أدوية

الأحلام وتداعياتها النفسية

الأحلام وتداعياتها النفسية

تعتبر الأحلام (بما فيها أحلام اليقظة) نوعاً من النشاط العقلي الذي يحدث داخل المخ خلال النوم. ويتفاوت محتوى الحلم من أفكار وصور بسيطة، الى قصص مطولة يصعب التفريق بينها وبين الحقيقة، وقد تتضمن الكثير من النشاط الجسدي. تضم الأحلام، من وجهة النظر النفسية، أحلام النوم وهي المشاهد والمواقف التي نراها ونعايشها اثناء النوم، كما تضم احلام الحياة التي تعبر عن تطلعاتنا وامنياتنا التي نسعى الى تحقيقها في المستقبل.

وتعتبر الاحلام من الظواهر الصحية المهمة لاحتفاظ عقلنا بلياقته أثناء النوم حتى لا يتكاسل حين نعود الى اليقظة. ونحن في ممارستنا للطب النفسي نلاحظ أهمية الأحلام من خلال ارتباطها بالحياة النفسية للمرضى والأصحاء على حد سواء، ومن خلال ما تعنيه بالنسبة للصحة النفسية حتى لو كانت مجرد أحـلام غامضـة. وبالنسبة لنـا – كأطباء نفسيين- فإن الحلم سواء كان من احلام النوم او من احلام اليقظة او من احلام الحياة يمثــل “الباب الملكي” لقراءة وفهم كثير مما يدور داخل العقل الباطن. وفي هذا الموضوع محاولة لإلقاء الضوء على بعض الجوانب النفسية للأحلام.

وهناك اضطرابات عدة قد تصاحب الأحلام مثل “الجاثوم” (شلل النوم) وغيره، ولكن قبل التطرق لها، يتطلب منا أن نقدم شرحاً مبسطاً لآلية الأحلام حتى يتمكن القارئ من فهم هذه الاضطرابات.

علم الأحلام

هو الدراسة العلمية للأحلام. يسعى البحث الحالي إلى الارتباط بين الحلم والمعرفة الحالية حول وظائف الدماغ ، وكذلك فهم كيفية عمل الدماغ أثناء الحلم فيما يتعلق بتكوين الذاكرة والاضطرابات العقلية. يمكن تمييز دراسة الأحاديات عن تفسير الأحلام حيث أن الهدف من ذلك هو إجراء دراسة كمية لعملية الأحلام بدلاً من تحليل المعنى الكامن وراءها.

آليات الحلم
يحدث الحلم بشكل رئيسي أثناء نوم حركة العين السريعة، وشهدت عمليات مسح الدماغ التي سجلت نشاطًا في المخ نشاطًا كثيفًا في الجهاز الحوفي واللوزة الدموية خلال هذه الفترة. على الرغم من أن البحث الحالي عكس الأسطورة القائلة بأن الحلم يحدث فقط أثناء نوم الريم، فقد أظهر أيضًا أن الأحلام المبلغ عنها في حركة العين غير السريعة (NREM) وحركة العين السريعة (REM) تختلف من حيث النوعية والكمية، مما يشير إلى أن الآليات التي تتحكم في كل منهما مختلفة.

أثناء نوم الريم ، نظّر الباحثون أن الدماغ يمر بعملية تُعرف باسم الانتعاش الفعّال التشابكي. يُلاحظ ذلك على أنه يلوح بموجات الدماغ أثناء إطلاق النار في دورات بطيئة بمعدل حوالي 14 هيرتز، ويُعتقد أنه يخدم غرض توحيد الذكريات الحديثة وتعزيز الذكريات القديمة. في هذا النوع من تحفيز الدماغ، فإن الحلم الذي يحدث هو نتيجة ثانوية لهذه العملية.

هل كثرة الأحلام مرض نفسي

إن هذه الأحلام هي مقتطفات من عواطفنا وأحاسيسنا وخبراتنا ومخاوفنا وقلقنا وسرورنا ورضانا وغير ذلك. وهذه المقتطفات تظهر في صورة واحدة لا يمكننا تفسيرها دائما. وكلما كانت العواطف أكبر، تكون الصورة أسطع. وهذا يرتبط بدرجة ما بالحالة النفسية للإنسان.

ولكن الحلم ليس تشخيصا لمشكلات نفسية، بل بحسب الأطباء، يعد اضطراب النوم دليلا مباشرا على اضطراب الحالة النفسية للشخص. ويقول البروفيسور في الطب النفسي والسلوكي موريس أوهايون، إن 50% من حالات اضطراب النوم لها علاقة بالاضطرابات النفسية: العصبية، القلق، الاكتئاب، والأمراض العصبية التنكسية والفصام.

تفسير حالات نفسية

الأحلام السعيدة والكوابيس العابرة أمر طبيعي يشير إلى الاستقرار النفسي أو الضغط العصبي، إلا أن تكرار حدوث هذه الأحلام ربما يرتبط بالحالة النفسية والعقلية للشخص.
أكدت ميشيل كار، الأستاذة والباحثة في معمل جامعة سوانسي للنوم، أن الأحلام والكوابيس ترتبط ببعض الاضطرابات النفسية والعقلية، والتي يمكن من خلالها الكشف عن حالة الشخص، وذلك في مقال نشرته بموقع “psychology today” المعني بالصحة النفسية.
الاكتئاب
يتحدث مرضى الاكتئاب عن أحلام ترتبط أكثر بالحالة المزاجية السلبية، وتحتوي على أحداث مليئة بمزيد من الفشل والمصائب، إلى جانب بعض العناصر المعبرة عن الموت، خاصة لدى مرضى الاكتئاب الذين يعانون من أفكار أو سلوكيات انتحارية.وعادة ما يلعب مريض الاكتئاب دورًا سلبيًا بشكل نسبي في الحلم، وتصبح أحلامه أقل غرابة أو انفصال عن الواقع، وقليلًا ما يتذكر الحلم أو يتحدث عن تفاصيله، حيث أجريت إحدى الدراسات على مرضى الاكتئاب في الـ5 دقائق التي استيقظوا فيها بعد نوبة نوم حركة العين السريعة، ما يعد الوقت الأمثل لتذكر الحلم، لكن المشاركين لم يتمكنوا من فعل ذلك، الأمر الذي يدل على سطحية الأحلام لدى المصابين بالاكتئاب.
الشيزوفرينيا
تحتوي أحلام مرضى الشيزوفرينيا على مستويات عالية من القلق والمشاعر السلبية والعداوات، بل ويرون كوابيس أكثر من الأشخاص الأصحاء، إلى جانب ظهور عدد أكبر من الغرباء والشخصيات غير المألوفة في أحلامهم، ولا يعد صاحب الحلم هو الشخصية الأساسية، ما يعكس الأوهام الاضطهادية التي يعاني منها مرضى الشيزوفرينيا في يقظتهم.
اضطراب الشخصية
يعاني مرضى اضطراب الشخصية من مزيد من الأحلام السلبية، إلى جانب مزيد من الضغط النفسي أثناء الحلم وبعد الاستيقاظ، كما يشير بعض الباحثين إلى احتمالية ارتباط الكوابيس المزمنة بخبرات سيئة وصدمات خلال فترة الطفولة، ما يؤدي إلى ظهور اضطراب الشخصية.ووجدت إحدى الدراسات أن مرضى اضطراب الشخصية يظهرون بشكل أكثر وداً وأقل عدوانية في أحلامهم، مع وجود مستويات عالية من الإحساس، وتظهر الكوابيس المليئة بالضغط العصبي والقلق حسب المستويات الحالية من الضغط.
هل هذه الأحلام مفيدة لمرضى الحالات النفسية؟
وأوضحت ميشيل كار في مقالها أن نمط الأحلام يمكن أن يساعد الطبيب على تحديد الحالة النفسية للشخص، فعلى سبيل المثال، تساعد الأحلام المليئة بالموت لدى مرضى الاكتئاب على علاج الأفكار الانتحارية للشخص، وعند ظهور عناصر إيجابية في الحلم، فإن ذلك يشير إلى نجاح العلاج

تفسير حلم المرض النفسي

معاني الأحلام عن الشخص بالمرض النفسي. تفسيرات الحلم حول الشخص بالمرض النفسي. وهناك تفسيرات :

العلاج النفسي تنجم بعض اضطرابات النوم كالكوابيس والأحلام المزعجه والمشي أثناء النوم والتكلم أثناء النوم من المشكلات والصراعات غير المحلولة والخبرات المحيطة ولذلك ينبغي أن يخضع الفرد للعلاج النفسي حيث يتم من خلال عملية التفريغ الانفعالي والتداعي الحر للتعرف على مثل هذه الصراعات ومحاولة تفسيرها للمريض ومن ثم زيادة استبصاره بها وهو ما يساعده على العودة إلى النوم الطبيعي .

الجاثوم: مشتق من قولنا: جثم الإنسان أو الحيوان جثوما , ومعناه لزم مكانه فلم يبرح ,أو معناه : لصق بالأرض فهو جاثم. وهو الكابوس ويسمى الجثام وورد في القران:( فأصبحوا في دارهم جثمين ) ( الأعراف: 78 ‏) وهذا لفظ عربي ويسمى الباروك والنئدلان , وقد يكون بصورة ضغط يقع على صدر النائم لا يقدر معه أن يتحرك(1). ‏ولتوضيح هذا الأمر , أشرحه لكم بما إذا رأى إنسان في منامه ما يسمى بالجاثوم وصفته أن يحس النائم بشي ء يكتم على نفسه , ولا يستطيع منه خلاصا , ويحاول الاستيقاظ , ولا يستطيع إلا بعد محاولات مضنية ،فيستيقظ وقد بلغ به التعب مبلغأ شديدا وتعرق وجهة , واضطرب نفسه , ويشعر من جاءته هذه الحالة أنه كالمشلول قبل الاستيقاظ , ويتمني أن يقوم أحد بتحريكه , ولا شك أن هذه الحالة إن أصابت الإنسان يقوم من نومه فزعا. ‏وكان صلي الله علية وسلم يعلم أصحابه عند الفزع هذا الدعاء:أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه ومن شر عباده ومن شر همزات الشياطين , وأن يحضرون (2). ‏وقد ورد في الاستعاذة من التهويل في المنام ما أخرجه مالك قال: بلغني أن خالد بن الوليد قال: يا رسول الله , إني في المنام . ‏قال صلى الله عليه وسلم : قل : أعوذ يكلمات الله التامات من شر غضبه وعذابه وشر عبادة , ومن همزات الشياطين , وان يحضرون (3) . ‏وهنا المتأمل في هذه الأحاديث يلحظ أن الرسول صلي الله علية وسلم يوجه العبد عند رؤيته لمثل هذه المنامات المزعجة , والكوابيس , يوجهه للالتجاء إلى الله والاستعاذة به من شر غضبه وعذابه , ومن همزات الشياطين وأذاهم , لكي لا يحضروا عنده , ومن اعتصم بالله عصمه الله. ‏ولا شك أن التأمل لحال الناس اليوم يلحظ عند أغلبهم البعد عن الله والركون إلى الدنيا وملذاتها والبعد عن كتاب الله والأوراد المأثورة , واستبدالها بالاستماع إلى المعازف والأغاني ، حتي أن بعض الشباب ينام وسماعة الموسيقى في أذنيه وهل مثل هذا ستحضر عنده الملا ئكة وتتنزل عليه الرحمة ؟ ‏بل ان المساجد اليوم صارت تعج بالمعازف , فأصبحت وكأنها لاحرمة لها ; وهذا بسبب أجهزة الجوال التي صارت أغلب نغماتها عبارة عن مقطوعات موسيقية تؤذي مسامع المصلين أثناء صلاتهم , والتي قد يتسبب أصحابها بمنع نزول الرحمة وحضور الملائكة.

حلمت أحلام مخيفة

أسباب الأحلام المزعجة

  • انخفاض نسبة السكر في الدّم أثناء النوم.
  • تناوُل الخمر والكحول أو في مرحلة التوقف عن تناوُل هذه الكحول بما تسمى بمرحلة الانسحاب.
  • تناوُل بعض الأنواع من الأدوية مثل مضادات الاكتئاب أو المضادات الحيوية او أدوية القلب، التي تعتبر رؤية الكوابس من
  • الأعراض الجانبيّة لتناولها، أو في مرحلة التوقف عن تناول بعض الأنواع من الأدوية بشكلٍ مفاجىء.
  • التعرّض للضغط النفسي الشديد سواء بسبب المشاكل العائلية أو الاجتماعيّة أو الاقتصادية أو العاطفية.
  • التفكير بطريقةٍ سلبيةٍ قبل النوم مباشرة، حيث إنَّ العقل الباطن يُبرمج حسب ما يرده من أفكارٍ، وعند التفكير بطريقةٍ
  • سلبية فإنه سيخزِّن هذا الشعور ويخرجه أثناء النوم.
  • النوم بعد تناوُل الوجبات الدسمة.
  • شرب كمياتٍ كبيرةٍ من الكافيين الموجود في القهوة والشاي والمشروبات الغازية والشوكولاتة.
  • النوم على الظهر أو على البطن أو على الجانب الأيسر، فالأصح هو النوم على الجانب الأيمن.
  • الاختلالات في النواقل العصبية التي تؤدي إلى اختلالاتٍ في النوم ويطلق عليها النظرية الكيميائية الحيوية.
  • زيادة الوزن والسلوكيات الغذائيةِ السيئة، فقد أثبتت الدراسات أنه كلّما زاد الوزن فإن فترة الأحلام المزعجة تزداد.

طرق التخلص من الأحلام المزعجة

  • اتباع بعض السلوكيات التي حثنا عليها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم مثل: عدم النوم قبل تأدية صلاة العشاء، والنوم على طهارة، ونفض الفراش قبل النوم ثلاثاً، وقراءة أذكار النوم والمعوذات قبل النوم، والنوم على الجانب الأيمن مع وضع باطن الكف تحت الخد.
  • الابتعاد عن تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين بمدةٍ لا تقل عن ست ساعاتٍ.
  • الابتعاد عن تناول الأكلات الدسمة قبل الخلود إلى النوم.
  • الابتعاد عن الضغوطات النفسية ومحاولة تفريغها بالطرق المختلفة.

اخاف من الأحلام والموت!

يعاني الكثير من الناس مشكلة الأحلام المزعجة والكوابيس الدائمة أو المتباعدة، وتوضِّح الدراساتُ أنَّ فرداً بين اثنين يُعاني من مِثل هذه الأحلام كلَّ ليلةٍ، وبنسبةٍ مرتفعةٍ للفتراتِ المتباعدةِ تصلُ إلى ثمانٍ بالمائة عند البالغين، وترتفع إلى نحو خمسين بالمائة عند الأطفال دون سنِّ الدِّراسة وبين الثالثةِ إلى السَّادسة من أعمارهم تحديداً، ويُعلَّلُ ارتفاع النِّسبةِ عند الأطفالِ لأسبابٍ عديدةٍ تتعلَّقُ بالوضع الصحِّي والنفسي والاجتماعي والأمني للطفلِ، وغير ذلك ممّا يُعايشه الطِّفل يومياً، فأمراض الجهاز التنفسي مثلاً تساعد في ارتفاع نسبة التعرُّض لمثل هذه الأحلام، كما أنَّ التغيُّرات التي يواجهها الطفل أثناء مراحله المبكرة؛ كدخول الدراسة، أو محاولة التأقلم مع الأصدقاء الجدد، والانتقال بالمسكن، ومشاكل الوالدين أو طلاقهما تولِّد لديه جميعها ضغطاً عصبياً مزعجاً يُعبَّر عنه بالكوابيس الليليَّة والأحلام المُزعجة. وفي الغالب، فإنَّ الحالم بالكابوس أو المتعرِّض للأحلام الزعجة يدخل في حالة الخوف من النَّوم كنتيجة لخوفه من التعرُّض للأحلام مرةً أخرى أو خوفه من العودة للحلم ذاته ومعايشةِ أحداثه ومشاهده، فتسيطر عليه مشاعر الخوف والحزن والقلق وممانعة النوم؛ تفادياً للتعرُّض للحلم مرة أخرى، وقد لا يشعر الكثير من النَّاس بأهميَّة الأحلام المزعجة أو لا يولّدون نحوها شعوراً؛ لندرة حدوثها لديهم أو تباعد فتراتها، غير أنَّ البعض يتأثَّر بها بشكلٍ كبيرٍِ، وقد يتولَّد لديهم مضاعفاتٍ نفسيَّة أو أزماتٍ سلوكيَّة يصاحبها الأرق المزمن والخوف من النَّوم، كما قد تتشكَّل لدى البعض فكرة الانتحار لشدَّة الضغط النَّفسيِّ المتكوِّن عنها.

علاج وسواس الأحلام

لجأ الإنسان لتفسير الأحلام منذ قديم الزمان وبرع في ذلك، فلا أحد منا ينكر أن لأحلامنا دلالات مهمة، كما أن هناك من الناس من يرى رؤيا صادقة وكأنها تكون بمثابة إشارة لشيء ما. فالأحلام تساعدنا على أن نعرف كل ما يجري في داخلنا ومن حولنا وأن نتنبأ بمستقبلنا، ولعل أسهل طريقة لمساعدتنا على ذلك هي تفسير الأحلام، ولكن إن زاد الموضوع عن حده وتحول إلى وسواس وهوس فإنه يستدعي العلاج؛ ولمساعدتك في التخلص من هوس تفسير الأحلام اتبع النصائح التالية:

  • لا بد أن نعرف بأن هوس تفسير الأحلام يشبع لديك رغبة معينة كالتنبؤ بالمستقبل أو يشعرك بأنك مسيطر على نفسك وعلى ما يجري حولك مما يعطيك الطمأنينة مثلاً، لذلك عليك أن تجد عادة أخرى مكانها تشبع نفس هذه الرغبات التي تشبعها لك عادة تفسير الأحلام بشكل مبالغ فيه، فلا بد من إحلال عادة إيجابية مكان أي عادة نود التخلص منها، ومن هنا تجد كثيراً من الأشخاص يفشلون في التخلص من عاداتهم السلبية إن لم يستبدلوها بأخرى إيجابية من شأنها إشباع نفس الحاجات التي تشبعها تلك العادات السلبية.
  • عالج السبب وراء هوس تفسير الأحلام: فإن كان السبب هو كثرة الكوابيس فتعلم كيفية الحصول على نوم صحي دون كوابيس، وإن كان السبب هو الملل ووقت الفراغ فاشغل وقتك، وإن كان السبب هو انغماسك في التوتر والضغط النفسي فتعلم تقنيات تساعدك في ذلك…
  • ابتعد عن محفزات الرغبة بتفسير الأحلام الزائدة عن حدها لديك، فإن كان لديك تطبيق مختص بتفسير الأحلام في هاتفك النقال فاستغنِ عنه أو لا تسمح لنفسك باستخدامه أكثر من مرة واحدة أسبوعياً، وإن كنت تلجأ لتفسير الأحلام أثناء جلوسك مع أصدقاء معينين فقلل من اختلاطك بهم أو على الأقل اطلب منهم مساعدتك.
  • استعن بأشخاص لتشجيعك: فمن المفيد أن تقول لأصدقائك أو أحد أفراد عائلتك بأنك تريد التقليل من هذه العادة لمساعدتك على ذلك.
  • حاول التعرف على أشخاص ليس لديهم هوس تفسير الأحلام: وذلك لمساعدتك على التخلص من هذا الهوس.
  • تخيل حياتك وقد تخلصت من هوس تفسير الأحلام: بالتأكيد ستتحسن حياتك وسيصبح لديك المزيد من الوقت والطاقة لعمل أمور أكثر فائدة.
  • تعود على سلوكيات جيدة قبل النوم: كتذكير نفسك ببعض الأمور الحسنة التي حصلت خلال يومك، وعدم تناول الطعام الدسم قبل النوم، وتناول العشاء قبل النوم بساعتين على الأقل، والاسترخاء التام قبل النوم، ولا شك أن قليل من الروحانيات تساعدك كثيراً أيضاً.
  • تعلم السيطرة على ما يقلقك ويوترك وخصوصاً القلق بشأن المستقبل: فتعلم أن تأخذ بالأسباب وأن تتوكل على الله، واعلم أن الله لن يضرك، وأن المكتوب مكتوب، ولا يمكنك تغييره.
  • حاول عدم التفكير في أحلامك كثيراً: فلا تجبر نفسك على تذكر الحلم الذي نسيته، فلو كان حلماً يستدعي التفسير لما نسيته.

دعاء الخوف من الأحلام

الالتجاءُ إلى الله تعالَى بالدُّعاء؛ كدُعاء النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلم في حديث أنسٍ قال: كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهُمَّ آتِنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقِنا عذابَ النَّار” (رواهُ البخاري ومسلم). ومنها الدُّعاء الذي علَّمه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم لِمَن سأله: كيف أقولُ حين أسألُ ربِّي؟ قال: “قُل: اللهم اغفِرْ لي وارحَمْنِي وعافِنِي وارْزُقْنِي، فإنَّ هؤلاءِ تَجمع لكَ دُنياكَ وآخرتَك” (رواه مُسلم من حديث طارق الأشجعي).

ثانيًا: الاستعانة بالرُّقية الشَّرعيَّة؛ وهِيَ كالتَّالي:

1- أن تَقْرَئِي على نفسِك الفاتِحةَ وما تيسَّر من سُورة البقرة، والإخلاص والمعوِّذَتَيْن، والآيات التِي يُذْكَر فيها إبطالُ السحر؛ كقوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ . فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ . فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ . وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ . قَالُواْ آمَنَّا بِرِبِّ الْعَالَمِينَ . رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ} [الأعراف: 117 – 122] {فَلَمَّا أَلْقَواْ قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ . إِنَّ اللَّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ . وَيُحِقُّ اللّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} [يونس: 81 – 82] {وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} [طه: 69]. وقال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحِمه الله: “ثبت في سُنَنِ أبي داود أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قرأ في ماءٍ في إناءٍ وصبَّه على المريض، وبِهذا يُعلَمُ أنَّ التَّداوي بالقراءة في الماء وصبِّه على المريض ليس محذورًا من جهة الشَّرع، إذا كانت القراءةُ سليمة”. انتهى.

2- قراءة قوله تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا} [الفرقان: 23] {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ . فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ . وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [المؤمنون: 115 – 118] وأوَّل سورة الصافَّات، وسورة الدُّخان والزلزلة والإخلاص والمعوِّذتَيْنِ، ولو تُكرِّرين قِراءةَ تلك السور لكان أفضل مع النَّفْثِ في يديْكِ ومسحِ الجسدِ بِهما، وكذلك تقرئينَ ما صحَّ عن النبي – صلى الله عليه وسلم – من أحاديث الرقية؛ كحديث عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى المريضَ فدعا له قال: “أذهب الباس رب الناس، واشف أنتِ الشَّافي لا شفاءَ إلا شفاؤُك، شفاءً لا يُغادر سقمًا” (متَّفق عليه).

إضافةً إلى التعوُّذ بالله؛ مثل: “أعوذُ بكلمات الله التَّامَّة من كل شيطانٍ وهامَّة ومن كُلِّ عَيْنٍ لامَّة، أعوذُ بكلماتِ اللَّه التَّامَّات من شَرِّ ما خلق، بِسم اللَّه الذي لا يَضُرُّ مع اسْمِه شيْءٌ في الأرض ولا في السماء وهُو السميع العليم”. فإن لَم تتحسَّنْ حالتُك فلا بأسَ بأن تَذْهَبِي إلى أحد المُعالِجِينَ من أهْلِ السُّنَّة الموثوقين؛ ليقرأ عليكِ الرُّقية ويعينَك، واحذَرِي من الوقوع في شِباك السحَرة فإنَّه طريقٌ شائك مظلم.

ثالثًا: تَحصين البيت بتلاوة القرآن عمومًا، وسورة البقرة خصوصًا، وصلاة النوافل، وإخراج ما من شأنه جَلِب الشياطين، ومنَع دُخول الملائكة كصور ذوات الأرواح أو التماثيل.

رابعا: المحافظة على الوُضوء، وأذكار الصَّباح والمَساء والنَّوم والاستيقاظ ودخول المنزل والخروج منه وعند تناول الطعام، وغير ذلك وتَجِدينها في كتاب “الكلم الطيب” أو “حصن المسلم”، وكتاب الأذكار للنووي. أما علاج الخوف فبالتوكل على الله، والثقة به، والاعتماد عليه، والاعتقاد الجازم أن الأمور كلها بيده، وأنه ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن. وأنه سبحانه أحق من ذكر، وأحق من عبد، وأنصر من ابتغي، وأرأف من ملك، وأجود من سئل، وأوسع من أعطى، كما عليك بالأذكار والتعويذات التي تذهب الوحشة، فعن الوليد بن الوليد قال: “يا رسول الله إني أجد وحشة، قال: فإذا أخذت مضجعك فقل: “أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده، ومن همزات الشياطين، وأن يحضرون، فإنه لا يضرك وبالحري لا يقربك” (رواه أحمد).

ولتعلمي أنه ليس بقدور أحد ضرك ولا نفعك إلا بإذن الله تعالى؛ وقد قال الله تعالى في حق شياطين الجن والإنس: {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [البقرة: 102]، وروى أبو داود عن ابن الديلمي قال: “أتيت أبى بن كعب فقلت له: وقع في نفسي شيء من القدر فحدثني بشيء لعل الله أن يذهبه من قلبي. فقال: “لو أن الله عذب أهل سمواته وأهل أرضه عذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم كانت رحمته خيرًا لهم من أعمالهم، ولو أنفقت مثل أحد ذهبا في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر؛ وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولو مت على غير هذا لدخلت النار”. قال ثم أتيت عبد الله بن مسعود فقال مثل ذلك -قال- ثم أتيت حذيفة بن اليمان فقال مثل ذلك -قال- ثم أتيت زيد بن ثابت فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك”. والله أعلم.

 

السابق
لقاح روتاتريكس مضاد لفيروس العجلية – rotarix
التالي
رهيناس أكوياس معالجة المداومة في حالة الربو الدائمِ – Rhinase Aqueous

اترك تعليقاً