صحة عامة

مرض الخوف النفسي

مرض الخوف النفسي

مرض الخوف النفسي

يشعر الجميع بالخوف والقلق في مواقف معينة في الحياة؛ كالخوف من بداية وظيفة جديدة، أو الخوف من مواجهة بعض أنواع الحيوانات، أو الخوف من الأصوات العالية المُفاجئة، وجميع هذه المخاوف تُمثّل استجابة طبيعيّة للظروف المُحيطة، وفي الحقيقة فهي من الأمور المحمودة؛ لتجهيزنا لنكون أكثر حذرًا، وتُجنّبنا الوقوع في العديد من المُشكلات، فمتى يُصبح الخوف مُشكلة أو مرضًا نفسيًا؟ في بعض الأحيان يخرج الخوف الطبيعيّ عن حدوده ليُصبح أقرب للهلع والقلق المُفرطين لدى بعض الأفراد، إذ يشعرون بالخوف الشديد من دون وجود مُبرّر لهذا الانفعال الكبير تجاه مواقف قد لا تكون مُفزعة بتلك الدرجة، حتّى أنّ مُجرّد تخيّل مواجهتهم لتلك المخاوف يبعث في أنفسهم الريبة والشعور بالخطر، وهو ما يؤثّر على سير حياتهم وأعمالهم ويُعيق مُمارستها، وهذا ما يُسمّى الخوف النفسيّ أو الرّهاب (Phobias)، فكيف يُمكن التعامل معه؟ وهل توجد أشكالٌ وأنواع مُختلفة منه؟

أنواع مرض الخوف النفسي

قسّمت الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيّين (APA) الخوف النفسيّ لعدّة أقسام، تبعًا للظروف أو العوامل أو الأشياء المُرتبطة بهذا المرض لدى المُصابين فيه، وتضمّنت كُلًا ممّا يأتي:

  • الخوف النفسيّ المحدد: إذ يرتبط هذا النوم بأمور أو أنشطة مُعيّنة يربطها المُصاب بالخطر والأذى، وهو أكثر شيوعًا لدى الإناث مُقارنًة بالرجال، وفي الواقع يكون المُصابون على دراية بفرط خوفه غير المُبرّر من تلك الأمور، إلا أنّهم لا يُسيطرون على ردود فعلهم عند تخيّلهم أو مواجهتهم، ويُذكر من أشهر أنواعه:
    • الخوف من المناطق المُرتفعة (Acrophobia).
    • الخوف من الأماكن المُغلقة (Claustrophobia).
    • الخوف من الأفاعي (Ophidiophobia).
    • الخوف من البرق والرعد (Astraphobia).
    • الخوف من الثقوب، الذي يُعرَف أيضًا برُهاب النخاريب (Trypophobia).
    • الخوف من التقيّؤ (Emetophobia).
    • الخوف من التحدّث أمام الجمهور (Glossophobia).
    • الخوف من الطيران (Aerophobia).
    • الخوف من المجهول؛ كالخوف من الغُرباء من الناس (Xenophobia).
  • الخوف النفسيّ الاجتماعي: وهو ما يُعرف أيضًا باضطراب القلق الاجتماعي، وتُمثّل الخوف من كون الفرد أقلّ من التوقّعات، أو خوفه من التعرّض للإحراج والإهانة، وقد ترتبط هذه المشكلة بانخفاض تقدير الذات وتدنّي الثقة بالنفس، وينتج عنها تجنّب الذهاب للمدرسة في بعض الأحيان، أو تجنّب تكوين الصداقات والانخراط في الوظائف، حتّى أنّ البعض قد يُعانون من خوف التواجد في الاماكن العامّة، أو تناول الطعام والشراب أمام الآخرين.
  • خوف الخلاء: أو رُهاب الساح (Agoraphobia)، وهو الشعور بعدم الارتياح والقلق المُفرط عند التواجد في الأماكن التي يصعب الهروب منها، أو التي لا تتوافر فيها المساعدة بسهولة؛ مثل الخوف من وسائل النقل، أو المساحات الصغيرة، أو التواجد في المصعد مع أشخاص آخرين، وفي بعض الحالات الشديدة قد يخرج خوف الخلاء عن السيطرة لدرجة تمنع المُصاب من الخروج من منزله.

أعراض مرض الخوف النفسي

يظهر على المُصابين بالخوف النفسيّ مجموعة من الأعراض الجسديّة والنفسيّة، التي قد يُلاحظ ظهورها عليهم حتّى بمُجرّد التفكير أو الحديث عن العوامل أو الظروف التي تُسبّب لهم الرهاب والقلق الشديدين، ويُذكر من أبرز هذه الأعراض ما يأتي:

  • عدم القُدرة على التركيز أو العمل كما يجب عند مواجهة المخاوف أو التفكير بها.
  • الشعور بقلق غير مسيطر عليه عند تعرّض المُصاب لمصدر مخاوفه.
  • الشعور بضرورة تجنّب مصدر الخوف بأي طريقة مُمكنة.
  • اعتراف المُصاب بأن هذا الخوف الذي يُعاني منه غير منطقيّ ومُفرِط للغاية؛ إلا أنّه ليس بإمكانه السيطرة على نفسه.
  • التعرّق الشديد واضطراب التنفس.
  • القشعريرة.
  • الصداع.
  • الشعور بالارتباك وعدم التركيز.
  • الشعور بعدم الراحة في المعدة من شدّة التوتر.
  • الشعور بالوخز والتنميل في الجسم.
  • تسارع في نبضات القلب.
  • رجفة اليدين أو الجسم.
  • الشعور بألم وضيق في الصدر.
  • جفاف في الفم.
  • الشعور بالغثيان والدوخة.
  • في حال كان الخوف النفسيّ لدى الأطفال وصغار السّن؛ يُلاحظ عليهم البكاء الشديد، أو مُحاولة الهرب والاختباء، أو تعبيرهم عن الغضب العارم والصراخ عند مواجهتهم لمصادر الخوف لديهم.

علاج مرض الخوف النفسي

أمّا بالنسبة للخيارات العلاجيّة المُتاحة للتعامل مع مرض الخوف النفسيّ فهي تختلف من حالة لأُخرى، فبعض المُصابين الذين يُعانون من درجة بسيطة من هذا المرض يكتفون لتجنّب مصادر خوفهم للبقاء تحت السيطرة وتجنّب المشاكل المٌختلفة، أما من يصعب عليهم تجنّب هذه المصادر، أو من يُلاحظون تسبّب الخوف النفسيّ لديهم بإعاقة سير حياتهم وأعمالهم؛ فيجب عليهم طلب المُساعدة من الطبيب أو المُعالِج النفسيّ؛ لطرح العلاجات المُناسبة لهم، سواء أكان تتضمّن العقاقير والأدوية، أم جلسات العلاج النفسيّ، أم كلاهما، ولُحسن الحظّ فإنّ الخوف النفسيّ من الأمراض التي تستجيب للعلاجات ويُمكن التخلّص منها. ويُذكر من أبرز هذه العلاجات ما يأتي:

  • العقاقير والأدوية، والتي تتضمّن واحدًا أو أكثر ممّا يأتي:
    • حاصرات البيتا، التي تُساعد في تخفيف الأعراض الجسدية المُصاحبة للخوف النفسيّ.
    • الأدوية المُضادة للاكتئاب، مثل مُثبّطات استرداد السيروتونين (SSRIs)، التي تُساعد في السيطرة على الانفعالات والآثار النفسيّة للخوف النفسيّ، وفي حال لم يستجب المُصاب لهذا النوع يستخدم الطبيب أنواع مُضادات الاكتئاب الأخرى؛ مثل مُضادات الاكتئاب ثُلاثيّة الحلقات، أو مُثبّطات أُكسيداز أُحادي الأمين (MAOIs).
    • المهدئات، التي تُصرف في حالات قليلة؛ للمُساعدة في الحد من أعراض القلق والخوف.
  • العلاج السلوكي المعرفي، وهو من الخيارات العلاجيّة الأكثر شيوعًا وفعاليّة في علاج الخوف النفسيّ، ويقتضي بتحديد الظروف والمُحفّزات والأفكار التي يربطها المُصاب بخوفه وهلعه، ومُساعدته على التفاعل والتعامل معها بطريقة مُختلفة، بالإضافة لمُساعدته على مواجهة مواخفه في ظروف مُحدّدة وبتواجد الطبيب، حتّى التغلّب عليها أو التقليل من تأثيرها عليه.

نصائح لتخفيف أعراض مرض الخوف النفسي

بالتزامن مع الخيارات العلاجيّة المذكورة مُسبقًا؛ يُمكن القيام ببعض التعليمات والخطوات البسيطة التي تُساعد المُصابين بمرض الخوف النفسيّ على تخطيه والتخفيف من أعراضه، ويتضمّن ذلك كُلًا ممّا يأتي:

  • إجراء بعض التغييرات على نمط الحياة المُتّبع، وذلك بمُمارسة التمارين الرياضيّة بانتظام، والنوم لعدد ساعات كافٍ خلال الليل، بالإضافة إلى تقليل المشروبات التي تحتوي على الكافيين، وتناول الأطعمة الصحيّة.
  • اتّباع تقنيات الاسترخاء؛ بمُمارسة بعض التمارين الرياضيّة والتمارين التي تُساعد على تنظيم التنفّس.
  • مُمارسة التأمّل أو اليوغا؛ للمُساعدة على التقليل من التوتّر ومشاعر القلق والخوف.
السابق
ما هو علاج الضغط النفسي
التالي
اضطراب الشخصية

اترك تعليقاً