كم يعيش مريض السرطان بدون علاج؟ وهل المدة التي يتوقعها الأطباء هي مؤكدة بشكل كامل أم تحتمل وقوع أخطاء بها؟ وهل يختلف نوع السرطان في إمكانية تحديد المدة التي يمكن أن يعيشها المريض؟ سيتم الإجابة عن كافة تلك التساؤلات من خلال مقالنا الآن بشكل مفصل، وذلك نظرًا لتزايد تلك التساؤلات بين مرضى السرطان.
كم يعيش مريض السرطان بدون علاج
المعدلات التي يضعها الأطباء كاحتمال الفترة التي يمكن لمريض السرطان أن يعيشها هي ناتجة عن إحصائيات تم القيام بها على نسبة الأشخاص الذين تعرضوا للإصابة بنفس نوع السرطان للتعرف على الفترة التي يمكن أن يعيشها مريض هذا النوع.
غالبًا ما يستخدم الأطباء مدة الخمس سنوات كمعدل نجاة المريض من مرض السرطان، كما يتم توضيح نسبة بقاء المريض على قيد الحياة لمدة خمس سنوات باستخدام النسب المئوية على سبيل المثال إذا كان نسبة بقاء المريض على قيد الحياة هي 70%، فإن ذلك يعني أن ما بين كل 100 مريض من مرضى السرطان يعيش فقط 70 شخص لمدة خمس سنوات بينما يتوفى 30 شخص قبل تلك الفترة.
يتم وضع فترة نجاة المرضى بعد إجراء العديد من الأبحاث التي يتم خلالها جمع عدد كبير من المعلومات من ما يقرب من آلاف المرضى الذين تمت إصابتهم بأنواع معينة من السرطان، ويتم جمع المعلومات من أشخاص متقاربين من نفس الفئة العمرية ولديهم حالة صحية متشابهة.
يتم كذلك جمع المعلومات من أشخاص تم تشخيص إصابتهم في مراحل مختلفة، مثل من تم تشخيصه في مرحلة مبكرة من الإصابة بالمرض، و من تم تشخيص المرض لديه في مرحلة متأخرة.
يتمكن الأطباء من إعطاء المرضى معدلات للنجاة بشكل أكثر دقة بعد التعرف على المرحلة التي وصل لها المريض من المرض، فعلى سبيل المثال في نوع سرطان الرئة فإن هناك نسبة تقرب من 56% من مرضى هذا النوع الذين تم تشخيص المرض لديهم في مرحلة مبكرة تم بقائهم على قيد الحياة لمدة 5 سنوات بعد اكتشاف المرض.
وبالنسبة لمن تم تشخيص مرض سرطان الرئة لديهم في مرحلة متأخرة فإن نسبة بقائهم على قيد الحياة لمدة 5 سنوات بعد اكتشاف المرض لا تتعدى نسبة 5%.
بماذا تشير المدة التي يعيشها مريض السرطان
في بعض الأحيان يصاب مرضى السرطان بالإحباط بعد التعرف على المدة التي يمكن أن يعيشها بعد تشخيص المرض، ولذلك يجب أن يعلم المريض أن الوقت الذي توقعه الطبيب ما هو إلا توقع بناءً على المعلومات التي تم جمعها من آلاف المرضى بنوع محدد من السرطان ولديهم نفس الحالة الصحية للمريض.
بالرغم من ذلك لا تتمكن تلك الإحصائيات من توقع مدة بقاء شخص ما بعينه على قيد الحياة لمدة محددة، ولذلك يفضل كثير من المرضى تجاهل تلك الإحصائيات لعدم دقتها بنسبة 100%، قد ترتفع نسبة بقاء المريض على قيد الحياة في حالة إذا كانت صحته العامة جيدة مما يرفع من معدل بقائه بنسبة أكبر من تلك الموجودة في الاحصائيات.
يترك الطبيب حرية الاختيار للمريض في معرفة المدة التي يمكن أن يعيشها، فقد يرفضها البعض نظرًا لعدم إمكانية تطبيقها على بعض الحالات الفردية، بينما قد يفضل مريض آخر التعرف على كافة التفاصيل المتعلقة بنوع السرطان الذي يعاني منه.
في بعض الأحيان تفيد معرفة المريض بتفاصيل مرضه في التقليل من شعوره بالقلق، وقد تتسبب أيضًا في زيادة خوفه، ولذلك يمكن للطبيب أن يقوم بشرح حالة المريض بشكل مفصل دون التطرق إلى المدة التي يمكن أن يعيشها المريض.
وبهذا ينتهي مقالنا عن سؤال كم يعيش مرضى السرطان بدون علاج، والذي تعرفنا من خلاله عن كيفية حساب معدلات النجاة للمرضى من هذا المرض، ونتمنى أن ينال المقال إعجابكم.
