أمراض الجهاز الهضمي

(أباتشي تنهار أمام بيساب) في التهاب البنكرياس الحاد

(أباتشي تنهار أمام بيساب) في التهاب البنكرياس الحاد

في بعض المرضى قد يكون التهاب البنكرياس الحاد خفيفا لدرجة أن يعالج فقط بالامتناع عن الطعام والشراب لبضعة أيام (مع سوائل تعويضية وريدية)، و قد يبلغ من الشدة أحيانا أن يسبب وفاة المريض متأثرا باختلال أعضاء متعددة بالجسم، و هذا التباين الهائل في الشدة؛ دفع الباحثين الى وضع معايير لتحديد مدى خطورة الحالة، و لكنهم لم يتفقوا على تفاصيل تلك المعايير؛ فينما كان الأمريكان يستخدمون (نظام رانسون)، اعتمد الانجليز على (نظام جلاسجو) حتى جاءت (أباتشي) عام 1981.

– (أباتشي APACHE) هنا لا تعني المروحية المقاتلة الشهيرة، و لكنها مشتقة من الأحرف الأولى ل (Acute Physiology And Chronic Health Evaluation) وتعني تقييم الخلل الحاد لوظائف الأعضاء مع الحالة الصحية المزمنة وهو نظام تم وضعه لتقييم حالة المرضى الذين يوضعون -لأي سبب- بوحدات الرعاية المركزة، و عندما استخدم لتقييم التهاب البنكرياس الحاد وجد أنه أفضل من (رانسون) و (جلاسجو) لتحديد درجة خطورة الحالة.

– مشكلة (APACHE) كانت في صعوبة تطبيقه؛ حيث يعطى المريض تقييما ل 16 بند (من بينها معدلات الغازات و قيمة الصوديوم و البوتاسيوم في الدم) ثم في النهاية يتم حساب التقييم النهائي والذي يتراوح بين صفر و 71 درجة وكانت تُعتبر الخطورة شديدة اذا حصل المريض على 8 درجات أو أكثر.

في 2009 نشر مجموعة من الباحثين نظاما جديدا هو (BISAP) وهو الأحرف الأولى ل (Bedside Index for Severity in Acute Pancreatitis) وتعني المؤشر السريري لخطورة التهاب البنكرياس الحاد؛ و هو أيضا الأحرف الأولى للمعايير الخمسة التي يتم بها تقييم حالة المريض (يعطى لكل منها درجة واحدة) مع ملاحظة أن المعيار الثالث هو معيار مركب من أربعة معايير فرعية (يلزم منها اثنين على الأقل لاحتساب درجته)، والمعايير الخمسة هي:

1- (B=Blood urea nitrogen) أي (نتروجيناليوريا بالدم): تعطى الدرجة اذا كان أكثر من 25 مجم/ديسيلتر.

2- (I=Impaired mental status) أي (ضعف الحالة العقلية): تعطى الدرجة اذا كان هناك تشوش بالذهن، خدر، نعاس، أو غيبوبة.

3- (S=Systemic Inflammatory Response Syndrome) أي (رد فعل أجهزة الجسم للالتهاب): تعطى الدرجة اذا كان هناك اثنين على الأقل من المعايير الفرعية الاتية:

  •   درجة حرارة الجسم أكثر من 38 (أو أقل من 36) درجة مئوية.
  •  معدل نبضات القلب أكثر من 90 بالدقيقة.
  •  معدل التنفس أكثر من 20 بالدقيقة.
  •  كريات الدم البيضاء أكثر من 12000 (أو أقل من 4000) /مليمتر مكعب.

4- (A=Age) أي (السن): تعطى الدرجة اذا كان أكثر من 60 سنة.

5- (P=Pleural effusion) أي (ارتشاح بلوري): تعطى الدرجة اذا كان موجودا؛ فاذا حصل المريض على صفر يعني هذا معدل وفاة لا يتجاوز 1%، و تزداد الخطورة بزيادة الدرجة حتى تصل نسبة الوفاة الى 22% في حال أحرز المريض الخمس درجات كاملة.

– السهولة الشديدة و قلة التكلفة اللتان تميز بهما (BISAP)، دفعتا الكثيرين الى التشكيك بكفاءته؛ ولكن الدراسات المقارنة أثبتت أن مصداقيته لا تقل عن (APACHE) مما جعل ذلك الأخير ينسحب من تقييم (التهاب البنكرياس الحاد)، و لكنه يظل –الى الان– النظام الأفضل لبقية حالات الرعاية المركزة.

التهاب البنكرياس المناعي

التهاب البنكرياس المناعي الذاتي، ويُطلق عليه (AIP) أيضًا، هو مرض مزمن ويُعتقد أن سببه الجهاز المناعي في الجسم الذي يهاجم البنكرياس ويستجيب للعلاج بالستيرويدات. تم التعرف على نوعين فرعيين من AIP، النوع 1 والنوع 2.

النوع 1 من AIP المسمى أيضًا بالتهاب البنكرياس المرتبط IgG4 وهو جزء من مرض يُسمى مرض IgG4 المرتبط (IgG4) الذي غالبًا يؤثر على أجهزه متعددة، بما في ذلك البنكرياس والقنوات الصفراوية في الكبد، والغدد اللعابية والكلى، والعقد الليمفاوية.

النوع 2 من التهاب البنكرياس AIP، ويُسمى أيضا بالتهاب القنوات الصفراوي مجهول السبب، ويبدو أنه يؤثر فقط على البنكرياس، رغم أن حوالي ثلث الأشخاص الذين يُصابون بالنوع 2 من التهاب البنكرياس المناعي يصابون بمرض الأمعاء الالتهابية.

التهاب البنكرياس المناعي الذاتي هو مرض نادر واكْتُشِف حديثًا ويمكن تشخيصه عن طريق الخطأ على أنه سرطان بالبنكرياس. تتشابه علامات وأعراض الحالتين، ولكن لهما علاجات مختلفة جدًّا، لذلك من المهم جدًّا التمييز بين الاثنين.

الأعراض

من الصعب تشخيص التهاب البنكرياس المناعي. فهو لا يتسبب عادةً في حدوث أي أعراض. وعندما يفعل، تتشابه أعراضه وعلاماته مع أعراض وعلامات سرطان البنكرياس.

يمكن أن تشمل أعراض سرطان البنكرياس ما يلي:

  • البول الداكن
  • البراز الباهت أو البراز الذي يطفو في المرحاض
  • اصفرار لون الجلد والعين (الصفراء)
  • وجود ألم في البطن العليا أو في وسط الظهر
  • الغثيان والقيء
  • ضعف أو الإرهاق الشديد
  • فقدان الشهية أو الشعور بالامتلاء
  • فقدان الوزن دون سبب معروف

أكثر علامات التهاب البنكرياس المناعي شيوعًا، والتي تظهر في حوالي 80% من الناس، هي الصفراء غير المؤلمة التي يسببها انسداد القنوات المرارية. وقد يسبِّب التهاب البنكرياس المناعي فقدان الوزن. يعاني العديد من المصابين بمرض التهاب البنكرياس المناعي من أورام في البنكرياس وأعضاء أخرى من الجسم، وقد يتم تشخيصها خطأ كأورام سرطانية.

من الفروق الأخرى بين التهاب البنكرياس المناعي من النوع الأول والنوع الثاني هي:

  • في النوع الأول من التهاب البنكرياس المناعي، قد يصيب المرض أعضاء أخرى إلى جانب البنكرياس. أما النوع الثاني من التهاب البنكرياس المناعي فيصيب البنكرياس فقط، رغم ارتباط المرض بمرض مناعي ذاتي أخر وهو مرض الأمعاء الالتهابي.
  • يستجيب النوع الأول من التهاب البنكرياس المناعي للعلاج بالستيرويدات بشكل سريع.
  • يميل النوع الأول من التهاب البنكرياس المناعي للانتكاس إذا أوقف العلاج.

متى تزور الطبيب

لا يتسبب بنكرياس الالتهاب المناعي عادةً في حدوث أي أعراض. راجع طبيبك على أي حال، إذا واجهت زيادة في الوزن غير مبررة، أو ألمًا في البطن، أو يرقانًا، أو علامات وأعراض أخرى تزعجك.

الأسباب

لا يعرف الأطباء ما الذي يسبب الإصابة بمرض المناعة الذاتي، ولكن كما هو الحال في أمراض المناعة الذاتية الأخرى، فإن الجهاز المناعي يهاجم الأنسجة السليمة للجسم.

عوامل الخطر

هناك نوعان من التهاب البنكرياس المناعي يحدثان بشكل متواتر مختلف في أجزاء مختلفة من العالم. في الولايات المتحدة الأمريكية، يُصاب ما يقرب من 80 بالمئة من الأشخاص بالتهاب البنكرياس المناعي من النوع 1.

غالبًا ما يكون الأشخاص المصابون بالتهاب البنكرياس المناعي من النوع 1:

  • من الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا
  • من الذكور

إن الأشخاص المصابين بالتهاب البنكرياس المناعي من النوع 2:

  • غالبًا من الذين تزيد أعمارهم عن 40 عامًا (أصغر بعِقد أو عِقدين من أولئك المصابين بالنوع 1)
  • من المحتمل أن يكونوا من الإناث مثل الذكور
  • من المرجح أن يكونوا مصابين بأمراض الأمعاء الالتهابية، مثل التهاب القولون التقرحي

المضاعفات

يمكن أن يسبب التهاب البنكرياس المناعي الذاتي مجموعة متنوعة من المضاعفات.

  • قصور البنكرياس. قد يؤثر التهاب البنكرياس المناعي الذاتي في قدرة البنكرياس على إنتاج إنزيمات كافية. قد تتضمن العلامات والأعراض الإسهال وخسارة الوزن وداء العظام الأيضي ونقص الفيتامينات أو المعادن.
  • داء السكري. نظرًا لأن البنكرياس هو العضو المسؤول عن إنتاج الأنسولين، فقد ينجم عن أي ضرر يلحق به الإصابة بداء السكري، وقد تحتاج إلى العلاج بالأدوية التي يتم تناولها عن طريق الفم أو الأنسولين.
  • تكلسات أو حصوات البنكرياس.

يمكن أيضًا أن تسبب علاجات التهاب البنكرياس المناعي الذاتي، مثل استخدم الستيرويدات طويل الأمد، مضاعفات. على الرغم من ذلك، يعيش الأشخاص الذين يتم علاجهم من التهاب البنكرياس المناعي الذاتي متوسط العمر المتوقع، حتى مع وجود هذه المضاعفات.

لا يوجد ارتباط وثيق بين التهاب البنكرياس المناعي الذاتي وسرطان البنكرياس.

التهاب البنكرياس وألم الظهر

يعتبر التهاب البنكرياس، أكثر أمراض البنكرياس انتشارا حتى يطلق عليه البعض مرض “الحياة الجيدة”، لأن أسبابه تكمن في الإفراط بتناول الطعام والمشروبات الكحولية.ويفيد البروفيسور أندريه كريغر من المركز الوطني للبحوث الطبية في مركز فيشنيفسكي للجراحة، بأن تفاقم التهاب البنكرياس يحصل عادة في أيام الأعياد حيث لا يتمكن حتى الذين يتبعون حمية غذائية معينة من كبح رغباتهم أمام وفرة الأطعمة وتنوعها، وفقا لما نشره روسيا اليوم نقلا ميديك فوروم.ويضيف التهاب البنكرياس نوعين – التهاب حاد ومزمن. ويمكن أن يتطور الأول إلى مزمن، بسبب تناول أطعمة دهنية وحادة ومشروبات كحولية. أما خطورة الالتهاب الحاد فتكمن في أنه يمكن أن يتطور إلى مرض نخر البنكرياس القاتل.

ويقول الخبير، “للأسف، لا يمكن تحديد جرعة المشروبات الضارة والمواد الغذائية. لذلك فإن شخص ما يمكنه تناول المشروبات الكحولية والأطعمة الدهنية مدى الحياة دون أن يصاب بالتهاب البنكرياس، في حين شخص آخر يكفي أن يشرب الكحول مرة واحدة أو يتناول أطعمة دهنية أو مصنعة ليصاب بالتهاب البنكرياس الحاد، وهنا يكمن لغز هذا المرض. كما أن هذا المرض يصيب حتى الأشخاص الذين لم يتناولوا المشروبات الكحولية في حياتهم. يمكن أن تكون حصى المرارة سببا في الإصابة بالمرض، وأيضا بعض أمراض المناعة الذاتية أو تناول بعض الأدوية”.ويضيف، “يشعر المصاب بالتهاب البنكرياس المزمن بالغثيان بعد تناول الطعام ويعاني من الإسهال والغازات ومشكلات في الشهية وفقدان الوزن، والأهم آلام في الجزء العلوي من البطن، التي تظهر بعد الإفراط في تناول طعام غير صحي. وبما أن البنكرياس يقع خلف المعدة بالقرب من العمود الفقري، يظهر الألم في الظهر. لذلك يمكن أن يعتقد أن الشخص يعاني من مرض عظمي غضروفي وليس التهاب البنكرياس”.ولتشخيص التهاب البنكرياس بسرعة يجب إجراء تحاليل معينة، ولكن الناس عادة تحاول تشخيص سبب الألم وعلاجه بأنفسهم، ما يؤدي إلى تحوله إلى مرض مزمن وفي بعض الأحيان يكون السرطان سبب الألم، وهذا يعني تطوره إلى مراحل متقدمة غير قابلة للعلاج.

علاج التهاب البنكرياس في الطب النبوى

ذيل الحصان Horsetail

يٌعتقد أن محتوى السيليكا الغنية في عشبة_ذيل_الحصان يساعد على شفاء وإعادة بناء الأنسجة التالفة الناجمة عن التهاب البنكرياس. وعلاوة على ذلك، تبين من دراسة لتحليل آثار مستخلص ذيل الحصان على الفئران المصابة بالسكري أنه بعد 5 أسابيع من العلاج، فإن الخلاصة العشبية أنتجت أنشطة كبيرة لمكافحة السكري وتجديد البنكرياس.

 أوريغانو Oregano

في الطب التقليدي، كان يُعتقد أن الأوريغانو علاج واعد للأكسدة المرتبطة باضطرابات مثل مرض السكري، بسبب مضادات الأكسدة الفينولية الطبيعية الغنية. وفي عام 2004، درس باحثون في جامعة ماساتشوستس الآليات المضادة لمرض السكري من مستخلص الأوريغانو، ووجدوا أنها مفيدة للبنكرياس. وتدعم هذه النتائج الاعتقاد بأن الأوريغانو يمكن أن يكون عاملاً محتملاً لمكافحة فرط سكر الدم لإدارة ارتفاع السكر في الدم ومضاعفات السكري على المدى الطويل.

الهندباء Dandelion

يعتقد أن الهندباء علاج فعال ضد خلايا سرطان البنكرياس. وفي عام 2012، اكتشف باحثون من كندا أن مستخلص جذور الهندباء يمكن أن يساعد في قتل الخلايا السرطانية دون التأثير على الخلايا السليمة.

عشبة الجنتيانا Gentian

أثبتت هذه العشبة نفسها باعتبارها واحدة من أفضل الأدوية في تعزيز صحة البنكرياس. إن جذور الجنتيانا  يمكن أن تحفز البنكرياس والمرارة والأغشية المخاطية للمعدة لزيادة إفراز انزيمات البنكرياس، والصفراء، وحمض المعدة وعصارة الجهاز الهضمي.

 أوراق الزيتون Olive Leaves

على مر الزمان، أصبح كثير من الناس أكثر وعيا بقيمة أوراق_الزيتون ومزاياها الصحية. وفي الواقع، فإن هذه الأوراق تحتوي على المكونات القوية التي تساعد على تحسين الدورة الدموية، وإزالة السموم من الدم، وخفض ضغط الدم. كما تساعد على المدى الطويل في تعزيز وظائف الغدة الدرقية والكبد والبنكرياس.

وتشير الأبحاث أيضاً إلى أن استخدام أوراق الزيتون مفيد للحد من خطر الإصابة بسرطان الثدي والبنكرياس.

 عرق السوس Licorice

يعتبر عرق_السوس علاج ممتاز للعديد من اضطرابات البنكرياس، وخاصة في الطب الصيني التقليدي. ووفقاً للأبحاث، يعزز عرق السوس مع خلاله المركبات المضادة للالتهابات التي تعمل على تقليل الألم والتورم المرتبطة بظروف البنكرياس، مثل التهاب البنكرياس.

 

السابق
تعرف على التهاب المرارة
التالي
بالون المعدة لعلاج السمنة و مضاعفاتها

اترك تعليقاً