صحة عامة

الاهتمام واللامبالاة وتأثيرهما على سلوك الإنسان

الاهتمام واللامبالاة وتأثيرهما على سلوك الإنسان

الامبالاة حسب علم النفس هي حالة وجدانية سلوكية، معناها أن يتصرف المرء بلا اهتمام في شؤون حياته أو حتى الأحداث العامة كالسياسة وإن كان هذا في غير صالحه. مع عدم توفر الإرادة على الفعل وعدم القدرة على الاهتمام بشأن النتائج..

ما معنى كلمة اللامبالاة؟

1.عدمُ مُبالاةٍ واكْتِراثٍ، قِلَّةُ اهْتِمامٍ بشَخْصٍ أو بقضيَّة، إهمال، فِقْدانُ الشُّعورِ والتَّأثُّرِ.
“أجاب بلامُبالاة”
2.اسْتِخفافٌ بأمرٍ وعدمُ تعليق أَيَّة أَهمِّيَّة عليه أو عدمُ أَخْذه بعين الاعْتِبار، قِلَّةُ اكْتِراث والْتِفات.
“لامُبالاةٌ بالخَطَر”

فلسفة اللامبالاة

إن كنا نريد للامبالاة أن تعيننا على الألم في الحياة. أحيانًا تكون اللامبالاة أشبه باللعبة التي يمكن أن نلعبها مع الحياة والكون، فعندما تكون أحزاننا الصغيرة مهيمنة على عقولنا، مطبقةً على أنفاسنا يمكن أن ننظر إلى سعة الكون وغموضه لنلتمس العزاء بأن هناك كونٌ شاسعٌ يدور فيما نظن بأنّ كل شيء متوقف في لحظة الألم والحزن تلك. أما إن أرهبتنا سعة العالم وشعرنا بالتعب من تناهي عقولنا أمام هذا اللامتناهي أمكننا أن ندير ظهورنا بلامبالاة صارخة تجاه كل ما في الكون لننشغل بشؤوننا الصغيرة التي قد تحقق بمحدوديتها شيئًا من الرّاحة والأنس.

وهكذا يمكن أن تكون اللامبالاة في أكثر صورها عمليّةً، استراتيجة أو فلسفة أو لعبة يمكن أن نلتمس بها القوّة، ولعلّ أفضل ما قاله الأديب الكبير مصطفى صادق الرافعي: “أقول لك (عدم المبالاة) فافهم عنّي فإني أريدُ أن تحفظَ هذه الكلمة وتعيها من بوادي هذا الحبّ إلى تَواليه إلى أعقابه. إنَّ عدمَ المبالاةِ يكون في بعض الأحيان، وفي بعض الأمور هو كل ما تكلّفنا بهِ الطّاقة البشرية من المبالاة”.

عندما تصل إلى مرحلة اللامبالاة

يعرّف بعض المتخصصين في علم النفس اللامبالاة بأنها شعور يشبه تماما الوقوع في الحب. فخوض تجربة اللامبالاة هو السبيل الوحيد لمعرفة ماهية هذا الشعور، مثله مثل الحب. ومن المفارقات التي تجعل من اللامبالاة (الفتور أو عدم الاكتراث) إحساسا فريدا من نوعه هو أنه شعور “اللاشعور”، أي أنه تعبير جامد عمّا يمكن أن يعانيه الفرد كرد فعل على خسارة شيء مهم في حياته أو افتقاده الدافع والمحرك لفعل شيء أو حتى انتظاره وترقّبه، وخاصة حين تركن المشاعر في زاوية بعيدة عن النفس وتقفل أبوابها عليها، فتترك تعبيرا بليدا على ملامح الوجه.

وبغض النظر عن المسببات، فإن العامل المشترك هو فقدان الشخص لأسباب سعادته أو فشله في أمر حيوي وأساسي، كفقدانه مثلا الإيمان بأشياء كان يؤمن بها ويعلق عليها آماله، وخاصة في ظل عدم وجود الرغبة والدافع لتحقيق شيء بديل أو تعويض هذه الخسارة، إذا أن الطاقة العقلية والجسدية تستنفد تماما مع ما يرافق شعور اللامبالاة أو الفتور من حدوث اكتئاب حاد، قد يعطل بدوره أي استجابة لفعل شيء أو لتغيير واقع غير مرغوب فيه.
ويرى متخصصون أن هناك بعض المؤشرات الشخصية التي توحي بمعاناة بعض الناس من شعور اللامبالاة أو عدم الاكتراث هذا، سواء أكانت عارضا واحدا أم عدة عوارض ومنها وقوع الشخص تحت تأثير الأفكار السلبية، وعدم ثقته بقدرته وكفاءته، وخوفه من محاولة القيام بأي عمل جديد وتردده أكثر من مرة بصورة غير مبررة في محاولة منه لتجنب الفشل.

وفي حين، لا يظهر هذا الشخص أي تعاطف مع الحوادث التي تصيب الناس المقربين منه، فإنه أيضا لا يبدي أي تعاطف مع الكوارث والتغيرات التي تحدث على المستوى المحلي أو العالمي، والاكتفاء بموقف المتفرج أو حتى الساخر الذي يبدو وكأنه يعيش في غرفة زجاجية تفصله عن العالم الخارجي وما يحدث فيه. وهنالك تفاصيل يومية أخرى لا تقل أهمية عن ذلك، مثل الشعور بالملل الدائم في مكان العمل، وعدم الرغبة في قضاء أوقات طيبة مع الأهل أو الأصدقاء كمشاهدة عرض مسرحي أو الذهاب إلى مطعم مفضل، وبدلا من ذلك فإن هؤلاء الأشخاص يفضلون الانشغال بأداء أعمال غير مهمة وغير مثمرة لقتل أوقات الفراغ، كممارسة ألعاب الفيديو والجلوس مطولا أمام شاشة التلفزيون أو الكمبيوتر من دون هدف محدد بل والاستمتاع بتناول الأطعمة غير الصحية من دون أي شعور بالذنب، وسط تعاظم الشعور بالملل واللامبالاة.

أشعر بلا مبالاة

يجب ألا نخلط بين عدم المبالاة والكسل. تتضمن خصائص عدم المبالاة ما يلي: انعدام العاطفة، أو المشاعر، أو الحماس، أو الاهتمام، أو الاحترام أو حجبها. يتشعّب سبب المشكلة عادة بحيث يصعب فك تشابكه. قد يرجع السبب إلى مواجهة الشخص لخسائر متكرّرة، أو لرفض قاطع، أو لشعور مستمر بالإحباط. يؤدّي التعرّف على أسباب سلوكك وتصميم خطة للتغيير وتنفيذها إلى خلق زخم يمكّنك من عيش الحياة التي ترغب بعيشها.

مرحلة التبلد واللامبالاة

علاج تبلد المشاعر والأحاسيس يمكن علاج تبلد المشاعر والأحاسيس بالعديد من الطرق، منها طرق وفائية، ومنها طرق علاجية وسلوكية نفسية، بشرط أن تتم على يد متخصصين نفسيين، كما يستطيع الشخص أن يُساعد نفسه أيضًا، وأهم طرق العلاج ما يأتي:

  • محاولة طَرد الأفكار الوسواسية وممارسة العديد من النشاطات اليومية التي تُشغل الشخص عن التفكير بما هو سلبي.
  • الاهتمام بالجانب الديني الروحاني والمواظبة على قراءة القرآن الكريم بشكلٍ يومي.
  • التقرب من الأصدقاء والخروج معهم للترفيه والترويح عن النفس.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، لأن الرياضة تسهم بطرد الأفكار السلبية. ممارسة الأنشطة والهوايات المحببة إلى النفس مثل: الرسم والقراءة والرقص وسماع الموسيقى وغير ذلك.
  • استشارة طبيب نفسي مختص والبدء بعلاج معرفي سلوكي. تناول بعض الأدوية التي يصفها الطبيب المختص، بشرط أن تكون أدوية لا تسبب الإدمان.
  • استنشاق الروائح العطرية التي تنعش النفس، والخروج للهواء الطلق والاستمتاع بالطبيعة.

اللامبالاة في العمل

بعض من الموظفين والموظفات سواء كانوا في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص إذا ما كان الكثير لا يعيروا أهمية لتطوير أنفسهم، أو البحث عن بيئات عمل محفزة على الإبداع، حيث يفضلون البقاء على ما هم عليه، لتخوفهم من التغيير وتبعاته المادية والنفسية، إلى جانب أن البعض يتعاملون مع مسألة التطوير بشكل سلبي، كما أن هناك من قد يرفضون هذا التغيير.

ومن الملاحظ أن الكسل والاستهتار والميل إلى الحصول على الراحة وعدم وجود أو ضعف الدافع والطموح يعد من أهم الأمور التي تجعل الموظفين لا يهتمون بالتغيير، ولا يحاولون تطوير ذواتهم ومؤسساتهم، وذلك يعود إلى عدم علمهم وتيقنهم بفوائد ومنافع التدريب المهني والإداري، فكل إنسان له جوانب إيجابية، يجب صقلها، والمسؤولون في القطاعين الحكومي والخاص لهم دورهم الكبير في نشر الحماس بين الموظفين، والتنافس بينهم، والاهتمام بمهاراتهم الصغيرة والكبيرة. يحاول البعض التقليل من أهمية العمل كقيمة مثلى في الحياة، وأن الرهان على ساعات العمل والإنتاجية يخضع للرغبة والمزاج والهواية في اللامبالاة والاستهتار، بفعل وجوهر العمل كواجب مقدس وطموح يسعى لنيله الغالبية العظمى من أبناء البشر.

وتعد اللامبالاة أسوأ مرض اجتماعي ينخر جسد المجتمع، فهروب صاحبها المتعمد من الالتزامات والواجبات تجاه عمله، والآخرين، يعرقل عملية التنمية، ويعرقل عملية التجديد والتغيير للأفضل. وللأسف البعض أدمغة نائمة بإرادتها، لا تفكر إلا في ذاتها، ومصالحها، غارقة في بحور الأنانية والسلبية وحب الذات، وهذا سلوك اللامسؤولية، أكثر سوءاً من السلوكيات المرفوضة كلها، حالة غريبة ومزعجة من الفردانية والتقوقع حول الذات، وانعدام التفاعل، وتوافرت صفات الإهمال في ذات أدائها الشخصي، غير متعاونة، ولا تهتم بمصلحة المؤسسة التي تعمل بها، فأهملت التفاعل وأساءت العمل.

وبلا شك يتضرر الوطن من المتكاسل اللامبالي، الذي يهمل الأعمال أو يؤخرها، فالتقليل من القدرات يؤدي إلى الفشل ونشر الطاقة السلبية، والنجاح والرغبة في الإنجاز تنبع من داخل الشخص نفسه، وإيمانه بقدراته، كما على كل شخص يشعر بالإحباط التركيز على مميزاته، ومن أكبر الأخطاء أن ينظر الشخص لنفسه بوصفه شخصاً عادياً وغير مؤهل ذهنياً وجسدياً للعمل، فكل إنسان له جوانبه الإيجابية. وبالتالي فإن نشر الحماس بين الآخرين، والاهتمام بالمهارات الصغيرة والكبيرة، والابتعاد عن الشخصيات المتشائمة، من أهم خطوات علاج اللامبالاة، وذلك من خلال استمداد طاقة الحماس من الشخصيات الإيجابية والابتعاد عن الشخصيات التي تميل إلى التشاؤم والتركيز على المشاكل والسلبيات، والاقتراب دوماً من الشخصيات التي تحث على الاجتهاد والعمل والتفاؤل، وأخيراً التمسك بالحماس فهي السمة الثابتة التي تميز الشخصية القوية، وهي السبيل الأكيد للنجاح.

مقالات عن اللامبالاة

أسباب اللامبالاة عند الأطفال

أسباب وصول الإنسان إلى حالة اللامبالاة تكون:

1. إما أسباباً نفسية نتيجة للمرور بمواقف صعبة ومؤلمة، كالإحباط بسبب الفشل المتكرر، فقدان الأحبة، الأمراض النفسية.

2. أو أسباباً عضوية/ فيسيولوجية مثل: نقص الفيتامينات، التعب العام، الكسل والخمول، العته والزهايمر أيضاً، المخدرات، والاضطرابات العقلية، ولكنها في جميع الحالات يمكن السيطرة عليها وعلاجها أيضاً.

3. أو أسباباً تخلّفها البيئة والمحيط من أهل وأصدقاء: مثل تعرض الوالدين والكبار من الأخوة والأقارب لفشل (أو إخفاق) متكرر، أو الخمول الذي يسود أسرة أو محيطاً بأكمله، أو الإهمال والحرمان العاطفي والمادي كذلك.

السابق
زيت جولد ميدال الطبي لتخفيف آلام العضلات والمفاصل – gold medal medicated oil
التالي
زيت خروع يستعملُ لتفريغ الأمعاء لتحضيرها لعملية تنظيرية أو جراحيه – castor Oil

اترك تعليقاً