صحة عامة

اضطراب الشخصية

اضطراب الشخصية

اضطراب الشخصية

يعدّ اضطراب الشخصية واحدًا من أشكال الأمراض النفسية، ويرتبط بمشكلات الإدراك التي يعيشها المصاب؛ إذ يعاني من صراعات في طبيعة علاقته مع الآخرين، دون اقتناعه بأخطائه وسلوكيّاته المضطربة، وتقسم اضطرابات الشخصية حسب علم النفس لثلاث مجموعات مختلفة في أعراضها؛ إذ تتركز علامات المرض من المجموعة الأولى بالتصرفات الغريبة والشاذّة، بينما تتمثّل أعراض المجموعة الثانية بالسلوكيات التوترية والوسواسية، إلى جانب السلوكيات الدرامية والانفعالية التي ترتبط بأعراض المجموعة الثالثة، ووتظهر أعراض اضطراب الشخصية على الإنسان في مرحلة المراهقة، وتقل في متوسط العمر.

أنماط اضطراب الشخصية

تُصنّف الجمعية الأمريكية للطبّ النفسي مرض اضطراب الشخصية تحت مجموعات مقسّمة لـ ( أ، وب،وج)؛ إذ تتضمن المجموعة (أ) ثلاثة أمراض تشترك في أعراضها وهي؛ اضطراب الفصام، واضطراب الشخصية الفصامية، واضطراب جنون العظمة، وتتضمن المجموعة (ب) كلّ من اضطرابات؛ الشخصية الحدية، والهستيرية، والعدوانية، والنرجسية، بينما تتضمن المجموعة (ج) أمراض اضطرابات؛ الشخصية الوسواسية، والتبعية، والانطوائية.

اضطرابات المجموعة أ

فيما يأتي توضيح لاضطرابات هذه المجموعة:

اضطراب جنون العظمة

يصيب اضطراب جنون العظمة الأشخاص بنسبة 2-4%، وتتمثّل صفات هذه الشخصية بانعدام ثقتهم في الآخرين، والظنّ بأنّهم محطّ تلاعب أو تحايل من المحيطين، بالإضافة لمجموعة أخرى من السمات تتوضّح في النقاط المذكورة أدناه:

  • الريبة والشكّ في الناس.
  • الظنّ السيء مع التخوّف من الأشخاص المستفيدين منهم بمصلحة ما.
  • تنبّه ويقظة دائمين.
  • القلق المستمر.
  • العصبية جراء التعامل السيء.
  • تفسير دوافع الأشخاص في تصرفاتهم، وتخمين نواياهم الكامنة.

اضطرابات الشخصية الفصامية

يشكّل هذا الاضطراب جزءًا من اضطرابات المجموعة (أ)، وهي ترتبط بظهور مجموعة صفات شخصية شاذة وغريبة الأطوار، ويمتاز المصابون بهذا الاضطراب بعزلتهم الاجتماعية، وانسحابهم من العلاقات، وتفضيل الوحدة، وغالبًا ما يلتحقون بوظائف تسمح لهم العمل بالمكاتب منفردين؛ كموظفي المختبرات، أو موظفي المكتبات، أو رجال الأمن الليليين، ويتّصف أصحاب الشخصية الفصامية بمجموعة صفات تتمثّل في الآتي:

  • يعيشون في الخيالات، وخاصّة فيما يخصّ الحياة الداخلية.
  • انعدام العلاقات الوطيدة مع الآخرين، وحتّى مع أهل المنزل.
  • لا يهتمون لسماع الانتقادات، أو المديح.
  • ممارسة النشاطات الفردية.
  • عدم التعلّق بالآخرين.
  • انعدام العلاقات مقرّبة مع الآخرين.
  • عدم الإفصاح عن المشاعر.
  • يستمتعون بممارسة العلاقة الجنسية.

اضطرابات المجموعة ب

فيما يأتي توضيح لاضطرابات هذه المجموعة:

اضطراب الشخصية النرجسية

تبدأ سمات الشخصية النرجسية بالظهور خلال سنوات البلوغ المبكر؛ إذ تُؤثّر على الأشخاص في علاقاتهم الشخصية، أو العملية، ويعتقد المصابين بهذا الاضطراب بأنّهم مميّزون عن غيرهم من الناس، فهم يؤمنون بموهبتهم وبعظمتهم، ويصعب عليهم استيعاب الهزيمة، أو الانتقاد، كما يتصف المرضى بمجموعة سمات شخصية أخرى، هي:

  • الإحساس بأنّهم موضع حسد من المحيطين.
  • تعظيم الذات.
  • شعور المرضى بعدم فهم الآخرين لشخصياتهم.
  • انعدام الشعور بالآخرين.
  • العيش بأحلام اليقظة وأوهام النجاح المفرط، والحب الخيالي، والقوّة الشديدة.
  • الاحتياج للاهتمام والمعاملة الخاصة.
  • الغرور في التعامل مع الآخرين.
  • الانسحاب الاجتماعي أو الهيجان والعصبية إزاء حالات النقد، والخسارة.
  • استغلال المحيطين.

اضطراب الشخصية الحديّة

يرتبط اضطراب الشخصية الحدية بالتقلّبات المزاجية التي يعيشها المرضى؛ إذ تنتابهم نوبات من الاكتئاب والقلق يتبعها نوبات أخرى من العصبية والهياج، وغالبًا ما يستمر ذلك لساعات أو لأيّام، ومن جانبه فإنّ المصابين بهذا الاضطراب يفتقرون إلى العلاقات المستقرة، وذلك بسبب شخصيتهم التي تظهر في علاقاتهم قطبيّة الجانبين، إذ ينتقلون من الحب الشديد للكره الشديد بسهولة، كما أنّ لديهم صعوبة في تحديد هويّتهم، وماهيّة شخصياتهم ودورهم في الحياة، هذا بالإضافة لمجموعة أخرى من الصفات مثل:

  • علاقات متوترة وغير مستقرة.
  • الدخول السريع في العلاقات، والخروج المفاجئ منها.
  • أفكار أو تصرفات انتحارية.
  • عدم القدرة على التحكم بنوبات العصبية والغضب.
  • قلق غير مبرر إزاء نوايا الآخرين.
  • انعدام الثقة في الآخرين.
  • الشعور الدائم بالفراغ.
  • إيذاء النفس.
  • تغيّر في المزاج.
  • الاندفاع والتهوّر في السلوكيات المتعلّقة بالعلاقات الجنسية، والشراهة في الطعام، وصرف المال.
  • النظر للأشياء في أقصى اتجاهين متنافرين؛ فإمّا الرؤية الإيجابية المطلقة للأمور، وإمّا السيئة المطلقة.

اضطرابات المجموعة ج

وفيما يأتي توضيح لاضطرابات هذه المجموعة:

اضطراب الشخصية التابعة

يمتاز الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية التابعة من مجموعة صفات تتمثّل بالآتي:

  • بذل الجهود الجبارة لتجنّب الدخول في المشكلات والصراعات مع الغير.
  • استحمال المعاملة القاسية حفاظًا على استمرار العلاقة.
  • تكرار الخوف من البقاء وحيدًا.
  • الاتكالية على الآخرين.
  • الرهبة من فكرة الفراق والانفصال.
  • الاحتياج الدائم للعناية والاهتمام.
  • استنزاف النفس وبذل الجهود في سبيل رضى الغير.
  • سهولة الانجرار وراء الآخرين والتعرّض لاستغلالهم.
  • نقص في الثقة بالذات.
  • صعوبة اتخاذ القرارات الفردية.
  • عدم القدرة على تحمّل السؤولية.
  • طاعة الآخرين وتنفيذ أوامرهم.

اضطراب الشخصية الانطوائية

يمتاز الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الانطوائية بمجموعة السمات الآتية:

  • عدم تقدير الذات.
  • عدم الثقة بالآخرين.
  • الخجل الاجتماعي.
  • انعدام تكوين الصداقات.
  • تجنّب التواجد في المناسبات والتجمّعات.
  • القلق إزاء رفض الآخرين لهم.
  • اضطرابات الأكل.
  • أفكار انتحارية.
  • الاكتئاب.

أسباب اضطراب الشخصية

تتأثّر شخصيات الأفراد بمجموعة العوامل البيئية، والاجتماعية المحيطة، فتتكوّن على هذه الأسس التي غالبًا ما تنعكس على علاقة الشخص بمحيطه الخارجي وعلاقاته مع من حوله، ومن جانبه فقد تنشأ الأفكار، والتصرفات التي تنضج مع الإنسان منذ الطفولة على هيئة شخصية إنسانية مضطربة تعاني من أعراض سلوكية، واعتقادية معيّنة، وتتوضّح أسباب اضطراب الشخصية في المذكور أدناه:

  • العامل الوراثي: إذ تؤثر الجينات الموروثة من الوالدين للأبناء في تكوين صفاتهم الشخصية، والتاريخ العائلي للأمراض النفسية والاضطرابات.
  • العامل البيئي: إذ يتأثّر الأشخاص بعوامل البيئة التي يتواجدون فيها، فتنعكس أحداث الحياة، والعلاقات الأسرية على تكوين الشخصية.
  • عوامل أخرى: مثل؛ مشكلات الحياة الوالدية والأسرية أثناء الطفولة، والإصابة بتشوّهات في تركيب بنية الدماغ.

علاج اضطراب الشخصية

يستغرق علاج اضطراب الشخصية بضعة شهور، أو قد يمتد لفترة أطول تصل لسنوات، وغالبًا ما يلزم وجود تضافر للجهود بين مجموعة من المختصين والمعالجين؛ كالأطباء النفسيين، والأخصائيين الاجتماعيين، والصيدلاني المسؤول، وعدد من الأشخاص المقربين للمصاب، وتنطوي أساليب العلاج على الجلسات النفسية المنفردة بين المريض والطبيب النفسي، أو الجلسات المشتركة بوجود أفراد من الأسرة والمقربين، وتسهم أدوية مضادات الاكتئاب، ومضادات الذهان، والقلق في تخفيف أعراض المرض، وقد يلجأ الطب النفسي لتحويل المصابين الذين تشكّل حالاتهم خطرًا على الآخرين، إلى مصحّات الأمراض العقلية لتلقي العلاج المناسب.

السابق
مرض الخوف النفسي
التالي
علاج نتف الرموش

اترك تعليقاً