أمراض القلب والشرايين

النوبات القلبية في فصل الشتاء

النوبات القلبية في فصل الشتاء

يزداد في فصل الشتاء ظهور بعض المشكلات الصحية ابرزها نزلات البرد, ويقل النشاط البدني، ويزداد تناول الأكل والشرب غير الصحي والتدخين والضغط النفسي, وكل ذلك يوثر على القلب.

وتشكل هذه المتغيرات خطرا كبيرا على الذين يعانون من أمراض ظاهرة أو خفية مثل ضعف القلب أو ارتفاع ضغط الدم, خصوصا اذا رافقه ضغوط نفسية في العمل والحرمان من النوم.

وحذر باحثون يابانيون مؤخرا من أن الإفراط في العمل والحرمان من النوم في البرد يضاعف مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية لمرتين أو ثلاث على الأقل.

وبينت الدراسات أن معدلات الوفاة الناتجة عن الأزمات القلبية كانت أعلى بين الأشخاص الذين يمارسون عملا إضافيا, وخصوصا في فصل الشتاء.

وأظهرت الدراسة اليابانية التي بحثت في العلاقة بين العمل والنوم عند 260 رجلا نجوا من أول نوبة قلبية, تراوحت أعمارهم بين 40 و79 عاما وتعرضوا لأزمة صدرية أو جلطة قلبية وتمت مقارنتهم مع 445 رجلا من الأصحاء في نفس السن ويعيشون في مناطق مشابهة, أن الرجال الذين عملوا أكثر من 61 ساعة في الأسبوع واجهوا خطرا أعلى للإصابة بأزمة قلبية بحوالي الضعف مقارنة بمن يعملون 40 ساعة أسبوعيا أو أقل.

ووجد الباحثون أن النوم لخمس ساعات أو أقل لأكثر من يومين في الأسبوع زاد خطر الإصابة القلبية بنحو مرتين إلى ثلاث مرات.

من ناحية أخرى, بينت دراسة نشرتها مجلة الجمعية الطبية الأميركية أن ارتفاع ضغط الدم، يعرض القلب إلى جهد إضافي لضخ الدم إلى خلايا الجسم، وفي حالة استمرار هذا الارتفاع في الضغط قد يؤدي إلى تضخم القلب.

وفي حالة وجود ارتفاع ضغط دم خفي بدون علاج، أو أن العلاج غير فعال، يصبح القلب في خطر الإرهاق أو الفشل.

وبحسب اختصاصي الامراض القلبية د.موفق حمارنة تنقبض الأوعية الدموية عند تعرضها للبرد في فصل الشتاء، ما يزيد الحِمل على القلب، ويعرضه للإرهاق المستمر، الأمر الذي قد يؤدي به إلى الفشل أو التوقف حسب خطورة الدرجة التي هو عليها.

في فصل الشتاء تقل الحركة، ويخلد كثير من الناس إلى السكون، وعدم الخروج، ويزداد تناول الأكل والشرب، ما يؤدي إلى زيادة في الضغط على الدورة الدموية، وزيادة في الوزن”.

وتعتبر زيادة التدخين في فصل الشتاء خطرا إضافيا في تقليل كمية الأكسجين في الدم , وذلك يعوق تنفس الخلايا وتلقيها حاجتها من الأكسجين.

أما نزلات البرد والتهابات الجهاز التنفسي فقد تزيد الأمر سوءا؛ لعدم قدرة الرئتين على خدمة الجسم وتزويده بالأكسجين الوافر.

وكل ذلك يؤثر على نشاط القلب والأوعية الدموية, وقد تؤدي الأدوية المستخدمة في علاج البرد مثل مزيلات الاحتقان إلى زيادة ارتفاع ضغط الدم.

ويعتبر الجهاز التنفسي, الجهاز الوحيد في جسم الإنسان الذي يتصل اتصالا دائما مع البيئة الخارجية من خلال عمليتي الشهيق والزفير, لذلك كان من أكثر أجهزة الجسم تعرضا للالتهابات الفيروسية والبكتيرية.

وينصح بالابتعاد عن مسببات المرض, وألا يستخدم الاشخاص الاصحاء أياً من أشياء الشخص المصاب الخاصة مثل الأواني سواء الصحون أو كأس الشرب.

ويفضل أن لا يشترك أي فرد من أفراد العائلة مع الشخص المصاب في استخدام الأشياء المنزلية، والتي عادة ما تستخدم بشكل عام على سبيل المثال المنشفة.

وفي حالة الاصابة بنزلات البرد أو الانفلونزا ينبغي أخذ العلاج من الطبيب حتى لا تتفاقم الحالة وتؤثر على القلب أو الرئتين.

وفي فصل الشتاء والبرد يقل تناول السوائل؛ لغياب حاسة العطش، خاصة بين كبار السن، مما هي عليه في فصل الصيف, وهذا قد يضر بالكليتين وعملهما، الأمر الذي قد يزيد في ارتفاع ضغط الدم، وبالتالي يزيد في إرهاق القلب.

وينصح الاطباء بالانتباه إلى فصل الشتاء وما يسببه من التهابات تنفسية، خصوصا أولئك الذين يعانون مشكلات صحية في القلب والأوعية الدموية.

كما يجب تجنب زيادة تناول الأطعمة وتقليل الدهون والسكريات بين كبار السن خاصة.

ويوصي بالعمل على وضع برنامج رياضي منزلي على الأقل، وارتداء الملابس الواقية من البرد والصقيع، والإكثار من شرب الماء الدافئ؛ لمساعدة الجسم في عمليات التأيض والتخلص من السموم.

ويحذر الخبراء من خطورة الأدوية المستخدمة بدون استشارة طبيب في علاج البرد والأنفلونزا, لاحتمال وجود خطورة مباشرة على القلب والأوعية الدموية

هل فصل الشتاء موسم النوبات القلبية؟

يصاب الإنسان بالنوبة القلبية بسبب إعاقة جريان الدم الغني بالأوكسجين، وهو في طريقه إلى جزء من العضلة القلبية، حيث يؤدي فقدان الأوكسجين إلى تضرر القلب أو موت جزءٍ منه.

إذا واجهت أنت أو أيّ شخص آخر هذه الأعراض، فاتصل برقم الطوارئ في مدينتك سريعاً. تجدر الإشارة إلى أن النساء (فوق سن 55) يعانين في بعض الأحيان من أعراض مختلفة عن الرجال (فوق سن 45)، وغالباً ما يشعرن بالألم في الفك والرقبة أو الظهر

* أعراض النوبة القلبية
تظهر عدة أعراض على مريض النوبة القلبية مثل:
1. ألم في أي مكان آخر غير القلب في الجسم، بما في ذلك الذراعان أو الظهر أو الكتف أو المعدة أو الرقبة أو الفك، ويدوم هذا الألم عدة دقائق أو يختفي ويُعاود الظهور بشكل متكرر، ولا يزول هذا الألم عند الراحة.
2. خدرٌ أو تنميل (غالباً يحدث في الذراع اليسرى، وقد يحدث أيضاً في اليمنى وقد يحدث في كلتيهما).
3. ألم عاصر أو حارق في الصدر أو قد يشعر المريض أحياناً بالضغط.
4. حدوث خِفّة في الرأس أو الشعور بالدوار أو بالغثيان.
5. تبدّل في الحالة الذهنية، خصوصاً لدى كبار السنّ.
6. ضيق في التنفس.
7. ضعفٌ أو تعب.
8. تعرّق بارد.

* النوبة القلبية والمواسم
يمكن أن تحدث النوبات القلبية في أي موسم، ولكنْ هناك خطر متزايد لأنواع معينة من النوبات القلبية يمكن أن يحدث في فصل الشتاء، ومن المثير للاهتمام أن بعض الأشخاص قد يكونون معرضين لخطر الإصابة بنوبة قلبية أثناء التغييرات بين التوقيتين الصيفي والشتوي.

يوجد العديد من العوامل التي قد تقوم بدور في زيادة خطر الإصابة بنوبة قلبية أثناء الطقس البارد، مثل الضغط الجوي والرطوبة والرياح ودرجات الحرارة الباردة، وهذه الحالات الشتوية قد تحفز أجسامنا على الاستجابة بشكل سلبي عن طريق زيادة نشاط الجهاز العصبي، وتضييق أوعية الدم، وتكثيف دمنا وآثار سلبية أخرى.

* ما الفرق بين النوبة القلبية والسكتة القلبية؟
تعتبر كل من النوبة القلبية والسكتة القلبية خطرة، أو حتى مميتة، ولكنهما تختلفان عن بعض.

كما ذكرنا تحدث النوبة القلبية عندما يتم إغلاق الأوعية الدموية في عضلة القلب فجأة، حيث تبدأ العضلة، المتعطشة للأوكسجين والتغذية، في الموت. وعندما تحدث نوبة قلبية صغيرة، يحدث القليل من التلف لعضلة القلب. وفي المقابل، عندما تحدث نوبة قلبية كبيرة، يحدث الكثير من التلف لعضلة القلب، لكن بغض النظر عن حجم النوبة القلبية، يمكن أن يسبب ذلك إعاقة كبيرة أو حتى الموت.

توقف القلب (أو ما يعرف بالسكتة القلبية) يحدث عندما يتوقف القلب عن النبض. يمكن أن يحدث هذا لعدد من الأسباب، منها النوبة القلبية، ولكن يمكن أن يحدث أيضاً في حالة عدم وجود نوبة قلبية، ويمكن إنعاش الشخص الذي يعاني من السكتة القلبية من خلال الإنعاش القلبي الرئوي (CPR) واستخدام مزيل الرجفان، والذي يعيد القلب للنبض.

كيف تتجنب النوبات القلبية في فصل الشتاء؟

مع بدء درجات الحرارة في الانخفاض، تبدأ مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية في التصاعد. ويقول الدكتور راندال زوسمان، طبيب القلب لدى مستشفى ماساتشوستس العام التابع لجامعة هارفارد الأمريكية: “يخلق الطقس البارد في بعض الأحيان عاصفة من العوامل الخطيرة لمشكلات القلب والأوعية الدموية“.

ينشأ كثير من هذه المخاطر مما يسميه الدكتور زوسمان “سوء التوافق بين العرض والطلب”؛ إذ يمكن للطقس البارد أن يقلل من إمدادات الدم الغني بالأكسجين إلى عضلة القلب. كما يمكن أن يضع الإنسان في حالة يُجبر القلب فيها على العمل بنشاط أكبر، ونتيجة لذلك، فإن القلب يحتاج مزيدا من الدم الغني بالأكسجين. ومثل سوء التوافق هذا، أي العرض القليل من الأكسجين إلى القلب مقترنا بالطلب الكبير على الأكسجين من القلب، يعرضه إلى نوبة قلبية محتملة“.

هنا بعض الحالات الكثيرة التي يمكن أن تؤدي إلى النوبات القلبية خلال الأشهر الباردة وكيفية تقليلها

كيف تتجنب الأمور المؤدية للنوبات القلبية في فصل الشتاء؟

  • فرط الإجهاد
  • خطر التعرض للبرد
  • خطر السخونة المفرطة
  • الإنفلونزا
  • عدم تناول الأدوية
  • عادات صحية في فصل الشتاء.

فرط الإجهاد

يسبب فصل الشتاء أحيانا للبعض حالة من فرط الإجهاد؛ حيث يمشي المرء بنشاط في وجه الرياح القوية، وينظف الممشى، ويدفع السيارة خارج الجليد. ويزيد الإجهاد من طلب القلب على الأكسجين. ويقول الدكتور زوسمان: “إذا كان هناك انسداد في شريان القلب مما يقلل من تدفق الدماء إلى عضلة القلب، فقد لا يكون العرض الموجود كافيا للوفاء بالطلب”. وكثيرون من الناس لديهم انسداد في الشرايين، لا يعلمون عنه شيئا.

الحل:

  • كن حذرا بشكل خاص من إجهاد نفسك في الخارج خلال فصل الشتاء خصوصًا إذا كانت لديك عوامل الخطر للإصابة بأمراض القلب مثل التدخين، ضغط الدم المرتفع، ارتفاع مستوى الكولسترول، مرض السكري، التاريخ العائلي والبدانة.

خطر التعرض للبرد

عندما يتعرض الجسد على نحو مفاجئ لدرجات الحرارة المنخفضة، فإن الأوعية الدموية في الجسد تبدأ في التقلص.

الحل:

  • لا تخرج من الباب دون ملابسك الشتوية كاملة
  • ارتد معطفك، قبعتك وقفازاتك

خطر السخونة المفرطة

في حين أن من المهم أن ترتدي الملابس الدافئة في الطقس البارد، فمن المهم أيضا تجنب السخونة المفرطة؛ على سبيل المثال، الناتجة من النشاط البدني.

إذا تعرضت للسخونة المفرطة في الشتاء، فسوف يحتاج الجسد إلى التخلص من تلك الحرارة الزائدة. وقد تحول الملابس الكثيرة دون ذلك، ما يجعل الأوعية الدموية تتمدد، مما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم بشكل كبير.

عندما ينخفض ضغط الدم، يمكنه تقليل إمدادات الدم إلى القلب، ما يؤدي إلى احتمال الإصابة بالنوبة القلبية.

الحل:

  • ارتد الملابس على طبقات، وإذا ما بدأت في التعرق، اخلع طبقة من طبقات الملابس حتى يبرد جسمك قليلًا، ثم استبدل تلك الطبقة
  • الدخول إلى المنزل وتناول قسط من الراحة عند حدوث السخونة.

الإنفلونزا

إن نوبة من الإنفلونزا الموسمية يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بنوبة قلبية لدى الناس الذين يعانون بالفعل من أمراض القلب.

يمكن للإنفلونزا أن تسبب الحمى، التي تجعل القلب ينبض بوتيرة أسرع (مما يزيد من طلب القلب على الأكسجين).

يمكن للإنفلونزا أن تسبب الجفاف أيضًا، الذي قد يقلل من مستوى ضغط الدم (أي خفض إمدادات الأكسجين إلى القلب).

الحل:

  • حاول تجنب الإنفلونزا بغسل اليدين دائما بالماء والصابون، والحصول على لقاح الإنفلونزا. وإذا ما أصبت بأعراض الإنفلونزا، مثل ارتفاع درجة حرارة الجسم، أو السعال، أو آلام الجسم، فاتصل بالطبيب على الفور
  • وتناول الأدوية المضادة للفيروسات التي يصفها لك. وتجنب الجفاف بتناول كثير من السوائل، أو تناول الأطعمة الغنية بالماء مثل الفاكهة أو الحساء.

عدم تناول الأدوية

قد يمنعك الطقس البارد جدا من متابعة زيارة الطبيب الخاص بك أو الحصول على الأدوية المقررة في ميعادها.

إذا لم تتناول الأدوية الخاصة بك، ولم تتحكم في ضغط الدم لديك بصورة كافية، فقد يزيد ذلك من حتمال الإصابة بالنوبة القلبية.

الحل:

  • في أشهر الشتاء، من الأفضل أن تكون لديك كمية كافية من الأدوية حتى لا تنفد منك في حالة سوء الأحوال الجوية في الخارج.
  • لا تنتظر حتى آخر دقيقة للحصول على ما يكفيك من الأدوية، خصوصا إذا كان الطقس السيئ يجعل من وسائل النقل مشكلة.

عادات صحية في فصل الشتاء

يمكن لفصل الشتاء أن يكون له تأثير سيء على العادات الصحية الجيدة. وقد يمنعك الطقس من ممارسة الرياضة بشكل منتظم.

قد تؤدي حفلات العطلات إلى تناول كثير من السعرات الحرارية، أو مزيد من الدهون الضارة، أو مزيد من الطعام المملح.

حاول المحافظة على العادات الصحية السليمة مع عدد قليل من الترتيبات الشتوية:

  • ابدأ برنامج التمرينات الرياضية في المنزل، أو تمشى داخل مركز التسوق المحلي القريب.
  • تجنب الإفراط في الأكل أثناء الحفلات، وتناول وجبة صحية خفيفة قبل الذهاب إلى الحفل من أجل تقليل شهيتك لتناول الأطعمة غير الصحية، واستخدم أطباقا صغيرة الحجم، وتجنب تناول الكحوليات، وتجنب الجلوس طويلا على مائدة الطعام.

 

السابق
رأب الصمام بالبالون
التالي
تدبير التبول الليلي عند الأطفال

اترك تعليقاً