الحمل والولادة

كيف يسبب الإجهاد في حدوث الإجهاض

كيف يسبب الإجهاد في حدوث الإجهاض

كيف يسبب الإجهاد في حدوث الإجهاض

تم الاشتباه في الإجهاد منذ فترة طويلة أنه يسبب في حدوث الإجهاض ، حيث تشير العديد من الدراسات إلى زيادة خطر الإجهاض بين النساء اللاتي يُبلغن عن مستويات عالية من الاضطرابات العاطفية أو الجسدية في الشهور الأولى من الحمل أو قبل الحمل. ولكن بينما لوحظ وجود علاقة، إلا أن الباحثين لم يعرفوا بالضبط كيف يمكن الإجهاد المرأة أن يسبب الإجهاض.

وفيما قد يكون اكتشافًا جذريًا، توصل فريق من العلماء من جامعة تافتس واليونان إلى تحديد سلسلة ردود فعل مشتبه بها توضح بالتفصيل كيف تتسبب هرمونات الإجهاد والمواد الكيميائية الأخرى في تدمير الرحم والجنين. قد يساعد تقريرهم، الصادر في عدد يونيو من مجلة علم الغدد، في تفسير سبب حدوث الإجهاض للنساء دون وجود أسباب طبية واضحة ولماذا تكررت حالات الإجهاض عند بعض النساء. وقد يؤدي ذلك إلى اتخاذ تدابير لمنع الإجهاض – المعروف طبياً باسم “الإجهاض التلقائي”.

لقد عرف الباحثون منذ فترة طويلة أنه خلال أوقات التوتر و الإجهاد ، يطلق الدماغ عدة هرمونات – بما في ذلك هرمون يسمى هرمون إفراز الكورتيوتروبين (CRH). وفي الأبحاث السابقة، وُجد غالبًا أن النساء اللاتي يلدن قبل موعد الولادة المحدد أو ينجبن أطفال منخفضو الوزن لديهن مستويات عالية من هرمون إفراز الكورتيوتروبين في مجرى الدم، كما تشير دراسات أخرى إلى زيادة خطر الإجهاض لدى النساء اللاتي يُبلغن عن الإجهاد. إن هرمون إفراز الكورتيوتروبين هو هرمون يفرزه الدماغ كرد فعل عن الإجهاد البدني أو العاطفي، ويُنتج أيضًا في المشيمة والرحم لدى المرأة الحامل لإثارة تقلصات الرحم أثناء الولادة.

لكن يشير هذا البحث الجديد إلى أن هرمون إفراز الكورتيوتروبين وغيره من هرمونات الإجهاد قد يتم إطلاقها في أماكن أخرى من الجسم، حيث يستهدف على وجه التحديد الخلايا البدينة الموضعية- وهي الخلايا الأكثر شهرة للتسبب في الحساسية. توجد الخلايا البدينة بوفرة في الرحم. ويؤدي الإطلاق الموضعي لــ هرمون إفراز الكورتيوتروبين أثناء الإجهاد إلى قيام هذه الخلايا البدينة بإفراز المواد التي يمكن أن تسبب الإجهاض.

علاقة هرمون الحساسية

وجد العلماء، في دراستهم التي شملت 23 امرأة، أن النساء اللاتي عانين من إجهاض متكرر سابقاُ لديهن مستويات عالية بشكل ملحوظ من هرمون CRH وهرمون آخر، هرمون اليوروكورتين، في أنسجة الأجنة مقارنة بـالنساء اللاتي أجهضن مرة واحدة أو اللاتي خضعن للإجهاض.

قال الباحث الرئيسي للدراسة أن ما يثير الاهتمام بشكل خاص هو وجود كميات كبيرة من هرمونات التوتر هذه فقط في الخلايا البدينة في الرحم – وليس في مجرى دم المرأة، مما يضيف مصداقية إلى نظريته بأنه يمكن إطلاق CRH موضعياً.

يقول ثوهاريس سي ثوهاردس، دكتور في الطب، من كلية الطب بجامعة تافتس: ” إن الخلايا البدينة تشبه كرة القدم المليئة بحوالي 500 كرة من كرات تنس الطاولة، وتحتوي كل كرة من كرات تنس الطاولة على حوالي 30 كرة من كرات الرخام”. “إذا كنتِ تعانين من الحساسية، فإن هذه الخلايا تنفجر كقنبلة يدوية لإثارة رد فعل تحسسي عن طريق إطلاق كل كرات الهستامين والمواد الكيميائية الأخرى المختلفة.”

وعليه فقد يطلق هرمون إفراز الكورتيوتروبين وهرمون اليوروكورتين في الخلايا البدينة العديد من المواد الكيميائية، تماماَ مثل المواد المسببة للحساسية. حيث تم العثور على المواد الكيميائية المعروفة بأنها تسبب فقدان الجنين أيضًا بكميات كبيرة في النساء اللاتي خضعن للدراسة وقد عانين من حالة إجهاض أو أكثر.

واضاف ثوهاردس: “إن إنزيم التريبتاز [المادة الكيميائية التي تطلقها الخلية البدينة المنشطة] يعمل مثل أداة تقطيع اللحم، حيث يدمر الأنسجة، ويمنع إنتاج الأغشية لنمو وتطوير الجنين ويعطل بنية المشيمة التي تغذي الطفل بأكملها “. “وعندما يحدث هذا في وقت مبكر من الحمل، فإنه يسبب الإجهاض.”

صرح كالفين ج. هوبيل، دكتور في الطب، من مركز Cedars-Sinai الطبي في لوس أنجلوس، والذي رُبطت دراسته التي اًصدرت منذ أربع سنوات في المجلة الأمريكية لأمراض النساء والولادة المستويات العالية من CRH مع زيادة خطر حدوث الولادة المبكرة، قائلاً: “أعتقد أن هذا مثير للغاية”. “إنه يجمع بين السلسلة المتصلة، لأن معظمنا يبحث عن تأثير CRH في نهاية الحمل أو في منتصف الحمل.”

كما يخبر هوبيل أن اكتشافات ثوهاردس يمكن أن تلعب دورًا رئيسيًا في مستقبل التشخيص قبل الولادة، حيث تتم إزالة جزء من المشيمة ويتم فحص الخلايا بحثًا عن الاضطرابات الوراثية. حيث أنه يبحث عن كيفية دراسة CRH بهذه الطريقة لضمان حدوث ولادة صحية بشكل أفضل.

ويقول ثوهاردس إنه يأمل أن تتمكن النساء المعرضات لخطر الإجهاض من خلال بحثه الجديد من اتخاذ تدابير وقائية، خاصة عندما يتعرضن الإجهاد أثناء الحمل. وقال: “نحن نعرف كيفية منع عمل CRH على الخلايا البدينة، لذلك ربما يمكننا إعطاء النساء المعرضات للخطر تحميلة مهبلية مع الأدوية التي تمنع مستقبلات CRH”.

واضاف على الفور قائلاً إن النتيجة التي توصل إليها تقدم دليلاً أكثر على مخاطر الإجهاد العاطفي أثناء الحمل. وصرح: “نحن نعرف الآن أن تأثيرات الإجهاد (على الجنين) حقيقية للغاية وأنها تنتج تفاعلًا فسيولوجيًا محددًا في الرحم”. “لذا أنتِ بحاجة حقًا إلى التقليل من الإجهاد بأي طريقة ممكنة”.

السابق
أنواع تمزق العجان أثناء الولادة 
التالي
مخاطر الولادة القيصرية ومضاعفاتها

اترك تعليقاً