صحة عامة

اضطراب الهوية الجنسي

اضطراب الهوية الجنسي

اضطراب الهوية الجنسي

يعاني بعض الأشخاص من عجزهم عن تحديد هوايتهم الجنسية وأنواعهم الاجتماعية، ويؤدي بهم ذلك إلى الإحساس بمشاعر مضطربة تتمثّل بالحزن، والانزعاج، والضيق، وتُحدّد علامات نوع الجنس للإنسان عند الولادة، لكنّ بعضهم يظهرون على أنّهم رجال، بينما يشعرون بأنفسهم كأنّهم نساء، والعكس صحيح.

وتُدعَى هذه الحالة الهوية الجنسية المضطربة، وهي لا تنتمي للأمراض النفسية، لكنّها تُشخّص نوعًا من أنواع الحالات المرضية، ولا يوجد ما يشترك بينه والميول الجنسي للنوع نفسه، لكنّ المجتمع قد ينظر إلى هؤلاء على أنّهم مصابون بالشذوذ الجنسي، وغالبًا ما يُتجاوَز ذلك بالعلاج.

تظهر أعراض اضطراب الهوية الجنسي على الأطفال من خلال امتناع الذكر عن ارتداء ملابس الذكور، أو المشاركة في اللعب مع أبناء جنسه البيولوجيين، ويعيش الكبار المصابون في حالة من الاختناق المسيطر عليه، وقد يرفض بعضهم التعايش مع وضعه، ويلجؤون إلى التعريف بأنفسهم حسب هويّاتهم الجنسية من خلال عمليات التحويل الجنسي، أو قد يلجؤون إلى إجراء عمليّات تخلّصهم من شعر الوجه إذا كانوا رجالًا، أو من الثدي إذا كانوا نساءً.

يلجأ الأشخاص في حالات الاضطراب الشّديد إلى الاهتمام المُبالغ فيه للمظهر الذي يُظهِرهم بشكل الجنس الآخر، ذلك قبل تقدّم العمر قليلًا وتمكّنهم من إجراء عمليات التحوّل، لكنّهم قد يتعرّضون للرفض من الأهل والبيئة المحيطة، ويسبب ذلك حالات من الاكتئاب، والقلق العام، بالإضافة إلى ظهور أعراض القلق الانفصالي، وقد يعيش المصابون حالات من التفكير الانتحاري في كثير من الأحيان، ويتوقّف تطبيقهم لهذه الأفكار بناءً على تمكّن الشخص من تغيير نوعه الاجتماعي أو لا.

أعراض اضطراب الهوية الجنسي

تظهر الأعراض منذ سن الطفولة، وحتى تشخيصها يجب أنْ تبقى ظاهرة لمدة تصل حتى 6 أشهر، وفي ما يلي ذكر أبرز علامات الإصابة:

  • الرغبة في اللعب مع الأطفال من الجنس الآخر.
  • تأكيد أنّهم إناث رغم ظهور علامات جسمية تدلّ على أنّهم ذكور، وبالعكس.
  • الإحساس الجازم بأنّهم سيصبحون نساءً عندما يكبرون، على الرغم من وجود الدلالات الجسمية كلها على أنّهم ذكور، وبالعكس.
  • عدم الموافقة على استعمال الحمام بالطّريقة التي يستخدم بها الأولاد المرحاض، اعتقادًا منهم بهوية جنسية تدلّ على أنوثتهم.
  • التحدّث عن رغباتهم في تبديل أعضائهم الجنسية التناسلية إلى أعضاء الجنس الآخر.
  • الانزعاج المبالغ به بسبب علامات البلوغ التي تظهر عليهم.

كما توجد المزيد من الأعراض التي تظهر على المصابين باضطراب الهوية في سنّ البلوغ، وهي تتمثّل بالآتي:

  • كُره أعضائهم التناسلية، مما يجعلهم ذلك بعيدين عن الجماع.
  • عدم الرغبة في تغيير ملابسهم، أو استعمال الحمام لعدم الكشف على عوراتهم.
  • زيادة الرغبة في إزالة أعضائهم التناسلية واستبدال أخرى أنثوية بها، والعكس طبعًا.
  • ارتداء الملابس المخصصة لأبناء الجنس الآخر.
  • مشكلات في العلاقات الاجتماعية في المدرسة، ومع الأصدقاء، ومع الأهل.

أسباب اضطراب الهوية الجنسي

لا توجد أسباب مَرَضية واضحة تقف خلف اضطراب الهوية الجنسي، في ما يعتقد العلماء بدور العوامل الوراثية الجينية، والهرمونات المؤثّرة في الجنين في إنشاء هذا الخلل، ويشير بعضهم إلى وجود بعض العوامل البيئية المرتبطة بذلك، وتظهر الأعراض في وقت مبكر من الطفولة، تحديدًا بين سِنَّي 2-4 سنوات، كما تتبيّن لاحقًا بشكل أوضح عند دخول الأطفال المدرسة، وبداية إنشاء علاقات مع أقرانهم، في ما قد تظهر لدى بعضهم في وقت متأخر من سن البلوغ.

تشخيص وعلاج اضطراب الهوية

تبيّن الدراسات أنّ 71% من المصابين يعانون من خلل في الحالة الذهنية؛ مما يؤدي إلى الإصابة بأعراض الاضطرابات النفسية المختلفة، التي قد تشمل: أمراض القلق، والفصام، والاكتئاب، بالإضافة إلى اضطرابات المزاج، واضطراب الأكل، وتعاطي المخدرات، ويجب على الأهل الذين يشكّون في وجود أعراض الخلل في النوع الاجتماعي لدى أطفالهم التوجه الفوري للطبيب وطلب المساعدة منه، إذ يُشخَّص الاضطراب عند الأطفال عندما تظهر عليهم 6 أعراض أو اكثر، وهذا يتطلّب مشاركة أكثر من طبيب مختص، كما أنّه لا يُنفّذ بجلسة واحدة، إنّما قد يحتاج إلى العديد من الجلسات وعلى مدى عدّة شهور، وقد يحتاج الأمر إلى وجود أفراد من الأسرة المحيطة بالمريض، ويتوقّف التقييم التشخيصي للاضطراب على عدّة أسئلة تحدّد طبيعة حاجات الشخص المريض، ونظرته إلى هويته الجنسية، وهذه الأسئلة هي ما يلي:

  • طبيعة المشاعر المسيطرة على المريض وكيفية تطوّرها.
  • طريقة إدارة الشخص للمصاعب التي يعاني منها بشأن تحديد هويته.
  • الملاحظات المشاهدة من الشخص المتعلقة بالاختلاف بين صفات النوع البيولوجي والنوع الاجتماعي للشخص.
  • السؤال عن العائلة الداعمة، أو الأصدقاء المساندين.
  • تشخيص الحالتَين النفسية والجسمية للمريض.

تُشكّل مساندة الأسرة للمريض أفضل ما يُقدّم له، ويدخل في التشخيص مستشارين نفسيين، ويرى بعضهم أنّ من الأفضل تغيير هوية المريض الرسمية وجواز سفره حسب نوعه الاجتماعي الذي يؤمن به، ولا تَمُتّ عمليات التحوّل التي يُجريها بعض الأطباء بأيّ صلة بالأخلاق، وتُعالَج حالات الخلل في الهوية الجنسية من خلال الأدوية الهرمونية، التي يختلف نوعها حسب عمر المريض، وتوقيت موعد بلوغه أو لا، كما أنّ وصف مثل هذه الأدوية يحتاج إلى موافقة ولي الأمر، وتُعدّ هرمونات التستوستيرون والإستروجين شكلًا من العلاج الهرموني.

تُجرى المريض البالغ عمليات جراحة لتصحيح الصفات الجسمية غير المتناسبة مع الهوية الجنسية، ويأتي هذا الإجراء بعد تجربة العلاج بالأدوية الهرمونية، ويحقّق العلاج راحةً للمريض، إذ يتخلّص من الضغط والألم اللذين يُسيطَر عليهما بفعل عدم قدرته على تحديد هويّته، وقد يهدف بعضهم من العلاج إلى التمكّن من الظهور بمظهر الجنس الذي يريد، والتصرّف بوصفهم أبناء ذلك النوع، وفي النتيجة فإنّ غالبية المتحولين يشعرون بالرضى عن نتائج العلاج التي يتلقونها، وتشكّل المرحلة التي تلي عملية التحوّل أو التعديل في الصفات الجسمية مسألة حاسمة، وتتطلّلب المزيد من الوقت للتعوّد من المحيطين على التعامل مع هذا المريض.

السابق
اعراض قلق نفسي
التالي
اعراض مرض باي بولر

اترك تعليقاً