صحة عامة

أساليب التربية وعدوانية المراهقين

أساليب التربية وعدوانية المراهقين

إذا كنت تعاني من السلوك العدائي أو العنيف من قبل ابنك المراهق، فأنت لست وحدك. اكتشفت دراسة حديثة للمسح الإضافي للاباء أن 60٪ من المكالمات ( في الفترة بين أكتوبر 2007 ويونيو 2008) شملت العدوان اللفظي من المراهقين، و 30 % الاعتداء الجسدي، والكثير منها موجهة إلى الاباء أنفسهم.

ومن الشائع الحفاظ على هذا النوع من الإساءة وراء الأبواب المغلقة، وعدم الثقة في أي شخص. وكثير من الاباء يشعرون بأنهم فشلوا في السيطرة على أطفالهم، أو أنهم مسئولون عن السلوك بطريقة أو بأخرى. وبالإضافة إلى ذلك، فإنهم قد لا يعرفون إلى أين يتجهون.ومع ذلك، فإن أي نوع من العدوان يمكن أن يكون مرهقًا، ويمكن أن يسبب جوًا من التوتر والخوف لجميع أفراد العائلة، ناهيك عن احتمال الأذى الجسدي إذا أصبح المراهق عنيفًا.

طرق تعديل سلوك المراهقين

  • المراهق يتفاعل مع التغيير ويزداد قبوله له كلما أتيحت له فرصة أكبر لمناقشته والتحاور بشأنه مع الأكبر سناً والأكثر حكمة، وهو الوالد أو ولي أمره ؛ ولا يمكن للتغيير أن ينجح ويستمر بالكلام وحده، ولكن بالممارسة والتطبيق، والأمر يتطلب متابعة جادة وواعية من جانب الوالد، “تناول الدواء دفعة واحدة لن يُشفي من الداء” ومن الأفضل التدرج واستخدام إستراتيجية التجزئة، وحتى يتم هذا بنجاح على الأب أن يقوم بتعديل السلوك بالتدريج
  • التغيير يتطلب مرونة وله ثمن، علماً بأن ثمن التغيير مُعجل، وثمن عدم التغيير مؤجل، والأب العاقل من أتعب نفسه اليوم ليرتاح غدا ، لهذا لا تتعجل تعديل سلوكيات ابنك المراهق، فمن حقه معارضة بعض الجوانب؛ التذبذب بين الخطأ والصواب ظاهرة صحية يستحسن الاستفادة منها، وعدم إجهاضها،عليك ألا تقوم بدور المحاضرأوالمتفرج الصامت، بل المناقش الفعّال، محاولاً تعديل بعض العقبات، التي تطرأ على عملية التعديل
  • كلما كان التغيير لا يهدد مصالح الأبناء المراهقين كان أكثر قبولاً لديهم؛ لذا على الوالد الراغب في التغيير الحرص على طمأنة الابن المراهق، وتطويع العملية التغيرية؛ لتحقق أقل خسارة ممكنة له، والتغيير يحتاج لخبرة وعلم وتدريب من جانب الوالد؛ حتى يستطيع إقناع المراهق بعملية تعديل السلوك وتقبلها والتآلف معها
  • طريق التعديل طويل وشائك؛ لذا فالمراهق في حاجة إلى صديق مؤيد ليخفف عنه ويدفعه للأمام عندما يضيق صدره، وهذا لن يكون إلا إذا كانت هناك صداقة تربط بين الوالد وولده المراهق
  • لكل تعديل مقاومة ظاهرة وأخرى خفية من جانب الآخرين، وعلى الابن أن يحرص على التعرف على هذا، ودور الوالد ترويض نفسه لتقبل هذه المقاومة ما دام في صالح الابن؛ حتى لا تتعاظم السلبيات وتزداد علامات الرفض والتمرد
  • كلما ارتفعت طموحات الشاب المراهق وزاد مستواه الثقافي كان استعداده للتغيير والتعديل أكبر، وكلما كانت العلاقة إنسانية بين المراهق ووالده كان التعديل أكثر سهولة وتقبلاً
  • لابد من ابتعاد الأبوين عن السلوكيات غير المناسبة كالتدخين والكذب وما إلى ذلك،لما له من أثر كبير في تعديل سلوكيات المراهق السيئة
  • مراقبة المراهق ومعرفة رفاقه وأصحابه ثم تحديد السلوكيات السلبية عنده، ثم تحذيره ومحاولة إبعاده عن تلك الصحبة بالوسائل المناسبة.
  • إشغال المراهق بالمفيد حتى يمتلئ وقته، مثل ممارسة الرياضة أو قراءة كتاب أو تعلم لغة وهواية جديدة.
  • حل المشاكل التي يعاني منها الابن، باعتبار أن الضغوط النفسية قد تسبب أحياناً لجوء المراهق إلى الانحراف.

كيف أتعامل مع ابني الشاب؟

1- لابد من التعرف عن طريق القراءة بالكتب أو دخول عالم النت على طبيعة مرحلة المراهقة، وكيفية التعامل معها حتى تمر بسلام دون مشاكل.

2- المراهق يحتاج لإشباع حاجاته المعنوية من حب ورعاية وتقدير لذاته ورأيه أكثر من الاهتمام باحتياجاته المادية من مأكل ومشرب ومصروف، فلا تدفع ابنك للفضفضة مع آخرين، واخذ المعلومة الخاطئة منهم.

3- اعرف أن جلوس الابن مع الأصدقاء والحديث الطويل معهم، أو السهر أمام الفضائيات، وتشجيعك للنجاح الدراسي ليس كل شيء في حياة المراهق، بل هو جزء من النجاحات التي يطلبها الابن ويسعى إليها.

4- بالنقاش والمحاورة ومشاركة الابن في التعليق على الأحداث؛ أسرية كانت أو اجتماعية أو سياسية تضيف له الكثير؛ تستطيع أن تجعل ابنك يتقبل نفسه ويحترم ذاته ويحبها ويحب الآخرين ويحترمهم بدرجة كبيرة ومعقولة.

5- أعطه الحب ومده بالأمان، وادخل في قلبه وعقله ثقافة الفروق؛ بأن لكل فرد ظروفه وقدراته، وكلنا ليس شخصا واحدا، ولكل إنسان بصمته الخاصة.

6- حدثه عن الفروق بين الإخوة في البيت الواحد، وانطلق بعدها للحديث عن الأصحاب واختلافاتهم بهدف عدم تقليدهم أو الاقتداء بهم في كل قول وعمل.

7- الخطوات السابقة ستقربك منه وتجعله يفتح قلبه لك، والخطوة الأخيرة هي التعامل معه كصديق ورفيق حقيقي وليس كأب فقط، هيا: تعرف على هواياته، ماذا يحب وماذا يكره؟، من هم أصحابه المقربون؟ وحاول في حديثك معه بث روح الألفة والود، واجعلها زادك التي تدافع بها عن علاقتك الجميلة بابنك.

ابني المراهق لا يتكلم معي!

ينسى الوالدان أن أهم وأسلم طريق للمحافظة على الابناء مصادقتهم، وحتى يصادق الأبوان ابنهم عليهم باتباع الاستراتيجيات التالية:
1 – توقف فوراً عن محاولة السيطرة على حياة ابنك المراهق حتى لو أنك لا تراه رجلاً بعد، وترى أنه بحاجة إلى الكثير من الرعاية.
توقف عن التحكم بحياة المراهق وفرض أسلوب الحياة الذي يتناسب معك أنت، واستبدل ذلك بالحوار والصبر واحترام استقلالية المراهق وطريقة تفكيره، فهو يعي أنه يعيش في زمن يختلف في تفاصيله ومتطلباته عن الزمن الذي عشته أنت أيها الأب.
لذا أطلق العنان له ليُحدد مواصفات هذه المرحلة العمرية التي يعيشها واجعل ذلك تحت إشرافك طبعاً. ولا تنس أن تعطيه من وقتك حتى لو كنت مشغولاً في أعمالك، واقترب منه وأشركه في القرارات المنزلية، وتأكد أن هذا لن يأخذ من منزلة الوالد شيئاً، بل سيعطي نفحة من التوازن ما بين القوة والسيطرة، فأنت بذلك ستعطيه الحق في السيطرة البسيطة والمطلوبة التي ستعلمه كيفية اتخاذ القرارات التي ستسهم في بناء شخصيته مستقبلاً.
2 – الاستماع إلى المراهق، فالمراهق يحب الكلام!
استمع إلى ابنك المراهق وتمعن فيما يقول لتفهم طريقة تفكيره، فكثيرٌ من الآباء لا يعرفون ميول أبنائهم أو هواياتهم أو حتى تطلعاتهم المستقبلية. اجعل ابنك المراهق يتكلم حتى لو كان كثير الكلام، فهو يحب أن يجد أذناً مستمعة.
كثير من الآباء يستخف بالسؤال عما حصل مع ابنه المراهق في المدرسة، قم بسؤاله: كيف كان يومك؟ وعندما يبدأ بالكلام لا تقاطعه فهذا السؤال يعطي المراهق شعوراً بالرضا ويشعره أنه مهم بالنسبة لك.
انظر إليه عندما يتكلم ليعرف أنك بالفعل تصغي إليه، وعندها سيقوم بإخبارك بكل شيء تريد معرفته. لكن إذا كان كل كلامك مثل: “نظف غرفتك” أو “انظر إليَّ عندما أكلمك”، وكأنه موجود للتأنيب فقط فإنه سيبدأ بالابتعاد عنك ولن يخبرك بشيء. يجب أن يكون هناك توازن ما بين الكلام الروتيني والحوار العميق.
3 – امنح المراهق فسحة من الحرية وارسم حدوداً منطقية وواضحة.
من المهم جداً أن تتفق معه على احترام الوقت والالتزام به، وقم بمكافأته إذا أحسن التصرف تماماً كما تعاقبه إن أساء، حاول تفهم مشاكله والبحث معه عن حلها، قم بإعطاء رأيك حول أصدقائه لكن ليس بأسلوب تعسفي بل بالمناقشة والتوجيه السليم، كن له قدوة حسنة ومثلاً أعلى، احترم أسراره وخصوصياته، ولا تسخر منه أبداً، قم بتوضيح وجهة نظرك عند رسم الحدود التي يجب أن يتبعها المراهق ولا تفرض العقوبات دون تفسيرات منطقية لها.
4 – انظر إلى النواحي الإيجابية في التطورات التي طرأت على ابنك المراهق.
انظر إلى الإيجابيات التي تطرأ على ابنك المراهق بدلاً من أن تصدق ما تسمعه من مساوئ هذه الفئة العمرية، حيث إن لها إيجابيات بقدر ما لها من السلبيات. فالمراهق هو إنسان مهتم بالمعرفة وخيالي ولديه الكثير من الأفكار الجديدة التي تتعلق بالعالم من حوله.
5 – حاول أن تبين لابنك ثقتك به، ومدى أهميته بالنسبة لك وتجنب انتقاد شكله أو أفعاله أو آرائه وخصوصاً أمام الناس.
من المهم أن تؤكد لابنك من وقت إلى آخر أنه مهم جداً بالنسبة إليك وأنك تثق به. حاول أن تطبق ذلك بالثناء على إيجابياته أمام الناس وأمام أصدقائه، فإن هذا الثناء سيدعم إيجابياته وسيكون بمثابة وازع له ليتصرف بإيجابية على الدوام، الثقة مهمة، أثبت له أنك تثق به وبعقله وبالمقابل فإنه سيسعى إلى أن لا يسيء استخدام هذه الثقة، ولكن لا يخلو الأمر من أن تكون يقظاً فلا تعطه ثقة عمياء وتجلس مرتاح البال.

ابنتي المراهقة عدوانية!

  • لا تصرخي أو تتحديها
    في كثير من الأحيان تتعامل الأمهات مع بناتهن المراهقات بصورة خاطئة وبكراهية شديدة، فيصرخن في وجوههن رداً على صراخهن، ويتحدونهن. لكن ذلك يؤجج مشاعرك ويجعلها تخرج عن السيطرة. وأفضل شيء يمكن أن تفعليه في هذه الحالة هو أن تحافظي على هدوئك وسط هذه العاصفة. فكري في هذا الأمر على النحو التالي: فمثلاً لو كنت تقودين سيارتك وتسببت بحادث وجعلت السائق الآخر يقفز من مكانه غاضباً ويصرخ في وجهك، فإنك إذا استطعت الحفاظ على هدوئك، فمن المرجح أن يهدأ ويتعامل معك بصورة منطقية وبطريقة مهذبة. ولكن إذا وقفت في وجهه وكلت له الصاع صاعين ورددت عليه بصورة عدوانية، وأصررت أنه هو الملوم، فإن حالة التوتر بينكما ستبلغ حدها الأقصى. لذا لا تتحدي ابنتك المراهقة عندما تكون غاضبة، فذلك أشبه بسكب البنزين على النار. انتظري فقط حتى تهدأ.
  • تعاملي بالمنطق
    لا تحاولي التجادل مع ابنتك عندما تكون في ثورة غضب، فهي لا تمتلك القدرة على التوقف عن عصبيتها بسرعة ووزن الأمور بصورة منطقية كما نفعل. ويتعين التعامل معها بصورة منطقية، ففي نهاية المطاف فإننا كراشدات يجب أن نزن الأمور بصورة منطقية لإزالة التوتر وتهدئة الأوضاع الصعبة. وهذا يشكل دائماً تحدياً بالغاً مع الأبناء المراهقين لأنه لا يوجد لديهم القدرة نفسها على التحمل التي توجد لدينا.
  • انتبهي لردود فعلك
    من المهم أن تراقبي ردود فعلك الجسمانية لأن منطقك العقلاني سيخبرك أنك إزاء شخص غاضب ومنزعج جداً. وتشعرين بأن نبضات قلبك تبدأ بالتسارع لأن مستوى هرمون الأدرنالين لديك سيصبح مرتفعاً. وعلى الرغم من صعوبة الأمر، فإن المنطق يحتم عليك أن تتصرفين بصورة مناقضة لذلك على نحو ما، وتحاولين الاحتفاظ برباطة جأشك. تذكري أنك تعيرين شجاعتك لابنتك في هذه اللحظات الحرجة، وتعلمينها كيف تتعامل مع ثورة الغضب في المستقبل، عندما يتكرر الأمر معها.
  • لا تتعاركي مع ابنتك
    في بعض الأحيان نسمع عن أمهات يفقدن أعصابهن ويتعاركن مع بناتهن المراهقات. وفي هذه الحالة قد تقاطع الابنة المراهقة أمها وتشعر أنها يتعين عليها أن تعتذر لها، بينما الأم من ناحية أخرى تشعر أن الابنة هي التي تسببت بالمشكلة وتخشى أن تفقد سلطتها وهيبتها إذا اعتذرت إليها: “ننصحك بأن تقولي لابنتك في هذه الحالة بأنك فقدت السيطرة على نفسك، وأنه من الخطأ أن تدفعيها بقوة كما فعلت، وتعتذرين إليها بلطف. وعندئذ ينتهي كل شيء ويتوقف الجفاء بينكما”.
  • لا تقفي ساكنة
    بعض الأمهات يقفن ساكنات ويحترن في أمرهن عندما تنتاب بناتهن المراهقات نوبة من الغضب أو ثورة عارمة، فإذا كنت من هذا النمط ، فإن ذلك قد يؤجج غضب ابنتك فترغب بالاحتكاك بك، وتأمل في أن تتفوهي ببعض العبارات الجارحة حتى تنال مأربها وتشعرك بتأنيب الضمير. لهذا ننصحك بألا تغضبي بسرعة وهدئي من روعك واحتفظي ببرودة أعصابك، فذلك سيساعد على تحسين الوضع وإعادة التفاوض مع ابنتك لكي تهدأ بدورها.
  • تعاملي مع ابنتك بحسب سلوكها
    عندما تنتاب ابنتك المراهقة نوبة غضب، وتبدأ بالصراخ وتفقد أعصابها، عليك بالتعامل معها بحسب سلوكها وليس بحسب عواطفها الجياشة. فعلى سبيل المثال لو أخطأت في حقك ونعتتك بصفة سيئة، لا تعاقبيها وهي غاضبة، وانتظري حتى تهدأ ثم عاتبيها في وقت لاحق، وذكريها بالخطأ الشنيع الذي ارتكبته بحقك، وستشعر عندئذ بالندم وتعتذر منك، فالمراهقة تحتاج إلى تفريغ جام غضبها في البيت.
  • لا تعاقبي ابنتك بقسوة
    معاقبة الابنة وهي في ثورة من الغضب يؤجج الموقف، انتظري حتى تهدأ وعندئذ هدديها بمعاقبتها بقسوة بالغة إذا أصرت على موقفها، فستلاحظين أنها ستسيطر على نفسها وتهدأ. وأسوأ الأمور إذا تفاعلت معها وهي غاضبة فستشعرين بالانزعاج الشديد. لذلك هدئي من روعك وابتعدي عنها حتى تهدأ، وتحدثي معها عندما تكونان أنتما الاثنتان في حالة من الهدوء.

كيفية التعامل مع المراهق العنيد

  • تفهُّم احتياجات المراهق بصورة علميّة، والإحاطة الكاملة بظروف هذه المرحلة وما يعتريها من تغيُّرات، وينعكس ذلك على مساندة المراهق والوقوف إلى جانبه، وليس ضده فيما يصدر عنه من تصرُّفاتٍ قد تبدو غريبة لغيره.
  • استخدام الحزم في التعامل، والبعد عن القسوة التي قد تظهر في كلام الوالدين أو على ملامح وجوههم.
  • اعتماد اسلوب الحوار بين الوالدين والمراهق العنيد، وتجنب إصدار الأوامر والنواهي؛ فهي تُشعرهُ بعدم تقدير ذاته، وإهانتهِ والاستخفاف بقدراتهِ العقلية.
  • البعد عن مناقشة المراهق وقت الغضب؛ فالانفعالات الشديدة تجعل الإنسان يفقد القدرة على إصدار الأحكام المناسبة، أو التفكير بحياديةٍ واتزانٍ، وتجعله غير قابل لاستقبال النصائح من الآخرين.
  • مصاحبة المراهق والإنصات إليه، وبيان أهميته لدى الوالدين وأنَّ شؤونه واهتماماته هي في المقام الأول لديهم، وأنَّ هدفهم سعادته وراحته.
  • تهيئة ذات المراهق؛ وذلك من خلال إخضاعه لتجربةٍ تكون الفارقة في حياته، وتُساعده على تكوين شخصيتهِ وصقلها؛ كإرسالهِ مع مجموعة من الشباب في رحلةٍ بريةٍ يواجهون قسوة العيش، ويبتعدون عن التنعّم المعتاد، ويتّخذون قراراتهم بأنفسهم.
  • منح المراهق شيئاً من الخصوصية في هذه المرحلة، وإشعاره بالاستقلالية؛ من خلال إعطائه مصروفه بشكلٍ أسبوعي أو شهري، أو الاعتماد عليه في بعض الأعمال؛ كتكليفه بشراء حاجات ومتطلّبات البيت.

كيف أتعامل مع ابني المراهق إذا أخطأ

مشاكل السلوك لدى المراهقين طبيعية. لسهولة الفهم، تم تصنيف سلوكيات المراهقين الشائعة إلى سلوكيات مراهقة محفوفة بالمخاطر والصعبة.سلوك محفوف بالمخاطر في المراهقين: تعتبر سلوكيات المراهقين التي يمكن أن تؤدي إلى إيذاء النفس أو أضرار جسدية ونفسية سلوكيات مراهقة محفوفة بالمخاطر، يمكن أن تراقب طفلك عن كثب مساعدتك في الحد من المشكلة قبل أن تهب.

1. الجنس والكحول والمخدرات: ينغمس المراهقون بشكل متزايد في الكحول والمخدرات والجنس قبل بلوغهم السن القانوني بوقت طويل. لا تتفاجأ إذا وجدت أن طفلك الذي يبلغ من العمر 15 أو 16 عاماً قد بدأ في تناول مشروب اجتماعي ونشط جنسي.

الحل: لا توافق على هذه الأنشطة ولكن في الوقت نفسه، لا داعي للذعر والرد على الفور. يمكن للأطفال تناول الكحول مبكراً بسبب العنف أو سوء المعاملة في المنزل أو طلاق الوالدين أو ضغط الأقران الكبير. واحدة من أكثر الطرق فعالية لمنع تعاطي الكحول أو المخدرات هي التحدث عن ذلك. تحدث إلى ابنك المراهق بهدوء واشرح لماذا لا ينبغي لهم الانغماس في المخدرات أو الكحول أو ممارسة الجنس في وقت مبكر من حياتهم، تجنب لهجة اتهام عندما تثير المشكلة، ومحاولة أن تكون ودية.

2. زيادة استخدام أجهزة الاتصالات ووسائل التواصل الاجتماعي: يمكن أن يتحول استخدام هذه الأجهزة إلى إدمان ويؤثر على نمط حياة طفلك وموقفه. يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تفتح الأبواب أمام الغرباء الذين قد يرغبون في الاستفادة بشكل غير ضروري من مراهقك الساذج، والذي قد يكون خطيراً.

الحل: قواعد صارمة، راقب كيفية استخدامهم للإنترنت، احتفظ بعلامة تبويب في سجل التصفح الخاص بهم إن أمكن. لديك ترتيب مفتوح حول هذا الموضوع؛ حتى لا تضطر إلى التحقق من وراء ظهورهم. كذلك، شجعهم على التحدث عما يفعلونه عبر الإنترنت، وفرض قيود على الوقت الذي تقضيه الرسائل النصية والاتصال بأصدقائهم أو على وسائل التواصل الاجتماعي عندما يكونون في المنزل.

3. تقلب المزاج: تقلبات المزاج شائعة بين المراهقين، تقلب المزاج يمكن أن يشير أيضاً إلى الاكتئاب في بعض الأحيان، يمكن للوالدين التمييز بين التمرد في سن المراهقة وتقلب المزاج، والاكتئاب من خلال النظر في شدة ومدة تقلب المزاج والمجالات التي تتأثر بها هذه التقلبات.

الحل: الخطأ الشائع الذي يفعله الآباء، هو تهاون ما يمر به المراهق. قد تشعر بأن طفلك بالغ في رد فعله، لكن ذلك سيجعله يشعر بأنه يسيء فهمه. يمكن أن تغلقهم تماماً. تجنب تقديم المشورة أو تحويل الموضوع، بدلاً من التخلص من رد فعلهم، حاول الاستماع والتعاطف. دعهم يتحدثون عنها، وقد تكون قادراً على إدراكهم أن الدراما لا تساويها.

4. العدوان: قد يغضب المراهق معك كثيراً ولأسباب غير مفهومة، قد يصبح أكثر جدلاً ويتحدث أكثر، عليك أن تفهم أن الغضب هو عاطفة إنسانية، وهو شائع بين المراهقين. لكن إذا لم يوجهوا غضبهم بشكل صحيح، فقد يصبح هذا عدواناً ويؤدي إلى عنف قد يكون خطيراً عليهم وعلى الآخرين.

الحل: الطريقة الوحيدة لتهدئة مراهق غاضب هي أن تكون هادئاً. ابحث عن طرق للتحكم في غضبك والاستماع إلى ما يقوله ابنك المراهق. دع ابنك المراهق ينفجر عن الغضب، شجعهم على التحدث معك عندما تكون هناك مشكلة بدلاً من تعبئتها، علّمهم طرقاً صحية للتعبير عن الغضب بدلاً من أن يكونوا عدوانيين أو عنيفين.

5. الكذب أو إخفاء الحقائق: قد يكون من المدمر للآباء أن يجدوا أن طفلهم يكذب عليهم، أو أنه لم يكشف عن كل شيء، الحقيقة هي أن شعورهم الجديد بالاستقلال يجعل الأمر يبدو غير ضروري بالنسبة لهم لإخباركم بكل شيء، قد يجبر الخوف من الحكم عليك ومعاقبتك المراهق على الكذب، والذي قد يصبح عادة إلزامية إذا لم يقرع في مهده.

الحل: الصراحة هي سمة يجب عليك تشجيع أطفالك على بنائها، تجنب أن تكون قضائية. إذا أشرت إلى عيوب في كل شيء، وصحّحت كل خطأ يرتكبونه، فقد يخشون ألا توافقوا أبداً على ذلك، وقد يتوقف عن المشاركة والتواصل معك.

كيف أتعامل مع ابني المراهق قليل الأدب

قد خلص عدد من الدراسات إلى أن الكثير من التصرفات «الوقحة» للمراهق هي جزء من عملية اكتشافه لنفسه كشخص مستقل، هو ليس عيبًا فيه، ولن يصاحبه بقية حياته، إنها مرحلة نمو. إنها ليست دعوة لتقبل تلك الوقاحة، وإنما محاولة للفهم، وفي ظل وعي المربين فإن عملية الاستقلال العاطفي يمكن أن تتم بطرق أسلم وأسهل، وهذا ما نحاول اكتشافه في السطور القادمة.

1. تقبل أنه يكبر
يصعب على بعض الآباء والأمهات أن يفقدوا شعورهم بأهميتهم القصوى في حياة أبنائهم، ولا يتقبلون بسهولة أن ذلك الطفل الذي كان ملتصقًا بهم، أصبح أكثر انفتاحًا وإقبالًا على الأصدقاء والتعرف على أشخاص جدد، وأنه لم يعد ينظر إليهم كأبطال وإنما كأشخاص عاديين. هذا الرفض لخروج الابن من الطفولة يُعقّد المرحلة الانتقالية – المراهقة- ويباعدها عن النضج، بمحاولة الحفاظ على مركزية الدور الأبوي بنفس الطريقة التي كان عليها في الطفولة، مما يجعل المراهق المتطلع إلى الاستقلال يقاوم، ويستخدم الفظاظة ويقلل الاحترام تعبيرًا عن رفضه للبقاء طفلًا.

2. لا تأخذ الأمر بشكل شخصي
مجرد إدراكك لطبيعة المراهقة، وأن تصرفات ابنك الاندفاعية هي أمر وقتي في حياته، ولا تدل على قلة احترامه لك بقدر ما تدل على ما يخوضه في هذه الفترة من تغيرات، سينزع فتيل الغضب من قلبك، وسيجعلك أكثر قدرة على تحجيم سلوكه بدلًا من زيادته بالتركيز عليه.أسوأ ما يمكن أن يفعله الوالدان في مواجهة قلة احترام المراهق لهما أن يعتبرا ذلك تحديًا شخصيًا، ويقبلا أن يدخلا في معركة خاسرة من العناد ورد الفظاظة بما هو أشد منها.

لا تدع صدمتك من صور قلة الاحترام التي يبديها المراهق تنسيك أنه ابنك – طفل البارحة- الذي استثمرت فيه عمرك ومحبتك، والذي يعد استقراره النفسي وخروجه من نفق المراهقة إلى نضج سليم مكونًا أساسيًا لراحة بالك. من المهم أيضًا التنبه إلى أن مقارنتك طفلك بنفسك وقت مراهقتك ليست عادلة ولا واقعية، تمامًا كما كان على والديك أن يدركا أنك مخلوق لزمان غير زمانهما، فعليك أن تدرك أن المراهقين اليوم شديدو الصلة والتأثر بأشكال التواصل الإلكترونية، والتي تتيح لهم قدرًا هائلًا من الحرية، ويكونون فيه غالبًا مجهولي الهوية، مما يعني حدودًا أقل، في مناخ عام يفاخر بالبذاءة و«قصف الجبهة».

3. أعطه مسئوليات
ينضج المراهقون أسرع في المجتمعات التي يتحملون فيها مسئوليات مبكرة، ويكونون أقل عرضة لمشكلات المراهقة، بشرط أن تكون تلك المسئوليات مناسبة لهم، ومفيدة في اكتسابهم خبرات حياتية.

المراهقة/ المراهق المدلل المعفي من الالتزامات، الذي يطول عليها وقت الفراغ في التنقل بين النوم، واللعب، وتصفح الهاتف، سيلجأ تلقائيًا إلى الجدال، وأسلوب الحوار العنيف، وإبداء الملل والسخرية للتعبير عن الذات والاستقلال العاطفي، والضيق من الحالة الضبابية التي يعيشها. أما المراهق الذي يتحمل المسئولية، ويتلقى الشعور بالأهمية والتقدير، فإنه يحل مشكلة الاستقلال العاطفي والاجتماعي بسلاسة، وإذا حقق نفسه معك، فلن يسعى إلى مصادمتك. والمسئولية المطلوبة هنا ليست تلك التي يشعر فيها أنه تابع لوالديه، وأن إنجازه متلاشٍ في ظلهما، وإنما التي يشعر فيها باختلاف طريقة تعامل والديه معه، وأنهما أصبحا أكثر ثقة فيه، واعتمادًا عليه.

لنضرب مثالًا على ذلك بالمشكلة اليومية المتكررة بين الأم وابنتها منذ المراهقة المبكرة حول الأعمال المنزلية، وتنظيم الغرفة، والمساعدة في غسل الصحون مثلًا وما إلى ذلك من أعمال. تعتبر الأم أن النضج الجسدي لابنتها يعني أن عليها مساعدتها، بينما تنظر الفتاة إلى هذا الطلب المتكرر كعبء، ولا تجد دافعًا لأن تكون جزءًا من تصورات والدتها – التي تعتبرها أحيانًا مبالغًا فيها- عن مستوى النظافة والترتيب. أما إذا أوكلت الأم للفتاة مسئولية مستقلة، كأن تكون مسئولة عن الطهي بمفردها في يوم ثابت من أيام الأسبوع، أو أن تحضر طبقًا ما على المائدة كل يوم، أو أن تكون مسئولة عن العناية بمكان معين في البيت، وتنسب هذه المهمة إليها، وتظهر الأسرة تقديرًا لها على أدائها له، فإنها ستجد لذة تحقيق الذات، وستتحرك بدافع داخلي دون ضغط ومطالبة.

4. تحكم في الموقف ولا تدع فظاظته تشتت انتباهك
مرحلة المراهقة مليئة بالأمور الجدية التي تحتاج إلى تركيز واهتمام الأبوين أكثر من استهلاك الطاقة في المسائل التافهة مثل المشاحنات بسبب قلة الاحترام المتصورة من قبل الآباء. في أغلب الأحيان يعرف المراهقون جيدًا كيف يُشعلون غضب آبائهم بحركة أو كلمة لتحويل الدفة من أمر مهم أو طلب أو نقاش جدي إلى معركة فارغة حول أسلوبه في الحديث، أو قلة تهذيبه. ومن المتعارف عليه تربويًا أن التركيز على الخطأ غالبًا ما يؤدي إلى استمراره وزيادته، بينما تجاهله كثيرًا ما يكون أكثر فاعلية، لا تستجب إلى فظاظة ابنك/ ابنتك بالصراخ والتهديد، اكتفِ بنظرة غاضبة، أو توبيخ قصير، ولا تدع فظاظتهم العارضة تشتتك عن الموضوع الرئيسي، أو تدخلك في نوبة غضب يترتب عليها ما لا تحمد عقباه لك وله.

5. اضبط الأمور
لا يعني تفهم الحالة الدماغية والهرمونية للمراهق، وما ينتج عنها من تأثيرات سلوكية، أن يتقبل الوالدان كل ما يقوم به، ولا يعني تفهم حاجته إلى «الاستقلال العاطفي» إلى توقفهما عن تربيته؛ فالتجاهل أداة تربوية ما لم تختلط بالتقبل، والمراهق يحتاج إلى معرفة أن قلة الاحترام غير مقبولة، وأن عليه تعلم الطرق المناسبة للتعبير عن رأيه واختلافه وتطبيقها.

أ. كن هادئًا – مهما كان غضبك الداخلي- في التأكيد أنك لا تقبل مثل هذه الطريقة في الحوار.

ب. أنه المناقشة وغادر المكان، وقل له: «سأكون مستعدًا للحوار إذا غيرت طريقتك».

ج. اسحب بعض الميزات منه إذا أصر على أسلوب تقليل احترامك.

د. كن حاسمًا في العقاب أو الرفض، لا تطل الجدال، ولا تقبل التفاوض، يجب أن يفهم أن العواقب لا يمكن التراجع عنها حتى يفكر بجدية في تعديل سلوكه، أما إذا دخلت معه في جدال أو وعظ طويل فعلى الأغلب سيصدر تعبيرًا عن الملل أو يعلق بأسلوب يجدد استفزازك.

من المهم التأكيد أن هناك فرقًا بين قلة الاحترام مثل النظرات الفظة، وتعبيرات الوجه الساخرة، والردود الجارحة، والغمغمة والتعليقات الوقحة، وبين تجاوز ذلك إلى التصرفات العدوانية، أو خرق قواعد البيت والأسرة بما يشكل تهديدًا لأيٍ من أفرادها، فبينما يمكن تجاهل قلة الاحترام أحيانًا، يجب وضع الحدود الصارمة تجاه التصرفات العدوانية.

6. عامله باحترام
كثيرًا ما يردد الآباء أنهم يعاملون أبناءهم المراهقين باحترام ولطف، ولا يلقون منهم – رغمًا عن هذا- إلا الفظاظة، وهنا نقطة مهمة ينبغي التنبه إليها، وهي أن احترام المراهق له أبعاد أكثر من احترام الطفل، فحتى وإن كنت قد تعودت على أن تحدثه بلطف ولغة راقية وهو طفل، فإنه الآن بحاجة إلى تطبيق أشمل للاحترام. يحتاج المراهق إلى أن:

أ. تحترم خصوصيته، فلا يشعر بأنك تراقبه، أو لا تصدقه، فتتعقب محادثاته، أو تتأكد من أصدقائه حول مصداقيته.

ب. تحترم هواياته واهتمامه وتنقله بينها، فلا تجعل ذلك مادة للسخرية منه، أو التشكيك في جديته، بل على العكس، شجعه على التجريب، واستحسن ذلك منه.

ج. تنصت له دون مصادرة، وتتحدث إليه بأسلوب يحترم عقله، وألا تعتمد على القسوة، أو التجاهل، أو الشكوى منه والتحدث عنه بشكل غير لائق.

د. امنحه الاحترام الذي يحتاجه، وسيبادلك – إجمالًا- باحترام.

7. تقوية العلاقة
السلوكيات الفجّة من المراهق كثيرًا ما تدل على الضغط والقلق الذي يعاني منه، لذا فإن شعوره بالحب والاهتمام، ووجوده في أسرة متماسكة ومتفهمة عنصر أساسي حتى يعبر هذه المرحلة بسلام.

كلما أبديت اهتمامًا وحبًا قللت احتمالات أن يصدك، جرّب أن تخصص له وقتًا صافيًا تمارسان فيه هواية مشتركة أو حتى تتنزهان، وستجد تحسنًا ملحوظًا في حالته المزاجية، وسلوكه العام.

تربية المراهقين في الإسلام

تعدّ المراهقة مرحلةً خطيرةً في عمر الإنسان، وقد جاءت الشريعة الإسلاميّة بعددٍ من الأحكام التي تقي من مفاسدها وشرورها، وتُعين على تربية المراهقين، وتحدّ من خطورة تلك المرحلة عليهم، وفيما يأتي بيانٌ لجانبٍ من تلك الأحكام:

  • الحرص على حُسن تأسيس الطفل وتنشأته على الأخلاق الحميدة، بالإضافة إلى تربيته منذ أوّل عمره على حفظ القرآن الكريم؛ فإدخال كلام الله -تبارك وتعالى- على صدر الإنسان منذ صغره يُطهّر قلبه وجوراحه.
  • تعليم الطفل الصلاة في عمر السابعة، وضربه إذا فرّط فيها في عمر العاشرة؛ فهي تُطهّر قلب الشاب الناشئ وتُهذّب سلوكه.
  • التفريق بين الأولاد في المضاجع عند بلوغهم سن العاشرة، ففي هذا السنّ يبدأ ميل الإناث نحو الذكور ويبدأ ميل الذكور نحو الإناث، ممّا يدعو إلى إبعادهم عن المهيّجات الجنسيّة، وإلى قطع فرص الاحتكاك التي قد تُحرّك الشهوة.
  • انتقاء الصحبة الصالحة للأبناء، فالصحبة الصالحة تؤدّي وتدعو إلى الخير.
  • إلزام الأولاد وتعليمهم الاستئذان عند دخولهم إلى والديهم في أوقات التخفّف من الثياب أو كشف العورات أو الجِماع؛ وذلك حتّى لا تقع أعينهم على شيءٍ يُهيّجهم.
  • المبادرة بتزويج الأبناء، فقد خاطب الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- الشباب بالزواج وأرشدهم إليه، والحكمة في ذلك إعانتهم على كفّ أبصارهم وفروجهم عن المحرّمات.

 

السابق
الجديد في علاج مرض القولون العصبي
التالي
زينك مكمل غذائي – Zinc

اترك تعليقاً