صحة عامة

عندما تطفو آلامنا النفسية على أجسادنا

عندما تطفو آلامنا النفسية على أجسادنا

من المعروف أن للضغط النفسي دوراً في ظهور وتفاقم الكثير من الأمراض، كالجلدية، والروماتيزمية، والرّبو، وأمراض القلب والشرايين.

الاضطرابات جسمية الشكل

  • عُرف في الماضي بالأمراض (النفس-جسمية).
  • هو مجموعة من الاضطرابات ذات الأعراض البدنيّة والتي لا نستطيع بأدق الوسائل التشخيصية أن نجد لها سبباً طبياً، فتُعزى إلى أسبابٍ نفسيّة.
  • من الضروري التأكيد على أن المريض لا يدّعي أو يفتعلُ هذه الأعراض البدنيّة، وإنما يتمّ تحويل معاناته النفسيّة بطريقةٍ لا واعية ولا إراديّة إلى أعراض بدنيّة.
  • وما الحمل الكاذب، والعمى والشّلل وفقدانُ الصّوتِ والخوفُ الشّديدُ من الإصابة بمرضٍ خطير، وبعضُ أنواعِ الأمراضِ المُستعصيةِ التي تتبع ظروفاً نفسيّةً صعبةً إلا أمثلة على هذه الاضطرابات.

هل المرض النفسي يسبب آلام في الجسم

لعلك تدرك أن أعراض الحالة النفسية على الجسم من الممكن أن تصل بك إلى القمة أو تهوي إلى القاع، فربما تكون متفائلا مقبلا على الحياة فتعمل بأقصى قوتك و تعتريك صفات القوة والمثابرة، وربما تصاب بخيبة الأمل والإحباط فتشعر بضعف القوى وبعض الأعراض الجسدية الأخرى مثل آلام الرأس واضطرابات الجهاز الهضمي،

توجد العديد من الأسباب والظروف الحياتية التي ربما تضعك في إطار من الضغط النفسي والعصبي ومن ثم أعراض الحالة النفسية الذي بالطبع سيؤدي الاستمرار فيه إلى الإصابة بالعديد من الاضطرابات النفسية، ومنها على سبيل المثال:

اسباب ظهور الحالة النفسية والضغط النفسي

  • وفاة أحد الاقرباء
  • تزايد الأعباء المالية
  • إصابة أحد الوالدين بأحد الأمراض المزمنة
  • تزايد ضغوطات العمل
  • الانتقال لمكان جديد والتغرب بعيدا عن العائلة والأصدقاء
  • التعرض لحادث أو بعض الإصابات الشديدة.

هل المرض النفسي يسبب مرض عضوي

من الشائع والمعروف أن هناك جزءًا من المرضى لا يعانون من أي داء عضوي يُتَرْجَمُ بتغييرات في الخلايا والأنسجة والأعضاء، ولكنهم موهومون يُهيَّأ لهم أنهم مصابون بالعلل والأسقام. وهؤلاء لا يخفى أمرهم عن الطبيب الحاذق فضلًا عن الإنسان الفَطِن الذي يتنبّه للمرضى الموهومين. والوهم هو بشكل أو بآخر خلل أو اضطراب نفسي، من الممكن أن يُصَنَّف كحالة مرضية، كما أنه قد يكون عارضًا معزولًا لا يبلغ أن يصبح مرضًا.

ولكن هذا لا يمنع أن الاختلال النفسي الناجم عن ضغوطات نفسية عائدة إلى القلق والتوتر والاضطراب لأسباب شخصية خاصة أو لأسباب عمومية اجتماعية، أنه من الممكن أن يفضي إلى الإصابة بأمراض عضوية لها انعكاساتها الملموسة علميًا ومخبريًا على الخلايا والأنسجة والأعضاء. وهنا نحن بإزاء وضع يختلف قليلا عن وهم المرض. ففي هذه الحالة نواجه مرضًا حقيقيًا قد يؤدي إلى أفدح العواقب، ولكنه لم ينجم عن سبب عضوي مباشر، وإنما جاء نتيجة ضغوطات نفسية كبيرة لم يستطع الجسم التعامل معها بلا مضاعفات وتبعات خطيرة.

الأمراض الجسدية ذات المنشأ النفسي

عندما تحدث الاضطرابات النفسية، يفقد الإنسان قدرته على التحكم في كيمياء الجسم، وتبدأ بعض المواد الكيميائية بالارتفاع بينما تأخذ أخرى في الانخفاض، وتبدأ الأمراض الجسدية ذات المنشأ النفسي في الظهور.

إليك بعض الأمراض العضوية التي سببها نفسي وكيف يمكن أن يؤثر المرض النفسي على الجسد:

الفصام: هو اضطراب نفسي ينتج عنه بعض التغيرات السلوكية مثل الهلوسة، وقد أظهرت بعض الدراسات أن الفصام يمكن أن يزيد من خطر الموت نتيجة أحد أمراض القلب أو أمراض الجهاز التنفسي.
الاكتئاب: هو اضطراب نفسي ينتج عنه انخفاض في قدرة الإنسان الوظيفية بسبب شعوره الدائم بالحزن، وأكدت دراسة أخرى أنه يزيد من خطر الموت نتيجة أمراض الشرايين التاجية.
التوتر: ذلك الاضطراب النفسي الذي يمكن أن يؤثر على أجهزة الجسم و يسبب بعض الأمراض الجسدية ذات المنشأ النفسي وهو نوعان:
التوتر الحاد: هو التوتر الذي ينتج عن وجود مؤثر مؤقت مثل إلقاء محاضرة لأول مرة أو إجراء مقابلة عمل.
يسبب هذا النوع بعض التغيرات الجسمية مثل ارتفاع ضغط الدم، زيادة معدل ضربات القلب، التعرق الشديد، وتجد نفسك تتنفس بسرعة شديدة!
التوتر المزمن: هو التوتر الذي ينتج عن استمرار بعض المؤثرات الخارجية لفترة طويلة من الزمن، مثل فقدان شخص عزيز يتبعه حادث لأحد الأصدقاء ثم خسارة وظيفة هامة. يسيطر عليك في هذه الفترة الشعور بالحزن، وقلة الكلام، والشعور بالإعياء، بل وتعرض جسمك للإصابة بأحد الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب!

الآلام الجسدية غالبا ما ترجع إلى أسباب نفسية

يبدأ التوتر في التأثير على مختلف أجهزة الجسم شيئا فشيئا وإليك تفصيلا لما يحدث بالداخل:
هرمون الكورتيزول
يطلق على هرمون الكورتيزول “هرمون التوتر” لأنه يفرز من الغدة الكظرية وقت التوتر. يمتلك هرمون الكورتيزول خواص مضادة للالتهاب، بينما يمكن في حالة التوتر المزمن أن يعيق الجهاز المناعي للجسم عن أداء وظيفته. بل يمكن أن يزيد الأمر إلى خطر الإصابة ببعض الأمراض مثل مرض السكري، أو السمنة، أو بعض الأمراض الجسدية الأخرى ذات المنشأ النفسي.

الجهاز العضلي
عندما يصاب الإنسان بالتوتر، يبدأ الجهاز العضلي بزيادة معدل الشد العضلي حتى يضع الجسم في وضع الاستعداد إلى أن يزول المؤثر.و إذا استمر التوتر لفترة طويلة يستمر معه الشد العضلي مما ينتج عنه بعض الاضطرابات الجسدية مثل الصداع النصفي الذي يظهر بسبب الشد العضلي المزمن في منطقة الأكتاف، والرقبة، والرأس، كذلك آلام أسفل الظهر التي تنتج عن توتر العمل.

الجهاز التنفسي
يسبب التوتر انقباض الممرات الهوائية مما ينتج عنه ضيق وسرعة التنفس والذي يزيد الأمراض مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية المزمن.

القلب
تفرز في جسم الإنسان بعض الهرمونات نتيجة التوتر مثل الأدرينالين، والنورأدرينالين، والكورتيزول.تلك الهرمونات تزيد من معدل ضربات القلب وقوة انقباض عضلاته، وتزيد من اتساع الأوعية الدموية التي تنقل الدم من القلب إلى العضلات مما يرفع ضغط الدم. ينتج عن استمرار التوتر لفترات طويلة استمرار هذه التأثيرات على القلب والذي بدوره يزيد من خطر الإصابة بأمراض مثل ضغط الدم المرتفع، الأزمات القلبية، أو حتى السكتة الدماغية وغيرها الكثير من الأمراض العضوية التي سببها نفسي.

الجهاز الهضمي
يمكن للتوتر أن يتسبب في بعض مشاكل الجهاز الهضمي وأشهرها:

  • حرقة المعدة.
  • ارتجاع المريء.
  • دخول الهواء الزائد مع الطعام أثناء البلع مما يسبب الانتفاخ.
  • بلع الطعام بدون مضغ جيد مما يسبب عسر الهضم.
  • تراكم الغازات.
  • تدهور مشكلة القولون العصبي.
  • فقدان الشهية.
  • الشعور بالغثيان.
  • آلام المعدة.
  • التقلصات المستمرة.
  • التقيؤ بسبب شدة التوتر.

الجهاز التناسلي
يمكن للتوتر أن يقلل من إفراز التستوستيرون المسئول عن الرغبة الجنسية لدى الذكور، مما يضعفها ويسبب مشاكل في الانتصاب.أما في النساء، فيعمل التوتر على زيادة آلام الدورة، ويسبب مشاكل في الحمل، ويؤثر على العلاقة بين الأم وطفلها بعد الولادة.يزيد أيضًا من احتمالية الإصابة ببعض الأمراض مثل تكيس المبايض وغيرها من الأمراض الجسدية ذات المنشأ النفسي.

الجلد
يمكن للتوتر أن يزيد من احتمالية الإصابة ببعض الأمراض الجلدية مثل مرض الصدفية.

العدوى
يمكن للتوتر أن يقلل مناعة الجسم مما يعرضه بشكل أكبر لخطر العدوى بأشكالها المختلفة.

أعراض الحالة النفسية

علامات والأعراض التي تتعلق بالمرض العقلي يمكن أن تختلف وتتباين استنادا إلى الاضطراب والملابسات وعوامل أخرى. يمكن أن تؤثِّر أعراض المرض العقلي على المشاعر والأفكار والسلوكيات.

أمثلة تتضمَّن العلامات والأعراض ما يلي:

  • الشعور بالحزن أو الكآبة
  • التفكير المشوَّش وضعف القدرة على التركيز
  • المخاوف الشديدة أو القلق أو الإفراط في الشعور بالذنب
  • تغييرات حادة في الحالة المزاجية ارتفاعًا وانخفاضًا
  • الابتعاد عن الأصدقاء والأنشطة المعتادة
  • التعب الشديد وانخفاض الطاقة أو مشاكل النوم
  • الانعزال عن الواقع (الأوهام) أو البارانويا أو الهلاوس
  • عدم القدرة على مواجهة المشاكل اليومية أو الضغوطات
  • صعوبة في الاستيعاب ومشكلات في فهم المواقف والأشخاص والتعامل معهم
  • اضطرابات بسبب الكحوليات أو المخدرات
  • تغيرات كبيرة في عادات الأكل
  • تغيرات في الدوافع الجنسية
  • الغضب الشديد أو العدائية أو العنف
  • التفكير في الانتحار
  • إن أعراض اضطرابات الصحة العقلية أحيانا تظهر في صورة مشاكل جسدية مثل ألم بالمعدة أو الظهر أو صداع أو أية آلام أخرى لا تجد لها سببا.

الألم النفسي الشديد

اضطراب الألم النفسي هو حالة من الألم ، تتمكن من السيطرة على الشخص ، دون أن يعاني من أي مرض عضوي و يرتبط الشعور بالألم ، مع شعور المريض بالضغط العصبي أو التوتر النفسي ، و قد أثبتت الأبحاث أن هذا النوع من الاضطرابات أكثر شيوعا للأشخاص ، ما بين الثلاثين و الأربعين عاما كما أنه أكثر شيوعا عند النساء عن الرجال .

أشد أنواع الألم النفسي

ذهبت دراسة حديثة إلى أن المخ يتفاعل بشكل مماثل مع كلا الجرحين، بما فيه النفسي والعضوي، وأن ذكريات انكسار القلب الشديد يحث نشاط في المخ يماثل ما يشعر به الشخص عندما يعاني من ألم بدني.

واستعان الباحثون بـ40 شخصاً عانوا ألم النبذ من أحباء سابقين، وقاموا بتصوير المخ بينما كان هؤلاء الأشخاص ينظرون في صور متعددة تتضمن صور لأصدقاء مقربين إليهم وصور لأحباء سابقين وهي المحاولة التي استهدفت إجبار هؤلاء على معاودة التفكير في هذه العلاقات الفاشلة، ثم صوروا المخ بينما خضع المشاركون لألم في يديهم بسبب الإمساك بكوب ساخن من القهوة.

وتبين أن حدوث نشاط في أماكن بعينها في المخ عندما يشعر المشاركين بآلام جسدية أو عاطفية، وأن كلا النوعين من الألم يتشاركان في نفس مناطق المخ.
وقال كاتب الدراسة أستاذ علم الأعصاب المعرفي بجامعة كولومبيا، إدوارد سميث: “هذه الدراسة تخبرنا بمدى الألم الذي يشعر به الشخص الذي يتعرض للرفض ممن يحب، فعندما يقول أحدهم إنه يشعر بألم حقيقي لفشل علاقة ما فلا يجب أن نهون من الأمر ونخبره أنه يتوهم ذلك”. وأضاف: “ربما تؤدي نتائج الدراسة لتفهم أكثر للعلاقة بين آلام المشاعر والآلام الجسدية، فهدفنا في النهاية أن نصل إلى العلاج المناسب لعلاج ألم نبذ الآخر لنا”.

وأثبتت دراسات سابقة وجود صلة بين الألم الذي تحدثه العلاقات الاجتماعية وبين الألم العضوي، إلا أن الدراسة الحديثة يحاول كل من سميث وزملائه التركيز على ألم النبذ خاصة.وأوضح سميث: “من خبراتنا الحياتية المتعددة يتبين أن ألم النبذ هو أشد الأشياء إيلاماً، ويبدو أن الشعور بالنبذ يمكن أن يستمر طويلاً ويدوم مع الشخص أكثر من الشعور بالغضب”.

السابق
ريسوكال لعلاج حالات فرط البوتاسيمية – resocal
التالي
ريسوكين مضاد لإلتهاب الملاريا – resochin

اترك تعليقاً