صحة عامة

علاج مرض الهوس النفسي

علاج مرض الهوس النفسي

الهوس النفسي

هو حالة مزاجية عالية غير طبيعية تتميز بظهور أعراض؛ مثل: الغضب غير المناسب، والتهيج المتزايد، والأرق الشديد، والشعور بالعظمة، كما قد ترافقها زيادة في سرعة أو كمية الكلام، والتحدث بأفكار منفصلة وغير مترابطة، وزيادة الرغبة الجنسية، وزيادة الطاقة ومستوى النشاط بصورة ملحوظة، وقد يعاني الشخص المصاب بالهوس النفسي من ضعف القدرة على اتخاذ القرار والسلوك الاجتماعي غير المناسب.

هذا المرض هو مرحلة من مراحل الاضطراب ثنائي القطب، فهو أحد أجزاء النوع الأول من الاضطراب ثنائي القطب، وفي حال تركه من غير علاج تصبح من الصعب السيطرة عليه، وقد يؤثر في قدرة الشخص على تنفيذ الأعمال اليومية.

علاج الهوس النفسي

في بعض حالات الهوس النفسي قد تصبح الإقامة في المستشفى أمرًا ضروريًا، خاصةً في حالة الهوس الشديد أو الهوس المصحوب بـالذهان، إذ إنّها تحمي المريض من أن يؤذي نفسه، ومن الطرق العلاجية المستخدمة ما يأتي:

  • الأدوية، هي خط العلاج الأول، وتوصف هذه الأدوية لتعديل الحالة المزاجية للمصاب، وتقليل خطر إحداث ضرر بالنفس، وتتضمن هذه الأدوية:
    • الليثيوم.
    • مضادات الذهان؛ مثل: أريبيبرازول، وأولانزابين، والكوتيابين، والريسبيريدين.
    • مضادات الاختلاج؛ مثل: حمض فالبرويك، وديفالبروكس، ولاموتريجين.
    • البنزوديازيبينات؛ مثل: كلورديازيبوكسيد، وألبرازولام، وديازيبام، ولورازيبام.
  • العلاج النفسي، إنّ جلسات هذه العلاج تساعد المصاب في تحديد مسببات الهوس، ومن خلاله يُساعَد المصابون في السيطرة على التوتر والإجهاد، وقد يساعد العلاج الأسري أو الجماعي في السيطرة على الهوس النفسي، ومن أشكاله المستخدمة العلاج السلوكي المعرفي، وهو نوع من العلاج النفسي الذي يتضمن تحديد كيف تسبب أنماط التفكير الحالية للشخص حدوث بعض الحالات المزاجية والسلوكيات، ومن خلاله يتعلم المصاب طريقة تغيّر أفكاره الخاطئة والمؤذية، وطريقة تطوير أفكار إيجابية بدلًا منها، كما من المهم أن يفهم الأشخاص المصابون بهذا المرض الناتج من الاضطراب ثنائي القطب أنّه حالة تستمر مدى الحياة، وأنّه يجب الالتزام بالأدوية الموصوفة.

أعراض الهوس النفسي

الجميع قد يعانون من التغيرات المزاجية واختلاف مستويات الطاقة من وقت لآخر، غير أنّ الهوس النفسي مختلف تمامًا عن الزيادة الطبيعية في مستويات الطاقة والسعادة، وعادةً ما تتضمن الأعراض ما يأتي:

  • ارتفاع مستويات الطاقة، إذ قد ترتفع مستويات الطاقة على الحدود الطبيعية، فعلى سبيل المثال، قد ينتقل بعض الأشخاص الذين يعانون من الهوس النفسي من نشاط إلى آخر، وقد يفكرون في العديد من الأفكار في الأشياء التي يريدون تنفيذها في الوقت نفسه، وغالبًا ما يبدؤون بمجموعة متنوعة من المشاريع ولا ينهون أيًّا منها.
  • الشعور المفرط بالسعادة، أو ارتفاع الحالة المزاجية، هو أحد أكثر الأعراض شيوعًا، وفي بعض الحالات بدلًا من هذه الحالة؛ فإنّ الأشخاص الذين يعانون من الهوس النفسي قد يعانون من انفعال شديد.
  • الشعور بالعظمة، في حالة الهوس النفسي هي أكثر من مجرد ثقة مفرطة بالنفس، بل إنّ ذلك ينطوي على مستوى مبالغ فيه من أهمية الذات، أو شعور غير واقعي بالتفوق على الآخرين، كما قد يظنّ الشخص أنّه قادر على تنفيذ قدرات خارقة للطبيعة، أو تحقيق أشياء مستحيلة؛ مثل: الشفاء من الأمراض جميعها.
  • الأفكار المتسارعة، هي عادةً ما تكون واحدة من الأعراض الأولى لحالات الهوس النفسي، وقد تتضمن عدة أفكار سريعة التغيّر، وعدم القدرة على التركيز على شيء واحد فقط.
  • الكلام المضغوط، هو الميل إلى التحدث بسرعة وبصوت عالٍ، وغالبًا ما يحدث ذلك مع الأفكار المتسارعة، وإذا عانى الشخص من هذا العارض فقد يتذكر الأفكار جميعها التي تدور في رأسه على نحو سريع، وقد لا يوجد لذلك أيّ معنى، وأحيانًا قد يستمر الشخص المصاب في الحديث ولا يتوقف مؤقتًا للسماح لأي شخص آخر بالتحدث، أو قد يقول أشياءً غير مناسبة في مواقف غير مناسبة.
  • صعوبات النوم، قد يصاب الأشخاص الذين يعانون من الهوس النفسي بـصعوبات في النوم، كما قد يشعرون بأنّ حاجتهم إلى النوم أصبحت أقلّ، ومن المألوف أيضًا أن يظل الشخص المصاب بالهوس النفسي مستيقظًا لأكثر من 24 ساعة أو قد ينام ثلاث ساعات فقط في الليلة الواحدة، ومع ذلك، قد يشعرون بأنّهم حصلوا على نوم جيد.
  • الانخراط في سلوكيات محفوفة بالمخاطر، قد يؤدي هذا المرض إلى أن يتصرف الشخص المصاب بتهور، وقد يشارك في أنشطة خطيرة أو محفوفة بالمخاطر، وتتضمن هذه التصرفات الإنفاق المفرط، والقيادة المتهورة، وتعاطي المخدرات.

وفي حال عانى الأطفال من الهوس النفسي فهم أكثر عرضة لتجربة نوبات من العدوان، أو الغضب، أو التهيج أكثر من أن يوجد لديهم مزاج مرتفع، وعندما تحدث هذه الحالة عند اليافعين تظهر أعراض مشابهة للأعراض التي تظهر على الأشخاص البالغين، وعلى الرغم من حدوث الإصابة عند الأطفال، غير أنّه من الصعب تشخيص الهوس النفسي عند الأشخاص في هذا العمر، فقد يصعب التمييز بين السلوك العدواني الطبيعي للطفل وأعراض الهوس، إذ إنّ كليهما يؤديان إلى صعوبة التحكم بالطفل وارتفاع مستويات الطاقة.

أسباب الهوس النفسي

إنّ التاريخ العائلي المرضي يلعب دورًا مهمًا في حدوث الهوس النفسي، حيث الشخص الذي يملك أحد والديه أو أشقائه الذين يعانون من الهوس النفسي هو أكثر عرضة للإصابة به، ومع ذلك، فإنّ وجود أحد أفراد الأسرة يعاني من نوبات الهوس لا يعني أنّ الأفراد الآخرين معرّضون لهذا المرض، كما أنّ بعض الأشخاص عرضة للهوس النفسي نتيجة إصابتهم بمرض نفسي آخر؛ مثل: الاضطراب الثنائي القطب، ويسبب التعرض لعوامل أو ظروف معينة حدوث الهوس عند هؤلاء الأشخاص، كما قد أظهرت فحوصات الدماغ أنّ بعض الذين يعانون منه لديهم هياكل أو نشاط مختلف قليلًا في الدماغ، غير أنّ الأطباء لا يستخدمون فحوصات الدماغ لتشخيص الهوس النفسي أو الاضطراب الثنائي القطب.

تلعب التغيّرات البيئية دورًا في حدوث الهوس النفسي، وتسهم أحداث الحياة الصادمة؛ مثل: وفاة أحد أفراد الأسرة، أو المشاكل المالية، أو العلاقات العاطفية والاجتماعية، أو المرض في حدوث نوبات الهوس النفسي، وتسهم بعض الإصابة ببعض الأمراض؛ مثل: قصور الغدة الدرقية أيضًا في حدوث نوبات الهوس.

توجد بعض المحفّزات التي قد تساهم في حدوث نوبات الهوس النفسي، وقد يساعد تجنبها في التقليل من حدوث الهوس، ومنها ما يأتي:

  • شرب الكحول، أو تعاطي الأدوية غير المشروعة.
  • البقاء مستيقظًا طوال الليل، وعدم الحصول على قسط كافٍ من النوم.
  • مرافقة الأشخاص المعروفين بتأثيرهم غير الصحي؛ مثل: الأشخاص الذين يحاولون إقناع الشخص بشرب الكحول، أو تعاطي المخدرات.
  • الخروج عن النظام الغذائي المعتاد، أو ممارسة تمارين رياضية غير اعتيادية.
  • إيقاف أو تخطّي الأدوية.
  • عدم حضور جلسات العلاج في حال كانت مقررة.
السابق
اعراض سن اليأس وعلاجاته
التالي
مرض تعدد الشخصيات

اترك تعليقاً