صحة عامة

أسباب الخوف من الماء وأعراضه وعلاجه

أسباب الخوف من الماء وأعراضه وعلاجه

ما هو الخوف من الماء؟

جميعنا لديه درجة من الخوف في ما يتعلق بالماء، لكن نستطيع التغلب على الخوف أو تعلم طرق تساعدنا على التغلب عليه، لكن إذا كان الشخص يعاني من الخوف من الماء أو ما يُعرف برهاب الماء فهو يعيش مع خوف وقلق مستمر وغير طبيعي يمنعه من الاقتراب منه، فما هو الخوف من الماء؟ وما أسبابه وأعراضه؟ وما هي طرق علاجه؟

الخوف من الماء (Aquaphobia) هو أحد أنواع الرهاب المحدد، وهو خوف غير منطقي من شيء لا يشكّل أي خطر على المصاب، وفي هذه الحالة يعاني المصاب من خوف شديد وقلق في حال الوجود بالقرب من أي مصدر للمياه، وهذا يتضمن المسبح أو البحيرة أو المحيط أو حتى حوض الاستحمام، وعادةً ما تبدأ أعراض الخوف من الماء خلال مرحلة الطفولة، وهو أكثر انتشارًا بين النساء مقارنةً بالرجال.

ما هي أعراض الخوف من الماء؟

يمكن أن تؤدي رؤية المياه إلى تحفيز الشعور بالخوف والقلق الشديد عند الأشخاص الذين يعانون من الخوف منه، وقد يحدث ذلك عند رؤية كمية قليلة جدًا من الماء، مثل ما يوجد في حوض الحمام، أو في مساحة كبيرة مثل المحيط، إذ إن كميات المياه ليست هي سبب الخوف، بل الماء نفسه هو الذي يولّد الشعور بالخوف والقلق عند الشخص المصاب، وتتضمن الأعراض الشائعة لهذه الحالة ما يأتي:

  • الشعور الفوري بالخوف الشديد والقلق والذعر عند التفكير بالماء.
  • الخوف الدائم أو المبالغ به أو غير المعقول عند التعرض للماء.
  • العلم أن الخوف من الماء مفرط وغير عقلاني، ولا يتناسب مع التهديد الفعلي.
  • تجنب الماء والأنشطة التي تنطوي عليه.
  • التعرق.
  • تسارع ضربات القلب.
  • ضيق في الصدر، وصعوبة في التنفس.
  • الغثيان.
  • الدوار أو الإغماء.

ما هي أسباب الخوف من الماء؟

إن السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بالخوف من الماء هو المرور بتجربة سلبية معه، فإذا تعرض الشخص لشبه غرق أو غرق حقيقي أو أي حادث مخيف آخر في الماء فمن المرجح أن يصاب بالخوف منه، وتعلم السباحة من الطقوس المهمة لكثير من الأطفال، ومرورهم بالتجارب المخيفة أمر شائع للغاية، وتؤدي الطريقة التي يتم بها التعامل مع هذه المواقف دورًا رئيسًا في تحديد حدوث الخوف من الماء من عدم حدوثه، وليس بالضرورة أن يمر الشخص نفسه بالتجارب السيئة المتعلقة بالماء، وتُظهِر الأبحاث أنه إذا كان والدا الشخص يخافان من الماء يزداد خطر الإصابة بالخوف منه عنده.

كيف يمكن التغلب على الخوف من الماء؟

كغيره من أنواع الرهاب يستجيب الخوف من الماء أو رهاب الماء جيدًا للعلاج، ويُعدّ العلاج السلوكي المعرفي أكثر أنواع العلاجات شيوعًا في هذه الحالة، وخلاله يتعلم الشخص أن يغير الحوار الذاتي الذي يدور داخله من رسائل سلبية إلى رسائل إيجابية مؤثرة، كما يتعلم سلوكيات جيدة للتعامل مع الخوف، ويتم تكليفه ببعض الواجبات المنزلية، مثل: ملء حوض الاستحمام بكميات قليلة من الماء والجلوس فيه، أو زيارة المحيط مع البقاء بأمان على الشاطئ، ومع مرور الوقت يزيد النجاح في هذه التجارب من ثقة الشخص بنفسه، مما يسمح له بإضافة أنشطة جديدة متعلقة بالمياه تدريجيًا.

لكن إذا كان الخوف من الماء شديدًا فقد يستخدم الطبيب الأدوية أو التنويم المغناطيسي والأشكال الأخرى من العلاج لمساعدة المصاب في السيطرة على الخوف، ويكمن الهدف من العلاج في جعل المصاب مرتاحًا وهو حول الماء، ولا يوجد علاج واحد يناسب جميع الأشخاص، مع ذلك يستطيع المعالج الناجح اختيار الطريقة الأنسب للمصاب، التي تساعد في التغلب على خوفه.

كيف يتم تشخيص الخوف من الماء؟

عادةً ما يستخدم الأطباء الإصدار الجديد من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5) لمساعدتهم على تشخيص حالات الصحة العقلية، إلا أنه في الوقت الحاضر لا يتضمن هذا الدليل معايير لتشخيص الخوف من الماء، وبذلك فإنه يحدد الخوف من الماء تحت تشخيص رهاب محدد ويعتمد على معايير DSM-5.

ومن المحتمل أن يشخص طبيب الصحة العقلية رهاب الماء إذا كان الشخص قد عانى من الأعراض المذكورة أعلاه مدة ستة أشهر على الأقل، كما يستبعد الطبيب خلال التشخيص الأمراض الأخرى التي قد تكون سبب هذه الأعراض، بما في ذلك اضطراب الوسواس القهري، واضطراب ما بعد الصدمة، واضطراب الهلع.

ما الفرق بين الخوف من الماء والذعر من الماء؟

يختلف الخوف من الماء تمامًا عن الذعر من الماء (Hydrophobia)؛ فالذعر من الماء هو خوف غير عقلاني من الماء في ما يتعلق بالشرب والسباحة، ويُستخدم هذا المصطلح عادةً لوصف المراحل الأخيرة من هذا المرض، ويواجه الشخص المصاب صعوبة في البلع ويخشى شرب الماء، أمّا الخوف من الماء المذكور في هذا المقال لا علاقة له بالخوف من شربه، لكن يخشى المصاب القيام بالأنشطة التي يكون الماء جزءًا منها، مثل: السباحة، أو ركوب القوارب.

نصائح للتخلص من الخوف من الماء عند الأطفال

يعاني العديد من الأطفال من الخوف من الماء، وقد لا يكون ذلك مرضيًا في بعض الحالات، ويجب على الأهل التعامل مع خوف طفلهم من الماء بكل هدوء وراحة، إذ إن التوتر والعصبية قد يزيدان من مخاوف الطفل، وقد تساعد بعض النصائح في تخليص الأطفال من هذا الخوف، منها ما يأتي:

  • الغمر التدريجي: فقد يكون من المفيد السماح للطفل بالاعتياد على الماء تدريجيًا، فعلى سبيل المثال في اليوم الأول يمكن غمس أصابع قدميه فقط، وفي اليوم التالي ركبتيه، ثم الوصل إلى الخصر، وما إلى ذلك، ويحتاج الأطفال إلى وقت ليشعروا بالراحة وتزول مخاوفهم، لذلك يجب عدم الضغط عليهم.
  • استخدام أدوات المرح: مثل نظارات ملونة وأجنحة مائية عليها شخصيتهم المفضلة وسترة نجاة متينة؛ فهذا يشعر الأطفال بالسعادة والراحة، كما قد يشعرهم بأنهم في أمان، وعلى الرغم من ذلك توصي أكاديمية طب الأطفال الأمريكيين بأنه يجب على الآباء عدم استخدام الأجهزة التي تساعد على السباحة أبدًا؛ وذلك لأنها تمنحهم إحساسًا زائفًا بالأمان.
  • دروس السباحة الفردية: قد يكون بعض الأطفال أكثر استماعًا إلى شخص بالغ غير آبائهم عندما يتعلق الأمر بالسباحة والماء، كما قد يخدعهم مدرب السباحة بسبب خبرته الطويلة في السباحة.
  • دخول الأهل مع الطفل في الماء: فبعض الأطفال يشعرون بالراحة مع وجود آباهم معهم في الماء، ويمكن القيام بذلك تدريجيًا ثم الانسحاب، لكن يجب الاستمرار بمراقبتهم وهم في الماء.
  • التحدث مع الطفل: فقد يساعد ذلك في معرفة سبب خوف الطفل من الماء، ومحاولة علاج هذا السبب.
  • طلب المشورة الطبية: إذ لاحظ الأهل أن خوف الطفل وقلقه من الماء شديدًا للغاية يجب طلب المشورة الطبية، فقد يكون ذلك خوفًا مرضيًا من الماء.
السابق
هل يصاب الآباء باكتئاب ما بعد الولادة؟
التالي
متلازمة الكوخ: ما هي أعراضها؟

اترك تعليقاً