صحة عامة

مرض الهوس

مرض الهوس

مرض الهوس

يُعرَف مرض الهوس بوصفه شكلًا من أشكال اضطراب ثنائي القطب، وهو مرتبط بالدرجة الأولى باضطرابات المزاج، والجانب العاطفي للمريض الذي يمرّ بنوبات من السعادة العارمة والمزاج العالي تحت ما يسمّى الهوس، الذي يُصحَب بالهلوسات، والذهان، والأوهام، مع صعوبات النوم التي قد تمتد لأيّام، وتُلحَق نوبات الهوس في غالبها بنوبات اكتئاب تتمثّل بمرض اضطراب الشخصية الحديّة ثنائي القطب، أو الاكتئاب الهوسي. وتقترن نوبات الهوس بحالات هيبومانيا المزاجية، وهي خفيفة في شدّتها مقارنة بنوبات الهوس المصاحبة لاضطراب ثنائي القطب، إلّا أنّها ليست ضمن حالات المزاج الطبيعي، ويُعدّ نقص الحاجة إلى النوم أحد الصفات الأساسية لنوبات الهيبومانيا، كما يتّصف المصابون بالحالة بصفات أخرى؛ مثل: كثرة الكلام، وتعظيم الذات، وتشتت الذهن، والحيوية المبالغ فيها، والإفراط في العلاقات الجنسية غير الآمنة، بالإضافة إلى أعراض الاضطرابات الذهانية، وتستمرّ أعراض هذا النوع من الهوس لأسبوع واحد على أقل تقدير، إذ يضطر المصابون بها إلى دخول المستشفى. ويمرّ المصابون باضطراب ثنائي القطب بنوبات هوس تستمر لمدة معيّنة، وتُصحَب بأعراض محددة، إذ تعقبها نوبات من الاكتئاب المصحوب بأعراض أخرى، ويحدث أنْ تتكرر نوبات الهوس الاكتئابي أكثر من مرة خلال السنة الواحدة، وهناك أنواع عديدة من نوبات الهوس المرافقة لاضطراب ثنائي القطب، وهي على النحو الآتي:

  • نوبات هوس طويلة وحادّة تعقبها نوبات اكتئاب أقل حدّة، ويحدث ذلك في اضطرابات ثنائي القطب الأول.
  • نوبات هوس أقلّ حدّة وأقصر مدّة من نوبات الاكتئاب، ذلك في اضطرابات ثنائي القطب من النوع الثاني.
  • أعراض الهوس المتمثّلة بالأرق، والتي تعقبها نوبات أخرى من الاكتئاب متوسط الشدّة، إذ يمرّ الأطفال والمراهقون بهذه النوبات مرّة كل سنة أو سنتين على الأقل.
  • أعراض الهوس المصاحبة لاضطرابات متلازمة كوشينغ، والسكتات الدماغية، والتصلّب المتعدد، بالإضافة إلى الأعراض الناتجة من نشوء اضطرابات يسببها تناول العقاقير، وتعاطي الكحول.

أعراض مرض الهوس

تُقسّم أعراض المرض ثنائي القطب قسمين: أعراض اكتئاب، وأخرى هوس مرتبطة بالهايبومنيا، وتشمل أعراض النوبات الهوسية ما يأتي:

  • زيادة الاهتمام بمشاريع العمل.
  • فرط النشاط.
  • الابتهاج.
  • زيادة الرغبة الجنسية.
  • التهوّر والمغامرة.
  • البحث عن المتعة رغم خطورة السلوكيات.
  • زيادة الإنتاج، والإنجاز.

تظهر على المرضى مجموعة من العلامات الدالّة على الدخول بنوبات الاكتئاب، وهي وفق الآتي:

  • الشعور باليأس.
  • الحزن الشديد.
  • انخفاض الرغبة الجنسية.
  • فقدان الشعور بالمتعة.
  • مشكلات النوم.
  • فقدان الرغبة في الطعام، وخسارة الوزن.
  • تناول الطعام بشراهة، وزيادة الوزن.
  • التطيُّر والتشاؤم.
  • أفكار انتحارية.
  • آلام جسم مستمرة.
  • آلام في الرأس.
  • مشكلات في الجهاز الهضمي.
  • تدني احترام الذات، والشعور بالدونية.
  • الشعور بالذنب.
  • عدم القدرة على التركيز والتذكّر.
  • صعوبة اتخاذ القرارات.
  • التعب العام.

يحدث تداخل بين الشعور بالنشاط والحماس المرتبط بنوبات الهوس، وقدرة الأشخاص على ممارسة نشاطاتهم اليومية، ورغم ارتباط الهوس باضطراب ثنائي القطب، إلّا أنّها قد تكون حالة مصاحبة للاضطرابات المزاجية التي تشمل أمراض الفصام، والشعور بالهوس والهياج لا يعني الشعور بالسعادة الحقيقية.

الأوهام لدى المصابين بالهوس

يعاني المصابون بأعراض الهوس المصاحب لاضطراب ثنائي القطب من مجموعة أفكار Grandiose الموهمة، وهي مرتبطة بجنون العظمة، وتشمل ما يأتي:

  • إيمان المريض بأنّه على حق دائمًا.
  • اعتقاد المريض بأنّه ذكي للغاية.
  • رفض تطبيق القوانين العامة.
  • المفاخرة.
  • انتقاد ما يفعله الآخرون.
  • كثرة المباهاة والاعتزاز بالنفس.
  • عدم الاكتراث بمشاعر الآخرين.
  • الاستخفاف بالآخرين.
  • الأنانية في التعامل.
  • ردود أفعال غاضبة أثناء النقاش.

أسباب مرض الهوس

لم يُثبِت الخبراء وجود سبب محدد وواضح وراء الإصابة باضطراب ثنائي القطب، ورغم ذلك، ثمّة عوامل أخرى محفّزة للمرض، وهي على النحو الآتي:

  • العامل الوراثي، يشيع انتشار هذا المرض بين الأفراد المحاطين بالوالدين أو الأخوة المصابين، ويبحث الخبراء احتمالية وجود عوامل جينية وراثية مسببة للاضطراب.
  • عوامل بيولوجية تشمل تغيّرات في كيمياء المخ.
  • عوامل بيئية تشمل الإجهاد، وتجارب الحياة المؤلمة.
  • الإدمان على الكحول والمخدرات.

علاج مرض الهوس

يصف الأطباء أدوية تحسين المزاج لعلاج حالات الهوس المرضية، ويستخدم الطب العلاج بمضادات الاكتئاب، وقد يضطر الأطباء لتخفيف جرعة العقار أو زيادتها تبعًا لشدة الحالة، إذ قد يحتاج المريض إلى المبيت في المستشفى، وتعطى هذه الأدوية طول العمر. ويُعدّ الليثيوم أحد أفضل الأدوية المستخدمة في علاج الهوس، ويتمثّل تأثيره بضبط انفعالات المريض وعواطفه، فهو يركز على علاج الخلل في منطقتَي الحبل الشوكي والدماغ، وتظهر تأثيراته الإيجابية في تقليل حالات الانتحار، وتحسين سلوك المصابين، وتخفيف حدّة الهوس لديهم. ويحتاج الأشخاص الذين يُعالَجون بالليثيوم إلى أخذ فحوصات الدم لتأكيد تأثيرات الدواء الجانبية في الكلى والغدة الدرقية، ويجب على المريض تناول الملح، واستهلاك 12 كوبًا من الماء خلال مدة العلاج بالليثيوم؛ حفاظًا على مستوى الليثيوم في الجسم، والدواء قد يحتاج إلى أسابيع قبل سريان مفعوله في الدم، وهو يترك آثاره الجانبية على 75% من الأشخاص الذين يتعاطوه، ومن أمثلة التأثيرات التي تخف تدريجيًّا بعد اعتياد الجسم على الدواء ما يأتي:

  • ارتجاف اليد.
  • الشعور بالنعاس.
  • سقوط الشعر.
  • زيادة الوزن.
  • ظهور بثور الشباب.
  • زيادة التبوّل على المعدل الطبيعي.
  • زيادة الشعور بالعطش.
  • تراجع الذاكرة.
  • عدم التركيز.
  • صعوبة الاستيعاب العقلي.

تُستعمَل المهدّئات في علاج اضطرابات الهوس، والأرق، والهلع، والقلق، فهي تقلل نشاط الدماغ، وتهدّئ الأعصاب، كما أنّها تخفف من نوبات العصبية، وتعيد دورة النوم لطبيعتها، وقد يلجأ الأطباء إلى العلاح بالصعقات الكهربائية في حالات المرض الشديد التي تترافق غالبًا مع أعراض الهوس والذهان، ويحاول المصابون بها التخلّص من حياتهم، ومن هذا المنحى، فإنّ 75% من الأشخاص يتلقون علاجًا بالكهرباء. ويستدعي علاج مرض الهوس وجود حالة من التكامل بين العلاج الدوائي، والعلاج النفسي، الذي يُعدّ تكميليًّا ونافعًا في حال اقترن بتناول الأدوية، ويلجأ الأطباء النفسيون عادةً إلى استكمال البرامج العلاجية من خلال وضع الأنظمة الحياتية الصحية، التي تساعد المريض في إدارة حياته، واتّباع نمط حياتي منظّم، وغالبًا ما تأتي هذه الخطوة في المرحلة اللاحقة للجلسات، وهي نافعة في منع الانتكاسات المرضية.

السابق
كيف اعالج نفسي من الوسواس
التالي
ما هو علاج الضغط النفسي

اترك تعليقاً