أعشاب طبية

كيفية التعامل مع الاطفال المصابين بصعوبات التعلم

كيفية التعامل مع الاطفال المصابين بصعوبات التعلم

توجَد العديد من التّعريفات التي اجتَهَد العُلماء فيها لوصف حالة صعوبات التعلّم، ومن أشهر هذه التعريفات وأكثرها اعتماداً تَعريف الحُكومة الاتحاديّة الأمريكيّة للأطفال ذوي صعوبات التعلم، والذي ينص على أنّ “الأطفال ذوي صعوبات التعلّم هم الذين يعانون من قصورٍ في واحدةٍ أو أكثر من العمليّات النفسيّة الأساسيّة التي تتطلب فهم أو استخدام اللغة المكتوبة والمنطوقة، ويظهر هذا القصور في نقص القدرة على الاستماع والتفكير أو الكلام أو القراءة أو الكتابة أو التهجئة أو في أداء العمليّات الحسابيّة، ويرجع هذا القصور إلى إعاقةٍ في الإدراك، أو إلى إصابةٍ في المخ، أو إلى الخلل الوظيفيّ الدماغيّ البسيط، إو إلى عسر القراءة، أو حبسة الكلام النمائية، ولا يجوز أن تكون صعوبات التعلّم هذه ناتجةً عن إعاقةٍ بصريّةٍ أو سمعيّةٍ أو حركيّةٍ أو عن تخلّفٍ عقليٍّ أو عن اضطراباتٍ انفعاليّةٍ أو عن حرمانٍ بيئيٍّ أو ثقافيٍّ أو اقتصاديٍّ

أثبتت الدّراسات أهميّة دور الأسرة في معالجة مشكلة صعوبات التعلّم عند الطفل والتخفيف منها، و بيّنت أنّ دَورها في التأثير على الطفل أقوى بكثير من المدرسة، وأن الأسرة كلّما أولت الطفل الاهتمام المُناسب فإنها تُحقّق نجاحاتٍ كبيرةً في التغلب على المشكلة، وهناك بعض النقاط التي من الممكن أن تلخّص دور الأسرة في التعامل مع الطفل وهي:

  • ملاحظة الطفل، فمن الضروريّ أن يُتابع الأهل نمو طفلهم وتطوّره بشكلٍ مستمرٍ من قبل سنّ المدرسة وحتى المدرسة، والبحث والسؤال حول أيّ ملاحظةٍ مقلقةٍ في تطور الطفل النمائيّ أو الأكاديميّ.
  • تقييم الطفل، واتخاذ القرار بأن يخضع لاختباراتٍ تقييميّةٍ من قبل متخصّصين للتأكد من وجود مشكلة صعوبات التعلّم أم لا، وإعطاء المختص إجاباتٍ دقيقةٍ تماماً على أسئلتهم عن حالة الطفل ليكون التشخيص دقيقاً.
  • اتّخاذ القرارات الإيجابيّة التي تتعلّق بمصلحة الطفل في المستقبل بعد الحصول على التقييم والتأكّد من وجود المشكلة، والعزم على تَحمّل المسؤولية لمساعدة الطفل. تقبّل الطفل ومساعدته على تَخطّي المُشكلة بصبر، وعدم مُعاقبته على التقصير وتحميله عبئاً أعلى من طاقته وقدراته.
  • البحث والتعلّم وأخذ الدورات التي تتعلّق بصعوبات التعلّم لفهم الوسائل والأساليب التي قد تساعد على حلّ المُشكلة وفهم أنواع البرامج والمساعدات التي تُقدّم لهذه الفئة من الأطفال والطلّاب.
  • التعاون بين الأهل والمدرس أو اختصاصيي التربية الخاصّة وتنفيذ تعليماته بما تقتضيه مَصلحة الطفل.

صعوبات التعلم عند الأطفال وعلاجها

رأينا فيما سبق من هذا المقال أن لصعوبات التعلم أسبابا متعددة، و من الطبيعي أن يكون العلاج متناسبا مع طبيعة الصعوبة التي يعاني منها الطفل و درجة خطورتها، و من الطبيعي أيضا تظافر الجهود بين مختلف المتدخلين في تربية الطفل من آباء و معلمين و أطباء نفسيين. و عموما، يمكن التخفيف من الآثار المحتملة لصعوبات التعلم من خلال تفعيل التوجيهات التالية:

أ- تفهم الوالدين للمشكلة
يجب على الآباء أن يتفهموا طبيعة مشاكل أبنائهم و أن يساعدوا المدرسة في بناء برنامج علاجي لهؤلاء الأبناء بعيدا عن التوترات النفسية.

ب- البرنامج التعليمي الخاص
يجب تخطيط برنامج تعليمي خاص مناسب لكل طفل حسب نوع الصعوبة التعليمية التي يعاني منها، ويكون ذلك بالتعاون بين الأخصائي النفسي والمدرس والأسرة.

ج- التشخيص والتدخل المبكر
إن تشخيص حالة الطفل المصاب ينبغي أن تتم تحت إشراف الأخصائيين النفسيين ، و كلما كان التشخيص مبكرا، كلما تمكنا من التعامل بشكل أفضل مع الطفل، و تجنب الكثير من سوء الفهم.

د- التعاون بين المدرسة والعائلة
تؤثر صعوبات التعلم على الحياة ككل، ولذلك يجب أن يكون البرنامج العلاجي شاملا لكل نواحي التعلم، و بتنسيق تام بين الأسرة و المدرسة.

أنواع صعوبات التعلم

كثيرة هي أنواع صعوبات التعلم، وتختلف بالنوع ودرجة الشدّة من فرد إلى آخر، وسيذكر في هذا المحتوى الأنواع ذات الانتشار الواسع بين الأفراد والأكثر تأثيرًا عليهم، والتي تقف عائقًا أمام الفرد في ممارسة نشاطه اليومي ومنها ما يأتي.

  • عسر القراءة عسر القراءة من أكثر الأنواع شيوعًا بين أنواع صعوبات التعلم، فهي إعاقة تؤثر على القراءة ومهارات المعالجة اللغوية المتصلة ببعضها، حيث لا يستطيع الشخص القراءة بطلاقة، ولا يستطيع تهجئة الكلمات بشكل صحيح كما لا يستطيع أن يحفظ ويفهم ما يقرأ، وقد يبدع ويتميز الأشخاص الذين يعانون من عسر القراءة في مجالات أخرى مثل الموسيقى والفنون المختلفة الاخرى.
  • خلل الحساب الإعاقة الحسابية من الممكن أن تؤثر على الأشخاص في مراحل مختلفة من حياتهم، فالأشخاص الذين يعانون من مشكلة خلل الحساب لا يستطيعون حفظ الأرقام وحتى تنظيمها ويواجهون ايضًا صعوبة في عد الارقام، او في حفظ تسلسل حل العمليات الحسابية الطويلة، ومع ذلك يمكن تعليمهم وتدريبهم من أجل تحقيق النجاح فهم قادرون على ذلك في حال تم تعليمهم بطرق مناسبة لهم.
  • عسر الكتابة تؤثر هذه الإعاقة على قدرة الفرد في الكتابة اليدوية، فلا يستطيع أصحابها تشكيل الحروف والكتابة في المكانٍ المخصص للكتابة، وتتبع هذه الإعاقة خللًا في الرسم وتكون الكتابة غير مفهومة وغير منظمة، وبعضهم قادر على الكتابة ولكن يحتاج الى وقت طويل حتى ينجز ذلك وقد يكون الخط في كثير من الحالات صغير جدًا.
  • خلل الأداء ويظهر هذا النوع من أنواع صعوبات التعلم في تأثيره على صعوبة التحكم في العضلات، ويتمثل في صعوبات الانشطة الحركية ومنها التلويح بالذراع، وارتداء الملابس، وفي التنسيق بين الكلام والحركة وهو ليس عجزًا لكنه يُعتبر اضطرابًا يستمر مع الشخص طول فترة حياته، حيث لا يوجد علاج مع توفر بعض الوسائل المساعدة للأشخاص في تحسين قدرتهم على العمل والاستقلالية، كما يتعايش عادةً مع صعوبات التعلم الأخرى التي يمكن أن تؤثر على القدرة على التعلم.
  • اضطراب فرط النشاط يعد اضطراب فرط النشاط وعدم القدرة على التركيز اضطراب يؤدي إلى قلة انتباه الأشخاص على المهام بسهولة، ويتكون من نوعين رئيسين، ونوع ثالث مزيج من الاثنين، ويتضمن الشعور بالملل بشكل دائم، والكلام الزائد، ولا يستطيع الالتزام بالأنشطة الهادئة، ولا يستطيع ضبط الأعصاب،ويستطيع من يعاني من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ان يتعلم، ولكن بصعوبة شديدة حيث إنه يفقد التركيز على الاهتمام بالأمور المهمة، كما ويرتبط بشكل عام بصعوبات التعلم الاخرى.
  • اضطرابات المعالجة السمعية هي اضطرابات تتعلق بعدم قدرة الفرد على معالجة وتحديد مصدر الصوت بالشكل الصحيح، ومن ضمن ذلك الأصوات التي تكون متشابهة، ولا تصنف من ضمن صعوبات التعلم لكنها تسبب مشاكل في التعلم، واضطرابات المعالجة المرئية، ويكون تأثيرها واضحاً من خلال عدم مقدرة الفرد على فهم المعلومات التي يراها ولا يستطيع تمييز الاختلافات بين الأرقام والحروف والألوان، وحتى الأنماط، والأجسام والأشكال التي تكون متشابهة.
  • صعوبات التعلم غير اللفظية هو عبارة عن اضطراب عصبي يصيب النصف الأيمن من الدماغ، ويتميز الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب بقوة السمع والذاكرة، ويتمتعون أيضًا بطلاقة ممتازة، إلا إنهم يعانون من بعض الصعوبات ولديهم صعوبات في جوانب أخرى مثل التواصل الاجتماعي الضعيف وعدم القدرة على تكوين علاقات اجتماعية ويواجهون صعوبات في التأقلم مع أي سلوك جديد ولا يستطيعون فهم إيماءات وحركات الأشخاص الاخرين.

كيفية تدريس صعوبات التعلم

  • استراتيجيّة تحليل المهارة: يتمّ ذلك بعرض المهارة المطلوب تعلّمها على اللوح، وقيام المعلم بتجزئتها إلى مهارات فرعية متسلسلة، وكتابتها على اللوح، ثمّ قيام المعلم بتوضيح وتطبيق المهارات الفرعية أمام الطلاب، بطريقة متسلسلة إلى أن يصل إلى المهارة الأساسية، ثمّ يأتي دور الطالب بتطبيق المهارات بالتدريج بدءاً من المهارات الفرعية وصولاً للمهارة الأساسية. استراتيجية الربط الحسيّ: يتمّ ذلك بعرض المهارة على اللوح أمام الطلبة، ثمّ ربط هذه المهارة بأشياء حسية ملموسة كالصور، والمجسمات، والدفاتر، والمكعبات، وقيام الطالب بتطبيق المهارة بمساعدة الأشياء الملموسة الموجودة أمام المعلم، وتكرارها إلى أن يستوعب هذه المهارة، وأخيراً يطبق الطالب المهارة أمام المعلم دون أن يستعين بالأشياء الحسية.
  • استراتيجية النمذجة: وتتم بعرض المهارة على اللوح، وتطبيقها أمام الطلبة بشرحها، ثمّ تطبيق الطالب للمهارة، وذلك بشرح خطواتها أمام المعلم والطلبة.
  • استراتيجية الترديد اللفظيّ: وذلك بعرض المعلم للمهارة أمام الطالب، وشرحها، وقراءتها، ثمّ قيام الطالب بترديدها عدة مرات. استراتيجية الحواس المتعددة: وذلك بكتابة المهارة على اللوح باستخدام لون ملفت يجذب انتباه الطالب، ويقرأ المعلم والطالب المهارة معاً، ثمّ يتتبع الطالب المهارة لمساً بإصبعه ناطقاً بها في الوقت ذاته، مكرّراً هذه الخطوة مرات عدّة، ثمّ كتابتها ثلاث مرّات على الدفتر نقلاً عن اللوح، وأخيراً كتابتها والتلفّظ بها في الوقت ذاته دونما مساعدة.
  • استراتيجية تبادل الأدوار: وذلك بتمثيل الطالب دور المعلم بعد الانتهاء من الدرس، وتمثيل المعلم لدور الطالب، فيركز الطالب على شرح المعلم، ويعطي المعلم الطالب تدريبات على الدرس، وسؤاله عن الأمور التي لم يفهمها، وبعد ذلك يتم تبادل الأدوار بين المعلم والطالب، وتصحيح المعلم لأخطاء الطالب بعد انتهائه من الشرح

علاج صعوبات التعلم في القراءة والكتابة

للحصول على أفضل النتائج عند علاج عسر القراءة يجب ملاحظة المشكلة وحلها قبل الصف الثالث، ويجب أن يشرف على الطالب شخصٌ مختصٌ ومؤهّل لمعالجة المشكلة، ولكن هناك أمور يمكن أن يقوم بها الأهل في البيت لمساعدة عملية العلاج وزيادة فعاليتها، منها:

  • جعل الطفل يقٌرأ بصوتٍ عالٍ كلّ يومٍ، ولا يشترط قراءة الدروس من الكتب المدرسية، بل يمكن قراءة أي شيء آخر يريده الطفل، مثل، كتبٍ مصورةٍ، أو مجلاتٍ للأطفال أو غير ذلك، ولكن على شرط أن يقرأ بصوتٍ عالٍ حتّى يسمع نفسه ويربط صوت الكلمة وصوت الحرف مع شكله المكتوب على الورق.
  • استخدام الكتب المسجلة (Audio Books) في جعل الطفل يتبع الكلمات التي يسمعها في الكتاب الورقيّ أمامه، وهذا أيضاً يساعده في ربط صوت الكلمة وصوت الحرف مع شكله المكتوب على الورق.
  • هناك الكثير من التطبيقات والألعاب عبر الإنترنت سواءً على الهاتف الذكيّ أو على الحاسوب الشخصيّ، والتي يمكن أن تبني مهارات الطفل على القراءة، ومهارات التهجئة والإملاء بشكل لعبةٍ مسليةٍ. مراقبة وتدوين الملاحظات، حيث إنّ مشاهدة الطفل عن كثب وتدوين الملاحظات على سلوكه قد تكشف عن أنماطٍ معينةٍ يتبعها الطفل أثناء محاولة القراءة والفهم، وستساعد هذه الملاحظات المدرسين والأطباء أو أيّ شخصٍ آخر يعمل على مساعدة الطفل بشكلٍ محترف.
  • التركيز على الجهد المبذول وليس النتيجة، فيجب مكافئة الطفل على جهده والساعات التي بذلها في محاولة التعلّم، ويجب مدحه وتشجيعه بغضّ النظر عن النتيجة النهائيّة؛ لأنّ النتيجة المرغوبة قد تأخذ بعض الوقت حتّى تظهر، وهنا قد يشعر الطفل بخيبة الأمل من عدم ظهورها ممّا يجعله يرغب بترك التدريب والتعلم، وخاصّة إذا لاحظ نفاد صبر الأهل من انتظار النتيجة.
  • تفهّم أنّ هذا الطفل مختلفٌ عن الأطفال الآخرين، ويجب أن يعلم هو ذلك أيضاً لأنّه إن لم يعلم فقد يتساءل عن سبب قيام جميع الطلاب بالأمر بسهولةٍ بينما يأخذ منه الوقت الكثير، وبالتالي تقلّ ثقته بنفسه وتقلّ دافعيته للاستمرار والتعلم.
  • تعزيز ثقة الطفل بنفسه باستخدام الهوايات والأنشطة المختلفة بعد المدرسة بتسجيله بأحد الأندية الرياضية أو الفنيّة التي ستزيد احترام الذات للطفل وتزيد المرونة لديه، ويجب ألا تكون النشاطات تشمل دورس التقوية وغير ذلك؛ لأنّها على العكس ستزيد الضغط النفسيّ على الطفل وتؤثر سلباً على تعليمه.كما في عسر القراءة يجب الاستعانة بمختصٍّ للمساعدة في العلاج لأنّ هناك تشابه في طرق العلاج، ولكن يمكن القيام بأمورٍ مساعدةٍ في المنزل:
  • عمل تمارين لحركة اليد والأصابع باستخدام معجون اللعب.
  • أخذ فترات استراحة قصيرة بين كتابة كلّ فقرةٍ وأخرى، أو بين كتابة كلّ جملةٍ وأخرى إن دعت الحاجة، لأنّ الكتابة عمل يستنزف تركيز الطفل المصاب بخلل الكتابة. ت
  • دريب الطفل على مراجعة كلّ فقرة أو جملة بعد إنهائها، حتّى يعود ويصلح الأخطاء الواردة فيها

 

السابق
الفرق بين الاعاقة العقلية وصعوبات التعلم
التالي
صعوبات تعلم الرياضيات في المرحلة الابتدائية

اترك تعليقاً