صحة عامة

“سيلفي” .. هل هو مرض نفسي؟

“سيلفي” .. هل هو مرض نفسي أم عدوى اجتماعية؟

يعرف قاموس أكسفورد السيلفي “selfie” بأنه صورة التقطها شخص ما لنفسه، وعادة ما يتم النقر عليها باستخدام هاتف ذكي أو كاميرا ويب ومشاركتها عبر وسائل التواصل الاجتماعية.

ويشير عدد من الإحصاءات عام 2014 لموقع “غوغل” أن 93 مليونا من صور السيلفي تنتقل يوميا عبر وسائل التواصل لمستخدمي أندرويد فقط. وخلال السنوات الماضية ظهرت تحذيرات من أن السيلفي يعد ظاهرة لها أبعاد نفسية سلبية.

مستويات “السيلفي”

قد أطلق القائمون على بعض الدراسات المختصة بهذه الحالة مصطلح “selfitis” على الاضطراب العقلي المُشار إليه، ويوصف بأنه انعكاس لرغبة جامحة في “التعويض عن انعدام الثقة بالنفس وفجوة في العلاقة الحميمة”. كما خلصت الدراسة إلى ثلاثة مستويات من “selfitis”:

1- الخفيفة: وتتمثل في التقاط الصور بعدد لا يقل عن ثلاث مرات، ولكن دون نشرها في مواقع التواصل الاجتماعية.

2- الحادة: وتعني التقاط الصور أكثر من ثلاث مرات أيضا، لكن مع نشر هذه الصور في المواقع.

3- المزمنة: وتشخص حالة ناشط يفقد السيطرة على رغبته في تصوير نفسه «على مدار الساعة»، ونشر الصور في المواقع ست مرات في اليوم على الأقل.

أسباب ال”Selfitis”

من ضمن التحليل النفسي لهذه الظاهرة ايضا، أن الإغراق في هذه الممارسة يعود إلى إسقاطات نقص، أو عقد لدى الشخص الذي يقوم بها. وهذا الإغراق تعبير عن اضطراب نفسي وخلل يكشفان مؤشرات نرجسية تدفع الشخص إلى محاولة إظهار نفسه وفرضها على الآخرين بسبب إعجابه المفرط بنفسه. و هو على صعيد المجتمع الذي يتفاعل عبر شبكات التواصل الاجتماعي قد افرز حالة نفسية مجتمعية أصبح من خلالها الناس يستطيعون أن يبرزوا أنفسهم في شكل سهل من دون الحاجة إلى مهارات جسدية أو ثقافية، أو التعرض للإحراج بسبب وجود جمهور يخشونه بسبب شعور دائم بالنقص لديهم. يضاف الى ذلك، أن الحاجة إلى إثبات الذات تجعل الشخص يغرق في هذه الحال كلما شعر بالحاجة إلى تلقي الاهتمام فينشط في شكل لافت ليعبر عن ذاته، فهو يحاول أن يقول للآخرين إنه هنا، وإنه مهم.

الآبعاد النفسية السلبية ل “السيلفي”

يرى بعض الخبراء انتشار مواقع التواصل واستخدام خواص تصفية الصور “الفلاتر” وصور “السيلفي” قد خلقا هوسا في المجتمع وخاصة لدى فئة المراهقين والشباب، قد يؤدي بهم إلى:

  • الإصابة باضطراب “ديسمورفوبيا” (dysmorphobia) وهو عدم رضا الشخص عن نفسه ومظهره.
  • سلوك السيلفي يرتبط بشكل قوي بالنرجسية والاهتمام الزائد بالنفس، وإن الذين يرتبطون بتصوير السيلفي وقضاء وقت طويل في تعديل الصور ونشرها على مواقع التواصل يرتكز اهتمامهم على ذاتهم بشكل أكبر ويعتقدون أنهم أكثر ذكاء وجاذبية وأفضل من الآخرين، بالإضافة إلى وجود مشكلات في الشعور بالأمان وعدم التعاطف ومراعاة الآخرين، والميل إلى تضخيم الذات.
  • صور السيلفي قد تؤدي إلى عواقب نفسية قد تتسبب في الاكتئاب ومحاولة إيذاء النفس بسبب عدم الشعور بالرضا عن المظهر، كما أن إدمان التقاط هذا النوع من الصور قد ينطوي على هوس الشخص بمظهره الخارجي بشكل مرضي.
  • “السيلفي” يعكر تماما الحالة النفسية للناس ومزاج الشباب وخاصة من هم في سن 17 و18 عاما، فقد زادت طلبات إجراء عمليات تجميل من قبل المراهقين خصوصا، ومثال ذلك أن يأتي أب ويشتكي أن أحد أبنائه يطلب إجراء عملية للأنف أو عضو آخر لأنه لا يظهر جميلا في صور السيلفي. ذلك الوضع يؤدي إلى الإصابة بما يسمى في الطب النفسي “اضطراب التشوه الجسمي”.

“السيلفي” و العلاقات الاجتماعية

أما عن تأثيرها على العلاقات الاجتماعية، فقد أُجريت دراسة مشتركة عن علاقة السيلفي بالعلاقات الشخصية بين الأفراد وكيفية تأثيره على الألفة والمودة بينك وبين المقربين منك، على عدد من مستعملي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك بمتوسط أعمار 24 سنة، وكشفت الدراسة أن الأشخاص الذين يشاركون باستمرار صوراً لأنفسهم على مواقع التواصل الاجتماعي، يميلون عموماً لأن يكون لديهم علاقات شخصية أكثر ضحالة، باعتراف الجميع، وينفر أصدقاؤه المقربون منه، وهذا ربما لن يأتي بمنزلة مفاجأة كبيرة للمستعملين المنتظمين لفيسبوك، وتويتر، و إنستجرام.

خدعة..ليست مرضا

عام 2014 ظهر خبر يقول إن الجمعية الأميركية للأطباء النفسيين صنفت الرغبة المستمرة في التقاط السيلفي على أنها مرض “سيلفايتيس” (selfitis) ليتبين بعد ذلك أن هذا الخبر خدعة Hoax وأن الجمعية الأميركية لم تقل ذلك أبدا.

حقائق عن “السيلفي”

  • حتى اللحظة لم يتم تصنيف الرغبة المفرطة في التقاط السيلفي كمرض نفسي وكل ما تسمعه حول ذلك مجرد أخبار كاذبة.
  • السيلفي قد يرتبط بمشاعر الاكتئاب و القلق نتيجة الرغبة في الحصول على الإعجاب على مواقع التواصل.
  • السيلفي قد يرتبط بالإصابة باضطراب “ديسمورفوبيا” (dysmorphobia) وهو عدم رضا الشخص عن نفسه ومظهره.
  • هناك عدة حالات لأشخاص لقوا حتفهم أثناء التقاطهم للسيلفي لأنهم لم ينتبهوا للمحيط، حيث ألهت فيها لحظة التصوير صاحبها عن الانتباه لما يحدث حينها، مثل أندريه ريتروفيسكي الذي حاول القفز من الطابق التاسع بإحدى البنايات التي كان يتسلّقها ليسقط ميتا، وجمشيد خان الذي دعسه القطار عندما حاول أخذ سيلفي.

حقائق عن “السيلفي”

لا يعدم مؤيدو هذه الظاهرة من ايراد عدد من الفوائد لها، من ذلك ان هذه الصورلم تعد للذين يتأنقون (في كثير من الحالات، يرتدي الناس أحسن الملابس، ويتجملون، ليصورهم مصور)، الآن، لأن أي شخص أصبح قادرا على أن يصور نفسه بهاتف ذكي، حيث ظهرت “الصورة الواقعية”، مثل شخص شبه نائم، شبه عار، يأكل، يشرب، يعطس، يتقيأ، وبذلك انتهى عصر حكم الآخرين علينا (الذين يصوروننا)، انتهى عصر الصورة الجميلة.

ومن فوائدها ايضا، انها تقول عن صاحبها، أو صاحبتها: “أنا هنا، أنا في هذا المكان، في هذا الوقت. لست منعزلا، أو انطوائيا، أو وحيدا. أنا اجتماعي/اجتماعية لأن الذين يشاهدون صورتي هذه، يصيرون شركاء معي في وحدتي وبالتالي، لا يجعلونني أحس بأني وحيد/وحيدة”.

السابق
ما هو التلعثم؟
التالي
سيريزايم لعلاج مرض غوشيه – Cerezyme

اترك تعليقاً