخرين وكيف يستجيبون عندما يتفاعل الأشخاص بشكل سلبي مع سلوكهم. يشتبه الطبيب في اضطراب الشخصية إذا كان الأشخاص يستمرون في النظر إلى أنفسهم أو الآخرين بطرائق لا أساس لها في الواقع يصفون نمطًا من الأفكار أو السُّلُوكيات غير اللائقة من ناحية أنهم يقاومون التغيير على الرغم من العواقب السلبية لمثل هذا السُّلُوك.

للمساعدة على تأكيد التَّشخيص، يحاول الأطباء عادةً التحدث مع أصدقاء المريض وأفراد عائلته. ومن دُون هذه المساعدة، قد يظل الطبيب والمريض غير مُدركَين لدور المريض في خلق المشاكل.

علاج اضطراب الشخصية

تكُون المعالجة بالعلاج النفسي الذي ينطوي على العلاج النفسي الفردي والعلاج الجماعي والعلاج الأسريّ. لا تُغيِّرُ الأدويةُ سماتَ الشخصية، ولكن يمكنها أن تساعد على تخفيف أعراض الضائِقَة.

المَبادئ العامّة
على الرغم من أن المُعالجَات المحددة تختلف وفقاً لنوع اضطراب الشخصية، فإن المعالجة تهدف بشكلٍ عام إلى:

  • التقليل من الضائِقَة
  • مساعدة المَرضَى على فهم أن مشاكلهم داخلية (ليس سببها أشخاص أو مواقف أخرى)
  • تقليل السلوك الذي يتَّسم بسوء التكيُّف والذي يكون غير مرغوب فيه اجتماعياً
  • تعديل سِمات الشخصية التي تسبب صعوبات

ينطوي الهدف الأول للمعالجة على التقليل من الشدَّة الفورية، مثل القلق والاكتئاب. وتقليل الشدَّة يجعل مُعالَجَة اضطراب الشخصية أسهل. أولاً، يساعد المعالجون المَرضَى على التعرف إلى سبب الشدَّة، ثم، ينظرون في طرائق لتخفيفها. يمكن أن يساعد العلاج النفسي الاجتماعي عادة الشخص على الخروج من المواقف أو العلاقات التي تسبب شدة كبيرةً. يمكن أن تساعد أدوية القلق أو الاكتئاب على تخفيف هذه الأَعرَاض. عند استخدام الأدوية، تكون في جرعات صغيرة ولفترة محدودة.

نظراً إلى أنَّ المرضى الذين لديهم اضطراب في الشخصية لا يرون عادةً مشكلة في سلوكهم، يحاول الأطباء مُساعدتهم على فهم أن مشاكلهم داخلية وأن سلوكهم غير مناسب وله عواقب ضارَّة. من خلال إقامة علاقة تعاونية وتنطوي على احترام متبادل بين الطبيب والمريض، يمكن للأطباء مساعدة المرضى على أن يصبحوا أكثر وعيًا بأنفسهم وأن يدركوا سلوكهم غير المرغُوب فيه اجتماعياً وغير المناسب. من خلال هذه العلاقة، يمكن للمرضى أيضًا أن يدركوا أن التغيرات في سلوكهم ورؤيتهم لأنفسهم والآخرين سوف تستغرق وقتًا وجهدًا. يُمكن أن يستغرق تحقيق هذا الفهم وقتًا طويلاً.

 

 

السابق
أعشاب تسبب ارتفاع ضغط الدم
التالي
أبرز أمراض الجهاز التناسلي المعدية وطرق الوقاية منها

اترك تعليقاً