صحة عامة

أدوية الاكتئاب

أدوية الاكتئاب

الاكتئاب

الاكتئاب أو الكآبة هو اعتلال نفسي يُعاني فيه الشخص من الحزن الشديد والمشاعر السلبية لمدة طويلة من الوقت، بالإضافة إلى الشعور بفقدان مشاعر الحماس والإيجابية تجاه بعض المواقف والأمور، ويُصاحبه فقدان الأمل وعدم وجود هدف مُحدد في الحياة. ويُصنّف الاكتئاب ضمن الاضطرابات النفسية التي تسبب خللًا في المزاج، وهو أكثر الأمراض النفسية شيوعًا.

وما يُميزهُ هو الانخفاض التدريجي أو الحاد والمُتسارع في المزاج، والنفور من بعض الأنشطة، ويسبب بعض التأثيرات السلبية في تفكير الشخص وسلوكياته ومشاعره، وفي هذا المقال حديث عن علاج الاكتئاب بالأدوية بمزيد من التفصيل، بالإضافة إلى ذكر معلومات عديدة عن الاكتئاب.

أدوية الاكتئاب

تُستخدم الأدوية والعلاج النفسي في السيطرة على الاكتئاب، ويصف الطبيب المختص الأدوية التي تخفّف أعراض الاكتئاب، لكنّ الأدوية تتلازم مع العلاج النفسي في أغلب الحالات، خاصةً في الحالات المتقدمة، وتوجد عدة أنواع للأدوية المضادة للاكتئاب، وفي ما يلي الأنواع الرئيسة لها:

  • مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، يُعدّ هذا النوع الأول الذي يبدأ به الأطباء، وهي أدوية آمنة، وتسبب ظهور أعراض جانبية طفيفة، وتتضمن هذه الأدوية الأنواع الآتية: سيتالوبرام، وإسيتالوبرام، وفلوكسيتين، وباروكسيتين، وسيرترالين.
  • مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورادرينالين؛ من أمثلة هذه الأدوية: دولوكستين، وفنلافاكسين.
  • مضادات الاكتئاب غير النمطية، هذا النوع من مضادات الاكتئاب لا يدخل في أيّ من التصنيفات المعتادة، ومن أمثلتها: بوبروبيون، وميرتازابين، ونيفازودون، وترازودون، والفورتايؤكسيتين.
  • مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، تُستخدم هذه الأدوية في الحالات الشديدة، والحالات التي لا تنجح فيها الأدوية الأخرى، إذ تُعدّ هذه الأدوية شديدة الفاعلية، لكنها تسبب ظهور أعراض جانبية أكثر حدة من الأدوية الأخرى. ومن أمثلتها: إيميبرامين، ونورتبرتالين أميتريبتيلين، ودوكسبين، وتريميبرامين.

العلاج النفسي للاكتئاب

يُعرَف هذا العلاج باسم علاج الكلام، وتوجد عدة أساليب مستخدمة لعلاج مرض الاكتئاب؛ مثل: العلاج السلوكي الإدراكي، والعلاج النفسي الشخصي، ويلجأ إليه الطبيب كخيار أولي في حال ظهر الاكتئاب بسيطًا، ويتضمن العلاج النفسي الحديث المباشر إلى المريض، أو عبر الهاتف، أو الحديث ضمن مجموعة، ويساعد العلاج النفسي المريض في:

  • التأقلم مع المشكلة والصعوبات التي يعاني منها.
  • التعرف إلى المعتقدات والتصرفات السلبية لدى المريض، واستبدال أخرى صحية وإيجابية بها.
  • التعرف إلى المشاكل التي تساهم في حدوث الاكتئاب، وتغيير التصرفات التي تزيده.
  • تطوير القدرة على التحمل، وتقبّل المشاكل بتصرفات صحية.

العلاجات البديلة للاكتئاب

بالإضافة إلى العلاجات السابق ذكرها، فإنّ الطبيب النفسيّ يُجري علاجات بديلة أخرى، ويُذكر منها الآتي:

  • العلاج الضوئي؛ هو تعريض المريض لجرعات معينة من الضوء الأبيض؛ بهدف تحسين المزاج، وتقليل أعراض الاكتئاب.
  • المكملات العشبية؛ مثل: عشبة سانت جون، وزيت السمك، ومكمل أوكسيتريبتان.
  • الفيتامينات؛ أظهرت بعض الدراسات أنّه توجد بعض الفيتامينات المهمّة في تخفيف أعراض الاكتئاب؛ مثل: فيتامين ب12، وفيتامين ب6، اللذان لهما أهمية في الحفاظ على صحة الدماغ، بالإضافة لفيتامين د الذي يُحصَل عليه عن طريق التعرض المباشر لأشعة الشمس.
  • ممارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة من 3 إلى 5 أيام يوميًا؛ إذ تزيد الرياضة من إنتاج الجسم للإندورفين، وهو الهرمون المسؤول عن تحسين المزاج.
  • تجنّب شرب الكحول والعقاقير غير المشروعة؛ فقد يظنّ بعضهم أنّها تحسن من شعورهم، لكنّ هذا التحسن سرعان ما يزول، ليزيد من الاكتئاب والقلق بعد انتهاء مفعولها.
  • تجنب الضغوطات؛ فقد تزيد المهمات اليومية والضغوطات المستمرة من الشعور بأعراض الاكتئاب.
  • اتباع نمط حياة صحي؛ إذ ينصح بأن يحرص كل شخص على صحتيه الجسمية والنفسية؛ عن طريق اتباع عادات صحية يومية من تناول غذاء صحي متوازن، والحصول على كفايته من النّوم، وتجنّب الأشخاص السلبيين في محيط الشخص، وممارسة بعض النشاطات التي تزيد من الشعور بالمتعة والسعادة.
  • استخدام الزيوت الأساسية؛ إذ تُستخدم الزيوت الأساسية في علاج عدّة حالات مرضية، وأثبتت بعض الدراسات أنّ هناك أثرًا فعالًا في تخفيف أعراض الاكتئاب؛ مثل: زيت الزنجبيل، وزيت البرغموت، وزيت البابونج، وغيرهم.
  • طرق أخرى؛ في حال لم تُجدِ النصائح السابقة نفعًا، ولا العلاجات الدوائية في علاج حالة الاكتئاب؛ فإنّ الطبيب يوصي بعلاجات أخرى؛ مثل: العلاج بالصدمات الكهربائية الحديث، أو التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة، لعلاج الاكتئاب وتحسين المزاج.

أعراض الاكتئاب

بالرغم من أنّ الاكتئاب قد يحدث مرة واحدة فقط خلال حياة الشخص، إلّا أنّ الأشخاص عادةً ما يعانون من نوبات متعددة، وخلال هذه النوبات يُصاب الأشخاص بالعديد من الأعراض معظم أوقات ليوم وفي كل يوم، وتتضمن هذه الأعراض ما يأتي:

  • الشعور بالحزن، والبكاء، والفراغ، أو اليأس.
  • نوبات الغضب، والتهيج أو الإحباط، حتى على المسائل الصغيرة.
  • فقدان الاهتمام أو المتعة في معظم الأنشطة الطبيعية أو جميعها، كالهوايات، أو الرياضة.
  • اضطرابات النوم، كالأرق، أو النوم أكثر من اللازم.
  • التعب وانخفاض الطاقة، وصعوبة في إنجاز حتى المهام الصغيرة.
  • فقدان الشهية، وخسارة الوزن، أو زيادة الرغبة في تناول الطعام، وزيادة الوزن.
  • القلق، والإثارة.
  • تدني مستوى التفكير، والتحدث، وحركات الجسم.
  • الشعور بفقدان القيمة، أو الشعور بالذنب، والتركيز على إخفاقات الماضي، أو إلقاء اللوم على النفس.
  • صعوبة في التركيز، واتخاذ القرارات، وتذكر الأشياء.
  • تكرر الأفكار المرتبطة بالموت، أو الأفكار الانتحارية، أو محاولات الانتحار، أو حتى الانتحار.
  • المعاناة من مشكلات جسدية غير مفسرة، مثل؛ آلام الظهر، أو الصداع.

وقد تتشابه علامات وأعراض الاكتئاب الشائعة لدى الأطفال والمراهقين بأعراض البالغين، ولكن قد يوجد بعض الاختلافات، وعند الأطفال الأصغر سنًا قد تتضمن أعراض الاكتئاب ما يأتي:

  • الحزن، والتهيج، والقلق، والآلام.
  • رفض الذهاب إلى المدرسة.
  • نقص الوزن.

بينما يمكن أن تتضمن الأعراض في سن المراهقة ما يأتي:

  • الحزن، والتهيج. الشعور السلبي، والغضب.
  • ضعف الأداء في المدرسة.
  • الشعور بإساءة الفهم، والحساسية المبالغ فيها.
  • تعاطي المخدرات أو الكحول.
  • الأكل أو النوم أكثر من اللازم.
  • إيذاء النفس، وفقدان الاهتمام في الأنشطة العادية.
  • تجنب التفاعل الاجتماعي.

ولا يُعد الاكتئاب جزءًا طبيعيًا من الشيخوخة عند كبار السن، وغالبًا لا يشخص الاكتئاب ولا يعالج عند كبار السن، ويمكن أن يشعروا بالتردد في طلب المساعدة، وقد تكون أعراض الاكتئاب مختلفة أو أقل وضوحًا عند البالغين الأكبر سناً، وأبرزها ما يأتي:

  • مشاكل الذاكرة، أو تغييرات الشخصية.
  • الآلام الجسدية.
  • التعب، وفقدان الشهية.
  • مشكلات النوم.
  • الرغبة في البقاء في المنزل بدلاً من الخروج للاختلاط في المجتمع، أو القيام بأشياء جديدة.
  • التفكير بالانتحار، خاصة في كبار السن من الرجال.

أسباب الإصابة بالاكتئاب

لا يُعرَف بالتحديد ما هو المسبب للاكتئاب، لكن كغيره من المشاكل النفسية، هناك مجموعة من العوامل التي تسهم في ظهور هذه الحالة، ويُذكَر منها الآتي:

  • الاختلافات البيولوجية؛ إذ تُلاحَظ بعض الاختلافات في أدمغة الأشخاص المصابين بالاكتئاب، ولا تُعرَف أهمية هذه التغييرات بالتحديد، لكنها قد تساهم في فهم الأسباب في المستقبل.
  • كيمياء الدماغ؛ يُعتقد أنّ النواقل العصبية الموجودة في الدماغ تلعب دورًا في الإصابة بالاكتئاب، وتشير نتائج بعض الدراسات إلى أنّ التغيرات في وظائف وتأثير هذه النواقل وكيفية تفاعلها مع الدارات العصبية في الدماغ جميعها عومال تلعب دورًا في الحفاظ على اتزان المزاج، وقد تلعب دورًا مهمًا في الاكتئاب وعلاجه.
  • الهرمونات؛ إذ تساهم الاضطرابات في الاتزان الهرموني في الجسم في حدوث أو تحفيز الاكتئاب، وتحدث مثل هذه التغيرات أثناء الحمل وخلال الأسابيع والأشهر اللاحقة للولادة، كما قد تحدث هذه التغيرات بسبب مشاكل الغدة الدرقية وتوقف الطمث.
  • العامل الوراثي؛ إذ ترتفع نسبة الإصابة بهذا المرض عند الأشخاص الذين لديهم أقارب مصابون بالاكتئاب، وما يزال الباحثون يحاولون تحديد الجينات المسؤولة عن المرض.

الفرق بين الاكتئاب والحزن

يمر الانسان أثناء حياته بالعديد من التجارب المؤلمة، لذلك فإنه من الطبيعي أنّ يشعر بالحزن بين الحين والآخر، ولكن استمرار هذه المشاعر لفترات طويلة قد تكون من علامات الاكتئاب، وهنا مجموعة من الاختلافات بين الشعور الطبيعي بالحزن والاكتئاب الذي يعدّ مرضًا:

  • تأتي المشاعر المؤلمة عند الحزن في دفعات، وعادة ما تختلط بذكريات ومشاعر إيجابية، ولكن في الاكتئاب الشديد، فإن المزاج لا يتحسن لمدة طويلة تتجاوز الأسبوعين.
  • لا تتأثر ثقة الإنسان بذاته أثناء الحزن، ولكن في حالة الاكتئاب، فإن الثقة تهتز، وقد يقلل الإنسان من قيمته.
  • يمكن أن تؤدي وفاة أحد أفراد الأسرة عند العديد من الأشخاص إلى الإصابة بالاكتئاب، كما يمكن أن يؤدي فقدان الوظيفة، أو الوقوع ضحية اعتداء جسدي، أو كارثة كبرى، إلى الاكتئاب لدى بعض الأشخاص، وعندما يحدث الحزن مع الاكتئاب في وقت واحد، يكون الحزن أكثر حدة، ويستمر لفترة أطول من الحزن دون الاكتئاب، وبالرغم من بعض التداخل بين الحزن والاكتئاب فهما مختلفان، ويمكن للتمييز بينهما أنّ يساعد الأشخاص في الحصول على المساعدة، أو الدعم، أو العلاج الذي يحتاجونه.

الوقاية من الاكتئاب

بالرغم من عدم وجود أي طريقة مؤكدة للوقاية من الإصابة بالاكتئاب، يمكن أن تساعد هذه الاستراتيجيات في الوقاية منه:

  • اتخاذ خطوات السيطرة على التوتر، لزيادة قدرة الشخص على الصمود، وتعزيز ثقته بنفسه.
  • التواصل مع العائلة والأصدقاء، وخاصةً في أوقات الأزمات، للمساعدة في التغلب على فترات النوبات القاسية.
  • الحصول على العلاج عند ظهور أول علامة على وجود مشكلة، للمساعدة في منع تفاقم الاكتئاب.
  • التفكير في الحصول على علاج طويل الأمد، للمساعدة في منع انتكاس الأعراض.
السابق
أضرار مضادات الاكتئاب
التالي
أسباب الاكتئاب

اترك تعليقاً