صحة عامة

تعديل السلوك : مقدمة عنه ، تعريفه ، الأهداف ، الخصائص ، الاستراتيجيات

تعديل السلوك

مقدمة عن تعديل السلوك

عرف الإنسان منذ القدم أساليب كثيرة في تعديل السلوك واستخدمها في حياته مع بني البشر، وقد أشار القرآن الكريم إلى مجموعة

من الأساليب العلاجية التي يمكن استخدامها في تعديل السلوك وتقويمه، ومن ذلك ما ورد بشأن علاج نشوز المرأة،

حيث قال الله تعالى ” واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فان أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان علياً كبيراً ”

(النساء:34)
وقد اشتملت هذه الآية على أسلوبين من أساليب تعديل السلوك هما: أسلوب العقاب السلبي (الهجر) وأسلوب العقاب الايجابي (الضرب)

ويسبقهما أسلوب عقلي معرفي هو (الوعظ).
كذلك استخدم القرآن الكريم أسلوب عرض النماذج الصريحة والضمنية من خلال سرد القصص والأمثال القرآنية في تعديل السلوك،

كذلك كان سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين أسوة حسنة يقتدي بها المسلمون حيث أصبحت أقواله وأعماله

وتقاريره سنة نسير عليها إلى يوم الدين.

يمكنك مشاهدة  الصحة النفسية

تعريف تعديل السلوك 

تعديل السلوك هو شكل من أشكال العلاج والذي يهدف إلى عمل تغييرات في سلوك الطفل تجعل حياته و حياة المحيطين

به أكثر إيجابية وفاعلية، وغالباً ما يوصى بالعلاج السلوكي كجزء من خطة علاج أطفال افتا؛ إذ يساعد بشكل كبير في تعديل

السلوكيات الغير مرغوبة لديهم وتعزيز السلوكيات الإيجابية. كما يوجد عدد من الاستراتيجيات المستخدمة لتعديل سلوك أطفال افتا

لذلك يجب أولًا تحديد ما هو السلوك المطلوب تعديله ، وما الظروف التي يحدث فيها هذا السلوك لنستطيع تحديد الأسلوب الأفضل للتعامل معه.

شاهد ايضا السلوك الإنساني

أهداف تعديل السلوك

ترتكز عملية تعديل السلوك على جملة من الأهداف، أهمها:

  •  مُساعدة الفرد على اكتساب سلوكيات جديدة لم تكن موجودة لديه.
  • تشجيع الفرد على القيام بالسلوكيات المقبولة اجتماعياً، ومُساعدته على الحد من السلوكيات غير المقبولة.
  • منح الفرد فرصة للتكيّف مع البيئة الاجتماعية والمدرسية المحيطة به.
  • القضاء على كافة مشاعر الخوف والقلق والإحباط لدى الفرد.

يمكنك الاطلاع على تعريف الشخصية

خصائص تعديل السلوك

1- التركيز على السلوك الظاهر القابل للملاحظة والقياس.
2- السلوك مشكله وليس عرضا لمشكله ما.
3- السلوك المشكل هو سلوك متعلم ومكتسب من تفاعل الفرد مع البيئة التى يعيش فيها.
4- انه لا يأتى من فراغ
5- يتطلب تعديل السلوك تحديد الهدف وطريقه العلاج لكل سلوك .
6- تعديل السلوك استمد اصوله من قوانين التعلم التى اسهم سكنر وزملائه فى ترسيخ قواعده.
7- يركز على دور العلاج فى تغيير سلوك المسترشد.
8- التقييم المستمر لفاعلية طرق العلاج المستخدمة.
9- التعامل مع السلوك بوصفه محكوما بنتائجة.
10- أن تتم عمليه تعديل السلوك فى البيئة الطبيعية.
11- اعداد خطة العلاج الخاصه بالمسترشد.
12- يقوم العلاج السلوكى على مبدأ الان وبعد

استراتيجيات تعديل السلوك

مبدأ التعزيز

تقوم فكرة التعزيز بوجه عام على منح الطفل مكافأة بعد إظهاره لسلوك إيجابي معين، بحيث يرتبط منحه لهذه المكافأة بعمل

هذا السلوك، ويجب أن نلفت النظر إلى أن المعززات نوعان:

الأول: معزز إيجابي

وهو الذي نقدمه كمحفز بعد قيام الطفل بسلوك إيجابي ونرغب في أن يستمر عليه، كإظهار الثناء على الطفل

عند إتباعه لبعض العادات الصحية أو التزامه بنظافة غرفته.

الثاني: معزز سلبي

ويقصد به حرمان الطفل من المكافأة عند ظهور سلوك لا نرغب فيه دون عقاب، فسحب المكافأة بحد ذاته عقوبة للطفل، ولكنه من أفضل أساليب العقاب.

ولكي يظهر دور  التعزيز ينبغي أن تتوفر  الشروط التالية:

  • أن يكون التعزيز بعد حدوث السلوك مباشرة.
  • ان يلازم حدوث السلوك المرغوب (إيجابيًا) لمدة معينة تجعل هناك رابطة لدى الطفل تشعره بأنه بمجرد قيامه بالسلوك سيحصل على هذا المعزز.
  • أن يتم اختيار المعزز بناء على أهميته بالنسبة للطفل حتى يكون له تأثير بالنسبة له فما يهم طفلا ويشجع سلوكه ويعتبر بالنسبة له محفزا قد لا يكون كذلك بالنسبة لطفل آخر.

لذا لا بد من أن ننتقي المعزز الذي يشجع الطفل. حيث يرى الكثيرون أن السلوكيات الخاطئة لدى الطفل ما هي إلا نتيجةً لتعزيز خاطئ تم سابقًا للطفل حتى ثبت هذا السلوك عنده.

العقاب:

إذا كان هدف التعزيز هو تثبيت سلوك معين أو تكراره باعتباره سلوكًا مرغوبًا به؛ فإن العقاب هو التنفير من سلوك سلبي

أو سلوك لا نرغب فيه،  وهو أقل وأضعف تأثيراً من التعزيز ويهدف إلى خفض احتملات تكرار السلوك في المستقبل.

وبوجه عام يوجد درجتان من العقاب:

  • العقاب من الدرجة الأولى: والذي يشمل تعرض الطفل لمثير منفِّر بعد قيامه بالسلوك الغير مرغوب فيه (كالضرب أو الصراخ)  وهو النوع الذي ننوه عن ضرورة التقليل منه.
  • العقاب من الدرجة الثانية: والذي يقوم على حرمان الطفل من مثير محبب عند اتسامه بسلوك غير مقبول أو مرفوض من أسرته ( كحرمانه من المعزز الإيجابي “المكافأة”).

التشكيل:

يعد التشكيل أحد أهم أساليب وطرق إكساب الطفل سلوك جديد جيد ومحبذ، وهو أسلوب يستخدم التعزيز الإيجابي المنظم للإستجابات التي تقترب شيئاَ فشيئاَ من السلوك النهائي بهدف إيجاد سلوك غير موجود حاليا .

وهذا لا يعني خلق سلوكيات جديدة عند الطفل، بالرغم من أن السلوك المستهدف ليس موجود لدى الطفل إلا أنه غالباَ ما يكون لدية سلوكيات قريبة منه.

يمكنك مشاهدة الحزن

خطوات تعديل السلوك

يعتمد تطبيق تعديل السلوك على الخطواتِ التالية:

  • تحديد السلوك الذي يجب أنْ يتم تعديله، أو التخلص منه عن طريق معالجته.
  • وضع مجموعة من الأفكار التي تهتم بدراسةِ طبيعة السّلوك بالاعتماد على متابعة الفرد، والإصغاء له أثناء فترة العلاج.
  • طلب المساعدة والتعاون من أفراد عائلة الفرد من خلال سؤالهم مجموعةً من الأسئلة حول السلوك الذي يجب تعديله.
  • كتابة خطةٍ تنظيميةٍ لتحديدِ طبيعةِ العلاج المُتبع في تعديل السلوك، والطرق والوسائل التي سيتم استخدامها من أجل تقويمه بأسلوبٍ صحيح.
  • تقييم النتائج التي تم التوصل لها عن طريق متابعة طبيعة تغير سلوك الفرد من خلال سؤاله شخصياً، وسؤال الأفراد المحيطين بهِ، والاعتماد على دراسة مدى استمرارية تأثير مُحفّزات السلوك السابق على شخصيتهِ.

تعرف على السلوك العدواني عند الاطفال

تعرف على المزيد عن تعريف تعديل السلوك

السابق
الإعاقة العقليّة
التالي
9 وصفات طبيعية لتقوية النظر وعلاج ضعف البصر

اترك تعليقاً