أمراض تسبب الإكتئاب

الاكتئاب

يواجه جميع الأشخاص مشاعر الحزن والإحباط وفقدان الرغبة والاهتمام أو المتعة في الأنشطة اليومية من وقتٍ إلى آخر، وقد يتعرّض الأشخاص لحالة تعرف بالاكتئاب عند استمرار هذه الأعراض وتداخلها مع قدرة الأشخاص على ممارسة حياتهم الطبيعية بصورةٍ ملحوظة، ويعاني 7.6% من الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 12 عامًا من الاكتئاب خلال أسبوعين من العام، مما يشير إلى كبر حجم المشكلة، ويعدّ الاكتئاب أكثر الأمراض شيوعًا بين الرجال والنساء في مختلف أنحاء العالم، إذ يصيب حوالي 350 مليون شخص حول العالم، كما أنّه يشكّل السبب الرّئيس للإعاقة، ويحدث الاكتئاب نتيجةً لأسبابٍ غير واضحة تمامًا، إلا أنه قد ينشأ كأثر ناجم عن مجموعة مركبة من العوامل الوراثية، والبيولوجية، والبيئية، والنفسيّة، والاجتماعية.

أمراض تسبب الاكتئاب

يرتبط الاكتئاب بعلاقةٍ معقّدة مع الحالات المرضية الأخرى، خاصّةً الأمراض المزمنة، فقد يتشكّل الاكتئاب كأحد عوامل الخطر أو أحد الأعراض المبكّرة لحالةٍ مرضية أخرى أحيانًا، وقد تسبّب بعض الأمراض إصابة الأشخاص بالاكتئاب وتشكّل عامل خطر لإصابتهم بالاكتئاب في أحيانٍ أخرى، وقد يترتب على عدم تلقي العلاج لهذه الأمراض تفاقم حالة الاكتئاب وازدياده سوءًا، ومن الأمراض التي قد تسبّب الاكتئاب ما يأتي:

• السرطان: يعاني الأشخاص المصابون بالسرطان من أعراض الاكتئاب، مثل: الشعور بالحزن، أو الغضب، أو القلق، كما يشيع الاكتئاب السريري لدى مرضى السرطان، خاصّةً في أنواع معينة من هذا المرض، كسرطانات الجهاز الهضمي، مثل سرطان المعدة أو البنكرياس، وقد يترتب على بعض علاجات السرطان بعض الآثار الجانية، كحدوث مشكلات في النوم، والغثيان، وفقدان الشهية، مما قد يسهم بدوره في إصابة هؤلاء الأشخاص بالاكتئاب.
• الألم المزمن: قد يسبّب الألم إطلاق علامات التهابية قد ترتبط بحدوث تغيرات في المزاج، وقد يسبب الألم المستمرّ إصابة الأشخاص بالاكتئاب، إذ يعاني حوالي نصف الأشخاص المصابين بالألم المزمن الناجم عن التهاب المفاصل أو الصّداع النصفي أو آلام الظهر أوغيرها من الحالات من الاكتئاب أيضًا.
• مشكلات الغدة الدرقية: تعدّ حالاتٍ تصيب الغدة الدرقية التي تؤدي دورًا مهمًا في تنظيم عملية التمثيل الغذائي في الجسم، فقد تسبّب حالتا فرط نشاط الغدة الدرقية وقصور الغدة الدرقية حدوث الاكتئاب لدى الأشخاص، إلّا أنّه يشيع لدى الأشخاص الذين يعانون من انخفاض مستويات هرمونات الغدة الدرقية.
• أمراض القلب: يشيع الاكتئاب لدى الأشخاص بعد تعرّضهم لنوبةٍ قلبية بنسبةٍ تصل إلى ثلاثة أضعاف مقارنةً مع الأشخاص الأصحاء الذين لم يسبق لهم التعرض لأمراض القلب، فيُشخّص الاكتئاب لدى 15-20% من مرضى النوبات القلبية ويواجه العديد منهم أعراض الاكتئاب.
• السكتة الدماغية: قد تسبّب السكتة الدماغية إصابة الأشخاص بالاكتئاب، إذ تُلحق أضرارًا جسديّةً في الدّماغ، ممّا يؤثّر على خلايا الدماغ التي تضبط المزاج والوظائف العقلية، كما يشكّل التعرّض لسكتةٍ دماغية تجربةً مخيفةً قد تولّد الصّدمة والاكتئاب لدى الأشخاص.
• مرض الذئبة: يشيع الاكتئاب في أمراض المناعة الذاتية، مثل الذئبة، فقد يسبّب مرض الذئبة تحفيز مهاجمة الجهاز المناعي للدماغ والخلايا العصبية، ممّا قد يساهم في إصابة الأشخاص بالاكتئاب، وقد يترتب على تناول بعض أدوية الذئبة والإجهاد والضغط الناجم عن أعراض مرض الذئبة مثل الإصابة بالحمى دون وجود سبب واضح أو الإعياء آلام المفاصل أو الطفح الجلدي إصابة الأشخاص بالاكتئاب.
• مرض التصلب المتعدد: قد يتلف هذا المرض أجزاءً من الدّماغ التي تلعب دورًا في تنظيم الحالة المزاجية، وقد ينشأ الاكتئاب في هذه الحالة نتيجةً للتغيّرات الهرمونية والتغيرات في الجهاز المناعي المصاحبة لمرض التصلّب المتعدّد.
• داء السكري من النوع الأول والنّوع الثاني.
• فيروس نقص المناعة البشرية.
• بعض أنواع الأمراض والعدوى، مثل: الهربس، والتهاب الكبد الوبائي، ومرض السلّ.
• نقص فيتامين ب12.

الوقاية من الاكتئاب

قد تساهم بعض الإجراءات في الوقاية من إصابة الأشخاص بالاكتئاب، ومن هذه الإجراءات ما يأتي:

• اتباع الخطوات التي تساهم في التحكّم بالضّغط النفسي لزيادة درجة تقدير الذّات.
• التواصل مع العائلة والأصدقاء، خاصّةً في أوقات الضيق والأزمات.
• الحصول على العلاج عند ظهور أوّل علامة تشير إلى وجود مشكلة للحدّ من تفاقم حالة الاكتئاب.
• استخدام علاج المداومة أو العلاج الصياني طويل الأجل للمساهمة في الوقاية من زيادة الأعراض.