صحة عامة

اسباب الغضب

اسباب الغضب

الغضب

يُعدّ الغضب استجابة طبيعية للتهديدات المتصورة، إذ يؤدي الغضب إلى اطلاق الجسم الأدرينالين، زيادة الشد في العضلات، وزيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم، إلّا أنّه قد يُصبح مشكلة عندما لا يستطيع الشخص التحكم به بطريقة صحيحة، وفي كثير من الحالات لا يكون الغضب سيئًا، إذ في بعض الحالات يكون الشعور بالغضب مفيدًا وقد يساعد الشخص على تحديد المشكلات ومحاولة حلها، ويحفزه على إحداث التغير في الحياة والسعي نحو تحقيق الأهداف، كما أنّه يساهم في الحفاظ على سلامة الشخص، ويجنبه الوقوع في العديد من المشكلات. ويوجد أنواع عدة من الغضب تظهر في مواقف مختلفة.

أسباب الغضب

يعدّ الغضب شعورًا يواجه الجميع خلال مرحلة ما من حياته، وقد يشكل مشكلة في حال تأثيره على علاقات الشخص الاجتماعية وأدائه في العمل أو على صحته العقلية، وعلى الرغم من أنّه لا يوجد اضطراب نفسي يُعرف باضطراب الغضب، إلّا أنّه قد يكون أحد أعراض الاضطرابات النفسية الأخرى، ويُمكن ذكر بعض الأسباب التي يمكن أن تسبب الغضب، ومنها ما يأتي:

  • نشاط الغدة الدرقية المفرط: هو السبب الأكثر شيوعًا للغضب عند النساء، ويحدث فرط نشاط الغدة الدرقية، عندما تفرز الغدة الدرقية الكثير من هرموناتها، ويمكن أن يكون فرط النشاط السبب في صراخ الأطفال المستمر، ويؤثر هرمون الغدة الدرقية على كل ما له علاقة بعملية التمثيل الغذائي أو ما يُعرف بعمليات الأيض، كما يمكن أن يزيد من الانزعاج، والعصبية، ويمكن أن يسبب صعوبة في التركيز.
  • أدوية ارتفاع الكولسترول: يمكن أن يزيد ارتفاع الكولسترول من خطر الإصابة بأمراض القلب، وهو السبب الرئيسي للوفاة في أمريكا، إلّا أنّ أدوية ستاتينات الخافضة للكوليسترول التي تُوصف لارتفاع الكوليسترول في الدم، يمكن أن يؤدي إلى أن يتغير مزاج الشخص، في دراسة أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا وجدوا أنّ الستاتينات، ترتبط بمستويات أقل من السيروتونين، التي يُمكن أن تؤدي إلى زيادة في الاكتئاب والغضب، إلّا أنّ الدراسة نفسها أشارت إلى ضرورة إجراء المزيد من الدراسات لتأكد من تأثير أدوية الستاتينات على المزاج، وصحة الجهاز العصبي.
  • عدم توازن مستويات السكر في الدم: يُؤثر داء السكري على ما يقرب من أكثر من 20 مليون شخص في العالم، وإن ّعدم حصول الجسم على كمية كافية من السكر في الدم يُمكن أن يؤدي إلى زيادة غضب الفرد، إذ يؤدي عدم التوازن في مستويات السكر إلى اختلال في المواد الكيميائية في الدماغ مثل السيروتونين، وهذا يمكن أن يؤدي إلى التصرفات العدوانية والغضب والارتباك وحتى نوبات الهلع، وقد يحدث ذلك عند مرضى السكري وعند الأشخاص الآخرين.
  • الاكتئاب: قد يؤدي الاكتئاب إلى أن يشعر الشخص بأن لا قيمة له، وقد تتملكه مشاعر مثل؛ العار أو الذنب، وهذه المزاجات المضطربة يمكن أن تُؤدي إلى الشعور بالضيق والغضب.
  • مرض الزهايمر: هو شكل من أشكال الخرف الذي يُؤثر على مجموعة متنوعة من وظائف الدماغ بما في ذلك؛ السلوك العاطفي والشخصية، ويُمكن أن يؤدي إلى حدوث نوبات من الغضب.
  • التوحد: هو اضطراب النمو الذي يؤثر على النمو الطبيعي في الدماغ؛ إذ يُؤثر على المهارات الاجتماعية والاتصالات، وعلى مهام متعددة أو قد يعمل كمحفز حسيّ يمكن أن يعزز حالات الغضب.
  • أقراص النوم: مثل؛ البنزوديازيبين، وهي أدوية تعمل على إبطاء مجموعة متنوعة من وظائف الدماغ، ومن خلال الحد من بعض وظائف الدماغ، يمكن لأقراص النوم أن تجعل الشخص أكثر عرضة للنوبات العصبية.
  • متلازمة ما قبل الحيض: يمكن لمتلازمة ما قبل الحيض المروعة أن تتسبب في حدوث نوبات من الغضب؛ إذ بسبب عدم التوازن في الهرمونات، مثل؛ هرمون الاستروجين، والبروجسترون، تصبح النساء أكثر تهيجًا وتزداد نوبات الغضب، ونتيجة لذلك أن المزاج يمكن أن يتغير خلال الأسبوعين الأخيرين لدورة الطمث وأسبوعين قبل فترة الطمث.

بعض الطرق التي تساعد على التحكم في نوبات الغضب

عندما يكون الشخص غاضبًا، يمكن التعامل مع مشاعر ونوبات الغضب من خلال:

  • التعبير: وهي طريقة لنقل الغضب، ويتراوح التعبير من مناقشة معقولة وعقلانية إلى تعبير عنيف عن الغضب.
  • إخماد الغضب: وهو محاولة لتهدئة الغضب وربما تحويلها إلى سلوك بناء أكثر، إلّا أن قمع الغضب يمكن أن يؤدي إلى تحويله إلى الداخل أو التعبير عنه بالسلوك العدواني السلبي.
  • التهدئة: وهي عندما يتمكن الشخص من التحكم في السلوك الخارجي والاستجابات الداخلية بتهدئة النفس والتنفيس عن المشاعر.
  • من الناحية المثالية: يجب على الشخص أن يختار تعبير بنّاء، يُوضح رغباته دون إيذاء الآخرين أو محاولة السيطرة عليها.

ويوجد بعض النصائح التي تساعد في السيطرة على الغضب، ومنها ما يأتي:

  • عند البدء بالشعور في الغضب، يجب على الشخص محاولة ممارسة تمارين التنفس العميق، والتحدث الإيجابي مع النفس، أو إيقاف أفكار الغضب.
  • تجنب الكحول أو الأدوية غير المشروعة التي يمكن أن تجعل الشخص أكثر عرضة للشعور بالغضب والإندفاع.
  • على الرغم من أن التعبير عن الغضب أفضل من إبقائه في الجسم، إلا أنه ينبغي التعبير عن الغضب بطريقة مناسبة، إذ إن تفجير الغضب المتكرر غالبًا ما يؤدي إلى نتائج عكسية على العلاقات مع الآخرين، كما أن تفجير الغضب يجهد أيضًا كل من الجهاز العصبي والقلب والأوعية الدموية وقد يؤدي إلى تفاقم المشاكل الصحية.
  • تعلم الفُكاهة وكيفية تحويل رؤية الفكاهة في المواقف.
  • ممارسة مهارات الاستماع الجيدة، ويمكن أن يساعد الاستماع في تحسين التواصل ويمكن أن يساعد في التعامل مع المشاعر العدوانية.
  • يمكن أن يساعد العد التناولي في التخفيف من الغضب.
  • قد يساعد المشي أو ركوب الدراحة في السيطرة على نوبات الغضب.
  • محاولة إرخاء عضلات الجسم تدريجًا وأخذ نفس عميق وبطيء.
  • تكرار كلمة معينة مرارًا وتكرارًا فقد يساعد ذلك على الاسترخاء.
  • عندما يشعر الشخص بالغضب يجب أن يتوقف عن الكلام، إذ يساعده ذلك على إعادة التفكير.
  • ممارسة تمارين التمدد لعضلات الجسم.

مضاعفات الغضب

تشير بعض الأبحاث إلى أن التعبير غير المناسب عن الغضب، مثل؛ إبقاء الغضب داخليًا، يمكن أن يكون ضارًا على الصحة، ويبدو أنّ قمع الغضب يجعل الألم المزمن أسوأ، في حين أنّ التعبير عن الغضب، يُقلل من الألم، كما توجد أيضًا أدلة على أنّ الغضب والعداء مرتبطان بأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، والقرحة الهضمية، والسكتة الدماغية.

وعندما يكون الشخص غاضبًا يطلق الجسم هرمونات التوتر مثل؛ الأدرينالين، والنورادرينالين، والكورتيزول، ونتيجة لذلك، يؤدي الغضب إلى زيادة معدل ضربات القلب، وضغط الدم، ودرجة حرارة الجسم، ومعدل التنفس، ويمكن للغضب الشديد والمستمر أن يساهم في بعض المشاكل الصحية بما في ذلك ما يأتي:

  • آلام الظهر
  • الصداع
  • ارتفاع ضغط الدم
  • الأرق
  • اضطرابات الجهاز الهضمي من مثل: متلازمة القولون العصبي.
  • أمراض جلدية
  • انخفاض عتبة الألم
  • ضعف الجهاز المناعي، والذي يمكن أن يؤدي إلى حدوث الالتهابات ونزلات البرد والإنفلونزا

إنّ تعلم السيطرة على الغضب يمثل تحديًا للجميع في بعض الأحيان، ويجب أن يفكر الشخص في طلب المساعدة في قضايا الغضب، إذا بدأ الغضب يخرج عن نطاق السيطرة، وتسبب في فعل الشخص أشياء يندم عليها، أو إيذاء من حوله أو يتسبب في خسائر في العلاقات الشخصية.

السابق
علاج مرض الوسواس والشك
التالي
أدوية الرهاب الاجتماعي

اترك تعليقاً