صحة عامة

ماهو علاج المرض النفسي

ماهو علاج المرض النفسي

المرض النفسي

تُعرَف الحالات التي لا يتمكن الأشخاص فيها من السيطرة على انفعالاتهم وعواطفهم وأفكارهم وسلوكيّاتهم بالمرض النفسي، وهي مشكلات تترافق مع أعراضٍ قد تبدو خفيفةً أحيانًا وحادّةً في أحيان أخرى؛ إذ تحتاج في أغلب حالاتها إلى علاج يُشرف عليه أطبّاء مختصّون؛ لأنّ المرض قد يؤثر على المصاب ويتداخل مع قدرته على أداء مهامّه الحياتية اليومية.

ما هو علاج المرض النفسي؟

يمكن توضيح ذلك على النحو الآتي:

العلاج الدوائي

يصف الأطبّاء النفسيون الأدوية لعلاج المرض النفسي، وتستمرّ فترة تناولها بين 4-6 أسابيع؛ إذ يتأكّد الطبيب بعدها من تمكن الدواء من تخفيف أعراض الحالة، أو قد يصف دواءً إضافيًّا إلى جانب الدواء الموصوف؛ فمثلًا تُستخدم أدوية الذهان أو أدوية تحسين المزاج إلى جانب مضادات الاكتئاب، ولا يجوز للمصاب التوقّف فجأةً عن أخذ الدواء؛ إذ قد يؤدي ذلك إلى حدوث ردّ فعل انتكاسي للجسم، لذا فإنّ تخفيف الجرعات يكون تدريجيًا، وبعد الحصول على المشورة الطبية، ويُسبب تناول الأدوية آثارًا جانبيةً، يُمكن تخفيفها بتغيير نوع الدواء، أو تخفيف الجرعة، وفي ما يأتي ذكر لأبرز أنواع الأدوية الموصوفة لعلاج الاضطرابات النفسية:

  • مضادات الذهان الموصوفة لعلاج اضطرابات الذهان، واضطرابات الاكتئاب، واضطرابات المزاج أحيانًا.
  • أملاح الأمفيتامين الموصوفة لعلاج اضطرابات فرط النشاط أو قلّة التركيز.
  • مضادات القلق.
  • مضادات الاكتئاب التي تتضمن المجموعات الدوائية الآتية:
    • مثبطات السيروتونين الانتقائية والنورايبينيفرين، مثل دولوكستين.
    • مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية، مثل سيتالوبرام.
    • مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، مثل إيميبرامين.
    • مضادات الاكتئاب المحددة للنيتروجين، مثل ميرتزابين.

العلاج السلوكي المعرفي

يشكّل العلاج السلوكي المعرفي جزءًا من الطرق التي يتّبعها الأطبّاء النفسيّون في علاج المرضى، وهي جلسات نفسية وجهًا لوجه، أو عبر الإنترنت بين المعالج والمريض، وتتمثّل فكرة هذا العلاج بالتركيز على سلوك الأفراد، وأفكارهم، وطبيعة حياتهم، وتهدف إلى التغيير في أسلوب الحياة، والاعتقادات المؤثرة على التصرّفات. يمكن إجراء هذه الجلسات للمصابين من كلّ الأعمار، ويقدّم العلاج السلوكي المعرفي حلولًا ومنهجيات علاجيةً تفيد المصاب في حياته اليومية، وتحسّن من حالته، ويمكن استعمال هذا العلاج في الحالات التي تعاني من اضطرابات القلق، واضطراب الاكتئاب الحاد، واضطرابات ما بعد الصدمة، والوسواس القهري، وغيرها الكثير.

يتضمن العلاج المعرفي السلوكي جلسات فرديةً مع المريض أو جماعيّةً تضمّ أشخاص مقرّبين من المريض، وتبعًا لجمعية علم النفس الأمريكية فإنّها تعلّم المصاب كيفية التعامل مع حالته؛ إذ تُعزز من المهارات التي تحسّن السلوك لديه، وتغيّر من طرق التفكير والمعتقدات، كما أنّها تخفف من التوتّر، ومشكلات المزاج المتقلّب، وتعزّز قدرة المصاب على ضبط النفس، والتحكم بالانفعالات.

أنواع المرض النفسي

لا يختلف المرض النفسي عن المرض الجسدي، إذ تتعدد أنواعه وتُرافقه مجموعة من الأعراض المختلفة، كما يمكن أنْ يصاب الأشخاص بأكثر من مرض نفسي في ذات الوقت، وتُقسّم الجمعية الأميركية للأمراض النفسية الاضطرابات العقلية إلى أنواعٍ عدّة، من أبرزها ما يأتي:

  • الاكتئاب: يتضمّن اضطرابات ما قبل الدورة، واضطراب الاكتئاب الحادّ، وغالبًا ما يكون مقترنًا بمشاعر مختلطة من السعادة والحزن؛ إذ يكون شديدًا لدرجة تأثيره على قدرة الشخص في أداء مهامّه العملية.
  • أمراض القلق: تتضمن هذه الاضطرابات اضطراب الرهاب، واضطراب القلق، واضطراب الهلع؛ إذ يشعر المريض بالقلق المبالغ فيه من المستقبل والأحداث، ما يجعله يتجنّب الدخول في التجارب.
  • اضطراب النوم: تتعلّق هذه الاضطرابات بعدم القدرة على النوم، وهي مرتبطة بأعراض الأرق، ومتلازمة تململ السّاقين، وتوقّف التنفّس خلال النوم أيضًا.
  • اضطرابات الأكل: تتضمن هذه الاضطرابات اضطراب الشراهة، واضطراب فقدان الشهية العصبي، وكلاهما مرتبط بأعراض تؤثّر على طبيعة غذاء الفرد وصحته.
  • الاضطرابات الذهانية والفصام: تتضمن هذه الاضطرابات الإصابة بمرض الفصام المرتبط بظهور أعراض الهلوسة، والهذيان، والأوهام، وترتبط اضطرابات الذهان بانفصال المريض عن واقعه وعيشه في الخيالات.
  • الاضطرابات الانفصامية: تتضمن هذه الاضطرابات اضطراب فقدان الذاكرة الانفصامي، واضطراب الهوية الانفصالية، ويعاني الشخص فيها من عدم قدرته على الإحساس والشعور.
  • اضطرابات ثنائية القطب: تتضمن هذه الاضطرابات حدوث نوبات متكررة ومتتابعة من الهوس والاكتئاب.
  • اضطرابات النموّ العصبي: تتضمن هذه الاضطرابات أمراض طيف التوحد، وفرط الحركة، وصعوبات التعلم، ويبدأ ظهور أعراضها في مرحلة الطفولة أثناء الدراسة الأساسية.
  • اضطرابات الوسواس القهري: تتضمن هذه الأمراض اضطرابات تساقط الشعر، واضطراب الوسواس القهري، وتتمثّل أعراضها بتكرار الشخص للأفعال، وكثرة التوجّس، والأفكار المتكررة.
  • اضطرابات التكيّف: تتضمن هذه الاضطرابات اضطراب ما بعد الصدمة، واضطراب الإجهاد الشديد، وهي مرتبطة بعدم قدرة المصاب على استيعاب الأحداث المؤلمة جدًّا في الحياة، أو عدم القدرة على التأقلم والتكيّف مع المصائب.
  • اضطرابات السمع: تتضمّن هذه الاضطرابات كلّ السلوكيات الجنسية التي تلحق الأذى بالآخرين، ومن أمثلتها اضطراب الساديّة الجنسية، واضطراب الاستغلال الجنسي للأطفال.
  • الاضطرابات العصبية المعرفية: ترتبط هذه الاضطرابات بمشكلات النسيان المرتبطة بمرض الزهايمر، وغالبًا ما تحدث هذه الأمراض بسبب تلقي ضربات موجعة على الرأس، وكثيرًا ما تتسبب بشلّ قدرة العقل على التفكير السليم والمنطقي.
  • اضطرابات لها علاقة بالإدمان: تتمثّل هذه الاضطرابات بالمشكلات المرتبطة بفرط استهلاك الكحول، والكافيين، والمخدرات.
  • الاضطرابات السلوكية: ترتبط هذه الاضطرابات بما يؤثر على سلوك الفرد، وعدم قدرته على ضبط عواطفه وانفعالاته، ومن أمثلتها الاضطراب الانفجاري المتقطع.
  • الاضطرابات الجنسية: ترتبط هذه الاضطرابات بما يتعلّق بالصحة الجنسية؛ إذ تتضمن اضطراب النشوة الجنسية للإناث، واضطراب سرعة القذف لدى الذكور.
  • اضطرابات الشخصية: تتضمن هذه الأمراض كلًّا من اضطرابات الشخصية النرجسية، والشخصية العدوانية، ويكون المصاب بهذه الحالات غير مستقرّ في سلوكياته؛ إذ كثيرًا ما يعاني من التغيّر في الشخصية، ممّا ينعكس على حياته بحدوث مشكلات تمسّ العلاقات والتعامل مع الآخرين.

تحتاج الأمراض النفسية إلى التشخيص ثمّ العلاج، وفي ما يأتي أهم الطّرق التي يُشخّص بها الأطبّاء مرضاهم النّفسيين:

  • معرفة التاريخ الطبي للمرضى.
  • الفحوصات المخبرية، التي تُطلَب من المرضى في حال الشكّ بوجود أسباب طبيّة محتملة للأعراض.
  • التقييم النفسي، الذي يتمثّل بإجابة المرضى على أسئلة الأطبّاء المتعلّقة بالتفكير، والتصرفات، والعواطف.

نسبة انتشار المرض النفسي

تشير تقارير المعهد الوطني للصحة العقلية في الولايات المتحدة الأمريكية إلى شيوع المرض النفسي بين الأشخاص؛ إذ تقدّر نسبة الإصابة بواحد من أصل خمسة أشخاص من البالغين؛ أيّ ما يساوي 20% من أعداد السكان، وتقسم الأمراض النفسية إلى خطيرة وخفيفة، ونسبة الإصابة بالأمراض الشديدة والخطرة تصل إلى شخص واحد من أصل 25 شخصًا من إجمالي العدد الكلي للمصابين.

السابق
علاج للضيق
التالي
أساليب العلاج النفسي الحديثة

اترك تعليقاً