صحة عامة

ماهو علاج كثرة التفكير

ماهو علاج كثرة التفكير

متى يقيّم الشخص نفسه على أنه يعاني من كثيرة التفكير؟

يمكن أن يكون التفكير والتخمين لكلّ قرارٍ يتمّ اتخاذه، وتخيّل جميع السيناريوهات المُحتملَة أمرًا مُرهقًا، إلا أن الإفراط في التفكير قد يكون من الصّعب التخلّص منها، فكلّما طالت مدة التفكير في الشيء، قلّ الوقت والطّاقة اللازمة لاتخاذ الإجراءات المُثمرة، وفي بعض الأحيان قد يهدر الشخص ساعاتٍ كثيرة في التفكير دون جدوى، وقبل وضع حدّ لكثرة التفكير، لا بدّ من التعرّف إلى كيفية تقييم الشخص لنفسه على أنه كثير التفكير، وذلك من خلال ما يلي:

  • عدم التركيز على الحل، أو الإجراء المناسب: فكثرة التفكير في هذه الحالة تدور حول الخوض في المشكلة ذاتها، دون التركيز على الحلّ الأنسب لها.
  • مواجهة أفكارٍ كثيرة ومتكررة: ففي حالة كثرة التفكير سيقوم الشخص بتشكيل محادثةٍ في رأسه، بشكلٍ متكرر، وبصياغةٍ مختلفة عدّة مرات، وتبعًا لكثرة التفكير فإن ذلك يسبب مشاكل في الصّحة العقلية للشخص.
  • صعوبة النوم ليلاً نتيجة للإحساس بالقلق: تسبب كثرة التفكير إحساسًا بعدم قدرة هدوء العقل على الهدوء، وسيستمرّ الدماغ في حالة نشاطٍ دائم وذلك لأنه يعيد تشكيل السيناريوهات ويتخيّل الأمور السيئة، كما أنه يضعِف نوعية النوم، فيكون من الصّعب على الشخص الوقوع في نومٍ عميق عندما يكون عقله مشغولاً بالتفكير، وجميع ذلك يسبب للشخص الإرهاق والتعب في اليوم التالي.
  • المكافحة لمحاولة اتخاذ القرار: سيحاول الشخص كثير التفكير بأنّه كلّما زاد تفكيره لفترةٍ أطول، سيساعده ذلك في الوصول إلى الحل، لكن ذلك على العكس تمامًا، سيجعل من اتخاذ القرار أمرًا أكثر صعوبة.

ما أهم الاستراتيجيات التي تساعد على علاج كثرة التفكير؟

تتوافر العديد من الطّرق التي تساعد على علاج كثرة التفكير، وتشتمل هذه الاستراتيجيات على ما يلي:

  • البحث عن فرصة لارتكاب الأخطاء: فإذا كان الشخص يميل إلى كثرة التفكير نظرًا لأنه لا يريد اتخاذ القرار الخاطئ، فلا بدّ من اتخاذ القرار تجنّبًا للندم في المستقبل لعدم اتخاذه.
  • التواصل مع الجسد: يعدّ التواصل مع الجسد طريقةً فريدة للخروج من الأفكار العالقة في الرأس، فعندما تكثر الأفكار وتتراكم في الرأس، يمكن التحرّك أو القيام ببعض التمارين، أو ثني الركبة، أو تفكيك أي شيء للتخلّص من الأفكار.
  • ممارسة قاعدة 80/20: والتي يُقصَد بها أن أول 20% من الوقت والجهد يحصدان 80% من الفائدة المرجوّة لأمرٍ معيّن، بينما 80% المتبقيّة من الوقت والجهد، ستحصد 20% من الفائدة المرجوّة لها.
  • التحكّم في القرارات: غالبًا ما تنجم كثرة التفكير عن الخوف من الإقدام بقرارٍ خاطئ، إلا أنّه من الضّروري اعتبار كل أمرٍ يتمّ القيام به هو الأفضل بحسب المعطيات المتوافرة، لذلك يجب ان يحافظ الشخص على رأسه مرفوعًا مهما كانت النتيجة، حتى لو لم يسري الأمر بالطريقة المرغوبة، إلا أنّه القرار الأفضل بالرغم من كل شيء.
  • الحذر من الإدراك المتأخر: والذي يقوم فيه الشخص بالحكم على القرارت السّابقة بناءً على معلومات ومعطيات لم تكن متوافرة في ذلك الوقت.
  • تحمّل المسؤولية وطلب المساعدة من الآخرين: يمكن طلب المساعدة من الأشخاص المقرّبين في المساعدة على الحدّ من كثرة التفكير، كأن يحذروا الشخص عندما يبدأ في التفكير بكثرة، أو يلفتوا انتباهه لذلك، وعلى الشخص أن يقاوم الغضب منهم خلال ذلك.
  • ممارسة الوعي الذهني: والتي يُقصَد بها التركيز على ما هو حقيقي، وواقعي، بدلاً من محاولة حل المشاكل عن طريق كثرة التفكير.
  • ممارسة تمارين التأمل: والتي تساعد العقل على الانسحاب من أنماط التفكير المُعتادة، بحيث يمكن الجلوس في مكانٍ هادئ، وبشكلٍ مريح، مع إغماض العينين، لمدة 3-5 دقائق ثلاث مرات يوميًا، والتنفّس بعمق وترك الأفكار جميعها تنساب نحو الخارج.
  • البحث عن مصادر للإلهاء: يمكن وقف كثرة التفكير عن طريق الاشتراك في نشاطٍ يمكن الاستمتاع به، كتعلّم مهارات طبخ جديدة، أو ممارسة هواية جديدة.
  • المبادرة بأمرٍ لطيف تجاه الآخرين: إذ يمكن المساعدة في محاولة تخفيف الأعباء عن الآخرين، أو يمكن التفكير في طريقةٍ لخدمة شخصٍ يمرّ بوقتٍ عصيب.
  • التعرّف على التفكير السلبي التلقائي: والتي عادةً ما تنطوي على الخوف أو الغضب، أو قد تكون في بعض الأحيان ردود فعلٍ على موقفٍ ما.
  • الاعتراف بالنجاحات: عندما يكون الشخص في خضم التفكير، فإن تطبيق الملاحظات، وتدوين الأمور الناجحة في الحياة يساعد على الحدّ من كثرة التفكير، وقد تكون هذه الإنجازات بسيطة، مثل كتابة الرغبة بتنظيف السيارة والقيام بتنظيفها السيارة كما هو مخطط مثلاً.
  • وضع وجهات النظر الأخرى بعين الاعتبار: إذ يساعد تخيّل الأمور من منظور آخر في التقليل من كمّ بعض الأفكار التي تدور في الدماغ.
  • التعاطف مع الذات: إن التفكير في أخطاء الماضي يمنع الشخص التخلّص والاستغناء عنها، لذلك لا بدّ من التركيز على الأمور الإيجابية، ومحاولة الابتعاد عن الأمور السلبية.

بما يختلف مرض الوسواس القهري عن كثرة التفكير؟

يُعرَف الوسواس القهري بأنه السّلوكيات النّاجمة عن أفكارٍ ومعتقداتٍ تنشأ في مخيلة الشخص، ويرتبط الوسواس القهري ارتباطًا مباشرًا بكثرة التفكير، بينما لا يختفي الوسواس القهري من تلقاء نفسه، وليس له علاجٌ شافٍ، وإنّما العلاجات المُتاحة لهذه الحالة تهدف إلى التّخفيف من الأعراض والمشاكل المرافقة لها، بحيث لا يمكن تجاهل الأفكار والسّلوكيات النّاشئة والتي تتحكّم في حياة وقرارات الشّخص.

متى تحتاج كثرة التفكير إلى طلب المساعدة الطبية؟

يمكن أن يحتاج الشخص إلى طلب المساعدة الطبية إذا لم يتمكّن من التخلّص من كثرة التفكير بعد اتباع الاستراتيجيات السابق ذكرها، فقد تكون كثرة التفكير أحد أعراض المشاكل التي تصيب الصّحة العقلية، مثل الاكتئاب، او القلق، أو عند الشّعور بأن الدماغ يعمل بنشاطٍ زائد، فقد يساعد الطبيب في تعليم المريض تمارين وأمورًا مفيدة تخفف من تفكيره، مثل تمارين اليقظة، او الأنشطة البدنية.

السابق
افضل علاج للذهان
التالي
علاج نفسي للخوف

اترك تعليقاً