صحة عامة

أفضل علاج لنوبات الهلع

أفضل علاج لنوبات الهلع

نوبات الهلع

نوبة الهلع هي نوبة مفاجئة من الخوف الشّديد، الذي يحفّز ردود الأفعال الجسمانية الشّديدة، ولا يوجد سبب واضح للخوف، وقد تكون نوبات الهلع مخيفةً، إذ إنّ المريض يعتقد أنّه فاقد للسيطرة أو مصاب بنوبة قلبية أو أنّه يموت، ويصاب الكثير من الأشخاص بنوبات الهلع مرّةً أو مرّتين في حياتهم، وعندما تحدث هذه النوبات بصورة متكرّرة وغير متوقعة تصبح حالةً مرضيّةً تسمّى اضطراب الهلع، الذي تصل أعراضه إلى ذروتها فجأةً، كالخوف من الموت، والارتجاف أو الرّعشة، وتسارع ضربات القلب، وصعوبة في التّنفس، وتشنّجات البطن، وألم في الصّدر.

أفضل علاج لنوبات الهلع

ليحدّد الطبيب ما إذا كان المريض يعاني من نوبات الهلع أو أمراض في القلب أو الغدّة الدّرقية يُجري فحصًا بدنيًا كاملًا، وتحاليل الدّم للتحقق من الغدّة الدّرقية ومخطط كهربائية القلب، بالإضافة إلى تقييم نفسي يعرض فيه المريض مخاوفه، وأفكاره، وسلوكياته، وتُعِدّ الجمعية الأمريكية الشّخص مصابًا بنوبات الهلع عندما تكون النوبات متكرّرةً، وعند الخوف من نوبة أخرى بعد الانتهاء من النّوبة، وعدم وجود سبب واضح لنوبة الهلع، ويمكن أن يساعد العلاج على خفض شدّة نوبة الهلع وأعراضها، وفي ما يأتي علاجات نوبة الهلع:

  • العلاج النفسي: يُعدّ العلاج النفسي علاجًا فعالًا لنوبات الهلع واضطراباته، إذ يمكن أن يساعد في فهمها وتعلم كيفية التعامل معها، كما يمكن أن يساعد العلاج السلوكي المعرفي المصاب بنوبات الهلع على إدراك أنّها ليست خطيرةً، كما سيساعد المعالج النفسي على منع ظهورها تدريجيًّا بطريقة آمنة ومتكررة، وبمجرد الإدراك أنّ الأعراض البدنية للهلع لم تعد تنطوي على تهديد تبدأ بالتراجع، كما يمكن أن يساعد العلاج الناجح في التغلّب على مخاوف الشخص من المواقف التي كانت نوبات هلع، ويمكن أن يستغرق الحصول على نتائج وقتًا وجهدًا، وقد يلاحظ المصاب أنّ الأعراض تقلّ خلال عدّة أسابيع، وغالبًا ما تنتهي في غضون عدّة أشهر.
  • العلاج الدوائي: يمكن أن تساعد الأدوية على تقليل الأعراض المصاحبة لنوبات الهلع، وفي ما يأتي بعض الأدوية الفعالة لعلاجها:
    • مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، التي عادةً ما تكون آمنةً وأعراضها الجانبية قليلة، وهي الخيار الدوائي الأول لعلاج نوبات الهلع، مثل: دواء فلوكسيتين، وباروكسيتين، وسيرترالين.
    • مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورإبينيفرين، مثل دواء فينلافاكسين.
    • البينزوديازيبينات، هي مهدئات تثبّط الجهاز العصبي المركزي، لذلك فهي تُستخدَم لفترة قصيرة فقط حتى لا تسبب الإدمان، مثل دواء ألبرازولام وكلونازيبام.

إجراء تغييرات في نمط الحياة: كالالتزام بخطة العلاج، وتجنّب تناول الكافيين والكحوليات، وممارسة تقنيات الاسترخاء، والحفاظ على النشاط البدني، والحصول على فترات كافية من النّوم.

طرق وقف نوبة الهلع

في ما يأتي بعض الطّرق التي يمكن استخدامها لمحاولة وقف نوبات الهلع عند حدوثها أو توقع حدوثها:

  • استخدام التنفس العميق، إذ يُعد فرط التنفس من أعراض نوبات الهلع التي قد تزيد من الخوف، إلا أن التنفس العميق يمكن أن يقلل منها عند وقوعها، وإذا كان الشخص قادرًا على التحكم بتنفسه فهو أقل عرضةً لزيادة فرط التنفس الذي بدوره يزيد من شدّة باقي الأعراض.
  • إدراك الشخص أنه يعاني من نوبة هلع وليست نوبة قلبية أو حالة أخرى خطيرة، وأنّ الأمر مؤقت وسيمرّ، وإبعاد فكرة احتمالية الوفاة الوشيكة، مما قد يسمح للشخص بالتّركيز على التقنيات الأخرى لتقليل الأعراض.
  • إغماض العينين للتقليل من بعض محفّزات النوبة.
  • ممارسة الوعي التام أو اليقظة؛ نظرًا لما تسببه نوبات الهلع من الشعور بالانفصال عن الواقع، فذلك قد يقاومها عندما تحدث أو توشك على الحدوث، ويكون ذلك بالتّركيز على الأحاسيس المادية، مثل الإحساس بالقدمين على الأرض.
  • التركيز على النظر لشيء مادي، مثل: حركة عقارب الساعة، والتركيز على الأشكال والألوان حول الشخص المصاب وتركيز كل طاقته عليها.
  • إبقاء نبتة الخزامى أو كما تسمى باللافندر في متناول اليد؛ لما تشتهر به بأنها مهدئة ومخففة للتوتر، كما أنها قد تساعد الجسم على الاسترخاء، ويتم ذلك بوضع القليل من زيت اللافندر العطري على الساعدين عند التعرض لنوبة الهلع.
  • استخدام تقنيات استرخاء العضلات، إذ يمكن أن تساعد في إيقاف نوبة الهلع عن طريق التحكّم باستجابة الجسم إلى أقصى حد ممكن، مثل قبض أصابع اليدين بشدة ثم فتحها ببطء.
  • ممارسة تمارين خفيفة بانتظام، مثل: المشي، أو السباحة، فالتمارين الرياضية تزيد إفراز الإندروفين، الذي بدوره يحفز ويحسن الدورة الدموية، مما قد يحسّن الحالة المزاجية.

كيفية مساعدة المصاب بنوبة الهلع

عند إصابة شخص بنوبة هلع يجب التصرّف بحكمة لمساعدة المصاب وتهدئته، وفي ما يأتي نصائح حول كيفيّة مساعدة أي شخص مصاب بنوبة هلع:

  • محاولة البقاء هادئًا.
  • التأكّد من أنّ الشخص لديه مساحة كافية من حوله دون وجود شيء يؤذيه.
  • محاولة أخذه إلى مكان هادئ في مكان قريب.
  • تذكير الشخص أنّ نوبات الهلع تنتهي دائمًا.
  • مساعدته على السّيطرة على التنفّس.
  • تجنّب طرح الكثير من الأسئلة على المصاب، وعدم التحقّق من صحّة أي عبارات سلبيّة.
  • عدم القول أبدًا لأي شخص أن يهدأ، أو قول إنّه لا يوجد ما يدعو للقلق.
  • محاولة البقاء مع الشخص المذعور، حتى وإن أصرّ على أنّه بحاجة إلى أن يكون بمفرده، فيجب التأكّد من بقائه تحت مرمى النّظر.

الفرق بين نوبة الهلع واضطراب الهلع

تشيع نوبات الهلع إلى حدّ ما، ولا تعني إصابة الشخص بنوبة هلع واحدة أنّه مصاب باضطراب الهلع، فعلى سبيل المثال عندما يشعر الإنسان بالتوتر الشّديد أو الإرهاق أو يمارس التمّارين الرياضية بإفراط ويصاب بنوبة هلع لا يعني أنّها حالة مرضيّة، لكنّها تصبح اضطرابًا عندما يصيب الشخص قلق دائم بخصوص نوبات الهلع أو خوفه من حدوث شيء سيء بسبب النّوبة، كالإغماء، أو الإحراج، أو النّوبة القلبيّة، أو الشّعور بالجنون، أو الموت.

عادةً ما تكون نوبات الهلع لدى المصابين باضطراب مفاجِئةً وغير متوقّعة، ومن الشاّئع جدًا أن تصيب نوبات الهلع المصابين باضطرابات القلق، ويشير الخبراء إلى أنّ القلق والذّعر جزء ضروري من بقائنا، ويمكن أن تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بنوبات الهلع، كالعوامل الوراثية، إذ إنّ الأشخاص الذين لديهم أفراد في العائلة يعانون من نوبات هلع أكثر عرضةً للإصابة بها، والصّدمات الحياتية التي تصيب الإنسان، كفقدان أحد أفراد العائلة، أو الاعتداء الجنسي، وعادات سلوكيّة، كالتّدخين، وشرب كميّات كبيرة من الكافيين، وتعاطي المخدّرات.

أعراض نوبات الهلع

فيما يأتي الأعراض التي قد تصيب الشخص أثناء حدوث نوبة الهلع:

  • خفقان القلب، أو تسارع ضربات القلب.
  • فرط التعرق.
  • الرجفان.
  • ضيق أو صعوبة في التنفس والشعور بالاختناق.
  • الشعور بالصّدمة.
  • الآلام أو عدم الراحة في الصدر.
  • الشعور بالغثيان أو آلام في البطن.
  • الشعور بالدوار أو عدم التوازن، وأحيانًا الإغماء.
  • القشعريرة أو الهبات الساخنة.
  • عدم الوعي، أو الانفصال عن الواقع.
  • الخوف من الجنون أو فقدان السيطرة.
  • الخوف من الموت.
  • الخدران أو الإحساس بالوخز.

مضاعفات نوبات الهلع

إذا تُركت نوبات الهلع دون علاج فإنّها قد تسبّب حدوث مضاعفات تؤثّر على جوانب كثيرة من حياة المريض، وتشمل مضاعفات نوبات الهلع ما يأتي:

  • الإفراط في تناول المشروبات الكحوليّة أو المواد المُخدّرة الأخرى كوسيلة للهروب من مخاوف الحياة اليوميّة.
  • تطوّر الرّهاب، كالخوف من الأماكن المغلقة.
  • المعاناة من مشكلات ماليّة.
  • زيادة التّفكير بالانتحار.
  • العزلة الاجتماعية.

لذا ينبغي طلب المساعدة الطّبية الفوريّة عند الإصابة بنوبة هلع؛ وذلك لأنّ أعراضها قد تتشابه مع مشكلات صحيّة أخرى.

السابق
ما هو مرض الرهاب الاجتماعي
التالي
اضطراب المزاج الدوري

اترك تعليقاً