صحة عامة

أساليب العلاج النفسي الحديثة

أساليب العلاج النفسي الحديثة

العلاج النّفسي الحديث

عرفت جميعة علم النفس الأمريكية العلاج النفسي بأنه علاقة تعاونيّة بين الشخص الذي لجأ للعلاج النفسي وأساليب علم النفس، إذ يستخدم المعالج النفسي أساليب علم النفس لمساعدة العميل على الخروج من أزماته النفسيّة التي يخوضها بعادات أكثر إيجابية وأكثر صحيّة وفعاليّة.

وقد تطور العلاج النفسي بالآونة الأخيرة، ولم يعد معتمدًا فقط على استخدام الأدوية النفسية التي تترافق مع الكثير من الأعراض الجانبيّة السلبية، بل أصبح التركيز الأكبر على التكلم مع المريض؛ إذ يجلس الطبيب النفسي والشخص في غرفة واحدة وبتبادلان الحديث عن المواقف المختلفة والصعوبات والتجارب والآلام التي يخوضها هذا الشخص، ويقدم المعالج أو الطبيب النفسي بدوره النصائح والآليات الفاعلة لمساعدته على الخروج منها، وخلق تغييرات جديدة في سلوكياته وأنماط تفكيره.

أهداف أساليب العلاج النفسي الحديثة

يعد العلاج بالحديث أحدث طرق العلاج النفسي، فغالبًا ما يريد الشخص التحدث عن مشكلاته مع صديق أو أحد أفراد الأسرة، وقد لا يتوفر أحد منهم مما يجعله يلجأ لمعالج نفسي للحديث معه عن المشكلة، ويكون المعالج النفسي مدربًا على التعامل مع مشاعر الشخص السلبيّة، ويساعدهم في الوصول إلى حل لمشكلاتهم، وهذا ما يهدف له العلاج النفسي الحديث، بالإضافة إلى ما سبق تشمل أهداف أساليب العلاج النفسي ما يأتي:

  • تعليم المُصابين بالأمراض النفسيّة القدرة على استكشاف مشكلاتهم ومشاعرهم.
  • تعليم المصابين كيفية للتحكم بحياتهم، وتحسين ثقتهم بأنفسهم، خاصةً أن بعض هؤلاء الأشخاص لا يرغبون بالحديث عما يشعرهم بالقلق والألم أمام الآخرين ويودون الحديث عنه أمام شخص مختص فقط.
  • يساعد علاج بالحديث الأشخاص الذين يعانون من مشكلات مرضيّة مزمنة، والاكتئاب، والقلق، والوسواس القهري، واضطرابات الأكل والإدمان.

أساليب العلاج النّفسي الحديثة

تختلف أساليب العلاج النفسي الحديث بناء على طبيعية الشخص الذي سيخضع للعلاج النفسي، والمشكلات النفسية والعقليّة التي يعاني منها، والظروف التي تعرض لها، وقد انتشر في الآونة الأخيرة العديد من أساليب العلاج بالكلام المفيدة كالعلاج الجماعي، والعلاج السلوكي المعرفي، والعلاج الإنساني، وسنتطرق لها بالتفصيل كالآتي:

العلاج السلوكي المعرفي

يعد العلاج السوكي المعرفي أكثر أساليب العلاج النفسي الحديثة انتشارًا، وأكثرها فعالية في علاج الاضطرابات النفسية، مثل: القلق، واضطراب الوسواس القهري، والمشكلات الزوجيّة، والاضطرابات العقلية الشديدة كمتلازمة وهم كوتارد، ومشكلات تعاطي الكحول والمخدرات، واضطرابات الأكل.

وقد أثبت الدراسات الحديثة تفوق هذا النوع من العلاجات على العلاج بالأدوية النفسيّة، ويختلف العلاج السلوكي المعرفي عن بقية أشكال العلاج النفسي الأخرى؛ إذ يقوم على مبدأ تحديد طرق التفكير الخاطئة وغير المفيدة، وإظهار المشكلات النفسية الناجمة عن هذه الأنماط السلوكيّة الخاطئة التي يقوم بها المرضى ظنًا بأنها تساعده على التخفيف من الأعراض النفسيّة، وللعمل على تغيير هذه المعتقدات والأفكار من خلال تعليم المُصابين سلوكيّات أفضل، والتي تشمل اتباع الاستراتيجيات التالية:

  • مواجهة المخاوف بدلًا من تجنبها.
  • تعليم الشخص كيفيّة الاسترخاء وتهدئة العقل أثناء مواجهة مخاوفه.
  • تعليم المُصابين كيفية الاعتماد على أنفسهم في العلاج أيضًا من خلال إعطائهم واجبات يوميّة خارج الجلسات ليقوموا بها، وبهذا الشكل يمكن أن يتعلم المُصاب كيفية التأقلم مع وضعه والبدء بتغيير أفكاره وتصرفاته.

العلاج السلوكي الجدلي

يعالج هذا النوع الأشخاص الذين يعانون من عدّة أمراض واضطرابات نفسيّة، وتكون الخطورة لديهم عالية ويصعب علاجهم بالطرق الأخرى، خاصةً الذين يعانون من ميولات انتحاريّة، ويهدف هذا النوع من العلاج إلى تحديد أنماط التفكير السلبيّة، ثم تغييرها إلى أنماط إيجابيّة، وما يميزه عن العلاجات النفسيّة الأخرى هو قدرة المعالج النفسي على استغلال التجربة النفسية التي يمر بها المُصاب من أجل مساعدته على تغيير أفكاره السلبيّة، ويشمل العلاج أربعة أساليب نذكرها كالآتي:

  • العلاج الفردي.
  • تدريب الشخص على تعلم المهارات الاجتماعيّة.
  • التحدث مع المُصاب على الهاتف في الفترات الفاصلة بين الجلسات في حال اقتضى الأمر.
  • تحفيز المُصاب على أداء بعض الواجبات المنزليّة.

العلاج الانساني

يعمل هذا العلاج على تحسين رؤية الشخص للعالم، وتشمل أهداف هذا العلاج على ما يأتي:

  • مساعدة الشخص على التوقف عن الشعور بعدم القيمة الذي يُفقد الشخص ثقته بنفسه، ويجعله عرضةً للاستغلال والتنمر من قبل الآخرين، ويهدم كافة محاولاته للنجاح والتقدم لخوفه من الانتقادات الهدامة.
  • مساعدة الشخص على قبول ذاته واحترامها، وتقبل النقد والرفض من قبل الآخرين، وأنه ليس بحاجة لأن يدعي بأنه شخص آخر أو يحاول من تغيير نفسه ليرضي الآخرين؛ لكن هذا لا يمنع من أن يقوم بالعمل على تحسينها للأفضل إرضاء لنفسه فقط وليس للآخرين.

ويختلف هذا النوع من العلاجات عن باقي أساليب العلاج النفسي كالعلاج السلوكي والتحليل النفسي؛ بأنه يركز على حياة الفرد اليوميّة وليس على تجاربه السابقة، ويركز على علاج الشخص ومحاولة تغييره ككل وليس التركيز على اضطراب نفسي معين، وتكمن وظيفة المعالج النفسي بما يأتي:

  • يحاول المعالج النفسي من خلال هذا الأسلوب جعل الشخص يؤمن بمواجهة الصعوبات التي يمر بها.
  • يقنع الشخص بأن له نظرة مميزه للعالم المحيط به، وأنه الأقدر على اتخاذ القرارات التي تصب في مصلحته.
  • يقدم الدعم للقرارت التي سيتخذها الشخص لتغيير حياته وتصرفاته، مما سيعزز ثقته بنفسه وبقراراته ويجعل أقوى على مواجهة ذاته والآخرين والمجتمع.

ويوجد عدّة أمثلة على هذا النوع من العلاج نذكرها كما يأتي:

  • العلاج الوجودي: الذي يركز على إقناع الشخص بأهمية وجوده في الحياة وأنه لم يخلق عبثًا، ويساعد هذا النوع من العلاجات الشخص على قبول مسؤولية القرارات التي يتخذوها في حياته، وعلى دور التجارب والمواقف في صقل شخصيته، وعلى قدرته على التغيير للأفضل.
  • العلاج المرتكز على العميل: هذا النوع من العلاج الانساني يقوم على بناء علاقة قويّة بين الشخص الي يخوض العلاج والمعالج النفسي، ويعطي المعالج الشخص المساحة الكاملة للحديث عن تجاربه وشخصيته وأفكاره بحريّة، ويكون دور المعالج النفسي بتقبل كل ما يتحدث عنه بشكلٍ تام دون النقد؛ لأن النقد قد يتسبب بتشويه نظرة الشخص.

العلاج النفسي الديناميكي

يتشابه العلاج النفسي الديناميكي مع التحليل النفسي، ويعتمد هذا النوع من العلاج على نظرية أن العقل اللاوعي يتأثر بالتجارب الماضية، لكنه لا يركز على بناء علاقة قوية بين الشخص الذي يخوض العلاج والمعالج النفسي، بل يركز فقط على الشخص الذي يخوض العلاج، وعادة ًما تكون مدّة العلاج النفسي الديناميكي الأقل بين مختلف أشكال العلاج النفسي الأخرى، وتكون جلسة العلاج مرة واحدة أسبوعيًا لمدّة 50 دقيقة، ويركز هذا العلاج على ما يأتي:

  • مساعدة الشخص على معرفة مشاعره السلبية.
  • مساعدة الشخص على إخراج مشاعره المكبوتة والاعتراف بها.
  • مساعدته على التعبير عن مشاعره بطلاقة، وعن مدى تأثيرها على حياته الشخصيّة وعلاقاته مع الآخرين.
  • تحديد وتحليل آليات الدفاع وردود الفعل التي يظهرها الشخص لتجنب الأفكار والمشاعر المؤلمة، مثل: محاولته كبت مشاعره، ومحاولة تجنب ذكرياته المؤلمة، والميل إلى تغيير الموضوع لتجنب الحديث عنها، وقد يحاول الشخص أيضًا الاعتذار عن حضور بعض الجلسات أو التوقف عن حضورها أو المغادرة أثناء جلسة العلاج عندما تبدأ المواضيع تصبح أكثر إزعاجًا ويتطرق الحديث عن التجارب الأكثر إيلامًا.

العلاج الجماعي

في هذا النوع من العلاجات يتم الجمع بين أكثر من شخصين ممن لجأوا إلى العلاج النفسي مع معالج أو طبيب نفسي واحد، وهو قليل التكلفة مقارنة بالأنواع الأخرى من العلاج، وما يميز العلاج الجماعي أن جميع المشاركين به يعانون من نفس المشكلة النفسية أو نفس المرض العقلي، ويهدف هذا العلاج إلى ما يأتي:

  • يساعد المشاركين على مشاركة مشاعرهم وأفكارهم والصعوبات التي يواجهونها.
  • التخلص من شعور العزلة والوحدة؛ لأنهم يعلمون أنهم ليسوا الوحيدين بالعالم يعانون من هذا الأمر.
  • يولد لديهم علاقات قوية.
  • يساعدهم على الاستفادة من تجارب وخبرات بعضهم البعض، ويساعد أيضًا على معاونة وتشجيع بعضهم بعضهم على الخروج من هذه الأزمة.
  • تعلم سلوكيّات جديدة إيجابيّة تساعد على الاستمرار بحياة صحيّة وأكثر سعادة، فوجود الشخص ضمن مجموعة يضمن تنوع الأفكار وتنوع ردود الفعل والسلوكيات المختلفة للتعامل مع الأزمة، وهذا يساعد الشخص على اكتشاف واتباع استراتيجيات إيجابية لمواجهة مشاكله ومخاوفه.

فوائد العلاج النفسي الحديث

جميع أشكال العلاج النفسي الحديث تخدم نفس الهدف وهو الوصول للمرحلة التي يكون بها الشخص قادرًا على تقبل ومتابعة حياته بنفسية إيجابيّة وسلوكيات أفضل، لكن نظرًا لتنوع وتعدد المشكلات النفسيّة والعقليّة خاصةً في الوقت الحالي، وبعد العديد من الدراسات والبحوث أثبت كل أسلوب تفوقه في علاج مشكلات معينة اكثر من النوع الآخر، وسنتطرق لها كالآتي:

العلاج السلوكي المعرفي

تستغرق دورة العلاج بهذا النوع من العلاج من 5 إلى 20 جلسة، ويحتاج المُصاب إلى حضور جلسة واحدة أسبوعًا أو جلسة واحدة كل أسبوعين، وتستمر كل جلسة من 30 إلى 60 دقيقة.

ويستطيع المُصاب بأي مشكلة نفسية الحصول على أفضل النتائج من هذا النوع من العلاج من خلال الالتزام بخطة العلاج وتطبيقها بحذافيرها، والمشاركة بصنع القرار، وعدم الاستعجال في الحصول على نتائج العلاج، وأن يكون صادقًا ومنفتحًا أثناء العلاج ويخبر طبيبه أو معالجه النفسي بكل الحقائق ومخاوفه والمواقف التي تسبب له الإحراج.

قد لا يعالج السلوك المعرفي الحالة الطبيّة، ولكن من الفوائد المرجوة من العلاج السلوكي المعرفي كلٍ مما يأتي:

  • إعطاء الشخص القوة على التعامل مع الوضع الذي يمر به بطريقة صحيّة.
  • يساعد الشخص على الشعور بالتحسن اتجاه نفسه وحياته، التحكم في الأعراض المُصاحبة للمشاكل العقليّة.
  • منع الانتكاسات بعد الشفاء من المشاكلات النفسيّة كالانتكاسات بعد التخلص من الإدمان السلوكي.
  • تعلم القدر على التعامل مع المشكلات الطبيّة.
  • تعلم القدرة على التحكم بالعواطف والمشاعر.
  • علاج المشكلات العقليّة التي من الصعب علاجها بالأدوية.
  • تعلم القدرة على التعامل مع الحزن أو خسارة شيء أو شخص ما.
  • تعلم القدرة على التعامل مع تغيرات ومواقف الحياة المرهقة.
  • تعلم القدرة على التحكم باعراض الأمراض المؤلمة، مثل: الأعراض المُصاحبة لمرض السرطان.
  • التغلب على الصدمات العاطفيّة والعنف والإساءة النفسية.
  • تعلم القدرة على حل النزاعات والخلافات.
  • علاج الاضطرابات النفسيّة المختلفة، ومنها:
    • التغلب على الاكتئاب.
    • الرهاب.
    • اضطرابات الأكل.
    • اضطرابت النوم والأرق.
    • اضطرابات القلق كاضطراب الوسواس القهري.
    • الفصام.
    • الاضطرابات الجنسيّة.
    • اضطراب ثنائي القطب.

السلوك المعرفي الجدلي

أثبت هذا العلاج فاعليته في علاج الحالات الآتية: اضطرابات الشراهة، واضطرابات ما بعد الصدمة، واضطرابات المزاج، واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، واضطراب الشخصيّة الحديّة، هذا النوع من العلاجات مفيد في علاج اضطراب الشخصيّة الحديّة المتسبب بالأعراض التالية:

  • معاناة المُصاب من اضطرابات عاطفية حادة تجعل حالته المزاجيّة متغيرة بشدّة، ولديه حساسيّة حادَة اتجاه أن يرفض له أحد أمر.
  • يكون المريض شديد العدوانيّة وسريع الغضب.
  • يعاني المصابين بهذا النوع من المشكلات من عدم استقرار العلاقات، والتفكير والسلوك المتهور كتعاطي المخدرات، وممارسة الجنس الخطر، والرغبة الحادة في إيذاء الذات.

وشهد المصابين بهذا الاضطراب تحسنًا بعد العلاج بالسلوك المعرفي الجدلي، ومن الأمثلة على ذلك التحسنات الآتية:

  • غضب أقل.
  • ميولًا أقل للهروب من العلاج.
  • انخفاض الميول الانتحاريّة.
  • رغبة أقل في إيذاء الذات.
  • شفاء أسرع.
  • تحسن في علاقاته الاجتماعية.

العلاج الإنساني

أظهرت دراسة أجريت على 86 شخص نجاح هذا النوع من العلاج في مساعدة الناس على إحداث تغييرات جذرية ودائمة في حياتهم، وأظهرت أيضًا قدرتهم على علاج الأشخاص الذين لم يتفلح طرق العلاج الأخرى بمساعدتهم، وأظهرت دراسة حديثة أن العلاج الإنساني المرتكز على العميل من شأنه أن يكون مفيدًا في علاج كلٍ مما يأتي:

  • الصدمات النفسية.
  • الاكتئاب.
  • التعامل مع المشكلات والأمراض الصحيّة المزمنة.
  • مرض الذهان.

العلاج النفسي الديناميكي

يكون الهدف هذا العلاج محاولة التخفيف من حدّة الأعراض التي يمربها الشخص، وجعلهم يستغلون مواهبهم وقدراتهم الكامنة بشكلٍ أكبر، وإعطائهم الفرصة لتحسين ذاتهم، ويستمر العلاج عادةً لمدّة عام واحد فقط لكن بعض الأشخاص يحتاجون للاستمرار بالعلاج لوقتٍ أطول، ويُستخدم هذا النوع من العلاج بشكلٍ أساسي لعلاج الاضطرابات النفسيّة الخطيرة خاصة المرتبطة بفقدان معنى الحياة نتيجة لفقدان شيء مهم أو التعرض لموقف سيء، كما أثبت الأبحاث فعالية هذا النوع من العلاجات النفسيّة الحديثة في علاج كلٍ من الآتي:

  • اضطرابات الأكل.
  • اضطراب القلق الاجتماعي.
  • الإدمان.
  • القلق.
  • الأمراض الجسدية المرتبطة بالتوتر.
  • الذعر.

مدّة العلاج النّفسي

تتراوح مدّة العلاج النفسي من أسبوعين إلى عام أو أكثر بناءَ على نوع المعاناة التي يخوضها المُصاب. وتعتمد مدّة العلاج على عوامل عدّة، نذكر منها ما يأتي:

  • مدى شدّة المرض أو شدّة الأعراض التي يمر بها.
  • الوضع النفسي للمُصاب.
  • مدّة معاناة المُصاب من هذه الأعراض.
  • سرعة استجابة وتقدم المُصاب بالعلاج.
  • حجم التوتر والضغط النفسي الذي يعاني منه المُصاب.
  • التكلفة الماديّة للعلاج وقدرة الشخص على تحملها أو توفير تكاليفها.
  • حجم ومدى الدعم الذي توفره العائلة والأصدقاء والأقارب للمُصاب.
  • مدى تداخل المشكلات الصحيّة والنفسيّة مع أداء الشخص لمهام الحياة اليوميّة.
السابق
ماهو علاج المرض النفسي
التالي
ما هو مرض الذهان

اترك تعليقاً