أمراض القلب والشرايين

ما بعد الجلطة القلبية

ما بعد الجلطة القلبية

تحدث الجلطة القلبية حينما يُسد أحد الشرايين التاجية في القلب بخثرة أو جلطة فلا تسمح للدم بالمرور عبره، وهذا يؤدي إلى تلف جزء من عضلة القلب كان يُغذى بهذا الشريان. ويعتمد حجم الجلطة القلبية على مكان حدوث الانسداد في الشريان، فإذا كان الانسداد قرب نهاية الشريان، أو في أحد الشرايين الصغيرة، كانت الإصابة القلبية طفيفة، أما إذا كان حدوث الانسداد قريباً من منشأ الشريان التاجي فقد يكون التلف الناجم عن هذا الانسداد خطيراً.

التشخيص

يشكو المريض المصاب بجلطة القلب من ألم شديد جداً في منتصف الصدر، وينتشر هذا الألم عادة إلى الذراع اليسرى، وقد ينتشر إلى الفك أو الظهر، وقد يترافق بغثيان أو ضيق نفس أو إغماء، كما أن المريض يبدو غالباً شاحباً ومتعرقاً. ويحتاج تشخيص هذه الحالة إلى توثيق بواسطة تخطيط القلب الكهربائي، وإجراء معايرة أنزيمات القلب في الدم.

العناية المركزة

يجب التأكيد على ضرورة نقل المريض المشتبه بإصابته بجلطة في القلب إلى المستشفى، ومن ثم إلى العناية القلبية المركزة بأسرع وقت ممكن. فكل دقيقة لها حسابها عند مريض الجلطة القلبية. وخطورة جلطة القلب تكون على أشدها في الساعات الأولى من بدء الألم الصدري، كما أن وصول المريض إلى المستشفى بسرعة، يزيد من فرص فعالية الدواء الحديث المذيب لجلطة القلب مثل الستريبتو كاينيز وأمثاله. ومن المعروف أن الفائدة المرجوة من استعمال هذا الدواء تكون على أشدها في الساعات الأولى من بداية ألم الجلطة القلبية.

وتشمل الأدوية التي قد تستخدم في علاج مريض الجلطة القلبية: المسكنات القوية كالمورفين، وحاصرات بيتا، والأسبرين، ومركبات النيترات، والهيبارين (دواء مسيل للدم). وإذا أصيب المريض بفشل القلب فقد يعطى المدرات البولية والديجوكسين أو مضادات آيس. ويتمكن معظم المرضى من الجلوس على كرسي بجوار السرير في اليوم الثاني أو الثالث وقد ينتقل المريض من العناية المركزة إلى جناح المرضى في اليوم الثالث أو الرابع إذا لم تكن هناك أية اختلاطات أو مضاعفات.

بعد العناية المركزة

يحتاج مريض الجلطة القلبية إلى المكوث في جناح عادي في المستشفى في اليوم الثامن أو التاسع لبضعة أيام أخرى، يتمكن خلالها من استرداد قوته البدنية تدريجياً، ويستطيع المريض في اليوم الخامس عادة (إذا لم تحدث أية اختلاطات) التحرك بحرية في الجناح.

وقد يجري اختبار محدود للجهد قبل خروج المريض من المستشفى في اليوم الثامن أو التاسع، فإذا لم يستطع المريض إكمال هذا الاختبار، أو حدث ألم في الصدر، وجب التفكير بإجراء فحوص أخرى قد تشمل القسطرة القلبية لمعرفة وضع الشرايين التاجية. أما إذا أجرى المريض الاختبار بنجاح عظيم، فإن التوقعات المستقبلية للحالة تكون جيدة جداً.

الخروج من المستشفى

يخرج مريض الجلطة القلبية من المستشفى عادة مابين اليوم السابع والعاشر (إذا لم تترافق جلطة القلب بأية مضاعفات)، وقد يمكث فترة أطول من ذلك عند حدوث مضاعفات. ويعطى المريض عند خروجه من المستشفى دواءين أو أكثر. وقد أصبح استعمال حبوب الأسبرين، وحاصرات بيتا (كالاندرال أو التنورمين) ومضادات آيس (كالكابتوبريل) أمراً روتينياً عند مرضى الجلطة (مالم تكن هناك محاذير تمنع استعمالها). وقد يحتاج المريض إلى أدوية أخرى في بعض الحالات. وينبغي إعطاء المريض نصائح محددة بشأن زيادة نشاطه البدني وحركته تدريجياً، وضرورة التوقف عن التدخين واختيار الغذاء السليم.

ماذا بعد جلطة القلب

هناك عدة إجراءات ينبغي أن يتخذها مريض الجلطة القلبية، فالإقلاع عن التدخين أمر حتمي، والتدرج في العودة إلى الحياة الطبيعية أمر أساسي، وضرورة تناول غذاء صحي أمر حكيم. ولحسن الحظ، فإن معظم المرضى يتماثلون للشفاء بصورة جيدة. وفيما يلي الإرشادات العامة التي يجب أن يحرص عليها المريض:

1- الرياضة البدنية

من الواجب على الطبيب أن يعطي مريض الجلطة القلبية نصائح محددة فيما يتعلق بكمية النشاط البدني الذي يمكن للمريض أن يمارسه ومتى يفعل ذلك وطريقة التكييف مع الحالة الصحية ونمط الحياة والتغيرات الجديدة. وبشكل عام، يستطيع المريض السير بحرية في جناح المرضى قبل خروجه من المستشفى، وينصح المريض بألا يزيد نشاطه في اليومين الأولين لخروجه من البيت على ماكان عليه في المستشفى.

وينبغي التدرج في زيادة حركة المريض. وأنا أضرب مثلاً للمرضى فأقول لهم: إذا بدأتم السير مسافة 100 متر بعد الخروج من المستشفى، فينبغي ألا يزداد ذلك في اليوم التالي إلى 2 كم، بل يزداد مثلاً إلى 150 متراً، وفي اليوم الذي يليه 200 متر وهكذا وما أن تمضي 4 أسابيع على خروج المريض من المستشفى، حتى يستطيع عادة أن يمشي 2-1 كم (شريطة ألا يصاحب ذلك ألم في الصدر أو ضيق في التنفس).

ويجب على المريض أن يضع علبة حبوب النيتروغليسرين (تلك التي توضع تحت اللسان) في جيبه أينما كان، كما ينبغي التريث في العودة إلى النشاط البدني الطبيعي إذا ترافق مع ذلك آلام في الصدر أو ضيق في التنفس. ويحظر على مريض الجلطة القلبية العودة إلى ممارسة أنواع الرياضة العنيفة كالسكواش والتنس الأرضي وحمل الأثقال وماشابهها، أما الرياضات المناسبة كالسباحة وركوب الدراجة والمشي فهي من الأنواع المستحبة. ومرة أخرى يجب التأكيد على ضرورة التدرج في أي نشاط بدني.

2- النشاط الجنسي

تعد هذه المسألة إحدى المسائل التي تشغل بال العديد من مرضى الجلطة القلبية. وفي الواقع يمكن العودة إلى ممارسة المعاشرة الجنسية بعد 6-4 أسابيع من حدوث الجلطة، شريطة أن يكون المريض قد تماثل للشفاء بشكل طبيعي ولا يشكي من آلام بالصدر أو ضيق بالتنفس.

وقد يشكو بعض الرجال من العنة (العجز الجنسي)، وسبب ذلك في أغلب الحالات هو القلق أو الهمود النفسي، ولكن ذلك يزول بسرعة عند طمأنة المريض، وقد يكون سبب العنة استعمال الأدوية كحاصرات بيتا (مثل الأندرال أو التنورمين وغيرهما) أو المدرات البولية. ويجب ألا يتردد المريض في ذكر تلك المشكلة للطبيب، فهو قادر على مساعدته في معظم الحالات.

3- التدخين

يجب الإقلاع عن التدخين نهائياً، ويشمل ذلك تدخين الشيشة والسيجار والبايب. وقد أكدت الدراسات العلمية أن أفضل إجراء يمكن لمريض جلطة القلب أن يتخذه ليحمي قلبه في المستقبل هو التوقف عن التدخين.

4- الغذاء

خصائص العلاج الغذائي

تقديم أغذية طرية سهلة المضغ والبلع والهضم ناضجة، خالية من البهارات والتوابل الحارة.

1- تجنب الدهون وتناول الغذاء منخفض الكوليسترول.

2- تجنب الأكل المقلي.

3- تقديم الفواكه والخضروات الغضة تامة النضج.

4- يمنع تناول الأطعمة والمشروبات الغنية بالكافين والتيوفلين مثل الكاكاو ومنتجاته، القهوة والشاي ومشروبات الكولا.

5- تجنب الأطعمة القاسية والمنتجة للغازات.

يعطى المريض عند حدوث مضاعفات لاحتشاء القلب مع العلاج الدوائي نظام غذائي محدود من الصوديوم ولقد انخفضت نسبة الوفيات بين المصابين بالاحتشاء القلبي في الدول الغربية التي أعطت التوعية الغذائية والمعالجة الغذائية أهمية إلى نسب متدنية بينما اتجهت نسبة الوفيات للأعلى في الدول التي أهملت الجانب الوقائي وركزت على الجانب العلاجي فقط.

تخفيف الوزن

هذا وبعد تخطي المريض المرحلة الصحية الحرجة يجب التخطيط لتخفيف الوزن الزائد واتباع نظام غذائي حكيم. وإليك الوصايا العشر للمصابين بارتفاع دهون الدم والكوليسترول:

1- الابتعاد عن السمن الحيواني والبلدي والزبدة والكريمة والقشدة، ويسمح باستعمال السمن المصنوع من زيت الذرة والمازولا في الطبخ.

2- يفضل استخدام زيت الزيتون أو زيت الذرة أو زيت دوار الشمس في طهي الطعام أو مضافاً للسلطات.

3- أفضل أنواع اللحوم السمك والدجاج بدون جلد، وينصح بالإقلال من اللحوم بشكل عام وتجنب الدهون في اللحوم، ويفضل أكل اللحم مشوياً أو مسلوقاً (وليس مقلياً)، وينصح بتجنب الأطعمة المقلية بشكل عام.

4- الابتعاد عن صفار البيض والجمبري والاستاكوزة والمخ والكبد والكلاوي، ويسمح ببيضة واحدة أو بيضتين في الأسبوع، أما بياض البيض فمسموح به.

5- ينصح بالاعتدال في تناول الحليب أو اللبن قليل الدسم والجبن قليل الدسم. أما الحليب المقشور المنزوع الدسم والجبن منزوع الدسم، فيمكن تناولهما دون قيود.

6- ينصح بتجنب الحلويات العربية والكنافة والبقلاوة والكاتو (الكيك) والتورتات والحلويات الإفرنجية والشوكولاتة والآيس كريم والكريمات.

7- ينصح بالقليل من المكسرات مثل الفول السوداني والفستق والبندق لأنها تحتوي على زيوت غير ضارة، ولكنها غنية جداً بالسعرات الحرارية.

8- ينصح بتناول الخبز الأسمر (ولو كان رقيقاً)، والإكثار من الخضار والفواكه والاعتماد على النشويات مثل البطاطس والقمح (الجريش والفريك) والمعكرونة بدلاً من الاعتماد على الدهون.

9- ينصح بممارسة رياضة المشي السريع لمدة 30-20 دقيقة يومياً أو 4-3 مرات أسبوعياً على الأقل، وذلك بعد استشارة طبيب القلب.

10- ينصح بتخفيف الوزن والوصول إلى الوزن المثالي قدر الإمكان.

5ـ الضغوط النفسية

من المهم جداً أن يقدر الطبيب والأهل والأصدقاء وضع المريض النفسي بعد إصابته بجلطة القلب، وطمأنة المريض بأنه سيعود بإذن الله إلى وضعه الطبيعي، وهذا أمر أساسي، وينصح المريض بتجنب الضغوط النفسية التي كان يتعرض لها من قبل قدر المستطاع.

6ـ العودة إلى العمل

يستطيع معظم المرضى الذين أصيبوا بجلطة في القلب العودة إلى عمل خفيف بعد حوالي شهرين من الإصابة، أما الأعمال التي تتطلب جهداً أكثر فيمكن العودة إليها بعد نحو ثلاثة أشهر بشرط ألا يعاني من آلام بالصدر أو ضيق بالتنفس. ولكن العودة إلى الأعمال المجهدة غير ممكنة في معظم الحالات.

7ـ قيادة السيارات

يحظر على مريض الجلطة القلبية قيادة السيارة في الشهر الأول بعد الإصابة، ويمكن للمريض الذي لا يشكو من أية أعراض أن يعود إلى قيادة السيارة بعد ذلك. وينبغي على الذي يشكو من ألم في الصدر أثناء القيادة تجنب قيادة السيارات، ويحذر مرضى الجلطة القلبية من قيادة السيارات العمومية التي تحمل الركاب أو الباصات أو سيارات الشحن.

8ـ الطيران

ينبغي على مرضى الجلطة القلبية تجنب السفر بالطائرة في الأسابيع الثلاثة أو الأربعة الأول على الأقل، ومن الحكمة تأخير السفر لفترة أطول من ذلك. وينبغي استشارة الطبيب قبل السفر، وإخبار شركة الطيران بوضع المريض، حتى تتمكن من تسهيل إجراءات السفر ونقل المريض إلى المطار.

9 – التأكد

وأخيراً، يجب التأكيد على أن هذه الإرشادات إنما هي إرشادات عامة، وقد تختلف باختلاف حالة المريض، لذا يجب مراجعة الطبيب في كل الأحوال والالتزام بنصائحه وتعليماته.

هل جلطة القلب خطيرة

قد يسبب تمزقاً في عضلة القلب، حيث يمكن أن يكون تمزقاً جزئياً بسبب ضعف عضلة القلب أثناء النوبة القلبية، مما يسبب حدوث ثقبٍ في القلب الذي يمكن أن يؤدي إلى الموت المفاجئ، كما يلحق ضرراً بصمامات القلب

أعراض الجلطة القلبية

تعرف على أهم أعراض الجلطة التي من الممكن أن تظهر على البالغين:

1- شعور بعدم الراحة في منطقة الصدر
وهو من أهم أعراض الجلطة وأكثرها شيوعًا، ففي حال وجود انسداد في أحد الاوعية الدموية التي تغذي عضلة القلب، شوف تشعر بضيق وضغط وشعور بعدم الراحة في الصدر.
عادة ما يستمر هذا الشعور لأكثر من عدة دقائق، وقد يحدث في حالة الإسترخاء أو عند قيامك بنشاط بدني.

2- غثيان أو عسر الهضم أو حرقة وألم في المعدة
بعض الأشخاص قد يعانون من هذه الأعراض عند الإصابة بالجلطة أو النوبة القلبية، وقد تتفاقم حتى القيء أحيانًا.

بشكل عام تصيب هذه الأعراض النساء أكثر مقارنة بالرجال في حال الإصابة بالنوبة القلبية.

بالطبع فإن هذه الاعراض قد لا تشير للإصابة بالجلطة، لكن إن كنت من فئة الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، أعلم طبيبك في حال ظهورها وترافقها مع أعراض أخرى.

3- ألم يمتد للذراع
وهي من أعراض الجلطة المعروفة، حيث يمتد الألم إلى المنطقة اليسرى من الجسم وصولًا إلى الذراع.

عادة ما يبدأ هذا الأم من منقطة الصدر ويمتد إلى الذراع، ولكن قد لا يبدأ من الصدر أيضًا وينحصر في منطقة الذراع.

4- الشعور بالدوخة والدوار
هناك العديد من الأسباب الكامنة وراء شعورك بالدوخة والدوار وحتى الإغماء، لكن إن شعرت بشكل مفاجئ بهذه الأعراض دون سبب فذلك نذير خطر.

جدير بالذكر أن هذه الأعراض قد تكون مشيرة للنوبة القلبية بالأخص في حال ترافقها مع شعور بعدم الراحة في الصدر وضيق في التنفس.

السبب وراء ذلك قد يعود إلى انخفاض ضغط الدم الناتج عن عدم عمل عضلة القلب بالشكل المطلوب.

5- ألم في الفك والحنجرة
لا يقصد عنا ألم الفك أو الحنجرة العادي، بل ذاك الذي يترافق مع ألم في الصدر يمتد إلى منطقة الفم والرأس.

في هذه الحالة عليك طلب المساعدة الطبية الطارئة على الفور.

6- الشعور بالتعب بسهولة
إن لاحظت أنك تشعر بالتعب بسهولة، وخاصة في حال القيام بنشاطات روتينية لم تكن تسبب لك التعب، مثل صعود الدرج، راجع طبيبك على الفور.

في كثير من الأحيان يكون هذا عرض للإصابة بأمراض القلب، وبالأخص لدى النساء.

7- أعراض الجلطة الأخرى
من الممكن أن تظهر الأعراض التالية أيضًا على المصاب:

الشخير: وبالأخص عالي الصوت والذي ينقطع خاله التنفس.
التعرق: دون وجود سبب واضح لذلك.
سعال لا يزول: وفي حال ترافقه مع بلغم أبيض أو وردي اللون.
تورم الأطراف: فهذا يشير إلى عدم ضخ القلب لكمية كافية من الدم.
عدم انتظام نبضات القلب: دون وجود سبب واضح وحدوثه أكثر من مرة.

جلطة القلب والغيبوبة

توقف القلب المفاجئ هو حالة قلبية خطيرة يحدث فيها عدم قدرة القلب على إحداث النبضات الفعالة، وتُدعى هذه الحالة أيضًا بموت القلب المفاجئ، وبشكل عام فإنّه تتم السيطرة على ضربات القلب بالإشارات الكهربائية، ولهذه الإشارات نمط خاص وترتيب معين، فعند حدوث عدم انتظام في هذه الإشارات يحصل اضطراب في النظم القلبي وفي ضربة القلب ككل، وهذا ما يُدعى باللانظمية، وبعض اللانظميات بطيء وبعضها سريع، بينما يحدث توقف القلب عندما يتوقف النظم بالكامل، وتختلط هذه الحالة مع العديد من المضاعفات الخطيرة، كحالة توقف القلب والغيبوبة وتوقف القلب والوفاة، وهي حالة ليست بالنادرة

أسباب توقف القلب المفاجئ

يعود السبب الرئيس والأكثر شيوعًا لتوقف القلب المفاجئ إلى اللانظمية القلبية، وبعض هذه اللانظميات بسيطة ولا يشعر بها الشخص، فجميع الناس قد يعاني أحيانًا من تسرع بطيني بسيط أو ما شابه، ولكن هناك أنواع من اللانظميات تقود إلى اضطراب شديد في عمل القلب منتجة إشارات كهربائية مغلوطة قد تقود إلى توقف القلب والغيبوبة، ويعتبر تسرّع البطين أشيع أنواع اللانظميات التي تصيب القلب أثناء توقف القلب المفاجئ، والبطينان هما الجوفان السفليان من القلب، الأيمن منهما يضخ الدم الذي يحتاج إلى أكسجة نحو الرئتين، والأيسر منهما يضخ الدم المؤكسج إلى أنحاج الجسم كافّة، وتسرّع البطين هو حالة من ورود الإشارات الكهربائية السريعة جدًا إلى البطينات ممّا يقود إلى تقلصات غير مجدية فيهما وغير فعالة، فتقود إلى ضعف تغذية القلب لذاته ولبقية الأعضاء، ويتوقف بذلك القلب، ومن الأسباب الطبية الأخرى التي يمكن أن تُحدث توقف القلب والغيبوبة ما يأتي:

أمراض الشرايين الإكليلية.

الجلطة القلبية -أو نقص التروية القلبية-.

تضخّم القلب.

أمراض الدسامات القلبية.

أمراض القلب الخلقية.

مشاكل في كهربية القلب.

توقف القلب والغيبوبة غالبًا ما يتم إسعاف مرضى توقف القلب بشكل سريع نظرًا لأن الأعراض تكون صاخبة، وبما أن هذه الحالة ترافق مع توقف مسير الدم نحو الدماغ، فذلك سيؤدّي غالبًا إلى توقف عمل الدماغ بشكله الصحيح لبعض الوقت، وهذا يؤدّي إلى إحداث الغيبوبة، فعند عدم وصول الدم المؤكسج والذي يحمل السكر وموارد الطاقة إلى الدماغ، يقوم الدماغ بالاستقلاب اللاهوائي لتأمين حاجياته الغذائية، وهذا الأمر يترك فضلات كثيرة ويخلف وذمة دماغية قد تؤدّي للموت، إلّا أن الإنعاش السريع قد ينقذ حياة المريض، ولكن معظم مرضى توقف القلب والغيبوبة يدخلون في غيبوبتهم بعد الإنعاش القلبي الرئوي CPR واستقرار الحالة المرضية مباشرة، كما يمكن أن تحدث حالات مشابهة لهذه عند حدوث الغرق أو الاختناق، وذلك بنفس آلية نقص الأكسجة.

علاج الجلطة القلبية

علاج النوبة القلبية في مستشفى

كل دقيقة تمر بعد النوبة القلبية سيتلف فيها مزيدًا من الأنسجة القلبية أو قد تموت هذه الأنسجة. استعادة التدفق الطبيعي للدم سريعًا سيساعد في منع حدوث فشل القلب.

الأدوية

قد تتضمَّن الأدوية الموصوفة لمعالجة النوبات القلبية ما يلي:

  • الأسبرين. قد يُوصيك مشغل الطوارئ (911) بتناول الأسبرين، أو قد يعطيك موظف الطوارئ الطبية الأسبرين مباشرةً. يعمل الأسبرين على تقليل التخثرات الدموية؛ الأمر الذي يحافظ على تدفق الدم في الشرايين الدقيقة.
  • مضادات التخثر. هذه العقاقير -أو كما تدعى محارث التخثر- تساعد في تحليل التخثرات الدموية التي تحجب الدم من التدفق إلى قلبك. وكلما بكَّرت بتناول عقار مضاد للتخثر بعد أزمةٍ قلبية، زادت فرصتك في النجاة، وقلَّ الضرر الواقع على القلب.
  • الأدوية المضادة للصفيحات. قد يعطيك أطباء غرفة الطوارئ عقاقير أخرى تُعرف باسم مضادات الصفيحات لمساعدتك في تجنُّب التعرض للتخثرات وتقييد التخثرات الحالية وعدم السماح لها بالنمو.
  • أدوية ترقيق الدم الأخرى. من المرجح أن تُعطى أدويةٌ أخرى -مثل الهيبارين- لجعل دمك أقل «لزوجةً» وأقل عرضةً للتعرض للتخثرات. يُعطى الهيبارين عبر الحَقْن بين الأوردة أو عبر الحَقْن تحت الجلد.
  • مسكِّنات الألم. يمكن أن تُعطى مسكنات ألم مثل المورفين.
  • النيتروغليسرين. يُستخدم هذا الدواء لعلاج ألم الصدر (الذبحة)، ويمكنه أن يحسِّن تدفُّق الدم عبر توسيع (بسط) الأوعية الدموية.
  • حاصرات بيتا. تساعد هذه الأدوية على استرخاء عضلة قلبك، وإبطاء نبض القلب، وتقليل ضغط الدم؛ مما يجعل مهمة قلبك أيسر. يمكن لحاصرات بيتا الحد من مدى تضرُّر القلب، والحيلولة دون حدوث أزمات قلبية مستقبلية.
  • مثبطات الإنزيم المحول للأنغيوتنسين. تخفض هذه الأدوية ضغط الدم وتقلل إجهاد القلب.
  • أدوية خافِضة للكوليسترول. تساعد هذه العقاقير في التحكم في كوليسترول الدم.

الإجراءات الجراحية والإجراءات الأخرى

بالإضافة إلى الأدوية، قد تُتخذ أحد هذه الإجراءات لعلاج النوبة القلبية التي تشعر بها:

  • رأب الأوعية التاجية والدعامات. في هذا الإجراء، المعروف أيضًا باسم التدخل التاجي بطريق الجلد (PCI)، يدخل الأطباء أنبوبًا طويلًا رفيعًا (قِسطار) يمر عبر الشريان التاجي في الفخذ أو الرسغ إلى شريان مسدود في القلب. إذا كان لديك نوبة قلبية، غالبًا ما يتم اتخاذ الإجراء مباشرةً بعد قسطرة القلب، الإجراء المستخدم لاكتشاف الانسداد.

    تحتوي هذه القسطرة على بالون خاص، يتم نفخه لفترة وجيزة في الموضع لفتح الشريان التاجي المسدود. ثم بعد ذلك، يتم إدخال دعامة شبكية معدنية في الشريان لإبقائها مفتوحة على المدى الطويل، واستعادة تدفق الدم إلى القلب. بناءً على حالتك، قد تحصل على دعامة مغلفة بدواء يتم إطلاقه ببطء للمساعدة في إبقاء الشريان مفتوحًا.

  • جراحة مجازة الشريان التاجي. في بعض الحالات، يجري الأطباء جراحة مجازة الشريان في حالات الطوارئ في وقت الإصابة بنوبة قلبية. ولكن، إذا أمكن، قد تخضع لجراحة المجازاة بعد أن يستغرق قلبك وقتًا ـ من ثلاثة إلى سبعة أيام تقريبًا ـ للتعافي من النوبة القلبية التي تعرضتَ لها.

    تتضمن جراحة المجازاة خياطة الأوردة أو الشرايين الموجودة خلف الشريان التاجي المسدود أو الضيق، مما يسمح بتدفق الدم إلى القلب لتجاوز الجزء الضيق.

    وفور استعادة تدفق الدم إلى قلبك واستقرار حالتك، فمن المحتمل أن تبقى في المستشفى لعدة أيام.

السابق
صحة قلبك مسؤوليتك
التالي
هوس نتف الشعر

اترك تعليقاً